صلاح الدين محسن


17 أكتوبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

حكومات لا تريد شريكا في عشق أمريكا (!)

بقلم : صلاح الدين محسن

هناك حكومات تحصل علي اعانة بالمليارات من الاعانات الأمريكية للشعوب الفقيرة وتسرق تلك الحكومة مليارات الاعانة وتبيع المواد الغذائية بالمجمعات الاستهلاكية للشعب الفقير بفاحش الأسعار بينما تلك الاعانة جاءت هبة للشعب ويجب توزيعها عليه مجانا ..
ولو أن تلك الحكومة قد اكتفت بما تسرقه من قوت الشعب ومن ثروات بلاده التي تنهبها وتبددها لكان ذلك كافيا بل وزيادة ..
ولكنها لا تكتفي به وانما تمد يدها أيضا لتتسول من أمريكا باسم الشعب ، وتستولي علي المعونة أيضا وتدع الشعب الذي سرقته وأفقرته يتضور جوعا ..
وعندما حصل أحد مراكزالأبحاث علي اعانة أمريكية سنوية تقدر بمليونين يتيمين يعرف الجميع أنه ينفقها علي الأبحاث و الندوات الثقافية والمساعدات الاجتماعية
سكتت حكومة الحرامية ..
ولكن عندما بدأ مركز الأبحاث ذلك يسعي لكشفها في تزوير الانتخابات وتزييف ارادة الشعب للابقاء علي الحاكم الديكتاتور العسكري رئيسا حتي الموت ..
هنا صاحت الحكومة ممسكة بمدير ذلك المركز ..وراحت تصرخ : انه يتعامل مع أمريكا ..انه يتصل بأمريكا .. انه يحصل علي اعانة من أمريكا ..
وكأن تلك الحكومة وذاك الحاكم الديكتاتور في حالة حرب مع أمريكا ..(!!)
وكأن ذاك النظام الفاسد اللص لا يتصل بأمريكا ولا يشحذ الأموال من أمريكا بحجة الانفاق علي الشعب بينما الشعب منه ومما يشحذه من أمريكا بريء تماما ..
ومنظمات حقوق الانسان والجمعيات غير الحكومية بالدول الفقيرة والدول التي أفقرها حكامها الجهلاء اللصوص - عسكر ومباحث - لا يمكنها العمل بدون الحصول علي اعانات وتمويل أجنبي من الدول التي تساعد مثل تلك والأنشطة ، وبالتحديد أمريكا وأوربا ..
فان شعر نظام الحكام اللصوص الفاسدين الجلادين بأن منظمة أو جمعية من تلك المنظمات سوي تكشف عورة من عوراته أو سوءة من سوءاته - وما أكثرها -
صاح بأعلي صوته ممسكا برئيس تلك المنظمة أو المركز أو الجمعية صارخا بأعلي الصوت انه يأخذ تمويلا أجنبيا انه يتصل بأمريكا انه يتصل بالاتحاد الأوربي
(!!).. ويحوله للمحاكمة ، ويدوخه الدوخات السبع - ويزيد علي السبع - ويدور به علي المحاكم ، والسجون والمعتقلات .. ويفضحه ويجرسه ، مستخدما أذنابه من الصحفيين بصحف النظام وأتباعه من الصحف الصفراء - بكري وهاكري وفاكري .. الخ - وفي النهاية تقضي محكمة النقض له بالبراءة !! ولكن بعد أن يشوهوا صورته أمام كل الشعب كالخونة والجواسيس !!
واذا بح صوت المعارضة بالداخل والخارج من كثرة المطالبة بالاصلاح وحل مشاكل الأقليات ورفع الظلم عنهم ،وذهبت كل الجهود هباء .. ورأت المعارضة بالخارج عمل مؤتمر بأمريكا ، وهو من حق أي معارضة اقامة مؤتمر لها بأي مكان بالداخل أو بالخارج و حيث تكون في مأمن من التنكيل بها وتعذيبها وسجنها علي يد جهاز أمن النظام .. لطرح ومناقشة قضايا المعارضة بأنواعها الطائفية الخاصة والسياسية العامة ..صاحت الحكومة مهيجة للجميع ضدهم :صارخة
انظروا .. أدركوا .. اشهدوا .. انهم يتصلون بأمريكا ..(!!)
وكأن أمريكا تلك عدو نحاربه !! وكأنها ليست الدولة الصديقة للنظام والحبيبة التي تعطيه مليارات الدولارات كل سنة ويبتلعها رجال النظام - بطرق كثيرة معروفة ومكشوفة مهما زينت ومهما تفننوا في تضليل الشعب عن طرقهم تلك لنهب المعونة الخارجية هم وأذنابهم -
في نقاش بين اثنين قال أحدهما :
أوليست المعونات التي يحصل عليه النظام بالمليارات باسم الشعب لي فيها حق كمواطن ؟
- نعم لك ولي ولكل مواطن حق في تلك المليارات .. فقد سلمت لأجل الشعب لا ليسرقها الحاكم وعصابته
- اذن أوليس من حقي أن أبعث الي الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوربي وأطلب منهما ارسال حقي الي مباشرة حيث لا أثق في تلك الحومة كممثل لي طرفهم وأن ما يرسلوه لي كمواطن لا يصلني ، ، بل تسرقه تلك الحكومة ؟
- لا.. بل من حق أحزاب المعارضة بالداخل والمعارضة بالخارج ومنظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني أن تجمع توقيعاتها وتوقيعات ملايين المواطنين حاملة هذا المعني وترسله لأمريكا والاتحاد الأوربي
يجب علي أمريكا والاتحاد الأوربي أن ينتبهوا الي أنهم يشترون بأنفسهم وبأموال معوناتهم .. كراهية الشعوب التي يقدمون لها معوناتهم ، وتلك الكراهية لا يزرعها في نفوس تلك الشعوب سوي الأنظمة الفاسدة التي يسلمونها تلك المعونات .. نعم تلك الأنظمة هي التي تعشق الأجانب - أمريكا وأوربا - في الظلام .. وتعشق معوناتهم .. ويبغضون صورة أمريكا والاتحاد الأوربي في عيون شعوبهم لأنهم لا يريدون شريكا لهم في عشق الأجانب - أمريكا وأوربا .. حتي ولو كان شعوبهم
لأنهم يعلمون الا مستقبل لهم مع شعوبهم ..وهذا ما يجب أن يعلمه جيدا مانحو الاعانات لتلك الأنظمة الفاسدة ..

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون