صموئيل بولس


  15 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

تعليقاً على مقال:
الارتداد وسنينه
للأخ الأستاذ مجدى جورج  
سلام ومحبه
أود أن أعبر لسيادتكم عن عظيم شكري وتقديري لإثارتكم لهذه القضية الهامة ، واعني حالات العودة ومشاكلها ، وهي القضية الشائكة التي لم تنل حقها الكافي من الإعلام القبطي سواء المدني أو الكنسي ، رغم أهميتها الشديدة ، وتشبع أطرافها ، ويسعدني بصفتي أحد المعنيين بهذه القضية أن أوضح لسيادتكم ، ولبقية الأقباط ، هذه الحقائق التالية :

1 - تقوم الكنيسة ( بناء على قول السيد المسيح : هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة ) بالترحيب بتوبة ورجوع هؤلاء المرتدون ، وتمكن لهم العطف والمحبة ، وكأن لسان حالها يقول مع الأب الكريم ( ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ) .

كما تقوم بمساعدتهم في إنهاء كافة الإجراءات الكنسية الروحية ، وتمنحهم شهادة عودة معتمدة من البطريركية .

علماً بأن وإجراءات العودة سهلة للغاية ، إذ يكفي أن يتقدم لطالب بطلب عودة مقدم للأب وكيل البطريركية ، ويتضمن فيه ندمه عن ارتداد ، ورغبته في الرجوع للمسيح والكنيسة ، ويعلن استعداده عن استعداده التام لتلقي كافة التأديبات الروحية ( قوانين توبة عبارة عن صلوات ومطانيات يحددها أب الاعتراف بحسب القامة الروحية لكل حالة ) ..

ويرفق بطلبه صورة من البطاقة الشخصية ، وأصل إشهار الإسلام ، وقسيمة الطلاق ( إذا كان قد تزوج من غرباء أبانفترة ارتداده) ولابد يكون الطلاق ( بائناً ) أي غير قابل للارجاع للعصمة مرة أخرى طبقاً للشريعة الإسلامية.

2 - يتم تحويل طلبه إلى المجلس الاكيريكي ، فيوافق على عودته ، ويقوم بارساله بخطاب رسمي الى كاهن الكنيسة التابع لها مسكنه ليتولى ارشاده روحياً ، وبعدها يسمح له بالتقرب من الأسرار المقدسة ، ثم يرسل خطاب بذلك ألى المجلس الاكيريكي ، فيقرر المجلس منح الطالب شهادة عودة موثقة ، وإذا كان له زوج مسيحي قبل الارتداد ، فيسمح له بالرجوع إليه .

3 - تقوم الكنيسة بفتح قنوات اتصال مع الأهل ( الغاضبون ) لحثهم على التحلي بالمحبة وروح الغفران والتسامح كما سامحنا المسيح ، وتحثهم على قبول عودة المرتد التائب الى بيته ، وفي أغلب الأحوال ترق المشاعر ، وتنتصر الروح المسيحية المتسامحة ، لكن يحدث أحياناً أن يكون المرتد قد سبب في حدوث جراح غائرة في نفوس اسرته ، مما يتطلب وقتاً للنسيان والتئام الجروح.

وتبذل الكنيسة كل جهدها لتوفير مأوى له لحين اتمام مصالحته على أهله .

4 - من الطبيعي جداً أن يدفع الإنسان جزء من ثمن أخطاؤه حتى لو تاب عنها ، مثل اللص الذي أمسك متلبساً ، وبعدها ندم وتاب ، لكن ندمه وتوبته لا يعفيانه من العقوبة الأرضية وتقديمه للمحاكمة والحكم عليه بالحبس . وهذه هي نواميس الكون ، فالكل خطيئة عقوبة أرضية ، وأخرى أبدية ، والندم والتوبة يعفيان من العقوبة الأبدية ، لكنهما لا يعفيان من العقوبة الزمنية .

