قصة : الحمار والبردعة
من وحي : كليلة ودمنة
بقلم صلاح الدين محسن
كانت القبيلة الهابيلة كلما
أوقع الحمار ، الأحمق المكار ، أحد أفرادها ، فأحدث الاصابات ، وكب
الزواد وأتلف الزاد
انهالت جميعها ضربا في البردعة
..!
ويروح أفرادها ينفثون تبرما
وتزمرا من سوء أ فعال البردعة ..،
ويصبون جام غضبهم ، وأكداس
سخطهم علي البردعة ..!
وبعد طول تشكي وهجاء ..
يطالبون بضرورة تغيير البردعة ..
ويظلوا لسنوات يند د وا
ويطالبوا بوجوب تغيير البردعة ...
وبعد لأي
.. ، وعلي مضض ..، يتم تغيير البردعة...
ويمضي الحمار كعادته في الرفس
والعض وطرح أفراد القبيلة بالأرض .. محدثا بها الاصابات ، وموقعا
فوقها النكسات
ولا يتواني الشجعان من أبناء
القبيلة عن الضرب في البردعة ...
وبعد طول سنين معاناة ، ونقد
وتأفف ، يكثفون طلبهم بضرورة تغيير البردعة
وتتغير البرادع .. ، بردعة
، تلو بردعة ، تلو بردعة ...
وفي كل مرة ..، تبقي ريما
علي عادتها القديمة ..
ولا يأتيهم عيد ، وفيه
ثمة جديد ..
وتجدهم دائما يتركوا للحمار
أمر تغيير البردعة . ...
وبالطبع فان الحمار لا يفهم
في البرادع ، وانما :
في البرسيم والفول والنهيعزتق
والبرطعة ...
وتتغير البرادع ، وتتبدل ،
والحمار هو الحمار
وتزداد الحماقات وتتفاقم
الأضرار ..
وأهل القبيلة الهابيلة لا شغل
لهم سوي الشكوي والضرب في البردعة ...
حتي صاروا عند باقي القبائل ،
مضربا للمثل لمن لا يعرف المصدر الحقيقي لمشاكله وبلاويه ..، فيطلق
سهامه ويسدد ضرباته الي غير الهدف الصحيح الذي يفيده ويغنيه فيقال
عنه :
كمن يتركون الحمار ...ويؤدبون البردعة ..!!!
|