صلاح الدين محسن


 12 أغسطس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

salah.mohssein@videotron.ca

تحية لمسعود برازاني
بقلم صلاح الدين محسن

وانتقد البرازاني الدعوات التي تطالب بأ يكون العراق جزءا من الأمة العربية ..

وأن الأكراد لن يقبلوا أن تكون هوية العراق اسلامية

نشرت ذاك الخبر جريدة " الراية القطرية " في 7/8/2005..

ان  مثل ذاك الموقف  هو جدير بالتحية والاحترام ، وهو ليس وحسب من حق – بل و من واجب – البرازاني  وحده .. وانما ذاك المقف هو

حق وواجب كل المؤرخين والمتحضرين ، المثقفين  بالعالم أجمع ..

فالقول بأن العراق هو شيء آخر غير أن يكون العراق هو العراق .. هو مسخرة تاريخية ، ومهزلة حضارية ..

اذ كيف ينسب بلد هو في مقدمة البلاد التي هي مهد للحضارة الانسانية الي  أمة أخري وقومية أخري ، أيا كانت تلك الأمة .. ؟!!

  كيف ينسب البلد الذي قامت علي أرضه حضارات – بابل ، وآشور، وسومر – الي أمة أخري ؟!!

بأية مناسبة يا تري ؟!! ، وبأية أمارة ؟!!

ان العراق بلد معلم .. حضارة علمت الانسان الزراعة ، وعلمت الانسان الكتابة ، وبناء الجسور لأول مرة في التاريخ ..و .. و .. الخ

فماذا  قدم العرب لأنفسم وابتلوا به البشرية ؟ .. أن الأرض  ثابتة ولا تدور كما يقول كتاب العرب المقدس، بعكس ماتدرسه المدارس

للتلاميذ الآن بكافة الدول الناطقة بالعربية وحتي الاسلامية ؟!!!

ماذا قدم العرب لأنفسهم وابتلوا به البشرية ؟! أن القتل والقتال والسيف واغتصاب الأسيرات في ساحة المعركة هو شريعة!!

ماذا قدم العرب للعراق يستحق أن ينسب العراق نفسه وينسب العراقيون بلدهم العريق الي العرب وقومية العرب وجهل العرب ؟!!

لم يقدم العرب للعراق أكثر مما قدمه المغول والتتار .. قدم لهم الجاج الذي سب العراق وشعب العراق – صانع الحضارة ! – علي المنبر

ووصفه بأسوأ الصفات وأعمل فيهم المجازر هو ومن قبله ومن بعده – سفاح الدولة العربية الاسلامية العباسية .. -، نعم  سب الحجاج

شعب العراق مثلما سب عمرو بن العاص شعب مصر وأهانه – نساؤهم لعب ورجالهم خنع ،  وشعبها لمن غلب _ ..!

 أما أية مباني في العراق منسوبة لما يسمي لحضارة عربية اسلامية مساجد أو حسينيات أو غيرها فهي من بناءْ أيادي شعب العراق ، لأن العرب حتي الآن  لا يعرفون سوي بناء الخيمة أما الأبنية المقامة الآن ببلادهم قصور أو مطارات فهي انجاز شركات ومهندسين غربيين ، وكذلك

الحال بمصر ، أية مباني منسوبة لما يسمي كذبا ودجلا  حضارة عربية اسلامية هي من بناء المصريين لأنهم بناة حضارة وحتي الآن كثير من المن المنشآت  القائمة  ببلد علي والحجاج ومحمد ومعاوية – الأصلي – هي تنفيذ شركات مقاولات مصرية ..

أما انجازات العرب في العراق فقد كانت الهبايا والهدايا التي كان يبعثرها الخليفة العربي علي الغواني والشعراء والغلمان وبناء القصور

وكل ذلك من قوت   شعب العراق ، ولعل مسعود برازاني هذا القائد الواعي المثقف – كما يبدو – والمحترم لبلده وتاريخه العريق يذكر

جيدا أن أهم درس تعلمه العراقيون عن الديموقراطية العجيبة في ما يسمي الحضارة العربية الاسلامية كان علي يد عمر بن الخطاب

مع العراقي  " صبيغ " الذي كان يبحث عن اجابة لسؤال " ما هو شبيه القرآن ؟ "  فأرسله الخبثاء الي عمر بن الخطاب الذي أجابه

اجابة عربية اسلامية تعبر عن الديموقراطية الحقيقفة عند العرب المسلمين – من الأول ..-  اذ أمسك بالرجل وراح يضربه فوق رأسه

بعرجون  بلح النخيل حتي  تفجر الدم من رأسه.. وكلما خف ألم الر جل عاد عمر ليضربه مرة أخري وهكذا حتي كاد أن يقتله ..

وهل هناك عراقي مثقف يمكن أن ينسي تلك الواقعة التاريخية ..

كأن مسعود برزاني بموقفه ذاك يقول : هنا العراق .. ومن يري نفسه عربيا فليذهب ليعيش ببلد العرب فهنا : العراق ، بلد بابل ،

وآشور وسومر ، بلد الحضارة ، واحدة من الحضارات الكبري التي علمت البشرية .. هنا العراق بلد النهرين والماء والخضرة والنماء

 ومن يري نفسه عربي اسلاميا ، من بلاد الجدب والصحراء ، فليذهب ليحيا حيثما يحب ويشاء.. 

حقا .. من لا يحترم تاريخ بلده العريق في الحضاره ولا يحترم هويتة   ويريد أن ينسب وطنه الي أمة أخري هي الأدني..: 

لا يستحق أن يشرب من نهر الوطن ولا يستحق أن يحيا فوق ترابه ..

 والكلام اليك يا جارة..  ..



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون