النقاب ، وظلم بن
الخطاب
بقلم صلاح الدين محسن
هذا المقال هو إهداء – ثالث - إلي كل من:
دكتور سيد القمني
جماعة الجهاد – مع الشيطان – بمصر ( التي هددته بالقتل ) .
بينما
هو يشرب فنجان قهوة بمقهى بالقاهرة ،
كان الراديو يذيع أغنية للمطربة " شادية " تقول كلماتها :
أقرا كتاب
واتنين وأتقلب ع الجنبين
وكل كلمة
أقراها ما أفهمشي
ايه معناها
وكل صفحة
أطويها ألاقي صورتك فيها
يا
سارق من عيني النوم !
بدت علي وجهه
الدهشة ، وسأل رفيقه : أسمعت ما تقوله
" شادية" ؟!!
-
( ابتسم ) سمعت ..
- أهكذا المرأة
تفكر في الرجل ، وتفتن به ولا تنام
الليل ، ولا يبارح فكرها مثلنا تماما نحن الرجال ؟!!
-
طبعا ... ...
- إذن المرأة هي
إنسان مثل الرجل ، شعور ، و إحساس..!
-
المرأة " الأم " هي : المدرسة الأولي
- طبعا ، هي أم
الرجال ، صانعتهم ، والدتهم ، مربيتهم ، معلمتهم ...
-
إذن لماذا اهتم القرآن والأحاديث المحمدية والإسلام عموما بحماية
الرجل فقط من فتنة المرأة ، بينما لم يعبأ بمشاعر
وأحاسيس المرأة ولم يتخذ ثمة حماية تذكر لها من فتنة الرجل ؟!!
-
ربما تصور أن المرأة هي حجر أصم ، لا تشعر بالرجل بنفس القدر الذي
يشعر هو بها وتتأثر
به وتحتاج إليه بنفس القدر الذي يتأثر
هو ويحتاج إليها ، وتفتن به كما يفتن
بها ، ربما لم يكن محمد يعلم أن صوت
الرجل المملوء بالرجولة يجن له جنون امرأة ، بينما صوت الرجل
المملوء بالرقة والإحساس الهادئ الدافئ يجن له جنون امرأة أخري
ويلهب خيالها ؟!!
- بل
أن المرأة تتغزل بالرجل أكثر مما يتغزل هو
بها ..! فهي تفرز عيونه وأنفه ،
وخدوده ، وطوله وعرضه ومشيته ، بأكثر مما يفعل الرجل نحو المرأة
..!!
-
حقا .. هذا صحيح
المرأة تتأثر وتفتن بالرجل مثلما يفتن بها
تماما وليس أقل وربما أكثر ..
-
عبر عن ذلك الشاعر أحمد شوقي بقوله :
- اتقوا
الله في قلوب العذارى : :
فالعذارى قلوبهن هواء (!)
= ومحمد
نفسه قال ما هو أكثر من ذلك ، إذ قال عن النساء : عقولهن في فروجهن
= النساء فقط؟!! أم
أن الذي يجلس مع جاريته في غرفة زوجته انتظارا لقدومها ، وفجأة
ينقض علي الجارية مضاجعا إياها ، دون أن يجد لديه قليل من الصبر
لحين عودته مع جاريته ليواقعها في
مسكنها ، وتحضر الزوجة فجأة لتجد المنظر أمامها ..! من يفعل ذلك
أين يكون موقع عقله بالنسبة إلي جسده؟!!
= (
مندهشا ) هذا دليل علي أن النساء لسن أقل من الرجال ولا الرجال
يتميزن عن النساء لا بعقل ولا بأي شيء آخر ..
= ومن
يتزوج من طفلة صغيرة 9 سنوات وكأن لم تكن هناك نساء بالمدينة كلها
سوي تلك الطفلة أو كأنه كان بلا زوجة ومضطر اضطرارا للزواج من طفلة
9 سنوات ؟!! وان كان ذاك عرفا جاهلا عند العامة ، أهكذا تقبل حكمة
السماء ورحمة وقلب مبعوثو السماء؟!
= هذا دليل علي أنه
ليست النساء فقط اللآتي عقولهن في
فروجهن – أن صح هذا القول أصلا– وتأكيد علي أن الرجال لا يختلفون
عن النساء في شيء ، ولا النساء أيضا ، كلهم سواء ، أن كان العقل
بالرأس فهو كذلك عند الجميع ، أو بمكان آخر ، فهو كذلك عند الجميع
..
= أذن كان واجبا علي
التشريع الإسلامي ، إن كان عادلا ، أن يساوي ولا يظلم أحدا ، إما
أن يكون النقاب للرجل كما المرأة تماما مادام كل منهما يفتن الآخر
، أو لا يفرض ذاك النقاب الأسود الهباب ظلما علي أحد بتاتا ، لا
الرجل ولا المرأة ...
هذا هو العدل، ولكن
كيف يلبس الرجل النقاب ؟!!
أن كان لبس النقاب
عارا فلماذا نلصق هذا العار بالمرأة ،
وان لم يكن لبس النقاب عارا ، فلماذا لا يلبسه الرجل كي لا يفتن
المرأة ، مثلما تلبسه المرأة كي لا تفتن الرجل ؟!! ، أما كيف يلبس
الرجل النقاب ؟ فذاك بأن يكون نقاب المرأة مشجرا
– ألوان – بما يتناسب مع طبيعة المرأة ، أما نقاب الرجل
فيكون مختلفا ومميزا ، نقاب رجالي يتناسب مع طبيعة الرجل، فيكون
باللون الأسود - مثلا - .
= أوليس النقاب
أفضل للرجل من النفي بعيدا عن بلده وأهله وناسه ؟!
= ( فزعا ) ..
كيف..؟!! نفي ؟ أعوذ بالله ..!
= أن عمر بن الخطاب
كان قد جاءته شكاوي من رجل يدعي نصر بن حجاج يفتن النساء بجماله
الأخاذ ، وهن ينظمن فيه شعرا ويهتفن متمنيات اللقاء
به قائلات " من لي بنصر بن حجاج ؟؟"
!! فأحضره ليري الأمر ، فوجده مكشوف الرأس فأمره بلبس العمامة لتحد
من جماله ، فلما لبس العمامة زادته جمالا ووجاهة ..! ، وهنا أمر
الخليفة الموصوف بالعدل ..بنفيه خارج المدينة بعيدا عن آله وناسه
!!
= هذا ظلم ، وليس
عدلا !! فأية جريمة ارتكبها ذاك الرجل ؟! كيف يبعده عن بلده وأهله
وناسه لمجرد أنه جميل ، وكأنه بعير أجرب يخشي من عدواه؟!!( ثم هز
رأسه متداركا ، متذكرا) : لقد كان عمر نفسه هو صاحب فكرة النقاب
في الإ سلام في الأساس .. ..
= وأية جريمة
ارتكبتها المرأة كي يسود وجهها وحدها بسواد ذاك الهباب ؟!! بزعم
منع فتنها للرجل ،دون أن يحميها أحد من
فتنة الرجل ، أن في النفي ظلم لنصر بن حجاج وفي الحجاب ظلم للمرأة
وفي نهاية الحالتين من الظلم يوصف الفاعل بأنه قمة ورمز للعدالة؟!
.. هذا شغل عرب .. كلام وأحكام وتشاريع
بدو ، عرب ..
= لقد ظلم عمر ،
ذاك المسكين " نصر بن حجاج "
=
ماذا كان يمكن أن يفعل عمر معه كي لا
يظلمه وليكون عادلا بحق وليس بالحكاوي ؟!
=
كان يكفي أن يأمره بلبس النقاب ..
= ( علي مضض ، وهو
يهز رأسه في حيرة ) يعني ..، مهما كان فهذا أفضل من النفي بكثير
..
= وما رأيك في أن
المطالبين بالنقاب الآن أفلا تتسم
دعوتهم بالقصور؟ ، أو ليست لهم في عمر بن الخطاب أسوة ؟!
= بالتأكيد لهم فيه
أسوة ..
-
إذن لماذا لا يطالبون مع كل دعوة للبس النقاب ،
بنفي كل رجل وهبه الله جمالا ، وسامة ووجاهة
الي خارج المدن والقرى وذلك درءا للفتنة من كل نواحيها ،
اقتداء بأمير المؤمنين وثاني الخلفاء (
العادل ..) .. ؟!!
-
نقاب ..؟! يا له من شيء بغيض
وثقيل ، وليس من الرحمة فرضه علي رجل ولا امرأة
-
حقا حقا ذاك كلام
عادل
-
إذن كيف يشرع الحجاب الإله العادل ، ويفرق في لبسه بين خلقه ؟ غير
معقول ... هذا شغل
عرب ، فظاظة رعاة.. صحراويون!
- الإله العادل لا
يمكن أن يظلم النساء دون الرجال ، الحجاب كله ظلم والمساواة في
الظلم عدل ، والله لا يقبل الظلم ولا يقبل
المساواة فيما هو ظلم لأنه عادل يحب العدل