من ضمن مؤلفاتي رواية بعنوان  " الصعود للسماء " أتخيل فيها شخصا حاول الطيران ، بدون أجنحة ، استنادا علي منطق فيه علمية ..ويعتمد إلي حد كبير علي أن المسألة هي مسألة إرادة  - وهو موضوع طويل تبينه الرواية ، وليس مكانه هنا الآن – المهم أن محاولته قد نجحت ، وطار وطار .. وأعجبه الفضاء وأنف العودة إلي الأرض .. ونسي الطعام والشراب أو عفهما ، وتلاشي  جسده بالتدريج حتى صار كيانا من أثير .. وراح يتجول في الفضاء الكوني حتى قابل كائنا فضائيا راقيا فتعارفا ، وتصادقا وراح يسأله عن بلده الذي جاء منه حاول صاحبنا إفهامه أنه من مصر فلم يفهم ماذا تعني كلمة مصر ، فقال له أنها تتبع قارة أفريقيا ، فرد عليه بالقول : أن تلك الأسماء معروفة عندكم تحت .. فقال له أنه  من كوكب الأرض .. فرد : أن الكواكب الأرضية كثيرة في الفضاء الكوني .. ،  -= أن كوكبنا الأرضي يتبع المجموعة الشمسية ...   – فقال : هناك ملايين من المجموعات الشمسية ...،  ففكر ثم قال له : أن مجموعتنا الشمسية تتبع مجرة درب التبانة ..  فرد عليه : حسنا هكذا قربنا نفهم عندما نتكلم بلغة المجرات    فقد يسهل تحديد المجموعة الشمسية التي يتبعها كوكبكم ، ثم الكوكب نفسه ثم القارة فالدولة فالمدينة .. هكذا قربنا ولكن المشكلة الآن في اسم المجرة فالأسماء التي تسمونها تحت ليست معروفة عندنا .. أوليس لديك وصفا ؟، أو ليست لديك أمارة ؟ .. كان الموضوع محيرا لصاحبنا فكيف يأتيه بوصف أو أمارة  من وسط هذا الملكوت ..؟!! فكر وفكر  ثم قال له وهو في حيرة ويأس :  أنا من بلد الأهرامات نفسها عندنا  3 أهرامات .. وهنا صاح صاحبه الكائن الفضائي قائلا له : أووووه  ، يا أخي ألا تقول ذلك منذ البداية ؟! أي أنك من مجرة الأهرامات الثلآثة..

-  (  وهو لا يصدق ) أحقا تعرف بلد الأهرامات أنها مصر .. أنها بلدي شخصيا .. أنا من مصر ، من بلد الأهرامات نفسها ..  .

صديقه الفضائي : أننا نسمي  بها المجرة كلها ، وليست بلدكم فقط ، بل المجرة  بما في ذلك مجموعاتها الشمسية وقاراتها .. 

صاحبنا : ( ينخرط في بكاء حار .. ) .

الكائن الفضائي  ( مندهشا لبكائه )  لماذا تبكي ؟!!  .

صاحبنا : ( لا يرد وإنما  يمضي في البكاء ..)

الفضائي : لماذا تبكي يا صديقي ؟ّ!  أوليس ذلك شرفا كبيرا لك ، أنك لست وحسب من مجرة الأهرامات وإنما من بلد الأهرامات نفسه ..؟!        صاحبنا : نعم يا سيدي نعم ..

الرجل الفضائي : أذن لماذا تبكي يا صديقي ؟!!.

 صاحبنا ( المصري ) :  هل تتخيل يا سيدي ، أن الأهرامات غير مرسومة علي علم بلادي ؟!! 

 لكائن الفضائي : ( يشهق شهقة عالية ، غير مصدق ) ماذا ؟!! ماذا تقول يا صديقي ؟!! أذن ماذا ترسمون علي علم بلادكم ؟!!

صاحبنا : أشياء..!! .

الفضائي : مثل ماذا؟!

-   =  أحيانا نسر صلاح الدين ..!

- الفضائي : نسر؟!!  ومن هو صلاح الدين هذا؟!! أتراه : صلاح الدين محسن ؟!!.

-  صاحبنا : يضحك من بين دموعه ويقول " ياريت كانت تهون شوية" ..! علي الأقل اسمه مصري ..

- الفضائي : اذن من هو صلاح الدين هذا ؟!!

-  صاحبنا : واحد كردي اتولد في كردستان ، في شمال العراق .. ودفن في دمشق بسوريا .

-   الفضائي ( يشهق عجبا ) يادي الفضيحة !! يادي الجرسة .. ، وما علاقته بمصر؟!!

  - صاحبنا : كل العلاقة أنه حكمها لفترة بالحديد والنار .. حكم قراقوش ، وقراقوش هذا كان وزيره ، وأجارك الله من قراقوش وحكمه.

-الفضائي : يادي النيلة !! تقوموا ترسموا له نسر وتحطوه علي علم بلدكم ّ!بالذمة دي موش خيبة تتوزن بالقنطار وتتعبا في الزكايب ؟!.

-صاحبنا : هو كده وبس ؟!!  ، وبعد النسر ر سموا عليه صقر!!

- الفضائي : يعني أقل من النسر كمان!! ، وصقر مين ده راخر ؟!!

-صاحبنا : واحد اسمه عبد الرحمن الداخل ..

-الفضائي : كان بطل مصري يعني ده ولا ايه ؟!

- صاحبنا : لا أبدا ، ولا مصري ولا اتولد بمصر ، ولا حكمها في يوم من الأيام ولا عاش فيها ولا حتى مات ولا اندفن  فيها !! .

- الفضائي : ( يضرب كفا بكف ) ياااا قلبي لا تحزن .. أنت يا جدع بتتكلم جد ؟!!  أنت باين عليك بتهزر .. ( يضحك كثيرا..) .

-   صاحبنا : ( يضحك بينما الدموع لاتزال في عينيه ..!)  هي الحاجات دي فيها هزار.

 - الفضائي : أتتركون الأهراااام   - يشير بيديه لأعلي في اكبار – وترسمون علي علم بلدكم نسر وصقر – يشير بيديه  بمعني الضآلة والتفاهة كبديل ،  للضخامة والعظمة -    وكلام  مالوش لازمة ؟! أهكذا يفعل العقلاء ؟!! .

-  صاحبنا :  لا  .. ولا المجانين يفعلونها ..!

- الفضائي : ( يضحك ..)

- صاحبنا :  هناك من يفكرون في رسم أشياء أخري ..

- الفضائي : مثل ماذا ؟!

- صاحبنا : مثل : كلب بني ربيعة ..،  جحش بني تميم ..

-الفضائي : ( يقهقه ) مادمتم قد تركتم الأهرااام  و رسمتم النسر والصقر ، لم يعد ينقصكم سوي الكلب و الجحش .. هي جت عليهم؟!.

-                                                   

 ( يضحكان معا... )

صاحبنا: أتدري يا سيدي أن علم مصر لو وضع بين أعلام كل الكرة الأرضية التي تزيد عن مائتي علم وهو مرسوم عليه 3 مثلثات كبير ووسط وصغير  ، يعني ال3 أهرامات  ولو بدون أية ألوان وبدون أي شيء آخر معها  فان أي إنسان بأي مكان متعلم أو جاهل

 سوف يمكنه أن يميز علم مصر من بين كل أعلام الدنيا من نظرة واحدة ويصيح مشيرا إليه :  مصر .. هذا علم مصر.. ..  أما ذاك العلم   أبو نسر ولا صقر .. فان الإنسان المصري نفسه قد لا يستطيع أن يعرف ما  ان كان علم مصر ولا علم ليبيا ولا علم بوركينافاسو

الفضائي : ومين صاحب الشور ة المقندلة ،  والعملة   الغبرا دي ؟!!

صاحبنا  : موش بعيد يكونوا أساتذة في الكانون ..

الفضائي : الكانون ؟!! الكانون اللي الفلاحة المصرية بتطبخ عليه وكلمتني عنه قبل كده ؟!!

صاحبنا : ما عاد فيه فلاحة مصرية الآن تطبخ علي الكانون !! .

الفضائي : من هؤلاء أذن الذين يستخدمون الكانون حتى الآن ؟!!

صاحبنا : من يقروا علما لمصر ، وبدل ما يضعوا عليه صورة الأهرامات ، يقوموا يرسموا نسر وصقر ، وكلام خايب ، يعني رئيس مجلس شعب ، وكيل مجلس شعب.. ، واحد يعمل دستور للبلد ويملاه بالملاعيب والمخاريز ، ويحشيه بالتناقضات مع نفسه  من غير ما يختشي ولا يستعيب ..! واحد يعمل دستور للبلد يحط فيه كلام حلو من ناحية ويلف من ناحية  تانية ويعمل له قانون يسحب به كل الحلو

اللي فيه   ولا يحط في عينه حصوة ملح .. هؤلاء فقط هم الذين لا يزالون يطبخون علي الكانون  ..، أما الفلاحة المصرية فقد ارتقت منذ سنوات ولم تعد تطبخ  علي الكانون .. فيه أساتذة في الكانون  بس وهم بيحبوا يطبخوا عليه ..

الفضائي :  ( يزوم ويهز رأسه في أسي ) هييه هييه ، أتاريك قرفان وموش عاوز تنزل تحت تاني !!