من
غرائب حالات الأسلمة في الجامعات المصرية :
حكاية أستاذ الجامعة المتطرف الذي أراد أسلمة أحد طلابه ، فخسر
زوجته !
[ من أرشيف الذكريات في
مكتب الرعاية والإرشاد "1 أغسطس 1988 – 8 مايو 1993 " ].
1 – المشهد المتكرر
امتلأ " المكتب البابوي
للرعاية والإرشاد الروحي " بالكاتدرائية الكبرى ، عن آخره بأهالي
الشارعين في الارتداد لهذا الأسبوع. وجميعهم ينتظرون عودة قدس
أبونا القمص المخضرم : حزقيال وهبه ، من مكتب الشؤون الدينية
بمديرية أمن القاهرة ، لمعرفة من تراجع عن الارتداد ، ومن أصر
عليه، وهذا المشهد يتكرر كل يوم سبت .
2 – المنسيون.
وجميع هؤلاء الأهالي هم
أناس فقراء أميون ، يسكنون في اماكن صعبة جداً من الأحياء
الشعبية الأشد فقراً ، وبعضهم الآخر يسكن في المقابر ، أو العشش
، أو مساكن الزبالين المتواضعة بالجبل المقطم ، والبعض الآخر
استطاع أن يجد له موضع قدم في المناطق العشوائية النائية ، وعددٌ
منهم ليس لهم سكن خاص أصلاً ، بل يقيمون في أماكن مرتبطة
بتواجدهم في عملهم ، مثل البوابين ، والخفراء .
وغالبيتهم العظمى لم
يجدوا رعاية كافية من كهنة وخدام الكنيسة ، أما بسبب عدم معرفة
الكنيسة بمحال إقامتهم ، أما بسبب الخوف من دخول المناطق الخطرة
التي يقيمون بداخلها ، والتي غالباً ما يكثر فيها الخارجون عن
القانون، أما بسبب الإهمال ، أما بسبب عدم الأمانة في الخدمة ،
ولذلك فقسمٌ كبير منهم لم يحظى بزيارة افتقاد من كاهن الكنيسة.
3 -
المعزة العياطة ما ياكلش ابنها الديب.
وهو
مثل شعبي يقال عن الأم
التي تحوط أولادها
بالرعاية والترقب
وتدافع عنهم
حتى
لا يقترب منهم
الخطر،
وهذا مالم تفعله بعض الأمهات بسبب جهلهن ، مثل هذه الأم
المسيحيةالأرملة الفقيرة التي تعمل شغالة في البيوت لإعالة
بناتها الخمسة ، وجميعهن في المدارس ما عدا البنت الكبيرة
البالغة من العمر 16 سنة ، والتي أخرجتها من المدرسة منذ الصف
السادس الابتدائي ، وألحقتها بالعمل في مصنع للحلويات الرخيصة
يملكه شخص غير مسيحي (عينيه زائغه ومتزوج من ثلاث نسوة ) وكانت
الأم تتغيب لساعات طويلة عن البيت حتى بعد انتهاء عملها بسبب
ميلها للرغي مع الستات !
ولم تلاحظ التغيرات التي
طرأت على كبرى بناتها ، مثل الإصابات التي ظهرت على وجهها ،
وقالت عنها إنها بسبب مشاجرة مع زميلة لها في المصنع ، بينما
كانت في الحقيقة من صاحب المصنع الذي اغتصبها وحاولت مقاومته
فضربها وهددها بقتل أمها وشيقاتها إذا ما أخبرت أحد بما فعله بها
، ثم سرعان ما أختفت لمدة 15 يوم ، لتظهر فجأة في مديرية الأمن
معلنة عن رغبتها في اعتناق الإسلام ، وكالعادة فكانت "حامل "
وكالعادة أيضاً ، كانت محجبة ، ويقف بجوارها زوجها (48 سنة) وهو
للعلم ( حاج تقي ) وبنى " زاوية للصلاة" بجوار المصنع ( لوجه
الله ولزوم إبعاد الشبهات) وكان معهم خفير المصنع ، وأربعة من
عماله ، وأثنان من أعضاء الجماعات المتطرفة ، وكانوا يهتفون الله
وأكبر ، والحمد لله ، ( وإذا رأيت الناس يدخلون في دين الله
أفواجاً فسبح بحمد ربك أنه كان تواباً ) ( صدق الظلم العظيم ).
أو هذه الأم الريفية التي
تبيع الخضار في السوق بعدما مرض زوجها بداء السل ، ، ولها أبنة
في التاسعة عشرة من عمرها ، دائمة التردد على الجيران ، حتى
أخطأت مع ابنهم ، وحملت منه ، ولم تلاحظها أمها ، ولم يكن أمام
البنت من حل آخر سوى التستر على فضيحتها بزعم الاهتداء لدين الله
والزواج من ابن الجيران ، وعلى رأي المثل فالله أمر بالستر ،
وكان الله بالسر عليم .
4–
عود كبريت فاطمة ولع عشرين مرة!!!
وكان من بين الأهالي أخ
يعمل سايس جراج ، أخيه الأصغر تورط في علاقة جنسية مع فتاة مسلمة
لعوب لها علاقات مع كل شباب الحي ، لكن عندما علم أخوها ( الحِمش)
بأن هناك نصراني قد نجس أخته ، ثار وهاج ، وقال هي حصلت إن
النصارى يعبثون بأعراض المسلمات المؤمنات التقيات الشريفات !!!
فهي جريمة لا يمحوها إلا الدم ، ولكن لا بأس بالإسلام ، وكفى
المؤمنين شر القتال ! وقالت أمه الحاجة :
طبعاً هي بنت الناس لعبة
ولا إيه ؟ دا على رأي المثل : شرف البنت زي عود الكبريت ما يولعش
إلا مرة واحدة
( رغم علمها التام بأنه
ولع قبل كده عشرين مرة !!!) وتدخل الشيخ عاشور عبد الفتاح (إمام
مسجد منطقتهم) وأفتى بضرورة إجبار الشاب القبطي المستهتر على
الدخول في دين الإسلام ليتسنى له الزواج منها ، لتصليح خطيئته ،
وخطيئة ابن عمها ، وخطايا بقية شباب الحي !!! وعندما احتج الشاب
، قال له الشيخ ساخراً :
مش هو أنتم بتقولوا إن
سيدنا عيسى صُلب لتصحيح خطايا كل الناس !؟!
5-
الإسلام هو الحل !!!
وكان من بينهم أيضاً أب
له أبن يعمل عربجي في سوق الخضار ، امتنع عن الإنفاق على زوجته
وأطفاله ، فأقامت عليه قضية نفقة ، وحصلت على حكم لصالحها
بأحقيتها في الحصول على نفقة متجمدة لمدة سنتين ، فهرب من تنفيذ
الحكم ، ووجد إن الحل الوحيد لعلاج مشكلته هو الدخول في الإسلام
ليصدق عليه شعار الإخوان ( الحل هو الإسلام )!
فالإسلام على الطريقة
المصرية ، هو إسلام عجيب يقدم الحلول لذوي المشاكل القانونية وكل
ذوي الاحتياجات الجنسية
والمادية، وبقية المآرب
الأخرى ، حتى أمسى كمصباح علاء الدين !!!
6 – مصباح علاء الدين
أجل يا صديقي ، فما عليك
سوى النطق بالشهادتين ، حتى يخرج "الجن " من مصباح علاء الدين ،
ليقول لك :
شبيك لبيك عبدك بين أيديك
!
والدليل على ذلك ، وجود
أخ آخر ضمن الأهالي ، قال إن أخاه الأصغر ولد منحرف وأنه لا يحب
العمل ، ورغب في اعتناق الاسلام للحصول على حفنة من الجنيهات
وعده بها أهل الإيمان والتقوى !
وأب اخر قال أن أبنه رغب
في اعتناق الإسلام لتسوية قضية شيك بدون رصيد ، تطوع صاحب الشيك
بالتنازل عن مستحقاته مقابل اهتداء الابن للإسلام !!!
وهكذا فالجن الاسلامي
مستعد لتلبية كل الرغبات وتحقيق كل الامنيات بشرط نصرة الاسلام
من خلال أسلمة الأقباط !!!
7– مكتب الشؤون " الجنسية
/ المادية/ الزوجية " ( الدينية ) سابقاً !!!