5 - بناء على ذلك ، يواجه المرتد العائد جملة مشاكل ، منها المشكلة القانونية المؤلمة المتعلقة بالبيانات المدونة في مستندات تحقيق الشخصية ، وفي حالات كثيرة يعاني من مضايقات وملاحقات مباحث أمن الدولة ، وملاحقات المسلمين الذين كانوا يعرفهم أثناء ارتداده ، فيعيش مطارداً ، وبالتالي فهو يفقد عمله ومحل اقامته ، لكنه يشعر براحة ضمير لكونه يصحح أوضاع خاطئة سبق وتورط فيها ، وتقوم الكنيسة ( بدافع من امومتها ) بمد العون الضروري له، وتساهم معه في البحث عن عمل يتعيش منه ، وتسدد اتعاب المحامون اذا قرر ان يرفع قضية لتصحيح اسمه .

وعلى اتم الاستعداد لارشاد أي راغب في العودة ، الى الجهات الكنسية التي تقدم العون الضروري له

6- بالنسبة لبعض الآباء الكهنة الذين يغطون تقصيرهم بإلقاء كل اللوم على المرتد ، فهذه حقيقة واقعة ، لكنها تحدث في نطاق ضيق ، وتقوم البطريركية بعمل اللازم ، وارشادات قداسة البابا واضحة كل الوضوح ، وهي إلزام الكهنة بالبحث عن الخروف الضال ، والتعامل معه برفق ، لكن يحدث أحياناً أن يكون المرتد شخص متعب بالفعل ، وهنا لابد من التعامل معه بحكمة وحسم.

7 - اهتم قداسة البابا بتعميم اللاهوت الرعوي على الآباء الكهنة ، وكثيرين منهم يتعاملون مع المرتد برفق ولين وأبوة والكنيسة نفسها تعترف بوجود تقصير في الخدمة الرعوية والتي يكون الارتداد من ثمارها المرير، ولذلك فهي تبذل كل جهدها لتحسين الاداء الرعوي ، ولا سيما في الأماكن الفقيرة ، لكن الصورة الرعوية النموذجية أمر صعب التحقيق بنسبة 100 % ، خصوصاً في بلد مثل مصر مثقل بالمشاكل الاقتصادية المزمنة والتي تخلق أوضاع اجتماعية معقدة تكون فرصتها للانحراف أكبر ، وغالبية الأقباط هم من الفقراء بعكس ما هو شائع عنهم ، ووجود مليونيرات أقباط لا يعني بالضرورة التمكن من قيامهم تغطية كل احتياجات ابناء شعبهم الفقير ، خصوصاً وهو يعد بالملايين ، وهؤلاء الأغنياء يساهمون مساهمات فعالة جداً في دعم الفقراء ، لكن بعضهم يعيش منعزلاً ، وإن ساهموا فأنهم يساهمون بالفتات حتى لا يتأثر حجم اعمالهم ، وتهتز مراكزهم المالية في السوق ، في ظل منافسة شرسة من قبل رجال الاعمال المسلمون وكثير منهم حاصل على توكيلات من دول الخليج .

8 – اصبحت الحاجة ملحة لتكوين لجان من الشعب القبطي في المهجر لدعم حالات العودة ، وبقية فئات الحالات الخاصة في الوطن التي ترعاها الكنيسة ، وقد تفضل قداسة البابا بسيامة عدد كبير من الكهنة لخدمة الارشاد الروحي والكنيسة صارت تولي هذا الموضوع المزيد من الاهتمام .

9 – أعلن عن كامل استعدادي الشخصي لتقديم الارشاد الروحي ، والدعم المادي لأي حالة ارتداد ترغب في التوبة والرجوع للمسيح .
مع تحياتي ومحبتي
 
صموئيل بولس عبد المسيح
أحد الخدام المكرسون
لحالات الارتداد والعودة وآسر المرتدين ، وحالات الاهتداء للمسيح من الخراف الآخر .
 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون