تضامنوا مع
المعارض المصري : أيمن نور
بقلم : صلاح الدين محسن
منذ أن جثم العسكريون والمباحثيون علي أنفاس مصر عام 1952 ،
وهو يعملون بكل الطرق علي افهام الشعب بأن مصر لا تستطع أن تلد زعماء
سياسيين يقودونها الا من العسكر .. ، وزرعوا في أذهان البسطاء من
أبناء الشعب أن شعب مصر هو شعب فرعون ، ولا يستطيع قيادته الا عسكري
..(!!) ... ، وعندما ركب العسكري الملهم – بطل النكسة – فوق قلب مصر
لمدة 18 سنة.. ظل طوالها يتكلم فيها عن الديموقراطية!! ، بات مستقرا
في ذهن كل مواطن مصري أنه لا يمكنه تصور أن يكون هناك مصري آخر من
عشرات الملايين من المصريين بمقدوره أن يقوم رئيسا للدولة الا الملهم
العبقري – بطل النكسة - .. ، وبعدما ألهم الله الزعيم الملهم أن
يختار السادات دونا عن عظماء رجال مصر ليكون رئيسا من بعده ..- نائب
رئيس - وتولي السادات الرئاسة .. ثبتت السلطة وجهاز أمن الحكم
العسكري في أذهان شعب مصر - بطرق كثيرة - أنه لا يمكن أن يوجد من بين
ملايين شعب مصر من يقدر علي تولي رئاستها سوي الرئيس المؤمن - ذو
البيبة والزبيبة - .. وبعدما اختار السادات طيارا حربيا ليركبه فوق
قلب مصر من بعده وتولي الطيار العسكري وراثة حكم مصر بعد العسكري
السابق له .. قام جهاز أمن الحكم العسكري المخابراتي الوراثي – بطرقه
المختلفة – بتثبيت نفس الفكرة في عقول المصريين .. أنه لا يمكن أن
تكون مصر أم السبعين مليونا ، قد حبلت وولدت من يقدر علي أن يكون
رئيسا لمصر سوي الطيار العسكري الجاثم فوق أنفاسها .. بالرغم من أن
مصر قد حبلت وولدت للعالم وليس للمصريين فقط ، أفذاذا في الطب - مجدي
يعقوب ، وخيري السمرة ، وذهني فراج- وفي
الأدب – نجيب محفوظ - ، وفي العلم - فاروق الباز ، أحمد زويل – وفي
السياسة – بطرس غالي .. سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس منظمة
الفرانكونية - .. وغير هؤلاء وغيرهم في كافة التخصصات وفي مقدمتها
السياسة ، حيث ولدت مصر ولا تزال تلد عباقرة في السياسة أيضا لا
يقلون عن عباقرة الطب والعلوم والأداب .. فمصر ولادة .. فأين هم اذن
؟!!
موجودون بالتأكيد ، ولكن النظام العسكري المخابراتي الديكتاتوري
يتولي وأدهم أو طمسهم أو طمرهم أو تشويههم أو ارهابهم ، لكي لا يرتفع
لأحدهم رأس أبدا حتي يكون القائد السياسي لمصري عسكري يسانده
المخابراتيون لكي ينعموا بنهب وسلب مصر وافقارها واجاعة شعبها وتكميم
أفواههم ، والزج بشرفاء عقول الشعب ونوابغه في السجون والمعتقلات ..
والآن وبعد أكثر من نصف قرن من حكم النظام الظالم لمصر ، وبعد
التجارب الكثيرة والمريرة ، أصبح معلوما للقاصي والداني داخل مصر
وخارجها .. للأجانب كما للمصريين .. أن جهاز أمن النظام المصري
الديكتاتوري لا يسمح ببروز نجم سياسي يمكن أن تلتف حوله جماهير الشعب
الكافرة بالنظام والباحثة عن زعيم تلتف حوله .. ، بل ولا يسمح ببروز
حزب يمكن أن يستقطب الجماهير ويجعلها تلتف حوله وتنفض عن حزب النظام
الديكتاتوري المباحثي ..
وقد اعتمد جهاز أمن الدنظام علي عدة أساليب في سبيل تحقيق ذلك :
1 - احداث الفتنة والخلخلة داخل الأحزاب السياسية -
2 - تهديد واغراء الأعضاء أو الرموز القوية بداخل الأحزاب لأجل احداث
انقلاب أو انشقاق ..
3 - ضرب رموز المعارضة القوية وخاصة من الكتاب والصحفيين
4 - تلفيق التهم الباطلة ضد السياسيين وشن الحملات الاعلامية للاساءة
اليهم وتشويه صورهم بالباطل ..
بالنسبة للأسلوب الأول ( احداث الفتنة والخلخلة داخل الأحزاب ) ،
مثال علي ذلك ما فعلوه مع حزب التجمع ، باغراء شخصيتين هامتين داخل
الحزب بالمناصب ، التي قبلوها مخالفة لسياسة الحزب ، فحدثت القطيعة
والانفصال ..
- دكتور عبد العظيم رمضان ، دكتور ميلاد حنا - ..
- = بالنسبة للأسلوب 2 : العمل علي احداث انقلاب أوانشقاق بداخل
الأحزاب : حدث ذلك مع أكثر من حزب .. كحزب مصر الفتاة الذي شجع جهاز
الأمن أحد رموزه علي دعوة الجمعية العمومية لسحب الثقة من الرئيس
ومبايعته هو .. فحدث الانشقاق والاقتتال – وهنا تدخلت الحكومة ، حسب
مخطط جهاز الأمن وأمرت باغلاق الحزب والجريدة واحالة الأمر للقضاء
للفصل في النزاع، وموت يا حمار ... حسبما يقول المثل الشعبي المصري
.. ، وتكررنفس السيناريو مع حزب العدالة الاجتماعية " محمد عبد العال
" ومن قبله تكرر نفس السيناريو المباحثي أيضا مع حزب العمل أو حزب
الأحرار .. وربما كلاهما ..وبنفس الطريقة والتفاصيل ..
- = الطريقة الثالثة ( الضرب للمعارضين من الكتاب ) حدث ذلك مع أكثر
من كاتب صحفي .. مثل سعيد عبد الخالق الذي كان يحرر باب " العصفورة "
بجريدة الوفد وقت رئاسة المرحوم شري لها .. وكان سعيد عبد الخالق
يفتش الكثير من فضائح النظام وبلاويه .. فقام جهاز أمن الديكتاتورية
بخطفه والاعتداء عليه بالضرب المبرح .. ، ثم تكرر ذلك مع جمال بدوي –
رئيس تحرير الوفد السابق - وبتهديد مسبق له من مبارك شخصيا بسبب ما
كتبه بدوي – وحكي تفاصيل التهديد جمال الغيطاني بمجلة أخبار الأدب -
، من نقد لمبارك وبعد التهديد مباشرة قامت عملية الاعتداء والضرب
المبرح ..، وبعد ذلك وكالعادة قام جهاز أمن الحكم بالطبطبة علي بدوي
ونزعه من الوفد مقابل منحه برنامج تليفزيون يقول فيه أشياء عن
التاريخ .. أشياء ...، وكذلك تعيينه كاتبا متفرغا باحدي كبريات صحف
الحكومة ..وهكذا خسر أكبر حزب معارض – الوفد - رئيس تحرير جريدته -
بالتهديد من رئيس الدولة شخصيا والاعتداء عليه بالضرب علي يد جهاز
أمن النظام ... (!!) .... ،وكذلك سبق الاعتداء علي مصطفي بكري الصحفي
وضربه ضربا مبرحا علي يد جهاز الأمن .. ، ثم طبطب الجهاز عليه ليضمه
في حضنه وابعاده عن صف المعارضة ، وفتح له أبواب الاذاعة والتليفزيون
لأجل تلميعه .. فيتكلم بمناسبة وبدون مناسبة – تلميع ورنيشي .. علي
حد تعبير الكاتب " أنور وجدي بصحيفة أخبار اليوم المصرية - لكل من
يرضي عنهم النظام ، أو يشتريهم -... وكذلك تم الاعتداء بالضرب علي
المعارض السياسي " عبد الحليم قنديل " مدير تحرير جريدة الحزب
الناصري .. وتجريده من ملابسه كماولدته أمه والالقاء به عاريا في
صحراء الهرم – هذا ما لا أتصور أنه قد حدث من قبل من حكومة ضد معارض
سياسي .. مثل تلك السفالة .. في التاريخ كله وليس تاريخ مصر وحدها -
..!
- أما بالنسبة لتلفيق التهم ضد السياسيين ..الخ : فقد حدث ذلك لسعيد
عبد الخالق الصحفي - سابق الحديث عنه – ولفقت له تهمة الرشوة .. ،
كما أوعز جهاز أمن النظام الي الصحفي " بكري " بسب وقذف الصحفي محمد
عبد العال ( رئيس تحرير جريدة حزب العدالة ، ورئيس الحزب .. وصدر ضد
بكري حكما بالسجن بسبب ذلك .. ، ولكن جهاز الأمن عطل تنفيذالحكم
لسنوات وصلت لقرابة عشر سنوات واحتفظ بالحكم كسيف ينزله علي رقبة "
بكري " اذا خرج عن حظيرة طاعتهم .. وبالفعل .. عندما كتب مخالفا
سياسة النظام وقتما أطاحت أمريكا بصدام ودخلت بغداد .. قبضوا عليه
وأدخلوه السجن لتنفيذ الحكم " سب وقذف الصحفي محمد عبد العال رئيس
حزب العدالة -..(!!).. ، وكذلك سجنوا محمد عبد العال رئيس حز العدالة
ورئيس جريدة نفس الحزب بتهمة الرشوة .. وأنا لا أبريء ولا أؤكد صحة
التهمة التي سجن بسببها محمد عبد العال فهذا ما لا نستطع القطع به
ولكن ما يمكن للجميع القطع به والجزم أيضا فهو أن تلفيق التهم
والقضايا للناس السياسيين خصوصا والمواطنين عموما .. هو موضوع لا
يحتاج الي البحث فيه .. ولسنا هنا بصدد أو في محل الحديث عن تفشي
ظاهرة تلفيق وتحميل القضايا للمواطنين في أقسام الشرطة ، تلك التي
أصبحت أمرا يعرفه الجميع منذ حكم العسكر وجهاز أمنهم مصر .. أن أي
ضابط مباحث بأي قسم شرطة من اسوان حتي اسكندرية اذا عجز عن الوصول
للفاعل في عدة قضايا فلا يتورع عن الصاقها بمواطن أو عدة مواطنين
أبرياء ..اما انتقاما من المواطن لخلاف بينهما ، أو مجاملة لقريب
أوصديق للضابط !!!
- والآن جاء الدور علي أيمن نور .. لتلفيق القضايا له لازاحته عن
المسرح السياسي بفضيحة والاساءة اليه وتشويه صورته ، فلماذا؟!!!
- لأن أيمن نور هو أول سياسي مدني منذ أيام مصطفي النحاس وسعد زغلول
يلتف حوله مثل ذاك العدد من المصريين من مختلف التيارات والطوائف
هاتفين وراءه مطالبين بالتغيير والديموقراطية والخلاص من
الديكتاتورية وحكم العسكر والاستخبارات الذي نهب مصر وأفقرها وأذل
شعبها صارخين بأعلي أصواتهم ، ومعظم المصريين داخل مصر وخارجها
يرددون خلفهم : كفاية..
- الي كل السياسين الشرفاء بمصر : تضامنوا مع أيمن نور .. فالنظام
سوف يسقيكم – مالم يكن قد سقاكم - من نفس الكأس ..
- والي كل المصريين الشرفاء بخارج مصر : تضامنوا مع : أيمن نور ..
وقولوا : كفاية تلفيق قضايا وتهم للأبرياء من أبناء مصر..
|