صلاح الدين محسن


  23  يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

salah.mohssein@videotron.ca

 النقاب ، وظلم بن الخطاب
بقلم صلاح الدين محسن
هذا المقال هو إهداء – ثالث - إلي كل من:
دكتور سيد القمني
جماعة الجهاد – مع الشيطان –  بمصر ( التي هددته بالقتل ) .
 

 بينما هو يشرب فنجان قهوة بمقهى بالقاهرة ، كان الراديو يذيع أغنية للمطربة "  شادية " تقول كلماتها :

أقرا كتاب واتنين         وأتقلب ع الجنبين

وكل كلمة أقراها          ما أفهمشي ايه معناها

وكل صفحة أطويها       ألاقي صورتك فيها

             يا سارق من عيني النوم !

بدت علي وجهه الدهشة ، وسأل رفيقه : أسمعت ما تقوله " شادية" ؟!!

-   ( ابتسم ) سمعت ..

-   أهكذا المرأة تفكر في الرجل ، وتفتن به ولا تنام الليل ، ولا يبارح فكرها مثلنا تماما نحن الرجال ؟!!

-   طبعا ...  ...

-   إذن المرأة هي إنسان مثل الرجل ، شعور ، و إحساس..!

-   المرأة " الأم " هي : المدرسة الأولي    

-   طبعا ، هي أم الرجال ، صانعتهم ، والدتهم ، مربيتهم ، معلمتهم ...

-  إذن لماذا اهتم القرآن والأحاديث المحمدية والإسلام عموما بحماية الرجل فقط من فتنة المرأة ، بينما لم يعبأ بمشاعر            وأحاسيس المرأة ولم يتخذ ثمة حماية تذكر لها من فتنة الرجل ؟!!

-  ربما تصور أن المرأة  هي حجر أصم ، لا تشعر بالرجل بنفس القدر الذي يشعر هو بها وتتأثر به وتحتاج إليه بنفس القدر الذي يتأثر هو ويحتاج إليها ، وتفتن به كما يفتن بها ، ربما لم يكن محمد يعلم أن صوت الرجل المملوء بالرجولة يجن  له جنون امرأة ، بينما صوت الرجل المملوء بالرقة والإحساس الهادئ  الدافئ  يجن له جنون امرأة أخري ويلهب خيالها ؟!!

-  بل أن المرأة تتغزل بالرجل أكثر مما يتغزل هو بها ..! فهي تفرز عيونه وأنفه ، وخدوده ، وطوله وعرضه ومشيته ، بأكثر مما يفعل الرجل نحو المرأة ..!!

-  حقا .. هذا صحيح المرأة تتأثر وتفتن بالرجل مثلما يفتن بها تماما وليس أقل وربما أكثر ..

عبر عن ذلك الشاعر أحمد شوقي بقوله :

 اتقوا الله في قلوب العذارى    : :   فالعذارى قلوبهن هواء (!)

 

=  ومحمد نفسه قال ما هو أكثر من ذلك ، إذ قال عن النساء : عقولهن في فروجهن

=  النساء فقط؟!! أم أن الذي يجلس مع جاريته في غرفة زوجته انتظارا لقدومها ، وفجأة ينقض علي الجارية مضاجعا إياها ، دون أن يجد لديه قليل من الصبر لحين عودته مع جاريته ليواقعها في مسكنها ، وتحضر الزوجة فجأة لتجد المنظر أمامها ..! من يفعل ذلك أين يكون موقع عقله بالنسبة إلي جسده؟!!

=  ( مندهشا ) هذا دليل علي أن النساء لسن أقل من الرجال ولا الرجال يتميزن عن النساء لا بعقل ولا بأي شيء آخر ..

=  ومن يتزوج من طفلة صغيرة  9 سنوات وكأن لم تكن هناك نساء بالمدينة كلها سوي تلك الطفلة أو كأنه كان بلا زوجة ومضطر اضطرارا للزواج من طفلة 9 سنوات ؟!! وان كان ذاك عرفا جاهلا عند العامة ، أهكذا تقبل حكمة السماء ورحمة  وقلب مبعوثو السماء؟!

= هذا دليل علي أنه ليست النساء فقط اللآتي عقولهن في فروجهن – أن صح هذا القول أصلا– وتأكيد علي أن الرجال لا يختلفون عن النساء في شيء ، ولا النساء أيضا ، كلهم سواء ، أن كان العقل بالرأس فهو كذلك عند الجميع ، أو بمكان آخر ، فهو كذلك عند الجميع ..

= أذن كان واجبا علي التشريع  الإسلامي ، إن كان عادلا ، أن يساوي ولا يظلم أحدا ، إما أن يكون النقاب للرجل كما المرأة تماما مادام كل منهما يفتن الآخر ، أو لا يفرض ذاك النقاب الأسود الهباب ظلما علي أحد بتاتا ، لا الرجل ولا المرأة ...

هذا هو العدل، ولكن كيف يلبس الرجل النقاب ؟!!

أن كان لبس النقاب عارا فلماذا نلصق هذا العار بالمرأة ، وان لم يكن لبس النقاب عارا ، فلماذا لا يلبسه الرجل كي لا يفتن المرأة ، مثلما تلبسه المرأة كي لا تفتن الرجل ؟!! ، أما كيف يلبس الرجل النقاب ؟ فذاك بأن يكون نقاب المرأة مشجرا – ألوان – بما يتناسب مع طبيعة المرأة ، أما نقاب الرجل فيكون مختلفا ومميزا ، نقاب رجالي يتناسب مع طبيعة الرجل، فيكون باللون الأسود  -  مثلا -  .

= أوليس النقاب أفضل  للرجل من النفي بعيدا عن بلده وأهله وناسه ؟!

= ( فزعا ) .. كيف..؟!! نفي ؟ أعوذ بالله ..!

= أن عمر بن الخطاب كان قد جاءته شكاوي من رجل يدعي نصر بن حجاج يفتن النساء بجماله الأخاذ ، وهن ينظمن فيه شعرا ويهتفن متمنيات اللقاء به قائلات " من لي بنصر بن حجاج ؟؟"  !! فأحضره ليري الأمر ، فوجده مكشوف الرأس فأمره بلبس العمامة لتحد من جماله ، فلما لبس العمامة زادته جمالا ووجاهة ..! ، وهنا أمر الخليفة الموصوف بالعدل ..بنفيه خارج المدينة بعيدا عن آله وناسه !!

=  هذا ظلم ، وليس عدلا !! فأية جريمة ارتكبها ذاك الرجل ؟! كيف يبعده عن بلده وأهله وناسه لمجرد أنه جميل ، وكأنه بعير أجرب يخشي من عدواه؟!!( ثم هز رأسه متداركا ، متذكرا) :  لقد كان عمر نفسه هو صاحب فكرة النقاب في الإ سلام في الأساس  ..  ..

= وأية جريمة ارتكبتها المرأة كي يسود وجهها وحدها بسواد ذاك الهباب ؟!! بزعم منع فتنها للرجل ،دون أن يحميها أحد من فتنة الرجل ، أن في  النفي ظلم لنصر بن حجاج وفي الحجاب ظلم للمرأة وفي نهاية الحالتين من الظلم  يوصف الفاعل بأنه قمة ورمز للعدالة؟! .. هذا شغل عرب .. كلام وأحكام  وتشاريع  بدو ، عرب   ..

= لقد ظلم عمر  ، ذاك المسكين " نصر بن حجاج "

= ماذا كان يمكن أن يفعل عمر معه كي لا يظلمه وليكون عادلا بحق وليس بالحكاوي ؟!

= كان  يكفي أن يأمره بلبس النقاب ..

= ( علي مضض ، وهو يهز رأسه في حيرة ) يعني ..، مهما كان فهذا أفضل من النفي  بكثير ..

= وما رأيك في أن المطالبين بالنقاب الآن  أفلا تتسم دعوتهم بالقصور؟ ، أو ليست لهم في عمر بن الخطاب أسوة ؟! 

=  بالتأكيد لهم فيه أسوة ..

إذن لماذا لا يطالبون مع كل دعوة للبس النقاب ، بنفي كل رجل وهبه الله جمالا ، وسامة ووجاهة الي خارج المدن والقرى وذلك درءا للفتنة من كل نواحيها ، اقتداء بأمير المؤمنين وثاني الخلفاء  ( العادل ..)  .. ؟!!

 - نقاب ..؟! يا له من شيء بغيض وثقيل ، وليس من الرحمة فرضه علي رجل ولا امرأة

حقا حقا ذاك كلام عادل

- إذن كيف يشرع الحجاب الإله العادل ، ويفرق في لبسه بين خلقه ؟ غير معقول ... هذا شغل عرب ، فظاظة رعاة.. صحراويون!

-  الإله العادل لا يمكن أن يظلم النساء دون الرجال ، الحجاب كله ظلم والمساواة في الظلم عدل ، والله لا يقبل الظلم ولا يقبل المساواة فيما هو ظلم لأنه عادل يحب العدل

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون