أ. صموئيل بولس


  13 مارس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

 ردود وتعليقات على آراء الأساتذة :
1 –محيي الدين اللاذقاني .
2 -عبد اللطيف المناوي.
3- صافي ناز كاظم.
حول فيلم بحب السينما
للأقباط قضايا أكثر أهمية من هذا التسطيح الساذج !!!

بقلم : صموئيل بولس عبد المسيح ، تعليقاً على مقال ( أسرار أقباط شبرا ) للكاتب السوري أ محيي الدين اللاذقاني ، والمنشور بصفحة الرأي بصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 1 – 7 – 2004 ، وقد تم نشر التعليق كاملاً في نفس يوم نشر المقال ، بصفحة الرأي ، بالصحيفة اليكترونية .

يقول الأستاذ الكاتب :
( ... ويرينا فيلم «بحب السيما » صورة جديدة من التزمت، فينتقل بنا بعد ان شبعنا من تزمت المسلمين في عشرات الأفلام الى تزمت الأقباط، فالبطل أرثوذكسي نرى من تزمته العجب ونكتشف، وأيضا لأول مرة، ان هناك طوائف مسيحية عربية تحرم كالمتزمتين من أديان أخرى معظم وسائل اللهو والتسلية والتثقيف ومنها التلفزيون والمسرح والسينما. والجرأة بعد طرح قضية الأقباط في عهد عبد الناصر ومخابرات صلاح نصر ان يقدم الفيلم زوجة قبطية خائنة، وهذه مسألة ستأخذ نقاشا داخليا طويلا ضمن الطائفة وصراعاتها الأخلاقية والعقائدية، فالزوجة ـ قامت بدورها ليلى علوي ـ بروتستانتية، والزوج ـ محمود حميدة ـ أرثوذكسي ، وقد تم تقديم العائلة المنتمية الى المذهب المتحرر عقائديا وكأنها شبه منحلة وقليلة التدقيق في مسائل الذوق والأخلاق. ولاشك ان سلوك الزوج المتزمت والزوجة الخائنة اضطراريا سينعكس بالضرورة على الأطفال. والفيلم كله ـ وهنا جزء من جماله ـ يرينا شبرا وأقباطها من خلال عيني طفل يمنعه والده المتزمت من الذهاب الى الأفلام، فتصير السينما قضية حياته ويصير هو عين الكاميرا الخفية التي ترصد بدقة أسرار أقباط شبرا وتسجل بحرفية وحساسية عالية ما يدور في ذلك الحي الشعبي من غرام وانتقام وخفايا وغرائب.
فمواعيد الغزل تتم في برج الكنيسة والشجارات العائلية أمام المذبح والنصب والسرقة يقعان في قلب المدرسة، والصور العارية الفاحشة توجد مع الكتب المدرسية في الحقيبة.. )

التعليق :

((( أنا قبطي ، وأرثوذكسي ، ومن شبرا

وأعرف هذا الحي شارع شارع ، وحارة حارة ، وكنت بحكم عملي السابق في الكنيسة القبطية في مجال رعاية الأسرة والإرشاد الروحي ، اقوم بالزيارات الميدانية للكثير من عائلات هذا الحي وبهذه الخلفية أستطيع أن أؤكد للكاتب أن أحداث هذا الفيلم ملفقة وليس لها أي وجود حقيقي إلا في مخيلة الذين قاموا بصناعة هذا الفيلم المشبوه، وهم للعلم أفراد من أسرة واحدة قامت بالتأليف والانتاج والإخراج!؟
وقد تعمدوا إظهار إحدي العائلات القبطية كأناس منحلين أخلاقياً ، والغريب في الأمر أنهم اختاروا فترة نهاية الستينات لتحديد أحداث الفيلم، أي منذ أكثر من أربعين سنة مضت، حيث كانت أخلاقيات المجتمع المصري أكثر حرصاً وأعمق ترابطاً على الصعيد العائلي مما هو حادث اليوم في عصر الستلايت. كما تعمدوا إظهار رب العائلة القبطي كإنسان متحجر المشاعر ومتزمت دينياً، لدرجة أنه فاق طالبان في تحريمه سماع الموسيقى في البيت وحرمان اولاده من سماع الراديو ومشاهدة التليفزيون والذهاب الى السينما، بحجة التفرغ للعبادة! وهو بهذه الحالة يعتبر نسخة كربونية من اعضاء الجماعات الإسلامية المتطرفة، والمعنى المراد توصيله واضح، وهو أنه لا فرق بين تزمت الأقباط وتزمت تنظيم القاعدة !!! كمحاولة ساذجة عبيطة لتحقيق التوزان والتقارب بين الشامي وبين المغربي!
تماماً كما يحدث عندما تقوم الجماعات الإسلامية المتطرفة بالاعتداء على أطفال ونساء الأقباط وهم يصلون داخل كنائسهم، فتقول الحكومة إنه ليس اعتداء ، بل مجرد (خناقة) بين الفريقين!!!
وتتعجب أن القتلى والمصابون هم دوماً وأبداً من الأقباط فقط (..)، ويتضاعف تعجبك عندما تعرف أن هؤلاء الأقباط " القبضايات " هم من الأطفال والنساء والصبية والمسنين!!!
وتعتقد الحكومة انها فهلوة وشطارة، بينما العالم كله يضحك عليها ، ويسخر من أكاذيبها.
كما تعمدوا إظهار زوجته على انها ‏مصابة بشبق جنسي لدرجة مطالبتها لزوجها بالكف عن العبادة ليمارس معها الجنس!!!
ورغم ذلك يرفض الزوج تلبية رغبتها، بحجة تفرغه للصوم والعبادة - بحسب قوانين الكنيسة القبطية- !
فينتهي بها الأمر إلى ممارسة الرذيلة مع أحد زملائها في العمل!!!
أما الأبناء ، فيتم تقديمهم كاطفال جانحين يحلو لهم التلصص على الرجال والنساء اثناء ممارستهم الجنس! ويحتفظون بالصور الأباحية العارية ، ويشاركهم جدهم المسن في هذا المجون!
فضلاً عن ولعهم بدخول السينما!!!
كما يسيء الفيلم الى دور عبادة المسيحين( الكنيسة) ، فيقدمها وكأنها ماخور لممارسة الرذيلة بين العشاق!
وبينهم سيدة متزوجة تخون زوجها مع عشيقها داخل الكنيسة، وداخل بيتها!
ويصل الفيلم إلى قمة الإسفاف عندما يجعل رب العائلة " القبطي الأرثوذكسي " يصاب بمرض ، فيكفر بالله ، ويسبه ، ثم يموت كافراً !!!
وقد امتلأ الفيلم بإلعديد من الإسقاطات الجنسية والمشاهد المخجلة والغريبة عن قيم مجتمعنا، وربما تناسب هذه القصة عائلة غربية منفلتة، لكنها لا تناسب أبداً عائلة تعيش داخل الوطن العربي، فهو لا يسيء للاٌقباط فقط، بل للعائلة العربية ككل، لذلك أعلن شرفاء المسلمون المصريون رفضهم لهذا الفيلم الإباحي، وتضامن الأزهر الشريف مع الكنيسة القبطية في رفض هذا الفيلم.
رغم ذلك تم السماح بعرضه بهدف جرح شعور الأقباط وإذلالهم، وأحب هنا أن أوضح بعض النقاط :

1- الأقباط هم من أكثر الشعوب المسيحية في العالم إلتزاما بتعاليم الدين المسيحي، لكن التزامهم هذا لا يقودهم إلى التزمت الديني العبيط الذي قدمه هذا الفيلم، والموسيقى غير محرمة في المسيحية، ليس ذلك فحسب ، بل وتستخدم في العبادة نفسها، ويوجد في المسيحية تراث ضخم من الموسيقى من ترانيم وتسابيح تستخدك في سائر الليتورجيات(الطقوس الدينية)، وداود النبي كتب مزاميره على انغام الموسيقى ، ومنها ( الأوتار والدف والمزمار ).
كما إن التزامهم الديني في ممارسة الصوم لا يمنعهم من ممارسة الحقوق الزوجية بناء على قاعدة في الإنجيل تقول :
(.. ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها . ليوف الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضاً الرجل. ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل. كذلك الرجل أيضاً ليس له تسلط على جسده بل للمرأة. لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة الى حين لكي تتفرغوا للصوم ثم تجتمعوا أيضاً لكي لا يجربكم الشيطان) ( 1 كو7: 2 - 5 ).
فالانقطاع عن العلاقة الزوجية بغرض الصوم لابد أن يكون بموافقة الزوجين، ولا يجوز الصوم لو أعترض أحد الزوجين، كما يجوز كسر الصوم لتلبية طلب الطرف الاضعف. وبناء عليه فما طرحه الفيلم حول هذه النقطة مجرد اكاذيب وتلفيقات وتزوير للحقائق. ونفس الامر بالنسبة للموسيقى .

2- موضوع التردد على السينما، وهو عقدة الفيلم، فالأقباط لا يحرمون دخول السينما، لكن الموجود الآن في مصر ليس له علاقة بفن السينما، بل هو أشبه بماخور كبير تسمع فيه ألفاظ نابية تخدش الحياء العام، وأغلب العائلات المصرية المحافظة والمحترمة توقفت عن التردد على دور السينما، ولا فرق في ذلك بين عائلات مسيحية وأخرى مسلمة .
أما السينما كفن، فالأقباط يحترمونه ، وقد قاموا بإخراج العديد من الأفلام الهادفة، وليس لديهم أي مانع من مشاهدة الأفلام السينمائية ،شرط أن تكون هادفة ومحترمة، لكن أغلب أفلام اليوم هي أفلام مقاولات مليئة بالعنف والجنس والمخدرات، ولذلك فتفضل العائلات القبطية الملتزمة شراء الأفلام الجيدة ومشاهدتها في المنزل بواسطة الفيديو.
مما يكذب ادعاء صانعي هذا الفيلم ، من أن الأقباط يكرهون الفنون ( بسبب تزمتهم الديني ) .
3- بالنسبة للانحرافات الأخلاقية، فلا يوجد أي مجتمع يخلو منها ، والمجتمع القبطي ليس استثناءاً، لكنه يبقى انحرافاً محدوداً، وصفحة أخبار الحوادث خير برهان على إثبات ذلك، ومحاولة تصوير خيانة الزوجات وانحرافات الأبناء بهذا الشكل المقزز، هو بمثابة هدم متعمد لأركان العائلة، وسكان منطقة شبرا هم آخر ما تبقى من الطبقة المتوسطى المكافحة ، والعائلات هناك منشغلة بتوفير متطلبات الحياة، علماً بأنه يوجد في شبرا أكبر عدد من الأطباء والمهندسين والمدرسين والمحامين على مستوى مصر، وجميعهم كافحوا الفقر لينالوا التعليم الجامعي المرموق ويحققوا مكانتهم وسط المجتمع.
والكفاح والمجون لا يلتقيان، مما ينسف فكرة الفيلم من أساسها .

4- للأقباط قضايا أكثر أهمية من هذا التسطيح الساذج العبيط ، فنحن نطالب بحقوق المواطنة التي نص عليها الدستور المصري، فنطالب بحقنا في بناء الكنائس التي نحتاجها لممارسة عباداتنا، وبوقف الاعتداء على كنائسنا ورجال ديننا، ووقف التحرش بفتياتنا، واستفزاز موظفي السجلات المدنية لنا الذين يتعمدون تغيير ديانتنا أثناء استخراج بطاقة تحقيق الشخصية أو شهادات قيد الميلاد، كما نطالب بوقف التحريض على خروجنا من ديننا، وعلى حقنا في التمثيل البرلماني، إلى آخر الحقوق المشروعة أسوة ببقية المواطنين، وملفنا متضخم، وسوف يفتح ذات يوم، خصوصاً والعالم لم يعد يسمح بمواصلة انتهاكات حقوق الإنسان، والدولة نفسها تقول إنها عازمة على الإصلاح وتحقيق الديمقراطية ومساواة كل المواطنين أمام القانون، وهذه هي قضيتنا التي حاول البعض اختزالها في واحد منا بيحب السينما وأبوه يمنعه، أو زوجة تخون زوجها لأنه صائم، إلى آخر هذه الإسقاطات الذي جاء فيلم بحب السينما.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
وتعليق منصف من أخ مسلم تم نشره بعد ستة أيام من نشر المقال :
من أسامة مطر
روسيا
15/07/2004
(لسنا بحاجة إلى مزيد من الدلائل لنثبت عجز العقل العربي عن إيمانه بتعددية الحقيقة و ليست لدينا القدرة على شفائه من عمى الألوان فهو لا يرى إلا لونين مثل التلفزيونات القديمة. إن هذا العجز لا يتجلى فقط في أن يؤخذ إسقاط سينمائي فني قد يكون فانتازيا فيحاكم بمقاييس الواقع المحدد و إنما في جعل الحوار الذي أثاره د. لاذقاني سببا لتبادل الاتهامات و النيل من الأشخاص و التعميم الحقدي و قد نال المؤلف نصيبه المشروع من هذا. أنها دلائل جديدة على أزمة عقلنا أيها السادة ولا أدري كم صدمة من طراز العراق يجب أن تحدث حتى نتخلص من عمى الألوان. ونحن لا ننسى أن لبابا الأقباط مواقف مشرفة في الدفاع عن فلسطين جهر بها في وقت كان فيه الراحل السادات يتبادل القبلات مع الإرهابي بيغن وقد نال الأول من الثاني مانال بسبب مواقفه. ونحن لن ننسى أيضا أن مطران القدس السابق هيلاريون الكبوجي قد مر بتجربة في سجون الصهاينة بتهمة التعاون مع 'المخربين' كما يسمي الصهاينة المقاومة الفلسطينية. ولكن هذا لا يعني أن نساير الطبيعة النفسية العشائرية للشرقي والعربي، والأقباط جزء من هذا الجسم الغريب والغني. فنحن عشائر وإثنيات دينية وسياسية وحزبية وجغرافية وفي منطق الجاهلية يعتبر أي نقد شتما للعشيرة وهو ذنب كبير لا يمحوه إلا الدم. وطامة المخرج فوزي القبطي تكمن في أنه قد تصعلك أي سلك مسلك الصعاليك فبدأ بعشيرته أولا ) .

الأقباط لا يرفضون هذا الفيلم لأنهم لا يحبون السينما ،بل لاباحيته ودعوته إلى تفكك روابط الأسرة؟
بقلم : صموئيل بولس عبد المسيح ، تعليقاً على مقال ( وأنا كمان بحب السيما !) للكاتب الأستاذ :عبد اللطيف المناوي ، والمنشور بصفحة الرأي بصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 10 – 7 – 2004 ،وقد تم نشر التعليق كاملاً في نفس يوم نشر المقال ، بصفحة الرأي ، بالصحيفة اليكترونية
يقول الأستاذ الكاتب :
( ..هذه الأيام تقف مجموعة من القساوسة والمحامين الأقباط، وانضم إليهم بعض المسلمين، للمطالبة بوقف عرض فيلم «بحب السيما»، وهو الفيلم الذي يتناول قصة عائلة مسيحية متزمتة تجاه أمور دينها ودنياها. انتفض عدد من المتشددين وبعض من رجال الدين الأقباط، بدعوى أن هذا الفيلم يمس العقيدة.
.. ووصل الأمر الآن، إلى رفع دعوى قضائية أمام المحاكم المصرية، للمطالبة بمنع عرض الفيلم ـ المعروض حالياً منذ أسابيع. وبالفعل، فإنه من المتوقع استدعاء أبطال الفيلم ومخرجه ومؤلفه ـ وهما قبطيان ـ للمثول أمام النيابة للتحقيق. أبسط ما يقال حول مثل هذا الموقف، أنه حالة من حالات العبث الذي نعيشه. واعتراف بأن هناك قوى تدفع المجتمع ككل بعيداً عن مفهوم الدولة المدنية. ثم يختتم مقاله بهذه الفقرة :
( وهذه مناسبة لأن أوجه دعوة إلى فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا شنودة، رأس الكنيسة القبطية، لأن يطلبا من كافة رجال الدين العودة إلى قواعدهم، والتخلي عن افتعال معارك لن تقودنا إلى الطريق الذي يؤدي بنا إلى التقدم. اعتراف أخير، «وأنا كمان بحب السيما» ) .
التعليق :
المدنية ، أو التحضر ، لا يعنيان الانحلال الخلقي والتفسخ الأسري ، إنما يعنيان الرقي السلوكي ، والتهذب الخلقي ، والترابط الأسري .
وفيلم بحب السينما يدعو الى التحرر الجنسي ، ويبرر الخيانة الزوجية ، وهو بذلك يهدف إلى الانحراف والاحتراق ، ومنذ أيام سدوم وعمورة وصار التحرر الجنسي السبب الرئيسي لانهيار الأمم والحضارات. وفي العصر الحديث صار مبدأ شيوع الجنس من أنجع الأسلحة غير التقليدية التي تستخدمها أجهزة المخابرات في حروبها ضد الأعداء ، فأنت إن أردت أن تقضي على أمة فعليك بإفسادها خلقياً من خلال شيوع الجنس، وأدمان المخدرات ، والقمار . وكما يوجد سلاح تقليدي وآخر نووي ، كذلك يوجد جنس تقليدي ، وجنس فيروسي يحقق الدمار الشامل ، وأعني حاملي مرض الايدز ، وبقية الأمراض الجنسية الوبائية . والتحرر من القيم الدينية واللأخلاقية يشكل بيئة صالحة لاحتضان مثل هذه الأوبئة.
ورغم الاختلافات الكبيرة بين اليهودية والمسيحية والإسلام ، إلا أن الحفاظ على الأخلاق الحميدة يشكل قاسم مشتركاً بين الأديان الثلاثة .
وفيلم " بحب السينما " بمشاهده الجنسية الصارخة ، وعباراته الإباحية الماجنة ، حكم على نفسه بأنه عمل تافه يحرك الغرائز المحرمة ولا يختلف عن الأفلام الإباحية الغربية . وليست هذه المدنية التي ننشدها ، فنحن ننشد التطور والتقدم والرقي من خلال تطوير مناهج التعليم ، وتحديث المعامل ، ورفع المستوى المعيشي للمواطن ، وإرساء قيم العدل والحرية والمساواة بين كافة المواطنين أمام القانون،وفي الواجبات والحقوق فأين فيلم بحب السينما من كل ذلك ؟
فماذا يفيد المجتمع المدني من رؤية أطفال صغار وهم يتلصصون على الأزواج أثناء ممارستهم علاقتهم الزوجية ؟
وماذا يفيده من رؤيته لهؤلاء الاطفال وهم يحملقون في الصور الخليعة بمشاركة جدهم المسن !؟
وماذا يفيده من رؤيته لزوجتان وهن يخونن زوجهين ؟
وما هي صلة حب السينما بكل هذا المجون ؟
فهل السينما في عرف هؤلاء هي مجرد أداة لاشتعال الغرائز ؟
أم إنها فرع من الفنون التي تدفع بالإنسان إلى الرقي الفكري والشعوري ؟
والغرب المتمدن يئن من الإنفلات الجنسي ، ويدعو يائساً إلى العودة للقيم الأخلاقية ليس حباً في الاخلاق ، إنما لانقاذ المجتمع من الانهيار .
ولعله من السخرية ان نرى الغرب يدعو الى العودة إلى احترام مؤسسة الزواج ، بينما نحن نطالب بتدمير هذه المؤسسة من خلال تبريرنا الساذج للخيانة الزوجية ، وانحراف الأبناء !!!
وكأننا لم يعجبنا من الحضارة الغربية شيئاً سوى نفايتها، أما لب الحضارة الغربية نفسها ، مثل الانتماء للوطن ، والعمل بجد ، واحترام حقوق الإنسان ، فهذا كله رفضناه ،ولم نرتض لأنفسنا سوى الدعوة إلى التحرر الجنسي !!!
لقد حشر مخرج الفيلم موضوع التدين وعبادة الله وربطهما بالتخلف، وسخر منهما بشدة من خلال التصوير الساخر لفريضة الصوم ، وهي فريضة مقدسة وواجبة لدى كافة الأديان السماوية ، وهنا دخل المخرج في المحظور .
ولأن الأقباط هم " الحيطة المايلة "، فقام المخرج باصطياد عائلة منهم ، ووضع في أفرادها كل العقد النفسية والإسقاطات الخلقية ، وهذا لا يمس للفن الهادف بأدنى صلة . ونحن نرفض محاربة الدين ، لأنه صمام أمان للإنسان ، إذ يجعله يحترم الله ويعيش باستقامة وهناك فرق بين التدين المعتدل ، وبين التدين المتطرف.
ونحن نرفض فكر ابن لادن ، ولكننا نرحب بفكر فضيلة الإمام الأكبر سيد طنطاوي .
وحرية التعبير لا تعني الاعتداء على معتقدات وحريات الغير .
نعم نحن أقباط ، ونعم نحن ملتزمون بشريعة الإنجيل ، ونعم نحن نحترم وصايا الله،ونحافظ على كيان الاسرة ، ونراعي التقاليد المحافظة ، وكل هذا لا ينقص من قدرنا ، بل يزيد . ولا داعي أن نقحم السينما في تشريع الله الذي يحرم الزنى ، ويجرم الخيانة الزوجية .
وأنا إنسان قبطي يعيش في هولندا حيث كل شيء مباح حتى الحشيش ، وبالقانون ! ولكن قيمي الدينية والاخلاقية يمنعاني من الانزلاق ، وليس معنى ذلك أني منغلق أو متعصب ، بل انسان عصري متمدن يؤمن بالحوار مع الآخر ، وله اصدقاء من كافة الاديان ، وبعضهم ملحدين .
وأتذوق الشعر، واستمع للموسيقى ، وأقرأ الكتب والروايات والصحف والمجلات، وأشاهد مباريات كرة القدم ، والأفلام .. الخ
لكنني أرفض الزنى والفجور لأنهما ليسا من المدنية في شيء. وأرفض الذهاب إلى حمامات السباحة ، ليس لأني لا أحب السباحة ، بل لأني لا أحب رؤية أجساد النساء العاريات المحرم علي رؤيتها .
وأؤمن بالحب بين الرجل والمرأة ، لكن بشرط أن يقودهم إلى الزواج الشرعي الذي أحله الله ، وشأني في كل ذلك شأن أي إنسان شرقي له قيمه الدينية والأخلاقية ، ويشاركني في ذلك المسلم واليهودي ، وكل إنسان يحرص على القيم والمباديء . ونحن نرفض هذا الفيلم ليس لأننا لا نحب السينما ، بل لأنه فيلم إباحي ساقط يدعو إلى تفكك الروابط الأسرية.
وسوف نمارس حقنا في رفض هذا الفيلم لأنه يمثل اعتداء صارخ على ديننا وقيمنا ومبادئنا وأخلاقياتنا ، وإخواننا المسلمين مؤيدون لنا ، وكل إنسان يؤمن بالله سوف يؤيدنا. وإذا كانت الديمقراطية قد أعطت للناس حق التعبير عن آراؤهم ، إلا إنها تحظر عليهم السب ، والقذف ، والتعدي على حريات وحقوق الآخرين.
وهذا ما فعله فيلم بحب السينما، ولذلك فهو لن يمر بدون محاسبة .
وهناك أفلام راقية تناولت موضوع التحرر الجنسي ، وبرهنت على أن التحرر يقود صاحبه إلى الضياع والتمزق ، فقدمت معالجات راقية وهادفة ، بعكس هذا الفيلم الهابط الذي لم يقدم لنا شيئاً سوى الشبق الجنسي ، وخيانة الزوجات، وإرهاصات العادة السرية عند الاطفال ، رغم أن الغرب الذي نقول عنه أنه كافر ومنفلت ، يحظر على الاولاد دون الثامنة عشر شراء السجائر والكحول من محال السوبر ماركت ، كما يحظ عليهم مشاهدة الأفلام الجنسية التي لا تعرض إلا في أوقات متأخرة من الليل بعد نوم الاولاد ، وعلى قنوات محددة ،وفي اوقات معروفة لمدمني مشاهدي مثل هذه الافلام ، والتي لا يشاهدها سوى العاطلين عن العمل ، لأن الذين يعملون يأؤون للفراش مبكراً حتى يقدرون على القيام بأعمالهم صباح اليوم التالي.
نرجو الاهتمام بالقضايا التي تفيد مجتمعاتنا ،وكفانا تطرفاً يميني ويساري ، نريد الاعتدال في كل شيء.
 

حتى الإسلاميين صاروا مغرمين بحب السينما !!!
من صموئيل بولس عبد المسيح ، تعليقاً على مقال (نحب ربنا.. ونحب «السيما».. ما المشكلة)؟ للكاتبة الإسلامية المتشددة الأستاذة : صافي ناز كاظم ، والمنشور بصفحة الرأي بصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 28 – 9 – 2004
( حقيقي لست أعرف ما سر كل هذا الحب العجيب للسينما ، الذي هبط فجأة على الإسلاميين المتشددين بعد عرض فيلم " بحب السيما " وهم المعروفين عنهم تكفيرهم لكافة أنواع الفنون ، ولا سيما النحت ، والرسم ، والمسرح ، والسينما.
حتى أنهم كانوا يلقون القنابل على دور السينما ، ويحرقون أندية الفيديو ، ولكن كما يقال في الأمثال : إن عُرف السبب بُطل العجب ؟
فبما إن هذا الفيلم السينمائي يسيء إلى المسيحيين أو ( النصارى الكفار ، أو الصليبيين ) بحسب تعبيرات الإسلاميين المتشددين ، فلتكن إذن السينما محبوبة!!!
ليس ذلك فحسب ، بل ووضعوا محبتها على جانب متساوي من محبة الله كما يظهر من عنوان الكاتبة الإسلاموية :
نحب ربنا .. ونحب السينما ..

ثم تتسائل بتعجب واستنكار

ما المشكلة !؟

والمشكلة يا سيدتي هي عندما تتعارض محبتا للسينما ، مع محبتنا لربنا..وربنا طالب المؤمنون بغض البصر عن رؤية ما لا يجب رؤيته من محرمات تثير الغرئز ، وهذا الفيلم مليء بالرموز والإيحاءات الجنسية،وهي رموز تستهدف تدمير أخلاقيات المجتمع تحت دعاواي الحرية الشخصية ، وحرية الإبداع ، ومن المؤلم أن الأمم المتحدة باتت تضغط على الأزهر مؤخراً للاعتراف بحقوق الشواذ ، وإلغاء عقوبة الإعدام ، لكن شيخ الأزهر رفض مطلب الأمين اللعام وأوضح له :
أن الشذوذ ضد الفطرة وليس له صلة بالحرية ، وإن الله خلق آدم فقط لحواء فقط ، ولم يخلق آدم ثاني لآدم الأول ، ولا حواء ثانية لحواء الأولى.
كما أوضح له :
إن الحكم بالإعدام قصاص إلهي عادل لجرائم القتل العمد واغتصاب الأطفال وموقف الإسلام هو نفسه موقف المسيحية.
لذلك فأغلب الذين قاطعوا هذا الفيلم الأباحي كانوا من المسلمين ، وليسوا من المسيحيين – كما يظن البعض - لدرجة إن الكاتبة – كما اعترفت بنفسها – قد شاهدت الفيلم بمفردها تقريباً ، لخلو السينما من المشاهدين ، في مصر ذات ال 74 مليوناً !
فهو يسيء للمسلمين قبل ما يسىء للمسيحيين ، لكونه يتعرض لحياة طفل صغير يتلصص على مخادع المتزوجين ، ويسأل أسئلة جنسية غير مناسبة لسنه ، ويتعرض لجد مسن متصابي يختلس النظر للصور العارية ، ولزوجة لم تحتمل صيام زوجها فزنت ، مما يعطي تصريح لأي زوجة تمارس الزنا لو سافر زوجها للخارج بحثاً عن لقمة العيش !
أو أصابه مرض ، إذ يضع أولوية الجنس عن تراحم المؤسسة الزوجية ، وبالتالي فيجوز للزوج ممارسة الزنا لو مرضت زوجته ، أو أصابها أي مانع ما .
وبهذا ، فالمخرج أراد إعلاء الغريزة على شرائع الله ، ومن هنا كان رفض الناس العاديين (مسلمين ومسيحيين ) لفكرة الفيلم ، وليس للسينما نفسها.
وكنا نظن أن التيار الإسلامي سيكون في مقدمة الرافضون ، باعتبارهم أنهم يقدمون أنفسهم إلى الآخرين كحراس على الفضيلة ، وغيوريين على حماية شرائع الله . عموماً فالكاتبة وقعت في خطا تعميمي خطير ، في قولها :
(نحب ربنا ونحب السينما )
والصواب هو : نحب ربنا ونحب السينما طالما لم تتعارض مع محبتنا لربنا .
لأن السينما كما قدمت لنا كماً كبيراً من الأفلام الراقية الهادفة ، قدمت أيضاً كماً أكبر من الأفلام الماجنة التي تحرض على الإلحاد والأباحية والشذوذ ، بل وبعضها تعرض لذات الله سبحانه وتعالى بخبث شديد ، وفيلم مثل ( مليون سنة قبل الميلاد ) رغم روعة إخراجه ، وكثرة تكاليفه ، إلا أنه ينسف قصة الخلق كما أوردها القرآن الكريم ، والكتاب المقدس . فهل نقبله ؟
وفيلم بحب السينما فيه إبداع تمثيلي هائل جداً ، وخصوصاً أداء محمود حميدة ، وليلى علوي، والإبداع هنا يرجع إلى أنهما بالرغم من كونهما مسلمين ، إلا أنهما استطاعا بحنكة عالية جداً تقمص شخصيتي زوجين من المسيحيين الأقباط الذين يشكلون حالة خاصة جداً من بقية مسيحيي العالم،باعتبارهم الذين قاموا بصياغة النظم اللاهوتية لبقية المسيحيين في العالم ، والذين قدموا الرهبنة لهم ، فضلاً على أنهم من أعرق وأقدم مسيحيي العالم ،ويتصفون بالعناد التاريخي الشديد في التممسك بما يعتقدونه حق ، ومن أكثر مسيحي العالم محافظة وتمسكاً بالعبادات والقيم الأخلاقية ، وإعلاه فريضتي الصوم والصلاة، وهي الحجة التي بررت خيانة الزوجة .
فإذا وجد نوع من التزمت الديني لدى قطاعاً منهم ، وخصوصاً في المغالاة في العبادات ، فينبغي أن يكون الطرح داخل الكنيسة لتلقي الإرشاد اللازم ، وليس اللجوء للسينما ، لأننا لو فتحنا هذا الباب فسوف نفاجىء بمخرجة مثل ايناس الدغيدي تخرج فيلم يطرح حق المرأة في الزواج بأربعة رجال كما للرجل !!!
وكل من له رأي غريب في الدين سوف ينتج فيلماً ، وقد يجرؤ أحدهم ويدخل في الممنوع بتناوله ذات الله ...
وهكذا تعم الفوضى وقد تحدث مصادمات عنيفة كتلك التي صاحبت عرض فيلم الاغراء الأخير ، الذي مثل السيد المسيح ، وهو على علاقة عاطفية بالمجدلية !!
إن مجتماعتنا محافظة في أمرين يمثلان خطوط حمر ، وهما :
( الدين : الله والأنبياء والوحي. والجنس : المرأة والطفل ).
ويجب الحفاظ عليهما لأنهما من مميزات تماسك مجتماعاتنا .
وتبقى كلمة أخيرة ، يقول الإنجيل :
( أية خلطة للبر مع الإثم ؟ وأية شركة للنور مع الظلمة )؟ [ 2 كو 6 : 1 ].

والمعنى واضح ، وهو : أي حب لربنا مع حبنا للرذيلة ؟؟؟
[ ملاحظات : امتنعت الصحيفة عن نشر هذا التعليق]



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون