صلاح الدين محسن


  22 أغسطس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

salah.mohssein@videotron.ca

لا تظلموا  حسني  مبارك

بقلم : صلاح الدين محسن

 

 هل شاهدتم مسرحية " الزعيم " للفنان  : عادل امام   ؟

لمن لم يشاهدونها مسرحية أو فيلما ..

المسرحية تحكي عن عصابة من أًصحاب المصالح     غير المشروعة علي حساب الوطن والمواطن – في دولة - .. لايهم أحد من أفرادها

الجلوس علي مقعد السلطة  ، وانما يهمهم مصالحهم ، وبالتالي فهم يحرصون علي وجود شخص  يصنعونه  هم ، أو يهيئونه  لقول ما يلقنوه له  من السياسات ، وهو يمثل الدور  كما لوكان زعيما فعلا ، بينما هم  الذين يرسمون ويخططون له كل شيء ، ويخطيء أحيانا ويحرجهم ، وهم يصححوا له ويستمروا في توجيهه ليبقي علي الكرسي مجرد واجهة ، ولا بأس من أن تبدو كل السياسات  حسب تعليماته ، وبناء علي توجيهاته ..!

والمسرحية لاتبين بالضبط تفاصيل مصالح تلك العصابة من أصحاب المصالح ، وانما تترك للمشاهد استنتاج  ذلك ، ولو أن المسرحية كشفت مصالح    هؤلاء وأمثالهم بالضبط   لكان أفضل ، الا أن المؤلف ربما تحاشي ما يمكن أن يعوق عرض المسرحية ..

وبالطبع لايخفي علي المشاهد الفاهم أن مصالح هؤلاء وراء تنصيب زعيم كستار ، لكي يفعلوا هم ما يشاءوا ، لينهب الناهبون ويسرق السارقون ويختلس المختلسون ، ويقترض بلا ضمانات من بنوك الشعب المحتالون ، ويفسد المفسدون ويفجر الفاجرون ..وهم بعيدون عن الكرسي والسلطة فما هي  السلطة مطلبهم  .. فالكرسي يجلس عليه الممثل ، لينشغل الناس به وينشغل هو بتصفيقهم – أو سخطهم ومعارضتهم - ..أما هم فينشغلوا بقضاء مصالحهم في النهب والسرقة وملء الخزائن والكروش و.. خراب الدولة وجوع الشعب لا يهم!

والممثل الجالس علي كرسي السلطة (( الزعيم ، عادل امام ..)) لا يمكنه التوقف عن آداء دوره ، فهم يكبلونه ، ويقيدونه بتوريطه معهم بحيث لا يمكنه الخروج من الدائرة ، ولا يستطيع الانسحاب من اللعبة ..

ولعلنا جميعا قد قرأنا كثيرا عن عا لم الجريمة .. فما يحدث في كيفية صناعة لمنفذ للجريمة  .. كذلك يحدث في صناعة الزعيم السياسي الواجهة والمنفذ ..، علي أيادي لصوص الأوطان ، والنصابين باسم الوطن والوطتية ، ومحترفي الدجل السياسي ..

ونفس الشيء أيضا يحدث في عالم الجرائم الأخري مثل تجارة المخدرات ، اذ يقوم التاجر الكبير وعصابته بالتقاط صبي – أو واحد من بينهم يكون الأكثر تأهيلا  - يدربونه ويشغلونه ويجزلوا له العطاء ، ليكون هو المنفذ .. فان أحسوا يوما بأنه قد شبع ويريد الكف عن مواصلة اللعبة ، خافوا علي أنفسهم من أن يفشي أسرارهم مما يوقعهم في يد العدالة التي يجب أن يمثلوا أمامها ، فيهددوه بالقتل ويقد يبيعونه لمباحث المخدرات كصفقة صداقة وتطبيع علاقات معهم ، يتركوه للمباحث كصفقة لاثبات كفاءتها وحسن آدائها .. ، والمباحث تمرر لهم صفقة أو صفقات دون أيذاء

نفس الشيء يحدث في عالم جريمة السرقة المنظمة ..، وعالم التسول المنظم .. حيث تكون هناك عصابة ويتم تربيط  ( وتوريط) مصالح

أعضائه ، ببعضهم البعض ، لأجل الصالح العام للعصابة ولاستمرا ر بقائها ..

ويجب ألا يتصور  أحد أن مبارك في يده وحده قرار ترك السلطة ..

كلا وانما في يد مجموعة أفراد العصابة المستفيدة من وجوده ومن وجود من هم حوله ، والمعنية بصناعته ، وصناعة بديل عند الضرورة .. وليس شرطا أن يكون البديل واحدا منهم وان كانت العصابة تحرص علي ذلك كل الحرص ، وتحرص علي بقاء واحد دونما تغيير، لأجل استقرار أمورهم ومصالحهم وعدم تعرضها لأية هزات اقتصادية سياسية محتملة اذا تغير الجالس علي الكرسي ..ويرددون : لأجل الاستقرار  ، انتخبوا مبارك ( مثلا ..) حتي يظن البسطاء من المواطنين أن انتخابه هو استقرار للوطن ، بينما هم يقصدون استقرارهم هم .. لأن الوطن لم يعرف الاستقرار طوال عهده ولن تعرف مصر الاستقرار في وجود تلك العصابة ..

ولكن لو .. لو   حدث تغيير فجائي للجالس علي الكرسي فان أعضاء تلك العصابة لن يستسلموا ولن يعدموا الحيلة ، فالتغيير ممكن أن يكون علي جثثهم .. اذ لو جاء حاكم شريف فسوف يحاكمون ويشنقون أو يزج بهم في السجون علي ما اقترفوا من الجرائم ..  لذا   فسوف يسارعون ، بالالتفاف حول القادم الجديد اذا أفلت الأمر من أياديهم .. لو كان أيمن نور مثلا ، أو نعمان  جمعة ، وسيحيطونه بكل مظاهر الحب والتأييد ثم يلتفون حوله يلمعونه ويؤلقونه ويمتدحونه مثيرا ويلفون حوله بسرعة شبكة خيوطهم العنكبوتية ، وغرس أقدامه معهم في الفساد ، وليس شرطا هو شخصيا وبشكل مباشر وانما عن طريق ابن له أو  زوجته أو شقيق أو نسيب أو أقارب.. حتي

تدخل أقدامه هو أيضا  بالتدريج ، فيصير داخل الشبكة وواحدا من أفراد عصابة الفساد وافساد الحكام وصناع الطغاة ، لأجل امتلاء كروشهم علي حساب خراب الوطن ، وفقر وجوع شعب  ..

لذا يجب اعداد ( قائمة :  أعوان مبارك ) علي غرار ( قائمة أعوان صدام ) ما لم تكن معدة وجاهزة بالفعل .. فهؤلاء هم أفراد العصابة ، هم أساس الخطر والخراب ..    

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون