صلاح الدين محسن


  16 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

نصيحة مخلصة خالصة للرئيس مبارك وعصابته

خطاب مفتوح الي الرئيس مبارك
بقلم : صلاح الدين محسن

  سيادة الرئيس
بعد السلام
كلام بلدي ، ومؤدب ، سهل وبسيط خالص ، وبكل احترام
أنا عارف الظروف اللي انت بتمر بيها .. ظروف صعبة ، كان الله في عونك.. البلد كلها بتغلي ، والشعب بيقول لك كفاية ..، وموش عاوزينك تكمل ، ورافضين ابنك كمان بالثلث ( ما عدا الجماعة اياهم ، اللي انت عارفهم والكل عار فهم ، ناس اللي بيأجروهم ، والعمال والموظفين الغلابة اللي بيطلعوهم يهتفوا لك ب20 جنيه .. والا ، واللا ، ودي كلها حاجات الكل عارفها داخل وخارج مصر) ..
المهم يا ريس احنا عارفين انك قرفان من السلطة وموش عاوزها تاني ، والسن ما عادش يسمح وده شيء طبيعي، وسنة الحياة .، ان الانسان لازم يكبر ولازم يرتاح ، ولازم يوسع لغيره ، وما حدش بيعيش زمنه وزمن غيره وزي رؤساء تحرير الصحف كلهم ما اتشالو لأن السن له حكم سواء كان الانسان رئيس تحرير جرنان واللا رئيس دولة .. دي سنة الحياة وموش كل واحد لازم حد يشيله ويعزله ! من نفسه شاف سنه اتقدم ، يقوم يدي الفرصة لغيره وبكرامته
واحنا عارفين انك من زمان كنت .. راجل عفيف أول ما تسلمت الرياسة قلت في أول خطاب لك انك موش حتجدد فترة رئاسية تانية .. وكنا مصدقينك وعارفين كلمتك واحدة .. لكن الله يجازيهم العصابة اللي دايما تتلم حوالين كل ريس .. وتقعد تقول له " انت يا ريس، وأنت يا ريس ، والبلد ما تعرفشي تمشي من غيرك يا ريس ..! ، والشعب عاوزك يا ريس !! والشعب متمسك بيك يا ريس .. ..!" وكل ده علشان العصابة تشتغل علي حس الريس .. وغرقوا البلد في الفساد وغرقوا نفسهم وغرقوك وغرقوا ولادك ..-لا مؤاخذة يا ريس ، ما تزعلشي ، الموضوع ده ما بقاش سر .. ، كل الناس بتتكلم عنه وبالتفاصيل من أسوان لحد اسكندرية .. ع القهاوي وفي الحواري وع المصاطب وفي الأتوبيسات ، وموش خارج مصر بس لا .. في الداخل والخارج وفي كل مكان ..كل الحاجات دي ما عادتشي سر. لا مؤاخذة ماتزعلشي منا وخلينا في المهم صدقني احنا عارفين انك موش عاوز السلطة وعاوز تسيبها لكن .. وآه من لكن : لو سبتها حتكون ايه النتيجة ؟! الخوف كله من النتيجة .. انت لاتقدر تسيب السلطة ولا الي حواليك ( اللي هما .. .. ) يرضوا يخلوك تسيبها لأن ده معناه ان أذا حد تاني مسكها زي الاخوان واللأ الوفد واللا كفاية وحزب الغد واللا حزب التجمع والأستاذ خالد محيي الدين واللا الناصريين .. أي حد حيمسك السلطة لازم حيفتح ملفات الفساد والعبث لكل رجال السلطة اللي حواليك وكل رجال السلطة اللي خرجوا ، ولك ولأولادك طبعا ، والنتيجة معروفة : سوف تعلق عشرات المشانق في ميدان التحرير .. لا مؤاخذة ياريس احنا بنتكلم بمودة وبصراحة ، اعتبرني صديقك قاعد معاك وبيتكلم معاك بصراحة الصديق اللي بيحبك وخايف عليك وخايف علي بلده وموش عايز عنف..
نرجع لكلامنا :
لو أي حد حاكمكم انت –لا مؤاخذة في دي الكلمة و: العصابة الملمومة حواليك ، لا مؤاخذة ياريس – حتي ولو محكمة دولية محايدة مافيهاش ولا واحد مصري .. فبعد الحالة اللي وصلتوا البلد لها : ان كل أمم الأرض اللي تسوي واللي ما تسوي اتقدمت : من تايوان للهند واليابان لسنغافورة وعمان والبحرين ماعدا مصر وشعبها ، والنهب والمليارات اللي اتهربت والسجون والتعذيب ، والاغتصاب ، و..و.., الي آخر الحاجات اللي مافيش داعي نعد فيها علشان انت عارفها والناس عارفاها وجورج بوش عارفها وبلير وصديقك شيراك عار فها والدنيا كلها عارفاها فخلينا في المفيد عشان احنا دلوقتي بنتكلم بصراحة موش عشان المشانق تتنصب : لأ .. عشان السلام للجميع .. لكن احنا بنتكلم بصراحة : فلو اتحاكمتم ، فمن المؤكد أن عشرات المشانق سوف تعلق بميدان التحرير – ان حاكمكم مصريون - أما لو محكمة دولية ، فغالبا سوف تستبعد حكم الاعدام ولن يحكم علي أي منكم بأقل من السجن مدي الحياة .. وأنت راجل كبرت دلوقتي وما تستحملشي النوم علي البلاط ، وبهدلة السجون لا أنت ولاالشاذلي ولا سرور ولايوسف والي ، وصفوت الشريف- وباقي الفريق فالقائمة طويلة أطول من قائمة فريق صدام التي كانت تجهزها قوات التحالف .. وزي مانت عارف الشعب المصري مصمم علي انه كفاية وستين ألف كفاية .. وموش الشعب المصري بس ، لأ والدول الكبري المؤثرة والمعنية بحال الشرق الأوسط ، كلهم بيقولوا كفايةلك ولغيرك من حكام الشرق الأوسط.. وممكن فجأة تلاقي حصلت حاجة فجأة زي ما حصل مع شاه ايران ولا مع صدام .. حتعمل ايه ؟! بيقولوا انك بتقعد في شرم الشيخ عشان كدة ولو حصل حاجة حتطلع تجري علي ملك الأردن تلجأ عنده .. أو تجري علي ولي عهد السعودية وتقول له الحقني .. وبيقولوا انك عامل تحت قصر العروبة نفق موصل للمطار عشان لو حصل حاجة تطلع جري علي الطيارة اللي موقفها هناك مخصوص للهروب بها .. طب وهربت .. وبعدين ؟! حيكون مصيرك زي شاه ايران لما هرب ، والاسلاميون بقيادة الخوميني طالبوا بتسليمه للمحاكمة ، وحذروا الدولة اللي حتأويه عندها بقطع كافة علاقات ايران معها .. ونهارها بقي الشاه المسكين يجري هنا وهنا يدور علي دولة تقدر تلمه وأقرب الدول اللي كانت حليفة وصديقة له والرؤساء والملوك كلهم خافوا علي مصالح بلادهم ماعدا واحد بس هو اللي باع مصلحة بلده- وماحدش عارف باعها بكام للملياردير شاه ايران .. والراجل اللي باع مصلحة بلاده مات وانت عارفه فيا تري حتلاقي حد دلوقتي يقبل يبيع مصلحة بلاده ويقبلك عنده؟! المهم : لقيت واحد يبيع مصلحة بلاده ويأويك ، زي شاه ايران ما لقي المرحوم السادات ، فيا تري حتموت زي شاه ايران خارج بلدك وتندفن خارج بلدك ؟! دا انت فلاح مصري وتحب تموت في بلدك وتندفن في وسط أهلك .. وأنا موش حضحك عليك وأقولك ربنا يديك طول العمر وتعيش ألف سنة !! لأ ما اضحكشي عليك .. وواحد وواحد يبقوا اتنين ، واحنا اتفقنا ع الصراحة : محدش بيعيش ألف سنة ، وسنة الحياة معروفة ، وانت كبرت ومريض وزينا زي جدودنا وأبا هاتنا وأمهاتنا ما حدش بيخلد عليها .. وطبعا يعز عليك تندفن بعيد عن أهلك ، وأنت مصري .. ولو الاخوان مسكوا السلطة فسوف يتعقبوك في كل مكان ، وسوف يعملوا زي الخوميني مع رجال الشاه في ايران ، الاخوان حيشربوا من دم كل اللي عذبوهم في السجون ، وفي جهاز أمن المباحث ، وأقسام الشرطة ، وموش هم بس .. هم وغيرهم حتي أبناء الشعب العاديين اللي ماتوا من التعذيب ، أو الاغتصاب بأقسام الشرطة كل هؤلاء لهم ثأر .. مارد وحيخرج من القمقم وينتقم لنفسه ولكرامته ، ومن المسئولين اللي اغتصبوا أراضي ناس واللي خربوا بيوت وشركات ومصانع ناس و.. و... وياما في الجراب يا حاوي !! ولو مسك الاخوان بالذات موش بس حيبهدلوك ويبهدلوا الشلة ( العصابة الملمومة حواليك .. لامؤاخذة ياريس ) لأ وبصراحة حيبهدلوا مصر وشعبها كمان ، بالضبط زي نظام الخوميني الاسلامي ماعمل في ايران 25 سنة حكم اسلامي والفساد هناك بقي للركب والفقر هناك بقي دكر ، والانتخابات اللي اسمها حرة ، ما هي الا لعبة بين الاسلاميين وبعضهم ، لكن حد تاني لأ ، وأهم حاجة عندهم هي : عمل قنبلة ذرية ..!
المهم يا سيادة الريس :
نرجع للكلام المفيد .. ايه الحل دلوقتي عشان تنقذ نفسك وأولادك ، وحتي أفراد العصابة – شلة افساد كل حاكم - ما احنا موش عاوزين أذية لحد ولا حتي للعصابة المؤذية .. وموش عاوزين دمار للبلد ، لأنه لو انفتح باب التار والدمار لا أحد يدري كيف سيكون القرار..! عشان لا تنشنق في ميدان التحرير – مين عارف ..؟! – موش ممكن قبل ما تلحق تهرب انت ومراتك فجأة تلاقي نفسك واقف وقفة شاوشيسكو ومراته .. ! ديكتاتور رومانياالسابق ، وأنت عارف ايه اللي حصل له وبايد حراسه.. ومالحقشي يا حبة عين أمه يهرب ! : ربنا ما يوريك ..! وعشان ما تموت الا في بلدك وما تندفن الا في بلدك ... وعشان اذا عايش تفضل عايش في بلدك ... ومراتك وعيالك يفضلوا عايشين في بلدهم - رغم كل اللي حصل .. وعشان مصر تعيش ولا تتخرب أكثر مما اتخربت علي ايديكم - بحرب زي العراق لا قدر الله –
وانت ومراتك وأولادك , ( والعصابة - لا مؤاخذة ياريس - ) تفضلوا عايشين في بلدكم .. ايه الحل؟
الحل هو :
ألا تضيع فرصة أخيرة أمامك ، وتبلغ الدول الكبري المعنية بالاصلاح بالشرق الأوسط أنك قررت أن تقدم نموذجا للاصلاح السياسي في الشرق الأوسط يحتذي به ، وذلك بتسليم السلطة لتحالف أحزاب المعارضة الكبري الثلاثة في مصر – وتحت رعاية الأمم المتحدة – وبموجب عقد اجتماعي بين السلطة والمعارضة بتسليم مقاليد الحكم وعدم فتح ملفات رجال النظام فيما بعد ، وعدم الملاحقة القانونية، وذلك حرصا علي سلامة الجميع وعلي أمن مصر ، وكل المصريين ، ويكون العقد بحضور ممثلي الدول الكبري وممثل عن الأمم المتحدة . علي أن يتضمن العقد ضرورة تعديل الدستور لينص علي علمانية الدولة – والتزام تحالف المعارضة بذلك – لتكون مصر لكل المصريين بصرف النظر عن الدين فالوطن للجميع والدين لله فقط والقانون المدني العصري الحديث هو الذي يحكم الجميع .. لأنه مالم ينص الدستور علي ذلك فسوف يتسلل الاسلاميون للسلطة ، وحينها سوف ينقضوا كل شيء ويعودوا للانقاض عليكم ، وعلي باقي الأقليات الدينية ويفعلوا بمصر مثلما فعل نظام الخوميني بايران : مزيد من القهر ومزيد من السجون ومزيد من الفساد والفقر .
