صلاح الدين محسن


  27 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

نداء الي كتاب العالم المحبين للسلام

بقلم: صلاح الدين محسن

 منذ انتهت الحرب   العالمية الثانية مخلفة وراءها عشرات الملايين من الجثث .. وعشرات الملايين من اليتامي والأرامل والثكالي  وعشرات المدن المدمرة .. منذ أن انتهت تلك الحرب علي أمر مفزع بالغ الرعب لم يسبق له مثيل في التاريخ " فاجعة هيروشيما وناجازاكي " بعد استخدام سلاح الدمار الشامل لأول مرة  - القنبلة الذرية  - ..

كان جديرا بالإنسان أن يتعظ ويجنح للسلام وتسعي الدول لحل مشاكلها بالحوار..  واستوعبت كل دول وشعوب العالم العاقلة وشعوبها الدرس وفهمت انه لو قامت حرب في عصر الذرة ولاسيما بعد أن دخلت أمم أخري عديدة النادي الذري ، فهذا معناه احتمال الفناء لكوكبنا الأرضي .. ونسيت تماما كل دولة منها أي ثأر تاريخي أو عداء  تقليدي   بينها  لأنها عرفت معني أهوال الحروب والدول الكبرى  في الشرق أو في الغرب ، الخبيرة   التي تفهم معني فظائع الحرب ، أضحت إذا اختلفت فأنها تضع ألف حساب لتفادي استخدام القوة ...  ومع ذلك لا تزال هناك حروب تقوم وتجر وراءها تلك الدول الكبرى جرا .. ومنذ انتهت الحرب العالمية قامت أيضا حروب كثيرة بمختلف أنحاء العالم . ولو سألنا أنفسنا عن الطرف الفاقد للعقل الذي لم يستوعب درس الحرب العالمية ، ولم يروعه قتل  50 مليون من البشر ، ولم يرعبه ما حدث باليابان ..؟! وعما إذا كانت لا تزال هناك مسببات تدعو إلي قيام حرب أخري من أي نوع أو أي حجم ؟!  ، بعد ما رآه الإنسان من الويلات في الحرب العالمية الأخيرة .. فأننا سوف نجد  أن وراء أغلبية تلك الحروب العامل والطرف الصخري القلب  الذي  مولع بالحروب ويقدم عليها ، بعد هول ما حدث هو : الدين .. نعم انه دين ..  فالحروب التي دارت  طوال ال25 سنة الماضية .. من حرب أفغانستان الأولي ..  من كان يؤججها ويصب فوقها الوقود ؟! انه هو  الدين .. – وان بدت علي السطح أسباب أخري .. وحرب البوسنة والهرسك  من وراء نشوبها ؟!.. الجواب : انه هو الدين  - تسلل وأشعل فتيلها كيف ننسي قول " علي عزت بيجوفيتش " : انه لا يعنيه عدد الضحايا ، وإنما يعنيه أن يبقي صوت الأذان يجلجل في سماء سراييفو ..وحرب الشيشان .. من وراءها ؟! انه هو : الدين  .. -  وان بد ت هناك أسباب أخري فهو المحرك والمهيج ..- وكيف ننسي قول  " أصلان ماسخادوف " لأهل الشيشان :  قاتلوا حتى النهاية  ..   (!)وكان كل إنسان عاقل يدري تماما كيف ستكون النهاية .. ليس نصرا بالتأكيد وإنما دمار ودماء .. فمن وراء ذلك ؟  الجواب : بالتأكيد هو الدين – وان بدا فوق السطح شيء آخر ..و الحروب الأربع في أعوام 48  ، 56 ، 67 ، 1973  بين العرب واليهود ..ما سببه؟ هل هي الأرض ؟! أن الأرض يمكن أن تتسع الجميع وتقبل الجميع ...  أذن من الذي يرفض السلام والحياة ويؤثر الحرب ؟ الجواب  : انه دين ..  – وان حاول ، أو حاول الآخرون إبراء ذمته ..- وحرب أفغانستان الثانية من وراءها والمتسبب في تشريد الملايين  بمختلف الدول المجاورة ..؟! انه هو : الدين ، الذي يحكم ويمد ذراعه إلي ما خلف المحيط الأطلنطي حاملا الدمار في 11سبتمبر2001 فيرتد عليه دماره ..  ..! من يقف وراء 20 سنة  حرب ودمار وجوع وتشريد للبشر وتعطيل للمشاريع بجنوب السودان ؟! انه هو : دين في الشمال يريد فرض نفسه ولغته فرضا علي أهل  الجنوب ، فجري ما جري طوال 20 سنة وأكثر  ..من وراء ما حدث ويحدث من ا لجنجاويد بغرب السودان؟!   انه : دين ..!من الذي فجر وروع السياح والأقليات الطائفية بالصعيد والأقصر والكشح  والغردقة والقاهرة  بمصر.. ، وأحدث الرعب والفزع باندونيسيا ، وحتى اسبانيا ومن الفلبين وحتى هولندا ومن كشمير وحتى نيجيريا ومن و من تونس وحتى الشيشان ومن اليمن وحتى باكستان ..؟!! !   انه هو :  الدين .. أنني أدعو الكتاب المحبين للسلام بكل دول العالم إلي الكتابة ومطالبة الدول الكبرى  ، ومجلس الأمن إلي عقد " مؤتمر دولي لنصرة الأديان "  يحضره كبار مفكري العالم المحايدين المعروفين بالنزاهة ، وكبار   الباحثين السياسيين لغرض تحديد الأديان المحبة للسلام والداعية إليه ، لأجل رعايتها ودعمها دوليا  - أدبيا – واعتمادها دوليا كديانات لا تعوق مسيرة التقدم الإنساني ، وكذلك تحديد الأديان التي تعج بنصوص تشرع للقتل والقتال ، وكراهية الآخر ، والحض علي إقصائه أو إذابته أو تصفيته  واستحلال دمه وماله وعرضه .. وتحديد الأديان -  أو الدين -  التي تقف وراء معظم  الحروب وأعمال العنف الدائرة بمختلف أنحاء العالم طوال الربع قرن الأخير ، واعتبار تلك الأديان في عداد أعداء السلام ، ووضعها في لائحة الحركات الإرهابية المقنعة بقناع  ديني وتوصية الدول الأعضاء بهيئة الأمم المتحدة بحظر انتماء رعاياها إلي تلك الأديان المزيفة ، وحظر بناء دور عبادة خاصة بها  - وإغلاق ما قد يكون مقاما  - لكونها بؤر للعنف  ومفارخ  للإرهاب وليست دورا للعبادة .. هذه دعوة ، ونداء الكل الكتاب المحبين للسلام في العالم – بصفة خاصة – ومنظمات حقوق الإنسان ، وكافة المنظمات والشخصيات المحبة للسلام والداعية إليه بمختلف أنحاء العالم  .

 

الكاتب المصري / صلاح الدين محسن



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون