|
إصلاح الحكام أم المثقفين ؟ أيهما أولا ؟ (3)
بقلم : صلاح الدين محسن
هذه كلمات كتبتها عام1980
سجلت فيها انطباعي عقب حضور أمسية بمنتدى للمثقفين – بالقاهرة - ،
وما كنت أتصورها سوف تبقي صالحة حتى 25 سنة قادمة بحكم أن الدنيا
كلها تتطور وتتغير نحو الأفضل والأرقى..(!) :
وجدتها وجدتها
صرخة أطلقتها
هناك حيث يختلي النخبة
دون المعطوبين (!)
هناك حيث يختلي الصفوة
يبثون لواعج أشواقهم
لرؤية مدينتهم فاضلة
وجدتها وجدتها
خريطة الطريق إلي المدينة
الفاضلة
ليست وحسب حبيسة بأحد جيوب
السلطان
لكنني وجدتها
ملقاة تحت الأقدام
وأنا أسبح من بحر الدخان
الخانق،
المعبأ بالنيكوتين القاتل
المتصاعد من سجائر الصفوة
إلي محيط الزمن المهدور
وبعلم الصفوة ..
وفي خلوتهم،
دون المعطوبين..
… …
هناك حيث يختلي الصفوة،
الحالمون بالمدينة الفاضلة ،
حيث:
لا تطفح الشوارع إلا
بالأنوار والأزهار ،
حيث ألغي حكم الإعدام من
قانون :
الأحوال الشخصية للأشجار..
المدينة الفاضلة حيث :
الثوان : ماس (!)
لا يعبأ بالجاروف
بل تستخدم في إطلاق الأقمار
..
والدقائق : جواهر ..
لا تباع بالمائة
كما –كان – الليمون بقريتنا
والساعات : كنوز ..
قد تكفي الواحدة لحياكة ألفي
سروال
لفقراء بائسي الحال..
… …
وجدتها وجدتها ..!
.. .. ..
في السادسة مساء
كان الحفل مزمعا عقده
ضاع كنزان ،
وعشرون جوهرة ،
وخمسون ماسة..(!)
.. … …
تري :
لو همت الطائرة بالإقلاع ،
ونادت المضيفة ، بأمر
القبطان :
" المرجو من حضرات المقلين
صفوة كانوا أم معطوبين ،
ربط الأحزمة والامتناع عن
التدخين.. "
تري :
هل يجد النخبة بعلب سجائرهم
: بقايا إرادة ؟ (!)
وهل سيؤموا الجمع لأداء صلاة
الطاعة؟
أم ستهبط الطائرة هبوطا
اضطراريا ..
بعد تفتق القرائح المبدعة ،
عن درر من التبارير ،
تكفي لننظم :
ألف قلادة (؟؟!!) .
|