ليس من حق هويدي الطعن
في وطنية الأقباط
من : صموئيل بولس عبد المسيح المملكة الهولندية ، نشر بتاريخ
22 – 12 – 2004 ،تعليقاً على مقال
:
(كي
لا ينفرط عقد العرب في العام الجديد)
للكاتب الإسلامي: فهمي هويدي والمنشور بتاريخ 22- 12 –
004 ، والذي أتهمنا فيه بعدم الولاء السياسي للدولة ..
يقول الكاتب :( حين أراد بعض الأقباط في مصر أن يتظاهروا ويعبروا
عن غضبهم إزاء ما شاع من ملابسات ، حول دخول زوجة أحد الكهنة في
الاسلام ، فانهم اتجهوا إلى الكنيسة ، ولم ينقلوا رسالتهم إلى أي
من مؤسسات الدولة ، التي يفترض أنها المسئولة عن أمن الشعب المصري
بمسلميه وأقباطه. وهذا المشهد جاء دالا على أن المجموعة التي
تظاهرت على الأقل ، وكان عددهم عدة آلاف ، اعتبروا أنفسهم رعايا
للكنيسة بأكثر من كونهم مواطنين في البلد..) .
وتعليقي عليه كالآتي:
أتفق تماماً مع الكاتب في ضرورة الحفاظ على عقد الأمة من الإنفراط
،لأن هذه الأمة هي أمتنا كلنا، مسلمون ومسيحيون، وبالرغم من
معاناتنا نحن المسيحيون من بعض متطرفي الأمة، إلا أننا من أشد
المدافعين عن وحدة الكيان السياسي لهذه الأمة، لأن في ذلك خيراً
وأماناً لنا جميعاً.. لوجود مقدساتنا وأهلنا داخل هذه الأمة
كما أتفق معه في الشق الثاني من مقاله الخاص باحترام حقوق المواطنة
واحترام التنوع والتعدد داخل كيان الأمة الواحد. إلا إنني أختلف
معه فيما أورده بالجزء الأول من مقاله، والمتعلق بتوجه المتظاهرين
بشكواهم إلى الكنيسة، وليس إلى أجهزة الدولة، وتلميحه بأن ولاء
هؤلاء للكنيسة وليس للدولة! وهذا خلط في الأمور، لأن ولاءنا نحن
الأقباط منقسم الى شقين، أحدهما ديني: (الكنيسة).
والثاني سياسي: (مصر + الأمة العربية). وذلك لأننا قوم لا نخلط بين
الدين وبين السياسة، ونعرف تماماً كيف نميز بين ما هو لله ، وما هو
للقيصر" أي حاكم البلاد " وعندما نتعرض للغبن من أعوان القيصر،
فإننا نتوجه بشكوانا لله، وهذا لا يطعن في وطنيتنا وولائنا السياسي
لقيصر، لأننا نخضع له ، ونطيعه فيما لا يتعارض مع طاعتنا لله ،
والمفروض في أي قيصر أنه لا يطلب من رعيته الولاء الديني ، لأنه
ليس إلهاً يُعبد، بل حاكم يحكم.ولذلك يكتفي بالولاء
السياسي..وهؤلاء توجهوا للكنيسة بعدما لم يجدوا أحدا ينصفهم لأن
قاضيهم الطبيعي صار مدعيا عليهم بل وساهم في تفاقم الأزمة،
وإليك مقتطفات من بيان صادر عن مطرانية القليوبية:*
قدم مطران البحيرة بلاغات بالواقعة للسيد محافظ البحيرة ومدير
الأمن ومفتش أمن الدولة بتاريخ 2/12/2004 ووعد السيد مفتش أمن
الدولة بإعادتها يوم الجمعة 3/12/2004 ولكنه * لم يف بالوعد، وقرر
أن الموضوع انتقل من البحيرة إلى القاهرة، الأمر الذى جعل الشباب
يذهبون إلى القاهرة ..* قام رجال الأمن بأخذ السيدة وفاء، وظلت تحت
إشرافهم مدة حوالى عشرة أيام، الأمر الذى جعل الموضوع يتطور بطريقة
أكثر صعوبة.
* وعد المسؤولون بإعادتها خلال ساعات لتلقي الإرشاد، طبقاً
للقانون، لكنها لم تعد.* أحاط رجال الأمن بالكاتدرائية بطريقة
مثيرة، وكثافة عالية، واعتبروا المتجمهرين أعداء لهم وبدأوا فى
الاعتداء عليهم.* الحصار العسكرى الهائل الذي احكمه الأمن حول
البطريركية اثار الأجهزة الإعلامية داخل مصر وخارجها مما اساء إلى
سمعة مصر حيث تم تسجيل الحصار وتجاوزات الأمن بالصوت والصورة،
وشاهدها العالم. * إصرار الأجهزة الأمنية على عدم تسليم السيدة
وفاء لمكان تابع للكنيسة، مما زاد الموضوع سوءا، وأعطي الفرصة
لمحاولات التأثير عليها من جهة عقيدتها.* حتى فى المكان الذى وافقت
الجهات الأمنية أن توجد فيه، أحاطوه بقوات شرطة كثيرة العدد
والعتاد مما اثار سكان المنطقة. * تم اعتقال عدد 33 من الشباب من
خارج الكاتدرائية دونما أي سبب (أفرج عن بعضهم)* إثارة الصحف
القومية مثل جريدة الأهرام فى عددها الثلاثاء 7/12/ ص 25 والجمعة
10/12/2004 ص 12* بعض الصحف اشعرت الاقباط بالعداء.* إلغاء اجتماع
الأربعاء 8/12/2004 بسبب مماطلة أمن الدولة فى تسليم السيدة وفاء
حسب الإتفاق، واسهم فى المزيد من الاثارة.* مرور السيدة وفاء على
مستشفى وإعطاؤها بعض الأدوية المخدرة، التى جعلتها غير هادئة،
الأمر الذى يثير الشك والريبة.* تزامن أحداث أبو المطامير مع أحداث
أسيوط وسمالوط وأحداث أخرى.
فالمسألة برمتها كانت تافهة ولا تستحق كل هذا الضجيج، لكن
الأمن عمل على تضخيمها في سياق لعبة التوزنات، وإرضاء
المتطرفين.
ونحن نرفض أي محاولة للطعن في ولائنا لبلدنا الذي نفديه بعمرنا
واختلطت دماؤنا بترابه في كافة المعارك التي خاضها دفاعاً عن
حريته ومقدساته وسلامة أراضيه، كما نحب رئيس بلدنا، ونحترمه،
ونصلي من أجله يومياً، ليس نفاقاً، إنما طبقاً لأوامر الإنجيل
( رو 13 & تي 3 ) ..
|