وهو يقع بالطابق الثاني ،
بمديرية أمن القاهرة ، ورئيسه هو الحاج : إمام ، وطبيعة عمل هذا
الرجل الحاج تتطلب منه أن يكون ماكراً كالثعلب ، ناعماً كالحية ،
لكنه كان يتصرف في بعض الأحيان كإنسان سوي ، فيقول مثلاً عن
المرتدين والمرتدات من المتلاعبين والمتلاعبات بالدين : ( دول زي
ما يكونوا زبالة النصارى )!!
ومرة قال لقدس أبونا
القمص حزقيال وهبه:
( معك حق يا أبونا ، دا
أنا نفسي أشوف مرة واحدة نصراني عاوز يدخل في الإسلام يكون راجل
محترم وعليه العين ، يعني ما يكونش حرامي ولا نصاب ولا هربان من
حكم ولا عامل مصيبة مع واحدة ست مسلمة !
و ونفسى أشوف نصرانية
محترمة وعليها العين ، يعني ماتكونش "حامل " من مسلم ، ولا
منحرفة وهربانة من جوزها علشان تتزوج عشيقها ، ولا تكونش متخانقة
مع زوجها النصراني وعاوزه تتطلق منه.( وهكذا شهد شاهداً من
اهلها ).
8 -
طالب الجامعة الذي كاد أن يقلب المعادلة!!!
كانت جلسة هذا السبت
مثيرة جداً ، نظراً لهيئة هذا الطالب الجامعي الراغب في اعتناق
الإسلام ، فهو ليس عامل ، ولا حرفي ، ولا بائع خضار ، ولا عربجي
، ولا حلاق ولا مكوجي ، بل طالب بالفرقة الثالثة بأحد كليات
القمة !!!
وواضح جداً أنه داخل في
الإسلام عن اقتناع تام ، فسيمائهم على وجوهم ( زبيبه الصلاة
واضحة جداً " من كثرة الحك بالأرض " و" لحية طويلة مصبوغة
بالحناء "( سُنة عن النبي ) و" السواك" ( فرشة معجون أسنان
المسلمين الأصوليين ) يظهر بوضوح من جيب سرواله العلوي والذي
يرتدي أسفله بنطلون قصير (الزي الإسلامي الأفغاني والباكستاني)
ويرتكن السواك المعطر بحنو على المصحف الصغير ، ورائحة المسك
تعبق المكان ، أنه باختصار شديد :
( نموذج لشاب مؤمن محافظ
من الجماعات الإسلامية المتشددة ) - هكذا يبدوا مظهره –
أما الداخل فالله هو فاحص
القلوب ، وعلام الغيوب - مهما سارت الدنيا في مصر بالمقلوب - !!!
وكان بصحبته مجموعة
مختارة من شيوخ " الاسر الجامعية الإسلامية " مما تمتلىء بهم
الجامعات المصرية
9–
حيرة المندوب البابوي
أبونا القمص حزقيال وهبه
، المندوب البابوي لدى وزارة الداخلية لشؤون النصح والإرشاد
لراغبي الارتداد عن المسيحية ، والدخول في الإسلام ، وأمين
المكتب البابوي للرعاية والإرشاد الروحي بالبطريركية ، وكاهن
كنيسة القديسة العذراء بمهمشة الشرابية ، هو كاهن مخضرم عركته
الحياة ، وله شعبية كبيرة جداً في الكنيسة القبطية ، وعلاقات
متعددة بالكنائس الأخرى ، رجل شيخ وقور مملوء بالحكمة والحنكة
وخبرة الأيام ، ولديه خبرة في التعامل مع المسلمين قلما تتوافر
في كاهن آخر ، امضى عشرات السنين في الكهنوت ، وقضى الشطر الأكبر
من حياته في التعامل مع المسلمين ، وكان ذلك بحكم عمله الديني
والرسمي، فضلاً على ميله الكبير في المناقشات الدينية معهم.
ورغم أنه معتادٌ على رؤية
المرتدين على مدى سنوات طويلة ، إلا أنه شعر بالحيرة والارتباك
من هذا الشاب ، الذي فاجئه بالكم الهائل من المعلومات التي
يعرفها عن الإسلام ، وبالكم الهائل من النصوص القرآنية التي
يحفطها وجراءته في الهجوم على العقائد المسيحية على طريقة أحمد
ديدات ، والشعراوي ، ومحمد عمارة ، وكشك ، وعمر عبد الرحمن ،
وبقية من كان على شاكلتهم ، من فرسان هذا الزمان الذين أنجبتهم
المحروسه !!
وهوأمر غريبٌ وغير معتاد
في طالبي اعتناق الإسلام ، لأن جلهم من الجهلاء والاميين ، أو
ليس لهم في الدين .
ونظراً لأن أبونا حزقيال
دارس جيد للإسلام ، ويعرف عن حياة مؤسس الإسلام أكثر من علماء
المسلمين أنفسهم ، فلقد رد على هذا الشاب رداً بليغاً ، أفحمه
وسود وجهه ، وسط غيظ صديقه اللدود : الحاج إمام (مندوب المسلمين
) والذي كان يقاطع أبونا قائلاً كعادته : ( ما تنساش نفسك يا
أبونا !)
فيرد عليه أبونا بلهجته
الشعبية المحببة : ما أنت شايف بعينيك يا حاج أنه عاوز يبيع
الميه في حارة السقايين !!!
وكان يقال عن أبونا
حزقيال والحاج إمام ، أنهما ( ناقر ونقير ) !!!
9 – تحت القبة شيخ " منصر" !
شعر أبونا بوجود لغز يقف
وراء هذا الشاب المثير ، فطالب بممارسة حقه القانوني بتأجيل
الجلسة لمدة أسبوع آخر ،وتم له ما أراد ، وسط فرحة الحاج إمام
الذي قال للطالب ( أيوه كده رفعت رأسنا أمام أبونا )!!!
ثم داعب أيونا قائلاً :
إيه رأييك بقى في المفاجآة الحلوة دي ؟
فأجابه أبونا - وكان
رجلاً جريئاً لا يهاب انسان ، فضلاً على أنه يتمتع بلسان ساخر
أحد من السيف - :
جرى إيه يا حاج ! ما هو
انت عارف البير وغطاه !!! محدش بيدخل في الإسلام إلا وتكون
وراءه مصيبة ، وعلى راي المثل : من بره " ها لا هالله " ومن جوه
يعلم الله !!!
ثم استطرد قائلاً : وعلى
كل حال لو كنت فاكر ( إن تحت القبه شيخ ) ، فأننتظرني الاسبوع
القادم ، وأنا أبعت له :
(الراجل بتاعنا ) وهو
الذي سيعرف ما إذا كان الذي تحت القبة بتاعته شيخ حقيقي ، ولا
شيخ منصر !!!
10–
الراجل بتاعنا
الراجل بتاع الكنيسة
حكايته أغرب من الخيال ، فبالرغم من كونه رجل الكنيسة ، إلا أنه
ليس له أي صفة رسمية في الكنيسة ! فهو ليس قسيس ولا شماس ، بل
ولا حتى مجرد فراش ! ألم أقل لكم أنه حكايته غريبة ؟ والواقع
إنها ليست حكايته ، بل حكاية مراحم الرب المقيم المسكين من
التراب والرافع البائس من المزبله ، ومنتشل الشيخ من الجامع !!!
ومحول أبرز العفاريت
الناشطة في مجال أسلمة الأقباط ، إلى واحداً من أشجع فرسان
مقاومتها !!!
فهذا الرجل ( يعرف الفوله
وقشرتها ) لأنه قادم من قاع جهنم الحمرا، ويعرف كل شبر فيها ،
وأبرز ساكنيها ، سواء المصرية ، أو السعودية . الجهادية ، أو
التقوية . لف ودار على كل دار ، من دار عبد الحميد كشك ، إلى دار
الشعراوي ، إلى دار المحلاوي ، إلى دار عبد الله الفيض السماوي !
وتنقل من إسلام الجماعات المتطرفة :
( الحنبلية التيمية
الوهابية البنائية القطبية الغزالية الشكرية التكفيرية التوقفية
التبينية الجهادية الإرهابية )..
إلى إسلام الدراويش (
البدوية الشاذلية الرفاعية الدسوقية البرهانية ..) إلى إسلام (
التقوية النفاقية الحكومية الحنجورية الحنكشورية القراقشوية
الأمنية السلطوية ) ، إلى إسلام ( اللصوصية المحتالية الملتحية
على الطريقة السعدية ، الريانية ، البدرية ، وبقية المشايخ
الحرامية ، ومعهم أصحاب التوكيلات التجارية السعودية الخليجية )
.
فضلاً على أنه كان على
معرفة قديمة جداً بالحاج إمام ، بتاع المديرية ، وتعود هذه
المعرفة إلى صباه الجهنمي ، بالتحديد منذ كان في السادسة عشرة من
عمره ، وظل يعرفه حتى بلوغه السابعة والعشرين ، لأنه كان متعهد
توريد "خردة بشرية" إلى مديريات أمن القاهرة والجيزة وأحياناً
القليوبية !!!
كان عفريت " أسلمة " ،
وكرمته إحدي الجهات الإسلاموية فأوفدته إلى بيت الله الحرام بمكة
لتأدية مناسك العمرة ، وهناك رأى أعجوبة حولته من متعهد أسلمة ،
إلى أشد مقاوميها !
وقد كان محبوساً في جهنم
، حتى أصدر عفو إلهي كريم ، فخرج منها بسلامة الله منذ 18 سنة ،
وشكل خروجه لغزاً محيراً عند جميع سكانها .
وأول لقاء جمعه مع
المندوب البطريركي كان في مكتب أحد الآباء الكبار في أغسطس 88 ،
ومن وقتها صار ابناً له ، وولاه كل ثقته : أسمع يا أبني أنت من
الآن وصاعداً ستكون ذراعي الأيمن ، بل ونائبي ، وتجلس على مكتبي
في غيابي .
وأعطاه ختم مكتبه الرسمي
، ومنحه سلطات تحرير الرسائل وتوقيعها وختمها باسمه ، وهي ثقة لم
يمنحها لأحد غيره.
فضلاً على احتفاظه
بمفاتيح المكتب ، فكان هو الذي يفتحه ، وهو الذي يغلقه . وقد
منحه كل هذه الثقة بعدما تأكد له بأنه لا يسعى للسلطة أو للشهرة
، بل للاستشهاد على اسم المسيح. وكانت خدمته في الكنيسة القبطية
تكاد تكون سابقة هي الأولى من نوعها ، فمعروف عن الأقباط أنهم
أناس طيبيين ومسالمين ، لكن الواد دا كان حاجة شاذه بينهم ، اللي
يرشه بالميه يرشه بالدم ، واللي يضربه قلم يرده له قلمين وعليهم
شلوت ! مكانش حد يقدر عليه غير آباء الكنيسة ، وكان شخص غريب ،
فبالرغم من شراسته مع المعتدين ، إلا إنه كان وديعاً جداً مع
الأطفال والأمهات وكل متألم ومظلوم .
11 – زغاريد ونحيب وترقب
عاد أبونا إلى البطريركية
، وألتفت من حوله الأهالي ، والكل يستفسر عما حدث لأقاربهم
وبعدها تسمع أما زغاريد
أهالي ( الذين عدلوا عن
ارتدادهم ) أو نحيب أهالي ( الذين أصروا عليه ) ، أو استمرار
ترقب أهالي ( الذين تأجلت جلساتهم للاسبوع القادم ) .
سأل أبونا الأهالي إذا
كان أحدهم قريباً للشاب الطالب الجامعي ؟
لكن الجميع نفوا.
مما زاد من حيرة أبونا ،
وبينما كان رجل الكنيسة يقوم بالإطلاع على دفتر أبونا لنقل وقائع
الجلسة وبيانات المرتدين الجدد ، بغرض زيارتهم في محال إقامتهم
لتقديم النصح لهم ، فوجىء بأبونا وهو يميل عليه هامساً :
أسمع يا بني ، أنا أريدك
أن تمر علي في مكتبي بالكنيسة مساء اليوم لأتحدث معك في موضوع
هام بعيداً عن ضجيج مكتب البطريركية .
ففهم رجل الكنيسة أنه
مقبل على متابعة حالة ارتداد غير عادية .
12– التكليف بكشف سر الحرامي
العاشق الحريف
ذهب الراجل بتاع الكنيسة
، إلى مقابلة رئيسه الإداري ، داخل مكتبه الملحق بالكنيسة التي
يرعى شعبها منذ عقود ، وتحدث معه قائلاً :
أريدك أن تترك كل ما في
يدك وتفرغ نفسك تماماً لكشف غموض الحاله التي ألتقيت بها اليوم
في المديرية ، فهو شاب شكله كده عامل زي بتوع الجماعات المتشددة
في الجامعات ، وباين عليه حافظ كويس من القرآن ومن الأحاديث ،
لكن قلبي بيقول إن وراءه حاجة مش عارفها ، فأنا مش مصدق أنه ممكن
يكون عاوز يدخل الإسلام عن اقتناع ديني ، وخبرتي بتقولي أنه ولد
" لبط " ومش سهل ، علشان كده أنا عاوزك تحاول تصل إليه وتعرفني
موضوعه ، ولربما يكون فعلاً متأثراً بالتعاليم الإسلامية ، فإذا
كان كذلك فيمكنك مناقشته والتحاور معه من المصادر الإسلامية ،
فإن أصر فنكون نحن غير مقصرين معه ، حتى لا نحمل ذنبه ، لكن إذا
كان وراءه دوافع أخرى غير الدين ، فليتك تبذل كل جهدك لتعرفها
ربما نستطيع مساعدته حتى لا يدمر مستقبله ، وأنا عاوزك ترد علي
قبل موعد الجلسة يوم السبت القادم ، لكن كن على حذر علشان هو على
علاقة بالعيال بتوع الجماعات المتطرفة ، وحاسس إن هناك شخصية
كبيرة وراه ، وأغلب الظن إن عنوان أسرته المسيحية التي تركه عندي
هو عنوان غير صحيح ، والمعلومة الصحيحة الوحيدة هي أسمه .
13 – الاسطى عطية المكوجي
فلقد صدقت توقعات أبونا
بخطأ العنوان ، لأنه كان مجرد العنوان القديم الذي كانت تقيم فيه
أسرته قبل انتقالها للإقامة في سكن آخر منذ حوالي ثلاث سنوات ،
وظل الخادم يسأل الجيران ( بطريقته الخاصة) لعل أحدهم يعرف
العنوان الجديد ، لكنهم لم يكونوا يعرفون أي شيئاً عن جيرانهم
السابقين سوى انتقالهم إلى منطقة (...)
في مثل هذه الأحوال فلا
مناص من الذهاب إلى دكان الأسطى عطية المكوجي .
أخذ الأسطى عطية الخمسة
جنيه ، ثم وضعها في جيبه وهو يقول :
شوف يا بك محدش يقدر
يفيدك في الموضوع دا غير ( الأنسة سماح ) أصلها كانت ولا مؤاخذة
" (الجو) بتاع أبنهم من زمان ، وحصلت مشاكل كتير بين الاسرتين
بسبب كده ، لأن الاتنين كانوا صغيرين وتلامذة ، وهو دخل الجامعة
لكن سماح خلصت الثانوية التجارية واشتغلت ، وأنا شفتها ماشية
معاه بعد ما عزلوا من الحارة ، وأكيد هي عارفة عنوانهم الجديد ،
وهي ساكنة في رابع بيت على اليمين ، الدور الثالث ، لكن أحسن
طريقة تقابلها بيها هي تذهب الى شغلها في مكتب الصحة بشارع
(......) لكن متقولهاش أني أنا قلت لك حاجة علشان مش عاوزين
مشاكل
14– المفتاح مع الأنسة
سماح !
لكل حالة ارتداد لها باب.
وكل باب له مفتاح . ومفتاح صاحبنا مع الأنسة سماح !
-
(أرجوك ما تجيبيليش سيرته الخائن الجبان ) ، ( دا خان ربه وأمه
وأخواته الأيتام يبقى مش هايخونني ) ؟!
-
اهدئي يا أنسة سماح واحكي لي الحكاية
-
الحكاية إني حبيته منذ كنت في الإعدادية ، واتحملت كثير من أهلي
علشانه ، لأنه كان دائماً يسرق فلوس من أبوه حتى مات محسور منه ،
وفي الآخر عرفت أنه بيمشي مع بنات مسلمات ، وبيسمي نفسه أحمد ،
ثم عرفت أنه خان ربنا علشان يحصل على درجات عالية في الكلية ،
وأنه على علاقة بأستاذ إخوانجي متطرف بيقول له يا " بابا "!
وسمعت والله وأعلم أنه
خان أستاذه مع مراته ، وهي كمان استاذة ومن عيلة كبيرة مسنودة ،
وسمعت أنها هاتطلق من زوجها ، وهاتتجوز (حماده) كما يدللونه ،
رغم أنه في عمر أولادها ، وأنا حاولت توعيته من غير فايدة ، وأمه
عارفه تفاصيل كل حاجة عنه ، وهذا هو عنوانها .
-
-15 –
غضب الأم
-
-
أرجوك يا أمي افتحي
الباب أريد التحدث معك بخصوص مستقبل ابنك .
-
أنا قلت لك أنا ماليش
ابن بالاسم دا ، ابني مات .
-
يا أمي أنا جاي من
البطريركية علشان أنقذ ابنك من الارتداد .
-
وتنقذه ليه ؟! خليهم
يشبعوا ، يا ريت ياخذوا كل زبالتنا وينظفوا المسيحية منهم ،
وبعدين إيه حكاية يرتد دي ! هو لسه ما اردتش ؟ دا ارتد من زمان
قوي يا أستاذ ، دا أبوه مات بحسرته عليه ، ومات وهو غضبان عليه ،
وأنا كمان قلبي غضبان عليه ليوم القيامة .
-
طيب يا أمي أرجوكِ افتحي
لي الباب وبلاش نتكلم من وراء الشراعة علشان الناس ، وعلشان اقدر
أتكلم معاكِ بحرية أكثر ؟
-
أعرف منين إنك جاي من
البطريركية ، ومش جاي من عند الجماعات المتطرفة ؟
-
اتفضلي شوفي كارنيه
البطريركية .
-
لا تؤاخذني يا ابني ،
أصل أنا خايفة لا يخطفوا مني أولادي الصغار ، زي ما هددني واحد
من الشيوخ بتوعه .
-
شوفي يا أمي ، صحيح ابنك
أغضب قلبك ، لكن ربنا حنون وبيبحث عن الخروف الضال ، والكنيسة
تعمل اللى عليها لمحاولة انقاذه لعله يتوب ويصحو من غفلته .
-
تفتكر إن اللي زي ده يتوب ؟ أصلك ما تعرفش حاجة عنه ، دا شيطان
في صورة إنسان ، دا عمل حاجات مقدرش أحكيها لحد ، ربنا شايف
وعارف ، تصور فتش جيوب أبوه وهو ميت وسرق حافظة نقوده !؟ وتصور
أنه استولى على سيارته وباعها ؟ وتصور أنه سرق مكافأة نهاية خدمة
أبوه ؟! وسرق كل صيغتي ؟ سرق مال أشقائه الايتام ، دا معندوش
ريحة الإنسانية ، تصور أنه نصب على محل أدوات منزلية واشترى منهم
حاجات بالتقسيط وحرر شيكات وكمبيالات على نفسه ، وبعدين باع
الحاجات بنصف ثمنها ، وصاحب المعرض رافع عليه ثلاث قضايا ، وحكم
عليه غيابياً بثلاث سنين سجن ، وهربان من تنفيذ الحكم ، لكن تقول
إيه في الحكومة اللي بترحب بأمثال هؤلاء المجرمين ؟ أنت عارف إن
استاذه في الجامعة ضبطه في وضع مخل مع مراته؟
وممكن تروح تقابله
وتعرف منه كل حاجة .
وكانت الخطوة
التالية هي الذهاب إلى أستاذ الجامعة لممعرفة تفاصيل هذا الفصل
الحساس من هذه الراوية المثيرة ، وفي الطريق تذكرت المثل القائل
:
كل شنب
وله مقص ؟!
ولم أتمالك نفسي
من الضحك سخرية على " الخابور" الذي ناله الأستاذ الدكتور !!!
وجدت نفسي أردد
قائلاً :
صحيح كل شنب وله
مقص
وكل مقص له دافع
عشان يقص
وكل دافع له ودن
بتسمع وعين بتبص
ورقصيني يا أسلمة
على واحدة ونص !