تهديد لكاتب
مصري آخر ، بعد تهديد سيد القمني!!
بقلم صلاح الدين محسن
منذ بدأ كاتب هذا المقال في نشر مقالاته علي
الانترنت – شهر ونصف الشهر تقريبا – بأكثر من موقع "الحوار المتمدن"
، "كوبتس يونايتد" وهو موقع مصري ، مابين 20 ، 25 مقال ، وموقع "ايلاف"،
مقالان فقط ...، ومقالاتي كلها مثل كتبي التي سجنت بسببها في مصر 3
سنوات من 2000 الي 2003 كلها ضد الديكتاتورية، وتطالب
بالديموقراطية، بمصر والشرق الأوسط، وضد الارهاب اوالجهل والظلام
والدعوة للعودة لعصر الناقة، بل الدعوة لأن نعيش عصرنا الحديث ..
تلقيت رسائل وتعليقات بالبريد الالكتروني علي عنواني من قراء
معجبين، وآخرين غير راضين – بطبيعة الحال..- ، ثم راحت تأتيني عروض
مغرية للنشر من جهات لا يمكن أن تتفق هي أو كتاباتي مع بعضهما
البعض ..!
كما لاحظت منذ أسبوع أو أقل أن موقع ايلاف قد قام بحذف أحد
المقالين اليتيمين اللذين نشرهما لي – وبالطبع هذا لن يأتي من فراغ
..! –
ثم أخيرا منذ يومين تسلمت تهديدا صريحا، ودعوة للتوبة ، مثلما حدث
مع الدكتور سيد القمني.، ولكن المفارقة هي أن التهديد لم يأت من
مصر – جماعة الجهاد- ولا من أفغانستان ولا من العراق، وانما مصدر
الرسالة هو : سوريا .. وهذا ليس غريبا، فسوريا هي معقل هام ومنطلق
للارهاب الذي يدمر شعب العراق –أساسا بزعم مقاومة المحتل الأجنبي،
ومعروف أن المنظمات التي تزعزع أمن لبنان ذاك البلد الصغير الجميل
والشعب الأكثر حيوية ووثوبا بالمنطقة كلها .. تعمل من داخل حضن
سوريا وبمباركتها .. قبل أن نعرض نص الرسالة ، وردنا عليها نود
القول : ان الارهابيين الاسلاميين يهددون حتي الذين يختلفون معهم
ولوا داخل العقيدة كالقرآنيين، مثل الدكتور أحمد صبحي منصور، الشيخ
الأزهري الذي هددوه بالقتل- بعد فصله من التدريس بجامعة الأزهر –
فاضطر لللجؤ خارج مصر – أمريكا - ومواصلة كتابة أرائه وأفكاره ولم
ينسحب من معركة الكلمة والقلم - رغم اختلافنا معه - بل راح يحارب
بقلمه علي كل الجبهات، وكذلك الحال بالنسبة لداعية قرآني آخر هو
الصيدلي "عثمان محمد علي" الذي هددوه بالقتل في مصر، وهددوا زوجته
وأولاده ، فاضطر للهجرة الي كندا طالبا اللجؤ.... - أولم تكن أرض
الله واسعة لتهاجروا اليها -؟!
ولولا تضحية العلماء والفلاسفة والمفكرين والمخترعين بأرواحهم لما
تطورت الحياة ولما تقدمت البشرية ولما نعمنا بما ننعم به حاليا من
وسائل الترف ، فالقطار - علي سبيل المثال – الغالبية العظمي ممن
يركبونه ويناموا وكأنهم في السرير بالمنزل وبعد ساعات يصل بهم
مسافة ألف كيلومتر في نصف يوم – بل في ساعتين فقط ، بالقطار
الطائر- كان أجدادهم قبل القطار يقطعونها في شهر كامل وربما أكثر
سائرين في العراء مواجهين مخاطر الطريق وعوامل الطبيعة من حر وبرد
– بينما راكبوا القطار ينامون في التكييف لساعات قليلة – غالبية
هؤلاء لا يعرفون أن المخترع العظيم الذي اخترع هذا الاختراع العظيم
كانت مكافأته هي القتل حرقا (!!) علي يد المتعصبين دينيا ، في عصره
وبلده ، وأحفاد هؤلاء القتلة جميعهم يستمتعون الآن بركوب القطار..(!)
ومن المعروف أن تضحية الفرد بحياته لأجل المجتمع ، هو شيء معروف
لدي كل الكائنات حتي النمل..
ومعركة القلم والفكر ضد الجهل هي معركة مثلها مثل أية معركة عسكرية
، الانسحاب منها – عدا التكتيكي المدروس والمحسوب - مثل الانسحاب
من معركة القتال ، هو : جريمة مخلة بالشرف .. …
المهم أن نص الرسالة التي وصلت ، ولا تخلوا من ركاكة وارتباك حتي
في ترتيب كلماتها – وبعد ترتيبها - ، وبينما أوقع اسمي علي مقالاتي
مكتفيا ب " صلاح الدين محسن " ، راسلوني هم باسمي كاملا من أوله
لنهايته " صلاح الدين محسن محمد عبد الدايم " !! يقول نص التهديد :
"الي صلاح الدين محسن محمد عبد الدايم" السلام علي من اتبع الهدي (ومثل
ذاك السلام معروف أنه تحية تحذير ونذير اسلامية كانت توجه في بداية
الاسلام لحكام الدول غير العربية ، يسبق شن الحرب عليهم )
وبعد : وصل بك الفجور الي أن تتقول علي خالقك بعبارات مثل أن
القرآن به نواقص ويجب تصحيحها ثم تدعي بعد ذلك أنك مسلم وهذا يخرج
عن الملة أحب فقط أن أذكرك أنك في يوم من الأيام سوف تترك هذه
الدنيا ولن ينفعك الذين تكتب لرضاهم عنك ان كان ربك غاضب عليك
وأخيرا ان كان الله يريد لك الهداية فاني أسأله تعالي أن يعجل بها
وان لم يرد ويعجل بها ( هكذا مكتوبة بالرسالة ..) فاني أسأله تعالي
أن يشل لسانك وأركانك وأن يجعلك عبرة لمن.. ( غير مكتملة ..) فكر
مليا الدنيا لا تستاهل أن تخسر آخرتك من أجلها قبل أن يأتي أجلك
الذي لا تعلم من ومتي يحل عليك "
- كان هذا هو نص الرسالة - وقد أرسلنا نسخة منها للموقع مرفقة بهذا
المقال -
الرد : في البداية فكرت في عدم الرد من أول رسالة تهديد .. وأنتظر
حتي اذا جاءتني رسالة أكثر شدة وحسما ، أقوم بالرد .. ولكنني رأيت
الأفضل هو أن أوفر علي صاحب هذه الرسالة – الرجل الفاضل أو الجماعة
الفاضلة – وأوفر علي صاحب أي تهديد آخر قد يأتي مستقبلا وأوفر علي
نفسي التأجيل وانشغال البال ، فخير البر عاجله كما يقول القول ،
وليس آجله وهذا هو ردي :
= ان كان فيكم قويا فليرد علي ما أقول .. و بالعقل والمنطق مثلما
أقول 1 + 1 = 2 ....هذا بالنسبة للقوي منكم ، وعقلي مفتوح ، وأبحث
عن الصواب لأتمسك به وأدعو اليه ، ومثلما قال أحد الأئمة – لعله
الشافعي - " ان رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل
الصواب" أي انني أري أرائي وأفكاري صائبة حتي يثبت لي عكسها -
وعندي الشجاعة الأدبية للتخلي عنها ان ثبت لي خطؤها - وهذا فضل
وليس عبيبا .. فالرجوع الي الحق فضيلة وليست نقيصة .. وأنا كاتب
عباراتي وكتاباتي سهلة يفهمها القاصي والداني ، وأحرص علي أن أكون
بسيطا وعميقا ومنطقيا ومفهوما ولا أكتب كما الأكاديميون حيث لا
يحسن فهمهم سوي المثقفين ، وأعرف أن غالبية من يلزمهم التنوير
ويغطون في الظلام غير مثقفين ونسبة ليست قليلة منهم لو تثقفت فسوف
تتفتح أعينهم علي نور حقائق قد تكون مرة لكن في مرارتها الشفاء كل
الشفاء ، وأنا أكتب لهؤلاء لا للمثقفين ولا أسعي لشهرة فالشهرة
يمكن الحصول عليها بوسائل كثيرة مشروعة وغير مشروعة وهي وسائل أكثر
أمانا من الكتابات الحرة التي تقود صاحبها للسجن كما حدث معي ، أو
للقتل كما حدث مع فرج فودة .. فالقوي من الجماعات الاسلامية -
وعنده عقل ومنطق سليم قادر علي الحوار بالعقل ، ممكن أتناقش معه ان
كان عنده الشجاعة لأن يتخلي عن أفكاره الخاطئة اذا ثبت له عدم
صحتها - هذا عن القوي : أهلا به يهديني الي الرشاد وله الثواب عند
الله والشكر الجزيل مني أيضا ..
أما الضعيف الذي لا عقل له ولا تفاهم سوي أن يحمل قنبلة يفجرها
فتصيب من تصيب بريئا أم مذنا ..! أو يحمل مسدسا يطلقه بلا عقل فالي
هذا الضعيف أقول :
أنا لست أفضل من فرج فودة حتي أحرص علي الحياة ورقبتي ليست أثمن من
رقبة نجيب محفوظ وابني ليس أعز علي مما كان ابن فرج فودة عزيزا
عليه .. مثله مثل كل أب .. وان كان فرج فودة باستشهاده قد ترك ابنه
ليحدث له ما حدث ، فلم يكن لانشغال فرج فودة بالارتماء في حضن
راقصة حسناء ، ولا باللهو علي مائدة قمار ، وانما لانهماكه في
ازاحة ظلام الجهل الذي يريد اعادتنا الي عصر السواك والتداوي
بالحجامة ( المتوحشة ) بدلا من التداوي بأشعة الليزر التي تعالج
بلا دماء بلا جراحة بلا ألم ..(!) ولو أن فرج فودة قد قبل السكوت
في ظل هيمنة هذا الجهل وتحت ارهاب هؤلاء وورث هذا ا لسكوت لأـولاده
، ليورثوه بدورهم لأحفاده، ويتوارثه أولاد وأحفاد باقي أبناء أمته
لكان هذا السكوت عار علي الكاتب والمفكر .. وقد ضحي فرج فودة بما
ضحي به لأجل مستقبل أبناء شعب بأكمله ، أمة بأكملها – ولا أغالي ان
قلت : بل أمم وليست أمة واحدة - . وبالرغم من أن أولادي - لي ولدان
- يختلفان معي في الفكر .. الا أنني واثق تماما من أن كلا من (
ناصر ، وعلاء ) يفضل وبلا تردد أن يقول : " أنا ابن الكاتب الشهيد
"، ولا يقول : " أنا ابن المفكر الرعد يد " . واطمئن كلا من ( ناصر
وعلاء ) ، وأبلغ الأخوة الارهابيين بأنني : لن أختار لأولادي سوي
الأفضل .. فمرحبا بالقوي أو الضعيف من الجماعات الاسلامية في أي
ساعة وفي أي وقت ، وفي أي مكان حيث أدري أو لا أدري – حسبما يقول
التهديد – مرحبا بهما ..
التوقيع : صلاح الدين محسن محمد عبد الدايم
SALAH.MOHSSEIN@VIDEOTRON.CA
|