سيادة الرئيس
هذه فرصة أخيرة لا تضيعها ، ودع العناد والمكابرة علي سماع رأي الآخرين – كما هو معروف عنك طوال سنوات حكمك - - لا مؤاخذة يا سيادة الريس .. – ولحد دلوقتي لسه عاملين لك سيادة ، وبنقول لك يا ريس ..! ، شوف صدام..! لا عاد له سيادة ولا رياسة ..!- فلم يعد هناك ثمة وقت للعناد .. سبق لكاتب هذه السطور أن طالبكم سنة 1999 وقت هوجة المبايعة الماضية بترك السلطة وارساء الديموقراطية لتكون نقطة مضيئة في تاريخك تذكرها لك مصر وشعبها ، وكان ذلك في كتاب " أحب مبارك ولا أحب البيعة " الذي طبعته في مصر.. ووقتها كان لسة بدري .. وما كان حد لسة قال لك كفاية (!) .. لكن الشلة ( العصابة) ضحكت عليك – لا مؤاخذة يا ريس – وشجعوك علي انك تفضل قاعد في السلطة لحد ما كل يوم بقي يتقال لك : " كفاية " !! وفور نشر كتابي هذا سنة1999 - وكان توزيع جريدة الأخبار - ، راحت مباحث أمن المباحث تبحث عني وسلموني لنيابة أمن النيابة (!) ، وعملولي قضية في موضوع تاني عشان الناس ما تعرفشي انهم حبسوني لأني طالبت بالديموقراطية ، وأمسكوا بكتاب آخر من مؤلفاتي يدعو لأن تترك مصر طريق البدو وجهلهم وتسلك طريق العلم لكي تنهض وتتقدم ، وأن تعود مصر لقوميتها لا لقومية أخري بعيدة عنها ، تعود لنفسها وتعيد مجدها ، وأسموا ذاك : ازدراء للبدو وعقيدتهم .. وحكموا علي بالسجن 3 سنوات ..
سيادة الرئيس
انتهز تلك الفرصة الأخيرة ولا تضيعها – وعلي الشلة ، ألا تضيع علي نفسها تلك الفرصة أيضا ، لان أكيد أكيد معمول لهم قائمة زي قايمة أعوان صدام ، وشلة صدام ، لكن أكيد القائمة بتاع أعوان مبارك حتكون أطول بكتير ! يلحقوا نفسهم ، تلك نصيحة خالصة – ان كلمة " كفاية " تقال لك الآن قولا ، بالكلام ، ولا تنسي أنه ليس شعب مصر وحده هو الذي يقول لك كفاية ، لعلك سمعت خطاب وزيرة خارجية أمريكا بالقاهرة بالجامعة الأمريكية منذ أيام .. انها أيضا تقول باسم أقوي دولة بالعالم ، مع شعب مصر، وباقي شعوب الشرق الأوسط لك ولغيرك من الحكام : كفايات ، وليست كفاية واحدة .. انتهز الفرصة الأخيرة لكي تموت في بلدك ، وتدفن ببلدك وسط أهلك فلم يعد بالعمر الكثير ، انتهز الفرصة الأخيرة تلك واحتفظ لنفسك بشيء تذكرك به مصر وشعبها ، واحفظ لمصر ولنفسك ولمن معك الأمن والأمان
ولك مني السلام ،
 
الكاتب المصري
الذي حبستوه بمصر 3 سنوات وضيقتم عليه كل سبل العيش حتي طفشتوه منها ، ويتمني أن يعود ليعيش بها ، ولا يتمني لك ولا لمن هم معك - رغم كل ما فعلتوه بمصر وشعبها –سوي أن تعيشوا بها وتموتوا بها بسلام ، وألا تذوقوا مرارة الغربة بخارج مصر ( ولا مرارة الغربة بداخلها .. فهي الأشد ايلاما ..!)
 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون