- تعليقاً على مقال:
- الارتداد وسنينه
- للأخ الأستاذ
مجدى جورج
- سلام ومحبه
- أود أن أعبر لسيادتكم عن عظيم شكري وتقديري لإثارتكم
لهذه القضية الهامة ، واعني حالات العودة ومشاكلها ، وهي
القضية الشائكة التي لم تنل حقها الكافي من الإعلام القبطي
سواء المدني أو الكنسي ، رغم أهميتها الشديدة ، وتشبع أطرافها
، ويسعدني بصفتي أحد المعنيين بهذه القضية أن أوضح لسيادتكم ،
ولبقية الأقباط ، هذه الحقائق التالية :
1 - تقوم الكنيسة ( بناء على قول السيد المسيح : هكذا يكون فرح
في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا
يحتاجون الى توبة ) بالترحيب بتوبة ورجوع هؤلاء المرتدون ،
وتمكن لهم العطف والمحبة ، وكأن لسان حالها يقول مع الأب
الكريم ( ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ) .
كما تقوم بمساعدتهم في إنهاء كافة الإجراءات الكنسية الروحية ،
وتمنحهم شهادة عودة معتمدة من البطريركية .
علماً بأن وإجراءات العودة سهلة للغاية ، إذ يكفي أن يتقدم
لطالب بطلب عودة مقدم للأب وكيل البطريركية ، ويتضمن فيه ندمه
عن ارتداد ، ورغبته في الرجوع للمسيح والكنيسة ، ويعلن
استعداده عن استعداده التام لتلقي كافة التأديبات الروحية (
قوانين توبة عبارة عن صلوات ومطانيات يحددها أب الاعتراف بحسب
القامة الروحية لكل حالة ) ..
ويرفق بطلبه صورة من البطاقة الشخصية ، وأصل إشهار الإسلام ،
وقسيمة الطلاق ( إذا كان قد تزوج من غرباء أبانفترة ارتداده)
ولابد يكون الطلاق ( بائناً ) أي غير قابل للارجاع للعصمة مرة
أخرى طبقاً للشريعة الإسلامية.
2 - يتم تحويل طلبه إلى المجلس الاكيريكي ، فيوافق على عودته ،
ويقوم بارساله بخطاب رسمي الى كاهن الكنيسة التابع لها مسكنه
ليتولى ارشاده روحياً ، وبعدها يسمح له بالتقرب من الأسرار
المقدسة ، ثم يرسل خطاب بذلك ألى المجلس الاكيريكي ، فيقرر
المجلس منح الطالب شهادة عودة موثقة ، وإذا كان له زوج مسيحي
قبل الارتداد ، فيسمح له بالرجوع إليه .
3 - تقوم الكنيسة بفتح قنوات اتصال مع الأهل ( الغاضبون )
لحثهم على التحلي بالمحبة وروح الغفران والتسامح كما سامحنا
المسيح ، وتحثهم على قبول عودة المرتد التائب الى بيته ، وفي
أغلب الأحوال ترق المشاعر ، وتنتصر الروح المسيحية المتسامحة ،
لكن يحدث أحياناً أن يكون المرتد قد سبب في حدوث جراح غائرة في
نفوس اسرته ، مما يتطلب وقتاً للنسيان والتئام الجروح.
وتبذل الكنيسة كل جهدها لتوفير مأوى له لحين اتمام مصالحته على
أهله .
4 - من الطبيعي جداً أن يدفع الإنسان جزء من ثمن أخطاؤه حتى لو
تاب عنها ، مثل اللص الذي أمسك متلبساً ، وبعدها ندم وتاب ،
لكن ندمه وتوبته لا يعفيانه من العقوبة الأرضية وتقديمه
للمحاكمة والحكم عليه بالحبس . وهذه هي نواميس الكون ، فالكل
خطيئة عقوبة أرضية ، وأخرى أبدية ، والندم والتوبة يعفيان من
العقوبة الأبدية ، لكنهما لا يعفيان من العقوبة الزمنية .
5 - بناء على ذلك ، يواجه المرتد العائد جملة مشاكل ، منها
المشكلة القانونية المؤلمة المتعلقة بالبيانات المدونة في
مستندات تحقيق الشخصية ، وفي حالات كثيرة يعاني من مضايقات
وملاحقات مباحث أمن الدولة ، وملاحقات المسلمين الذين كانوا
يعرفهم أثناء ارتداده ، فيعيش مطارداً ، وبالتالي فهو يفقد
عمله ومحل اقامته ، لكنه يشعر براحة ضمير لكونه يصحح أوضاع
خاطئة سبق وتورط فيها ، وتقوم الكنيسة ( بدافع من امومتها )
بمد العون الضروري له، وتساهم معه في البحث عن عمل يتعيش منه ،
وتسدد اتعاب المحامون اذا قرر ان يرفع قضية لتصحيح اسمه .
وعلى اتم الاستعداد لارشاد أي راغب في العودة ، الى الجهات
الكنسية التي تقدم العون الضروري له
6- بالنسبة لبعض الآباء الكهنة الذين يغطون تقصيرهم بإلقاء كل
اللوم على المرتد ، فهذه حقيقة واقعة ، لكنها تحدث في نطاق ضيق
، وتقوم البطريركية بعمل اللازم ، وارشادات قداسة البابا واضحة
كل الوضوح ، وهي إلزام الكهنة بالبحث عن الخروف الضال ،
والتعامل معه برفق ، لكن يحدث أحياناً أن يكون المرتد شخص متعب
بالفعل ، وهنا لابد من التعامل معه بحكمة وحسم.
7 - اهتم قداسة البابا بتعميم اللاهوت الرعوي على الآباء
الكهنة ، وكثيرين منهم يتعاملون مع المرتد برفق ولين وأبوة
والكنيسة نفسها تعترف بوجود تقصير في الخدمة الرعوية والتي
يكون الارتداد من ثمارها المرير، ولذلك فهي تبذل كل جهدها
لتحسين الاداء الرعوي ، ولا سيما في الأماكن الفقيرة ، لكن
الصورة الرعوية النموذجية أمر صعب التحقيق بنسبة 100 % ،
خصوصاً في بلد مثل مصر مثقل بالمشاكل الاقتصادية المزمنة والتي
تخلق أوضاع اجتماعية معقدة تكون فرصتها للانحراف أكبر ،
وغالبية الأقباط هم من الفقراء بعكس ما هو شائع عنهم ، ووجود
مليونيرات أقباط لا يعني بالضرورة التمكن من قيامهم تغطية كل
احتياجات ابناء شعبهم الفقير ، خصوصاً وهو يعد بالملايين ،
وهؤلاء الأغنياء يساهمون مساهمات فعالة جداً في دعم الفقراء ،
لكن بعضهم يعيش منعزلاً ، وإن ساهموا فأنهم يساهمون بالفتات
حتى لا يتأثر حجم اعمالهم ، وتهتز مراكزهم المالية في السوق ،
في ظل منافسة شرسة من قبل رجال الاعمال المسلمون وكثير منهم
حاصل على توكيلات من دول الخليج .
8 – اصبحت الحاجة ملحة لتكوين لجان من الشعب القبطي في المهجر
لدعم حالات العودة ، وبقية فئات الحالات الخاصة في الوطن التي
ترعاها الكنيسة ، وقد تفضل قداسة البابا بسيامة عدد كبير من
الكهنة لخدمة الارشاد الروحي والكنيسة صارت تولي هذا الموضوع
المزيد من الاهتمام .
9 – أعلن عن كامل استعدادي الشخصي لتقديم الارشاد الروحي ،
والدعم المادي لأي حالة ارتداد ترغب في التوبة والرجوع للمسيح
.
مع تحياتي ومحبتي
-
- صموئيل بولس عبد المسيح
أحد الخدام المكرسون
لحالات الارتداد والعودة وآسر المرتدين ، وحالات الاهتداء
للمسيح من الخراف الآخر .
|
|
|
|