-
لماذا نكره الاستعمار ؟!
لماذا نكره إسرائيل ؟! لماذا نكره اليهود ؟!
... الجرائد
تواصل التحريض ضد الآشوريين ، الحكومة احتجزت
" مار شمعون
" وراحت
تهدد وتتوعد بقطع الرؤوس .. بينما الرؤوس كانت
تقطع فعلا
والأجساد تطعن
ويلقي بها في الحقول والطرقات وبين القري .. .. عم
الاضطراب قري
دهوك
والعمارية جميعها ، فوجهت الحكومة تعليمات عبر منشورات
ألقتها من الجو
الي القاطنين
في هذه القري تدعوهم لتسليم أنفسهم وأسلحتهم في
سميل أكبر قرية
في
المنطقة
والوحيدة التي بها مخفر شرطة ولم نكن نعرف أن الخطة
ترمي الي حصر
ساحة
المذ ابح قدر
الامكان للحد من ا نتشار الجيش علي مساحة كبيرة
من القري
.. بعد
أن تأكدت السلطات من رضوخ المواطنين لأوامرها واطمأنت لعدم وجود
سلاح لديهم
ولم يكن
معظمهم من المقاتلين في الأصل جاءت سرية من الجيش وطوقت
القرية ثم
تقدم فصيل من
الجنود يسمي فصيل الرشاشات الآلية نحو مركز الشرطة وفتح
النار دون
رحمة علي
الناس العزل المحتشدين في ساحة المركز فلم ينج منهم أحد ثم
أخرجو
المحجوزين في
سجن المركز وبقروا بطونهم بالحراب ومثلوا بجثثهم ( 500
فرد)
-
..
بعد قليل جاء قائد السرية وأمرنا بتمزيق ملابسنا ونزعها عنا
امتنعنا لكن
بعد
ضغط وتهديد
بالسلاح امتثلت بعض النسوة للأمر وبدأن فعلا في
نزع ملابسهن
فصرخت "
شميرام " الفتاة
الشابة التي فقدت والدها واثنين من
أخوتها ، في
وجوههن لكي
لا يلبين طلبه
ويقاومن ، تقدم اليها القائد وأمرها
متقصدا بخلع
ملابسها فرفضت
، مد يده الي
فستانها ، نهرته متراجعه الي الوراء ،
هددها بالقتل
ان امتنعت راحت تسبه وتشتمه ، عندئذ أمر جنوده باحضار كمية من
النفط وهددها
قائلا أستطيع
الآن أن أنزع
عنك ملابسك بالقوة لكني عقابا لك أريدك
أن تنزعي بنفسك
ملآبسك
وتقفي عارية
أمامي وان امتنعتي أحرقتك فما كان منها الا
أن بصقت في
وجهه بغضب
..
احتد غيظه وسكب الكيروسين علي
ملآبسها الوردية الجميلة
وسط ذهولنا
وصراخ
الأطفال ..
فواصلت " شميرام " سبه وشتمه .. تصورنا أنه يريد
ابتزازها
واذلالها
فقط ..، لكنه
كان جادا ، أخرج قداحة انجليزية من جيبه وأشعل
طرف فستانها ،
رفعنا أصواتنا
بالصراخ ، انتزعت الفتاة نفسها من بين أيدي
الجنود الذين
لم
يتوقعوا هذا
التصرف من قائدهم ، وتركوها تفلت ما ان رأوا
ألسنة النار
تأخذ بها
، ركضت
المسكينة باتجاه
البيادر ولهيب
النار يرتفع
منها أكثر كلما
أسرعت في الركض الي أن شلت حركتها
فسقطت علي
الأرض تواصل
احتراقها لا
يجرؤ أحد علي الاقتراب منها .. كنا
نحترق مثلها من
الداخل
، بعد ذلك
خاطبنا القائد مهددا " كل من ترفض أوامري
سيكون الحرق
مصيرها وأرغمنا
علي الامتثال
لأوامره .. جاء الجنود وأوثقونا
بالحبال وراحوا
يغتصبونا واحدة
واحدة وكل من
تقاوم تلقي عددا من الطعنات تكون
كافية للقضاء
عليها فقضت ثلاث
بنات نحبهن في
ذلك اليوم .
-
في
صباح اليوم التالي قادونا برفقة بعض جنود
الخيالة باتجاه
الحدود كنا
منهكات نمشي
بصعوبة ، في الطريق طلبنا ماء فرفضوا
طلبنا بحجة عدم
توفره ووعدونا
به عند الوصول
الي أقرب ساقية .. بعد بضع
ساعات وصلنا
لساقية واعتقدنا أن
باب الفرج قد
انفتح أمامنا الا أن جنود
الخيالة لم
يسمحوا لنا بالاقتراب منها
قبل أن يغتصبوا
بعض النساء الشابات ،
وعندما توجهنا
للشرب من الساقية واجهتنا
مصيبة أخري وهي
أن مياه الساقية كانت
ملوثة بالدم
لرمي ثلآث جثث من جثث رجالنا
فيها .. فأبينا
الشرب منها .. فأجبرونا
علي الشرب من المياه المختلطة بدماء
شهدائنا
.. .."
هذا ما
حدث مع أبناء
وبنات طائفة الآشوريين - بالعراق - أحفاد العراقيون
الأوائل
صناع احدي أعرق
الحضارات الانسانية _ وقد دونها أديب عراقي هو
"
د: سعدي
المالح " في
احدي كتاباته –
أما من قاموا
بتك الجرائم البشعة التي يتندي لها
جبين الانسانية
فليسوا جنود
الاستعمار
الأجنبي الغاشم ابان أن كان العراق محتلا
..،ولا جنود
قوات التحالف التي دخلت العراق لاسقاط النظام ، ولا جنود
اسرائليين
يهود دخلوا
العراق .. وانما الجنود الذين ارتكبوا تلك الفظائع هم
جنود أمن "
فارس الأمة العربية " ، وحامي حمي بوابتها الشرقية من
الفرس
.. وباعث ( من
البعث ..) مجدها الغابر .. صدام
حسين .، وقتما
كان جاثما فوق قلب
العراق وشعب
العراق .. ومنطقة الشرق الأوسط
لم تنكب بصدام
واحد بل كل
الجاثمين فوق
عروشها
"
صداميون" وهكذا فعل ويفعل
جنود أمنهم في شعوبهم والأد لة
من التقارير
الدولية
والمحلية لا حصر لها .. ، من يعرف جريمة بمثل تلك
البشاعة
ارتكبها
الاستعمار بأي
من الدول ابتداء من الجزائر والمغرب وحتي سوريا
والعراق ومرورا
بليبيا ومصر
فليدلنا عليها .. ، ومن يعرف حاكما ديكتاتورا من
حكامنا
العرب
المحترمين
الجاثمين فوق صدورنا ، لم ترتكب قوات أمنه مثل تلك
الفظائع في حق
شعبه فليدلنا
عليه ..
-
فتري لماذا
نكره الاستعمار؟! ولماذا
نكره اسرائيل؟!
ولماذا نكره اليهود؟!
كل تلك
الكراهية وهم لم يرتكبوا من
الفظائع ضدنا
مثلما ارتكب جنود أمن
: صدامونا ..
؟!!
يقول الشاعر
العربي :
-
وجرح ذوي القربي أشد غضاضة
علي النفس من وقع
الحسام المهند !
-
ويبقي سؤال
: من هو عدونا الأول الذي يشغلنا دائما
ويلهينا
بمن هم أقل منه
خطرا وأقل منه بشاعة؟!!
-