صلاح الدين محسن


  28مايو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

 كيفية تطهير القرآن بعدما دنسوه في " جوانتانامو "

بقلم : صلاح الدين محسن

لاتزال الدنيا مقلوبة ، احتجاجات ومظاهرات واستنكارات بسبب تدنيس القرآن بالقائه في دورة المياه في سجن " جوانتانامو " حيث القاعدة الأمريكية التي يحتجز بهاالمئات من المتهمين من أعضاء تنظيم القاعدة الذين تم أسرهم بأفغانستان بعد أحداث الدمار والرعب التي حدثت بأمريكا في سبتمبر 2001.. .. ، مطلبات كثيرة من جهات اسلامية عديدة موجهة الي السلطات الأمريكية بالاعتذار عن تدنيس
وقد المحتجة أنها قد عثرت علي ما يزيد عن عشر أدلة .. الأطراف في حين تزعم السلطات الأمريكية .. وهذا ما تنفيه القرآن
أحزنني ذلك جدا ، فرحت أسأل : لماذا تجاسر هؤلاء علي تدنيس القرآن ؟
فاتضح لي أن الباحثين والدارسين والمفكرين بالأمم الأخري يرون فيه مالم نره نحن .. ولعل ما رأوه هو الذي جعلهم يتجاسرون علي تدنيسه .... ومن المؤكد أن السبيل الي تطهير القرآن مما ألحقه هؤلاء به من الدنس ليس بالتظاهر والاستنكار والزعيق والاحتجاجات وانما بالنظر في مدي معقولية ما يرونه مشجعالهم علي ذلك لعلاجه وتطهير القرآن منه ، وعندها لن يجد هؤلاء أو غيرهم مبررا يدعو للتجرؤ علي تدنيس القرآن ..
فتري : ماذا يرون بالقرآن أويعتقدون ، ويشجعهم علي مثل ذاك التطاول والاساءة الي القرآن وتدنيسه هكذا ؟!
يبدو كما يقول باحثون ومفكرون أن القرآن به أخطاء في قواعد اللغة العربية من العار أن يقع في مثلها شاعر عربي جاهلي أو اسلامي من شعراء العربية قديما أو حديث أو أديب صغر أم كبر – حسبما يقولون – وهي أخطاء فادحة نقرءها نحن ونرتلها ، ونمضي في طريقنا .. في حين لو ارتكب مثلها تلميذ عاقبناه عليها!! ومن أمثال تلك الأخطاء :
= رفع اسم ان .. " بينما اسم ان دائما يكون منصوبا في قواعد النحو التي تعلمناها جميعا " ففي سورة طه – علي سبيل المثال فقط – آية 63 " ان هذان لساحران " ... (!) ولوسألنا تلميذ فاهم بالصف الخامس الابتدائيعن رأيه في هذا القول من حيث النحو والصرف العربي ، لقال : يوجد خطأ .. والصواب هو أن يقال " هذين لساحران – وليس هذان ..لأن اسم ان .. في المثني يكون بالياء وليس
مرفوعا بالأف ...( بل منصوبا)
= وفي سورة المائدة 69 " ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون .. "
المفروض أن القرآن يقول : " والصابئين " لأنها معطوفة علي اسم ان لذا يجب أن تنصب بالياء لا أن تكون مرفوعة بالواو ..
= وقد حدث عكس ذلك في سورة النساء 162 حيث نصب المعطوف علي المرفوع !! بينما المعطوف علي المرفوع مرفوع مثله ، وا لمعطوف علي المنصوب منصوب مثله.. – حيث قال : " ولكن الراسخون في العلم " !! والصواب : الراسخين !
= نصب الفاعل (!) في: القرآن !!!
في سورة البقرة 124 " لاينال عهدي الظالمين " والصواب هو : الظالمون .. ..!
هذه مجرد أمثلة وقدر يسير من الأخطاء التي لو سألنا تلميذ ابتدائي فاهم عن حالها لصاح علي الفور مبينا خطأها والسبب الذي درسه ، .. ولكن قد يرد عليه المدرس قائلا وموبخا – مثلما حدث ذات مرة تلميذ من مدرسه ، وذاك التلميذ هو الآن شاعر بورسعيدي وحكي لي تلك الواقعة - : " يا جاهل .. ان القرآن الكريم لايضبط علي قواعد اللغة العربية ..وانما قواعد اللغة العربية هي التي تضبط عليه .." .. ، ولكن لم يعدم الأمرمن وجود تلميذ نابه يقفز ويفاجيء المدرس بالقول : " ولكن يا أستاذ اذا كان القرآن لم يضبط قواعد اللغة بداخله ، مع نفسه .. فتارة يرفع الفاعل وتارة ينصبه ! ، أي ليس له قاعدة بينه وبين نفسه مع نفسه - وهذا صحيح وقد نجده في أية واحدة ! –
لذا فالأحري هو: قواعد اللغة داخل القرآن هي التي تحتاج للمراجعة والي الضبط والتصحيح حسب قواعد اللغة العربية التي نعرفها جميعا ونعلمها لأولادنا ونحاسبهم عليها ونمتحنهم فيها ، وحسبما عرفها العرب قديما وحديثا ان كان القرآن كتابا عربيا ..
أما بالنسبة للأشياء الأخري التي يري هؤلا أن وجودها بالقرآن يدنسه .. فعلي سبيل المثال - مجرد أمثلة قليلة نظرا لكثرتها - :
المرأة التي تلدنا بعد أن تحملنا شهورا في بطنها ، وترضعنا وتربينا هل من اللآئق اعتبار لمسها يتساوي مع القاذورات والاحداث – أي خروج غازالبطن وأشياء أخري من هذا القبيل تبطل الوضؤ ؟!! -هكذا يقول القرآن في سورة النساء 4 : 34 وسورة المائدة 5:6
- عدا الأحاديث المؤكدة لذلك - ..!! المرأة أمنا .. التي ترعانا صغارا ولو كانت مريضة ولو كانت حائض ، وتطعمنا وتربينا وتكبرنا ..وتحمل همنا كبارا طوال حياتها هل تستحق منا ذاك الذي قاله عنها القرآن ؟!!
- أما عن الأخطاء القرآنية التي تخالف العلم الذي تعلمناه ونعلمه لأولادنا بالمدارس والجامعات : قوله ان الأرض مسطحه " ألا ينظرون الي الأرض كيف سطحت " -88:20 - وفي تفسير الجلالين ص 509 " قوله سطحت يدل علي أن الأرض سطح ويتفق علي ذلك علماء الشرع وهي ليست كروية كما يقول علماء الهيئة ( الطبيعة ) .." ، وقد ذكر القرآن ذلك في سور عديد علي سبيل المثال 70، 50، 30 ، 79 ، 31 -... ... وما يقولونه عن القرآن ينطبق في رأيهم أيضا علي الأحاديث .. أي تحتاج الي تطهير من الداخل كي لا نلوم من يدنسها من الخارج مثلما دنسوا القرآن في " جوانتانامو " .. اذ أن هؤلاء لن يتورعوا عن تدنيس الأحاديث أيضا اذا قرأوا بها أن النساء ( أمهاتنا ..) عقولهن في فروجهن وناقصات عقل ودين ..!! فمن يقبل أن يقال عن أمه مثل ذاك القول.. أن عقلها في فرجها وأنها ناقصة عقل ودين ؟!! بينما هي التي ربته وعلمته وهي المدرسة الأولي لكل رجل وهي صانعة الرجال .. كيف يقبل انسان عاقل أن يقال ذلك عن خالته أو عمته أو ابنته أو أم أولاده مدبرة بيته وراعيته ؟!! وكيف يطالبنا حديث آخر أن نأخذنصف ديننا عن امرأة بعد ما قاله عن النساء ؟ - خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء .. أي عائشة .. – " حديث " ؟! ، وهذه الحميراء سبق أن هددها القرآن بتطليقها ضمن باقي نساء محمد

ومطلوب منا أن نأخذ عنها نصف ديننا وهي التي دافع القرآن باستماتةلينفي عنها تهمة الزنا تلك التهمة التي اختلف المسلمون شيعة وسنةحول كذبها ، أي أنها لم تكن فوق مستوي الشبهات ويطلب منا أن نأخذ عنها نصف الدين (النصف غير منقوص) !!
تلك أمثلة سريعة وقليلة جدا من كثير جدا يدنس القرآنوالحديث ولوطهرا منها فان أحدا في جوانتانامو أو غيرها لن يجد ما يبررله تدنيس القرآن ، ولا الحديث ..

ان غير المسلمين عندما يقرؤن قرآننا بحياد بدون غشاوة علي العيون فانهم يقولون انه كتاب ارهابي حافل بالآيات الارهابية وهو المسئول عن الارهاب في العالم لاجبار كل الشعوبعلي الدخول في الاسلام بالحربوبالقتل أو الجزية ، نقول لهم بل القرآن يقول لكم دينكم ولي دين .. ويقول عن محمد " وما أرسلناك الا هاديا ومبشرا ونذيرا " فيردوا : وأين هذا الكلام من " وقاتلوا الذين كفروا حتي يؤمنوا أويدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون "..، ؟! ، وأين ذاك الكلام من قوله " وقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف " ؟!! وغير ذلك من الكثير السائر في نفس الاتجاه ..؟!!ويسألوا : ألا تعني الآياتالارهابية الكثيرة الموجودة بالقرآن تحريض المسلمين علي محاربة كل شعوب الأرض ..؟ ان تعداد المسلمين مليار وربع المليار تقريبا وتعداد العالم كله6 مليارات وربع المليار تقريبا ، ومعني ذلك أن المسلمي مطالبين من القرآن بمحاربة العالم لكي يؤمنوا بالاسلام جبرا والاقتلوا وأخذتأموالهم ونساؤهم..!!
أي أنهم يريدون منا تطهير القرآن من الآيات الارهابية ، وانه لو طهر منها فلن يفكر أحد في تدنيسه في جواتنامو أو غيرها والذي ألقي به في دورات المياه هناك ماهو سوي ورق وحبر ، وأي كتاب هو ورق وحبر والمهم هو ما يحويه ان كان يحمل كلاما جديرا بحفظه في القلوب وحمله بالعقول فهو محفوظ ولا خوف عليه من أن يناله شيء حتي ولو حرق أو ألقي به أينما يلقي به ..
أما اذا كان يحمل كلاما يشعل الحروب في العالم ويبث الكراهية بين الطوائف ، فذاك هو الدنس الحقيقي الذي يجب صون الكتاب منه والانتفاض والتظاهر للمطالبة بتطهيره من داخله وليس من الخارج..
 

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون