صلاح الدين محسن


  4 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

الإصلاح الكاذب .. وألاعيب الحكام الفاسدين

نعتقد في أن الحكام الذين يتحسسون رؤوسهم ، خشية وصول قطار الاصلاح الي عروشهم ، قد نفذت أو انكشفت تماما كل مالديهم من الحيل والملاعيب ، لخداع الرأي العام بالداخل ، والمجتمع الدولي أيضا.... من قرارات كاذبة مخادعة .. هيئات ومؤسسات صورية لايهام الجميع بأنهم علي طريق الاصلاح والاعتدال ..وما لأمثالهم أن يعتدلوا ! ، ولكن من المؤكد أن الشعوب لم تعد تأمل أو تتوقع خيرا يخرج من بين أياديهم .. وهناك نظام شرق أوسطى – علي سبيل المثال – من ضمن الأنظمة اللولبية المطلوب اصلاحها .. طوال ربع قرن .. راح ذاك النظام وأذنابه يرفعون شعارات رنانة توحي ب " ثورة خضراء .." مزعومة ، في المرة الأولي ..، وانتظر الناس لسنوات .. فاذا بهم لا يحصدون سوي المزيد من العجف والجفاف ..!!

ثم لعب الحاكم المعوج وزبانيته لعبة أخري توحي بما أسموه " صحوة كبري ,, " وهتفت قلوب الناس أملا ورجاء في مجىء مثل تلك الصحوة .. ، ولكنها لم تسفر وبعد سنوات سوى عن مزيد الموت والخراب .. !!

ثم بعد سنوات ولأجل امتصاص غضب الناس بمسكن أو مخدر جديد أخرج الديكتاتور وزبانيته ملعوبا جديدا وأطلقوا عليه لقب " المسيرة
.. ولم يفقد الناس الطيبون الأمل وقالو ا : لعل وعسي تحدث أية مسيرة ..ولكن بعد سنوا ت صبر وألم لم تسفر المسيرة المزعومة تلك سوي عن كسيرة ، او قعيدة أو أي شيء آخر لا صلة له بالمسير ... !! ويزداد الجوع ويزداد الفقر ويزداد القمع ويزداد الخراب ، وتخوي بطون الناس وتمتليء السجون والمعتقلات وخزائن اللصوص الكبار المتربعين علي كراسي المناصب والمكاتب ..

وتمضي الحيل والملاعيب وتتفتق أذهان الطغاة وأعوانهم عن أفكار شريرة لسحب البساط من تحت أقدام كل مسعي شعبي لعمل فيه خير ..تسعي طلائع النساء لتأسيس اتحاد لرعاية المرأة وشئونها وحقوقها .. منظمة غير حكومية .. والجمعيات والمنظمات غير الحكومية هي شيء هام وضروري يخدم ويقوم بدور لا يمكن أن تقوم به الحكومات وهذا معروف في كل دول العالم الديموقراطي .. ولكن الحاكم الديكتاتور وأعوانه يسارعون بسحب البساط من تحت أقدام الناشطات النسائيات حتي لايكون هناك خيرا للمرأة من وراء ذاك الاتحاد ...

فالحكام الديكتاتوريون لا يطيقون خيرا البتة لا للمرأة ، ولا للرجل ولا للوطن بأكمله ، ولا يفعلون الخير ولا يريدونه أن يأتي من غيرهم أيضا ..! ، وبسرعة تفتقت قرائح ابداعاتهم الشريرة عن عمل اتحاد بمعرفتهم ( حكومي .. ) للمرأة العربية - كلها، وليس لنساء ذاك البلد وحسب !! - وقامت زوجة الديكتاتور بدعوة نساء الملوك والأمراء والرؤساء بزعم انشاء مجلس للعربية ،، قطعة واحدة ،، !! ، وبالفعل اجتمعت السيدات الأوليات ( زوجات الملوك والرؤساء ) وقامت ا لولائم والموائد وتبادل القبلات والصور الصحفية والتليفزيونية ، تحت زعم انشاء منظمة للمرأة .. ، وهكذا لم يعد هناك مبررا لاقامة منظمات أخري للمرأة ، و تم سحب البساط من تحت أرجل الناشطات النسائيات الحرات بذاك البلد ودفن مشروعهن لاقامة اتحاد حقيقي للمرأة ..!! وتم تعيين موظفا ت وقيادات لذاك المجلس الحكومي للمرأة بتلك الدولة من عناصر نسائية موالية للحكومة لا للمرأة .. ولا عزاء للحرية ..

وعندما سعي المثقفون بذاك البلد أيضا لعمل اتحاد لهم .. سارع دهاقنة الديكتاتورية بسحب البساط من تحت أقدامهم خشية أن يطالب المثقفون في اتحادهم بالحرية والديمقراطية والإصلاح المطلوب عمله .. وبالفعل تم وقف المشروع بملعوب من الملاعيب التي يجيدها النظام ... ... ، وعندما يتعاظم نشاط المنظمات الأهلية لحقوق الإنسان وتقوم بدورها في كشف ما تقوم به حكومة الطاغية ضد حقوق الانسان من بطش وتنكيل بأصحاب الآراء والأفكار الحرة والسياسيين الأحرار ..، وامتهان لكرامة المواطن بأقسام الشرطة ، والتعذيب بمعرفة الأجهزة الخاصة ، ويشعر نظام الديكتاتور بخطر تلك المنظمات علي سره وعلي أمنه الذي تفضحه تلك المنظمات فيسارع زبانيته بعمل ملعوب عجيب وهو : انشاء منظمة لحقوق الانسان !!! تلك الحقوق التي تستجير منه ومن زبانيته !! والمفروض أن منظمات حقوق الانسان هي عين ساهرة لحماية المواطنين من أي جور أو أو نقصان قد تتعرض له حقوق المواطن من قبل الحكومة طبعا ، فاذا بالحكومة تنشيء منظمة لحقوق الانسان - وليتها حكومة هي ثقة أو احترام أو حب من أحد بخلاف الأذناب ..! ، وقامت بطبيعة الحال بتعيين موظفين لمنظمتها من شخصيات أغلبها امعات ، ومعروف عنهم أنهم مجرد ذيول لأي حاكم وخدم لأية سلطة وليسوا خدما لوطنهم ولا للواجب أو الضمير .. فتوجه نشاط المنظمة الي شيء مخالف تماما لما يجب أن تقوم به منظمات حقوق الانسان .. ولكن الأكثر ظهورا أمام الناس هو : الهيكل الأجوف الذي أقامته الحكومة وأسمته : مجلسا قوميا لحقوق الانسان ..!!

يشكو الصحفيون ودعاة الحرية والديموقراطية في ذاك البلد – كنموذج - من ظلم قانون سجن الصحفي ، لكونه يعوق رسالة الصحافة في أن تكون عينا للشعب وضؤا مسلطا علي أي خلل أو انحراف يضر بمصالح الوطن أو المواطن .. ولما طالت الشكوي وأصبحت فضيحة النظام بجلاجل أمام المجتمع الدولي بسبب كثرة حبس الصحفيين .. فكر دهاقنة الديكتاتور في فكرة ..، وصدر قرار بتعديل القانون والغاء مادة حبس الصحفيين فتهلل الناس الطيبو ن من أصحاب النوايا الحسنة الذين يحسنون الظن بكل شيء ، وفرحوا اعتقادا منهم في أن ( الحدأة ) التي تخطف الكتاكيت من الممكن أن تهديها للناس فتلقي عليهم بها ..! ولكن الحكماء من الناس ممن يفهمون طبيعة الديكتاتور غير القابلة للاصلاح ، كانوا موقنين بأنه ملعوب وسوف ينكشف .. وبالفعل اتضح بأن النظام الديكتاتوري قد استبدل قانون سجن الصحفيين بغرامة ضخمة للغاية بحيث لو حكم علي صحفي بالغرامة فانه لوقام ببيع أمه وأبيه وامرأته وبنيه ووجد له من : يشتريه مع كل أهله لما استطاع تدبير قيمة الغرامة .... !! وهنا اما أن يسجن لعدم دفع الغرامة (!) وليس لأنه مارس واجبه الصحفي .. كلا وانما لعدم دفعه للغرامة (!!!) ..، واما أن يقدم من نفسه وبنفسه التماسا واسترحاما للسلطة لكي تعفيه من الغرامة وتستبدلها بالسجن ( أرحم وأحن من الغرامة ) !! أرأيتم الملاعيب ؟!!

وهكذا تكون حيل وتفانين الحكام الديكتاتوريين لأجل الاصلاح الكاذب .. وذاك الاصلاح الكاذب المراوغ المخادع هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخرج من بين أيادي الحكام الديكتاتوريين الذين يرفضون تماما أن ينصلح حالهم وحال بلاده من الداخل ... !!


صلاح الدين محسن
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون