صلاح الدين محسن


  06 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

خوميني مصر
هل أعدته أمريكا ويبشر به الدكتور سعد الدين ابراهيم؟!
 
عودة مرة أخري - بعد مقالنا السابق – الي تصريح الدكتور سعد الدين ابراهيم " داعيةالمجتمع المدني وحقوق الانسان في مصر"القائل فيه " التيار الاسلامي جزء من الواقع الساسي في مصر لا يمكن تجاهله ، ولو أعطيت له الفرصة ، فانه يتصرف بمسئولية لابأس بها " .. ولأن هذا التصريح أعيد نشره في مقال " الهيرالد تريبيون " الأمريكية بعد نشره في "النيويورك تايمز" مما يدل عليأن الأ مريكان يؤيدون الفكرة ، أو ربما كانت تلك خطتهم ، والدكتور سعد يتفق معهم فيها ويدعو اليها أو يبشر بها ..ولا غرو في أن يكون الأمر كذلك فمن يراهنون علي حصان التيار الاسلامي في مصر كثيرون من اليمين وحتي اليسار ، الذي يتحسب البعض منه لاحتمال فوز ذلك الحصان مما يسهل لهم عملية تغيير وجوههم أو تبديل موا قعهم لآخر ولو لموقع"المؤلفة قلوبهم"فيحصل كل علي نصيبه من الزكاة والأمان في ظل حكمهم .. والحق يقال ، ان مسوغات الرهان علي ذاك الحصان كثيرة ، فللأسف أن ذاك الحصان الأرعن الأهوج هو الأقوي والأسرع والأكثر حيوية بين الأحصنة الكثيرة  الأخري الضامرة الأرجل ، المقعدة الهمة .. ..
فهناك بالفعل أحزاب مصرية تركت روح التيار الاسلامي تتقمصها وتتكلم من داخلها ، وهناك أحزاب لم يعد أحد يستطيع التحقق من ملامحها الأصلية بعد أن تغيرت سحنتها الي سحنة اسلامية ، ولهجتها أيضا كحزب مصر الفتاة ، وحزب العمل - بعض رموز تلك الأحزاب أطلقت لحاها من الآن !، بل ان حزب الوفد نفسه قد تميعت العلمانية التي  كانت أهم مايميزه قديما كحزب لكل الشعب بكل طوائفه ، وهناك كتاب يغازلون التيار الاسلامي ويداهنونه ويغمزون له بأعينهم أو يعزفون بعض المقطوعات التي يهواها من وقت لآخر ، وهؤلاء كثيرون سواء من اليمين أو من اليسار ..
من المعروف الآن للعالم أن دول الغرب وعلي رأسها أمريكا تقوم بايواء  الثعابين بحضنها وعلي أراضيها ، وتأويها وترعاها، فان لدغها أحد هذه الثعابين صاح الغرب كله صارخا متأففا لاعنا ، ويقوم بصب جام غضبه  علي واحدة أو أكثر من دول الشرق وشعوبها التي تعتبر ضحية وجانيا في نفس الوقت ! فأمريكا آوت الشيخ " عمر عبد الرحمن "  مفتي الارهاب في مصر و الزعيم الروحي للكثيرين من الارهابيين الذين يعملون مع تنظيم القاعدة وغيرهم ... ومعروف أيضا أن أمريكا تحالفت مع أسامة بن لادن لضرب الشيوعية في أفغانستان ،  ومدته بالسلاح كحليف -تكتيكي -، ونسيت أنه عدو، استيراتيجيا يجب سرعة القضاء عليه عقب أن تفرغ من حربها مع الشيوعيين  في أفغانستان ، وناهيك عن كونها غفلت أو أخطأت في حساب أي العدوين أخطر : الشيوعية أم النازية الاسلامية العربية ..  ولكن بن لادن كان فطنا ولم ينس أن تحالفه مع أمريكا ضد ااشيوعية في أفغانستان كان مجرد تكتيك مع عدو لحين الخلاص من الأول .. وبعد  سقوط الشيوعية عمل بدأب في محاربة عدوه الآخر – أمريكا – وأخذ زمام المبادرة وراح يضربها في كل مكان ، وصحيت أمريكا  ذات صباح لتجد أن الثعبان الذي لعبت معه ( بن لادن ) قد تحرك وها هي أكبر قلاعها وأهم رموز حضارتها الجبارة برج التجارة  ومبني البنتاجون نفسه ينهاران مثلما تنهار لعبة من لعب الأطفال ، دافنة معها عدة آلاف من البشر محدثا الرعب في كل جسد أمريكا وكل  دول الغرب معها ..!! فقامت أمريكا بصب جام غضبها علي وكر الثعبان في أفغانستان فدمرت عددا من المدن  وشردت الملايين الأبرياء الي الدول المجاورة هربا من الحرب ...وأحدثت الادارة الأمريكية بذلك تذمرا هائلا داخل وخارج أمريكا  – بأوربا ومختلف أنحاء الدنيا – تظاهرا واستنكارا ومعروف أن دول الغرب هي التي آوت الخوميني، وتركت حليفها " شاه ايران يسقط  بدلا من اصلاحه ولو بدفعه دفعا للاصلاح ... وتركت للثعبان الطريق مفتوحا الي طهران فذهب عقب سقوط الشاه وجلس علي عرش  الطاووس ... وناهيك عما سببه لشعب ايران في حربه مع صدام التي لم يتمكن من تفاديها لجهله بالسياسة.. وليكن حديثنا عما  فعله الخوميني في أمريكا والغرب ولا يزال يفعله
نظامه الحاكم في ايران الآن مع أمريكا والغرب عامة ، وحالة القلق الدائم التي  يعيشونها جميعا خوفا علي أمنهم من سلاح الدما الشامل الذي اقتربت ايران من اكمال صناعته .. فما الذي تتكبده أمريكا والغرب – بل  والشرق أيضا – من جراء نظام الخوميني الحاكم في ايران ؟ الجواب الذي لا يخفي علي أحد : جنود أمريكا الذين يقتلون يوميا في  العراق – ومعهم جنود بريطانيا أيضا ، ودول أخري غربية وشرقية ، عدا شعب وجنود العراق – انما يقتلون بأموال النظام الخوميني  الايراني الاسلامي... ، والقلق والازعاج الذي يأتي من ناحية سوريا وحدودها مع العراق ، من أموال نظام الخوميني الاسلامي الايراني  , والقلق والازعاج الجاري في لبنان علي يد حزب منسوب الي الله ( ! ) هو بأموال نظام الخوميني الاسلامي الايراني .. ،  والدمار الذي أصاب الاسطول الأمريكي بسواحل اليمن والقلاقل التي يحدثها " الحوثي " الشيعي باليمن من قتل وخطف للسياح والدبلوماسيين  الغربيين ، بأموال نظام الخوميني الاسلامي الايراني... ذاك النظام الذي ساعد الغرب وعلي رأسه أمريكا علي قيامه.. فتري:
هل أعدت أمريكا خوميني لمصر ..؟!! مثل خوميني ايران خلفا لشاه مصر" مبارك بهلوي" بعد سقوطه الحتمي والوشيك هووالعصابة الحاكمة معه ؟
ومن يا تري سوف يكون خوميني مصر؟!
هل هو الشيخ " عمر عبد الرحمن " المسجون في أمريكا حاليا بصفته أب روحي للارهاب الاسلامي في مصر , وسيخرج من السجن بعد فرار شاه مصر وحاشيته مثلما فر " شاه ايران " ليجلس علي عرش مصر تحت لقب : المرشد العام للثورة الاسلامية بمصر ؟!
أم أن خوميني مصر سوف يكون محمد عاكف زعيم الاخوان الحالي ؟!
أم أنه سوف يكون الشيخ أيمن الظواهري – نائب أسامة بن لادن – ان كان لا يزال حيا ؟
ثم تدور الدائرة بمصر.. مثلما دارت بأفغانستان ومثلما دارت بالعراق ومثلما ستدور بايران وربما بسوريا وربما بكليهما – الدمار-؟!!
لأن تسلم التيار الاسلامي السلطة في مصر معناه علي الفور ( والكلام هنا نوجهه للدكتور سعد الدين ابراهيم ) : الشروع في صناعة أسلحة دمار شامل : ذرية ، وكيمابكتريولوجية لمواجهة دول  الغرب الكافرة الفاجرة -كما يسميها جميع التيارات الاسلامية بما فيها المصرية .. – وهذا عندهم يدعي جهاد ! وفي سبيل الله ! وهذا  الجهاد فريضة ..اسلامية - ...

وهنا سوف تصرخ اسرائيل ، فتتوجع أمريكا ، ثم تهدد وتتوعد وتنذر الاسلاميين  الحاكمين في مصر بالحرب ، وسوف يفرحوا بالحرب أشد الفرح ، فهم يريدون حربا في أي مكان ضد من يسمونهم كفار لكي يستشهدوا  ويدخلوا الجنة : حبا في النكاح .. (!)
فيجلبوا لمصر ولشعبها الدمار والخراب والتشرد هربا الي الدول المجاورة ، لكي  يدخلوا هم الجنة وينكحوا النساء هناك (!) .. حرا م عليك يا عم سعد .. هيه مصر عملت فيك أيه ؟!!
وأهم ما هو موضوع نصب عيني التيار الاسلامي عند تسلمه للسلطة : القضاء علي  الأقليات الدينية – بكافة الطرق والحيل المباشرة منها وغير المباشرة - عملية تطهير طائفي بالقضاء علي الأقباط والشيعة والآلاف  القليلة من أتباع الديانة البهائية ، وأخذ أموالهم ونسائهم ، والذراري – غنائم ، حسب الشريعة الاسلامية - السمحاء . ..!! – .. طبعا بعد  أن يخيروهم جبرا وارغاما – ويسمونه تخيير !! - وسوف تتم استتابة جميع العلمانيين بمصر ، من أمثال الدكتور سعد الدين ابراهيم
- وحضرتي .. – أو يقتلوا ...: واختار راحتك !!
وسوف تخير السيدة الفاضلة زوجة الدكتور سعد ، بين الاسلام ، أو دفع الجزية -  مسيحية أمريكية - ، واذا قبلت دفع الجزية ،فيجب أن تدفعها وهي صاغرة – أي : ذليلة – شرط ضروري - .. حسب نص القرآن يا عم سعد .. ! ، واذا لم تكن متذكرا لنص الآية ولا الدكتور عثمان " ابن شقيقه " - ... ،القاضية بذلك فسل عنها أي واحد – عدا صديقك الدكتور أحمد صبحي منصور

وهنا أهمس في أذن السيدة الفاضلة حرم الدكتور سعد " الحقي زوجك ، يا اما تلحقي نفسك وتسافري أمريكاأحسن وبدري.. "ومن أهم بنود برنامج التيار الاسلامي عندما يتسلم السلطة بمصر : هدم الأهرامات ، وهدم جميع المعابد والآثار الفرعونيةباعتبارها كفر وشرك ، ولأن تلك الآثار هي كرامة مصر الحضارة كواحدةمن أهم الحضارات الانسانية  في التاريخ ، فبذلك تكون مصرمتساوية مع أية دولةأخري بأي مكان بالعالم : بوركينا فاسو ، أو جزر القمر ..، وان كان  الاسلاميون الأوائل الذين جثموا فوق قلب مصر من عمرو بن العاص حتي دولة الخلافة التركية لم يهدموا أهرامات مصر فذاك فقط لسؤ حظهم اذ  لم تكن لم تكن لديهم مدافع متقدمة كالتي وقعت تحت أيادي مسلمي طالبان، فقاموا بالواجب الاسلامي نحو تماثيل بوذا الأثرية  ببلدهم .. مما جعل منهم ومن بلدهم ومن ديانتهم أضحوكة
لكل دول العالم المتمدين ولكل المتحضرين بكل مكان بالعالم – وان كان ضحكا  ممزوجا بالدموع فشر البلية ما يضحك - ومن برنامج التيار الاسلامي بعد وصوله للحكم – والذي يعرفه تماما كل من يحسن
فهم هذا التيار – اغلاق جميع المسارح ودور السينما وأزهرة التعليم كله ، والاستغناء عن كليات الطب واعتماد الطب النبوي ( الشريف  ..) : طب الأعشاب المعروف منذ قبل التاريخ ..!
تحويل جميع المصانع في مصر الي صناعات اسلامية مثل صناعة المسابح – جمع مسبحة للتسبيح بحمد الله كثيرا .. - ، وصناعة البخور، والسواك وصناعة الأحجبة ، ومطابع لطباعة المصاحف وطباعة دعاء ركوب الدابة .. وغيره من الأدعية الخفيفة الظل ..وكذلك الغاء وحرق جميع القصص والروايات الخاصة بالأدباء من أصغر أديب وحتي نجيب محفوظ ، لأن القصص القرآني هو أحسن- القصص كما يقول القرآن - ، اذن لا حاجة للمسلمين بغيره .. ..
- وأيضا منع الشعر وحرق دواوينه ، واستتابة جميع الشعراء ، لأن الشعراء يتبعهم الغاوون ، وهم في كل واد يهيمون .. – كما يقول عنهم القرآن - .. ..
- وكذلك اعادة جميع الطبيبات والمهندسات والأستاذات الجامعيات والباحثات العالمات والعاملات وسيدات الأعمال ومديرات البنوك - والشركات الي بيوتهن ومنعهن من العمل كما نص القرآن " يقرن في بيوتهن " والزامهن بالحجاب والنقاب ..
- وما هذا سوي غيض من فيض وقليل من كثير..
- ولا ننكر وجود احتمال فيما لو تسلم الاسلاميون السلطة وصنعوا سلاح دمار شامل ألا تتخذ أمريكا أي عدوان علي مصر فقد يتغير- الرئيس بوش الابن ويأتي رئيس أمريكي آخر من التيار الذي يري أن علي أمريكا  ألا تكلف نفسها بدور الشرطي في العالم .. ،
- وأيضا قد لاتهتم أوربا كثيرا بذاك الأمر ، وهنا سوف تكون الكارثة أكبر ، اذ سيمتلك النظامان الاسلاميان بمصر وايران أسلحة دمار- وسيكونان حلفا مع باكستان التي تمتلك بالاضافة للقنابل الذرية ، صواريخ باليستية قادرة علي حمل رؤوس نووية تصل حتي أمريكا - - بعد ازاحة الرئيس الباكستاني مشرف ومجيئ رئيس باكستاني آخر من الفصيلة  الخومينية أو الطالبانية أو اللادنية ، نسبة الي - أسامة بن لادن - وبذلك يكون حلم وهدف كل هؤلاء الاسلاميين الحاكمين بالدول  الثلاث - مصر ، ايران ، باكستان - واحد وهو دمار - دول الغرب الكافرة الفاجرة – كما يسميها الاسلاميون بكل مكان - باعتبار أن  ذلك جهاد في سبيل الله .. وصاروخ من هنا مع قنبلة - من هناك علي دول الغرب الكافرة الفاجرة و: نترك للقاريء استنتاج البقية ... - حسنا.. حسنا : وما هو الحل لانقاذ العالم من مثل ذاك الخبل ؟!!
- الحل في رأينا هو : كل أمة من أمم الأرض تستخدم وسائل وأدوات الحضارة العصرية ، من السيارة والقطار والطائرة الي الكمبيوتر- والفاكس والانترنت والتليفزيون و..و الخ هي ملتزمة أمام المجتمع الدولي باتباع نظام الحكم السياسي العصري الحديث :- " العلمانية "، التي تفصل الدين عن الدولة تماما ، والديموقراطية ... سواء طوعا أو جبرا – ولأجل أمن وأمان المجتمع الدولي - والأمة
- التي لاتقبل ذلك يكون لها حق الاحتفاظ : بكافة حقوق الهنود الحمر .
-
-
- ومرة أخري أقول للدكتور سعد الدين ابراهيم : مع جزيل حبي واحترامي..
الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ...
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون