من
روائع قصص انتصارات الكنيسة القبطية في مجال مكافحة الأسلمة :
الأقباط وانتصارات القيامة
( 3 )
قصة
إعادة أسرة بأكملها بعد مضي 30 سنة علىأسلمتها !!!
1- نازل من الجبل
النزول من الجبل الحجري أسهل من
طلوعه ، لكن ما اصعب واشق من النزول من جبل الكرامة ؟
فلقد اتضح للخادم انه على موعد مع
اهدار كرامته وسط أناس لا تعرف أي لغة أخرى للتفاهم إلا لغة
السواطير والسنج والمطاوي والجنازير ، أناس مجرمون امتزج جهلهم
بإجرامهم بتعصبهم ، فجعل منهم وحوش ادمية ، وكان يعرف ( بحكم
خبرته المسبقة – كشيخ مسلم متطرف - والحالية كخادم مسيحي ) مدى
خطورة ووحشية مثل هذه النوعية من البشر الذين يقطنون مثل هذه
المناطق الخشنة النائية ، ولا سيما منطقة " الجبل التحتاني " ،
وبما تحويه من قلاع حربية قديمة تستخدم كأوكار للمجرمين .
2 –
تصنيف المتعصبين
المسلمين في المحروسة
وكان يصنف عنف المتعصبين دينياً في
مصر بحسب اماكن سكناهم ، وهذا التصنيف مبني على معرفة طويلة منذ
أن كان كاتب هذا المقال شيخاً في الجماعات الإسلامية الإرهابية
(1976 – 1983 ) ثم شيخاً في الإسلام السياسي "إسلام السلطة" (
1984 – حتى ايمانه بالمسيح في 1- 1 – 1987 ) ثم خادماً مكرساً في
الكنيسة للحالات الخاصة ( اعتباراً من أغسطس 1988 ) فكان يعرف إن
المتعصبين في منطقة "كرداسة " يختلفون عن متعصبي منطقة " عزبة
النخل" ومتعصبون مناطق "عين شمس" ، و" المطرية " و" المرج "
و"عزبة النخل" و"الخانكة " ، يختلفون عن متعصبي مناطق "الزاوية "
و" الشرابية " و" شرق السكة الحديد" و" بولاق الدكرور " و" صفت
اللبن ".ومتعصبي " الفيوم " يختلفون عن متعصبي " الإسكندرية "
والأخيرين يختلفون تماماً عن متعصبي " بني سويف " و"المنيا " و"
أسيوط " ..الخ
3-
يشوون الأقباط كما يشوون أكواز الذرة !!!
وسبق له في (حياته الأولى ) أن
ألتقى مع متعصب قاتل جاهل من "غجر" مدينة الفيوم ، ثم انتتقل
للاقامة في بولاق الدكرور، وقطن في نفس الشارع الذي يقطنه المتهم
الثالث في قضية اغتيال السادات ، وهذا طبعاً لم يكن بالمصادفة ،
وصرح له هذا السفاح القاتل بأنه تقاضى خمسة وعشرين جنيه من أحد
شيوخ الجماعات الإسلامية الإرهابية في الفيوم ( موطن الشيخ
الضرير ، زعيم الإرهابيين المصريين ، الدكتور عمر عبد الرحمن )
مقابل قيامه بإشعال الحريق في بيت ريفي تقطنه عائلة قبطية كبيرة
العدد ، وكان ملصق بالبيت جرن كبير به قمح ، وكان يشاهد أفراد
هذه العائلة وهي تشوى على النار ، بسعادة شيطانية لامثيل لها ،
وقال له بالحرف ، وعيناه تلمع كشيطان :كنت باشويهم زي ما بشوي
كيزان الذرة ، وكله في سبيل الله ، ومن أجل عيون الأخوة !!!
4 – وهناك من يقتلهم من اجل علبة
سجائر او مجاملة للجيران
ولكن المكان المزمع أن يذهب إليه
الخادم ،يمكن لساكنه ( بسبب فقرهم الشديد) قتل أي مسيحي ، ليس من
أجل خمسة وعشرين جنيه ، بل من أجل خمسة جنيهات فقط ، أو حتى مجرد
علبة سجائر ! بل وأحياناً يقتله مجاناً ( لوجه الله ) أو مجرد
مجاملة " مجدعة وشهامة " لصديق ، أو جار !
كما حدث لأحد العمال الاقباط
الغلابة النازحين من الصعيد بحثاً عن لقمة العيش في العمل
بالمحاجر ، و تحرش به أحد الزبالين في الطريق ، وتشاجر معه لأنه
رفض أن يقول ( أنا صليب الكلب) فتصادف مرور جار الزبال ، وهو
يعمل عربجي على عربة كاروا يجرها بغل لا يختلف عنه في شىء ،
فأخرج مطواه من طيات جلبابه القذر ، ثم طعن العامل القبطي في
عنقه وقلبه ، ولاذ بالفرار ، وكالعادة فلقد تم تقييد الحادث
كمشاجرة في الطريق أدت للقتل ، والفاعل مجهول !
رغم أن العربجي القاتل معروف
تماماً لمباحث المنطقة ، بسبب كثرة مشاجراته وبلطجته ، ولكونه
مسجل جنائياً كشقي خطر على الأمن العام فئة ( أ ) !!!
5 – من هنا تستأجر الجماعات
الإرهابية القتلة والسفاحين للاعتداء على الاقباط
فمن مثل هذه الاماكن الخطرة ،
بسكانها المتوحشين ، تقوم الجماعات الإسلامية الإرهابية بتأجير
القتلة والسفاحين ، لعمليات حرق الكنائس ، أو قتل بعض الأقباط ،
أو الاعتداء عليهم بالضرب( تحت ستار المشاجرات) وان أي قاتل
محترف ، أو زعيم عصابة ، لا يستطيع دخول مثل هذه المناطق إلا
ومعه حفنة من الرجال المسلحين الأشداء ، فالغدر وارد ، وأرواح
البشر هنا ليست لها قيمة أمام ما معهم من مال ، او حتى ما
يرتدونه من ملابس واحذية وساعات يد ! بل والتقيت بأحدهم قام
باختطاف طفلة مسلمة بريئة عمرها 8 سنوات ، ثم اغتصبها بوحشية ،
ثم قتلها ذبحاً ، وبعدها قطع أذنيها بمطواه ليستولى على قرطها
الذهبي الصغير ، وكان ثمنه لا يزيد عن 18 جنيه !!!
6 – تاريخ الأقباط يؤكد أنهم قوم
لا يهابون الموت
ولكن كانت مشكلة هذا الخادم – إذا
جاز لنا أن نسميها مشكلة – أنه بالرغم من نشأته بين أحضان جماعات
العنف والإرهاب ، إلا أنه بعد أيمانه بالمسيح ، وانضمامه لأجداده
الأقباط ، شاء له الرب أن يعتزل العالم لمدة سنة كاملة داخل أحد
الأديرة النائية ، ليقرأ تاريخ كفاح أجداده ضد الظلم ، فانبهر
جداً بشجاعتهم وبسالتهم في دفاعهم عن قيم العدل والحق ، كما
انبهر بحضاراتهم ورقيهم وذكائهم ، وتوقف طويلاً أمام شدة إيمانهم
بالله ، واستقامة عقائد دينهم ، وذهل من عظم بطولاتهم الفذة التي
أظهروها أمام اعتى قوى عسكرية ظهرت في العالم ، فهام إعجاباً
بشجاعتهم في عصر الاستشهاد العام ، واعتبر نفسه امتداداً لهم ،
ولم لا وهو من جذور قبطية خالصة لم تتعرض للتهجين العربي أو
البيزنطي ، بل مصرياً قحاً ، قبطياً أرثوذكسياً حتى النخاع ،
فهذه هي جذوره مهما حاولت قوى الشر الدخيل طمسها مستغلة نشأته
بين أحضانها على إثر خلل اجتماعي تعرض له في طفولته .
7 – الأقباط وجينات شهداء أخميم
لهذا فلم يكن غريبا ان يكتشف ( بعد
سنوات طويلة من التيه والاغتراب ) أنه لا يزال يحمل بداخله
الجينات الوراثية لأجداده الأقباط من شهداء أخميم، أي أنه يسعى
للموت برجليه ، ولا يتهرب منه ، فلقد كان شديد الاقتناع بأنه
ينبغي على الإنسان المسيحي بشكل عام ، والمسيحي القبطي بشكل خاص
، أن يعيش رجلاً ويموت رجلاً ، كما عاش ومات أجداده.
كان شديد الإعجاب بالقديس اثناسيوس
الرسولي ، والقديس كيرلس الكبير ، والقديس ديسقورس..
وكيف استطاع كل واحد من هؤلاء
الثلاثة الأبطال الأفذاذ ، أن يواجه – بمفرده - ليس مجرد حفنة من
القتلة المأجورين ، واللصوص ، وقطاع الطرق ، بل مواجهة أعتى
امبراطورية عسكرية ظهرت في التاريخ ، لذلك كان – ولا يزال - يرى
بأنه من العيب جداً للقبطي أن يخاف ، لذلك لم يحدث له منذ ايمانه
بالمسيح أن خاف من الموت ، وكان هناك سبب إضافي يجعله يقاوم
الخوف ، وهو حتى لا يجلب العار لنفسه ، ولابائه الروحيين الذين
علموه أهمية الدفاع عن الحق ، وسلموه تلك القاعدة الذهبية
الخالدة :( إن عشنا فاللرب نعيش ، وإن متنا فاللرب نموت ، إن
عشنا أو متنا فاللرب نحن )[ رو 14 : 8 ] .
وسلموه أيضاً عهد الدفاع عن القيم
الانسانية ، قالوا له :لا
تحب عدوك فقط ، بل وتحسن إليه أيضاً ، ولكن الله حق يحب الحق وكل
من يدافع عن الحق، وأبسط قيم الحق هي العدل ، واستعباد الناس
مضاد للحق .
7– مكافحة الاتجار بالبشر
من هذا المنطلق ، فلقد اعتبر هذا
الخادم ان "الأسلمة " على الطريقة المصرية ، هي إهدار لكرامة
الإنسانية ، لكونها نوع من المتاجرة بالبشر الفقراء والمعدمين ،
لان محترفي وارباب هذه الاسلمة يستغلون جهل الناس وفقرهم
واحتياجهم ، ليشترونهم بالمال ، كما يشترون الابل والانعام !!!
وكان - ولا يزال - شديد الإيمان
بأن الله قد خلق الناس أحراراً ليؤمنوا بما يشاءون من اديان
وعقائد ، بدون ضغوط تمارس عليهم من أي نوع ، وها هو الآن أمام
أسرة كاملة تم شراؤها ، ومن بين أفرادها أطفال ونساء وصبية وشباب
، وكلهم لهم الحق في اختيار الطريق الذي يرتاحون إليه ، وأنه
لابد من الوصول إليهم ليخيرهم ما بين الرجوع إلى جذورهم المسيحية
التي انتزعوا منها عنوة ، أوالبقاء على إسلامهم الذي ورثوه من
والديهم بدون ذنب اقترفوه .
8 – فيلم سلطان بطولة الفنان فريد
شوقي !
لذلك أصر على الذهاب إليهم داخل
هذه المنطقة الجبلية المعزولة ، فوصل إلى المنطقة ، وشاهد القلاع
الحربية الاثرية التي كان يستخدمها المماليك ، فتذكر فيلم (
سلطان ) بطولة فريد شوقي ورشدي اباظة ونادية لطفي ، وكثيرين
منكم شاهدوا هذا الفيلم وشاهدوا هذه الاماكن الجبلية الطبيعية
التي تم التصوير فيها ، وعرفوا مدى الرعب الذي يخيم على هذه مثل
الأوكار الإجرامية
9 – عصر المعجزات لم ينتهي
تمكن الخادم من الوصول للمنطقة بعد
مجهود شاق ، وصلى للرب طالباً منه أن يرشده إلى مكان بيت هذه
الأسرة بدون ما يسأل أحد ، لم يكن هناك شوارع أو حواري ، بل بيوت
عشوائية في منطقة جبلية ، واضطرت الدولة لتركب لهم حتفية مياه
عمومية ليجلبوا منها المياه بواسطة الصفائح ، وراى فتاة تحمل
واحدة من هذه الصفائح على راسها وسمع صوت يقول له أتبع هذه
الفتاة ولكن لا تدخل بيتها بل البيت المقابل لبيتها تماماً ،
فسار وراؤها حتى توقفت امام بيتها ، فطرق البيت المقابل ، فخرج
منه رب البيت ببشرته السمراء الداكنة ، وخلفه زوجته وأولاده
وبناته وحفيدته ، وتلاقت عيني الخادم المسيحي ، بعيني رب البيت
المتأسلم ، شيخ الطريقة ، فعرف على الفور كل منهما الآخر ..
قال الخادم لشيخ الطريقة :
هل أنت والد الشاب .....؟
فأجابه شيخ الطريقة :
نعم ، وأنت قادم من الكنيسة
لإغوائه وفتنته عن دينه !!!!
10 – حكمة الأقباط ورقة قلوبهم
وهكذا بدأت المواجهة من على الباب
الخارجي للبيت ، لكن الخادم تصرف بحكمة ، وقال للرجل :
المفروض إنك رجل مؤمن بالله ،
وتعرف الأصول ، وواجب الضيافة ، يعني المفروض تقدم لي كوب ماء
بارد في هذا الحر ، وتعمل لي كوباية شاي ترحمني من الصداع اللي
ضرب راسي بسبب الشمس المولعة في المكان (الهو) دا !
فنظر إليه باستغراب شديد ، ثم قال
له :
تفضل لكن لا تفتح ( بقك ) معايا
ولا مع أولادي عن أي حاجة تخص المسيحية !
وتشرب الميه والشاي وتمشي على طول
!
فدخل الخادم البيت ، وراعه هذا
الفقر الشديد الذي يخيم عليه ، ونظر لأفراد الأسرة فرق قلبه
عليهم ، كانوا مثل غنم مشتتة بلا راعي ، قرأ في عيونهم نظرات
التوسل والرجاء بأن يبقى معهم حتى يخرجهم من هذا الأسر ليعود بهم
إلى جذورهم المسيحية التي انسلخوا عنها بدون ذنب منهم ، فقال
الخادم في نفسه لن أخرج من هنا إلا وأنتم جميعاً معي !!!
11 – حينما تخر الجبال تحت ارجل
الله
حفل اختبار هذا الخادم عمقاً
روحياً مليئاً بالرموز لقضايا كبيرة تتوه فيها مجرد قصة ايمان
انسان كان شيخ متطرف ، ثم آمن بالمسيح ، من بين هذه الرموز لقائه
الأول بالأب القس القديس المتنيح بولس شاكر فور رجوعه من
السعودية بعد تأديته مناسك العمرة ، ولقائه بأبرز شخصيتين في
العالم الإسلامي ضمن لقاءات العمل من أجل نصرة الإسلام ، ولكن
كان للرب إرادة أخرى غيرت مجرى حياته كله، إذ جعلته مسيحياً .
فقطع زيارته للسعودية عائداً إلى
وطنه ، حيث جذوره الضاربة في أعماق الضمير والتاريخ ، وظل يبحث
عن رجل دين مسيحي ليقول له ماذا ينبغي عليه أن يفعل ، وكان في كل
مرة يذهب فيها الى الجامع الكبير الذي يعمل فيه والذي تم تشييده
كنسخة طبق الأصل من المسجد الأقصى ، يرى كنيسة قبطية على الجانب
الأيمن من الطريق ، وكان كلما رأها شعر بروحه تختطف منه ، وذات
مرة طلب من السائق أن يتوقف أمامها ، ثم دخلها وهو يرتجف ! وهناك
التقى بالقس بولس ، والذي طلب منه الخروج من الكنيسة فوراً
والانتظار على بابها الخارجي ! ثم لحق به وهو يجر خلفه مقعداً
خشبياً ، ثم جلس عليه وخاطب الشيخ قائلاً : إن اردت الجلوس
فيمكنك أن تجلس على الأرض !!!
فنظر الشيخ للقسيس نظرة ذات معاني
، ولم يجد بد من التسليم بحقائق الأمور ، فخر على الأرض ليجلس
تحت أرجل أحد سفراء الله ، وخرت معه كل صلابته الماضية ، وتذكر
جرائمه في حق الأقباط ، فأجهش بالبكاء معترفاً بكل خطاياه وآثامه
، طالباً المغفرة والعفو والسماح لأنه فعل ذلك بجهالة وعدم معرفة
.
فقبله القسيس بحذر بعدما أفهمه أنه
مجرم في حق الله والكنيسة والشعب البرىء وإن ظهور المسيح له في
الكعبة دليل إدانه على تجديفه
واضطهاده ، وأن رحمة الرب له لا تعني أن ينسى خطاياه ، بل
يتذكرها دوماً بآهات ودموع التوبة ، والعمل على إصلاح ما أفسده
في أزمنة التيه والضلال والعنف .
ودارات السنين ، وتحول الشيخ
المقاوم ألى مسيحي تائب ، ثم إلى رجل دين مسيحي .
وسأل الخادم نفسه :
هل يتكرر الأمر نفسه في لقائه الآن
مع هذا الشيخ الصوفي المقاوم؟
وهل ينجح في اقتياده للتوبة ، كما
فعل القس بولس معه ؟
وهل ينجح معه في جعله يخر تحت أرجل
الله معترفاً بخطاياه ، ويصحح ما أفسده ، وخصوصاً افساده لأسرته
؟
عموماً سوف نرى بأنفسنا ما اثمرت
عنه هذه المواجهة الغريبة
12– مواجهة ساخنة بين الخادم (
الشيخ السابق) وبين المرتد القديم ( شيخ الطريقة الصوفية ) !!!
كات مواجهة غريبة جداً من نوعها ،
ويندر تكرارها ، فالخادم كان شيخ سني في الجامع، وقبل الجامع كان
شيخ في الجماعات الإسلامية ، وخصمه مسيحي مرتد منذ واحد وثلاثون
سنة ، واقتنع بالإسلام واصبح شيخ طريقة ، وله في المشيخة ما يزيد
عن عشرين سنة ، والقرآن لا يفارقه ، فطوال النهار في جيبه ، وفي
الليل يضعه تحت وسادته !
وما أن عرف إن الخادم قد جاء ليقدم
الارشاد الديني المسيحي لابنه الشاب ، حتى جن جنونه واعتبر ذلك
نوع من الاستفزاز والتجاسر عليه ، فهب مدافعاً عن صحة دينه أمام
الخادم ، وفي حضور أهل بيته (زوجته وأولاده وبناته ) وكان جل
خوفه أن يقتنعوا بكلام الخادم فيرجعون للمسيحية ، لذلك تعمد
الخشونة والعنف مع الخادم ، لكن الأخير أحتمل الأمر في صبر عجيب
لأنه كان يرى محدثه كذئب يتسلط على حظيرة من الحملان !!!
13–
حينما تعجز الكلمة عن الاقناع ، يتولى السيف عمله !!!
- كيف توصلت الى معرفة عنوان بيتنا
؟ هكذا قال شيخ الطريقة .
فأجابه الخادم : مضى على خمس ساعات
وأنا أبحث عنكم حتى هداني الرب لعنوانكم .
-
كل هذا
المجهود من أجل ابني ، هل هو هام عندكم لهذه الدرجة ؟
-
السيد
المسيح اعطى من نفسه نموذجاً للكنيسة لكي تهتم بكل نفس، مهما
كانت مغمورة .
-
ألا
تعرف إنك تضييع وقتك ووقت كنيستك بالمجىء إلينا ؟
-
ليس
شيئاً ضائعاً عند الله .
-
وهل
النصارى يعرفون شيئاً عن الله ؟
-
إن لم
نكن نعرف الله ما كنا بذلنا كل هذا الجهد لنأتي إليك لنخلص ابنك
؟
-
من من
تخلصوه ، أمن دين الحق الذي تربى عليه ؟
-
هل سبق
لك ودرست الدين المسيحي ؟
-
طبعاً
، فأنتم كفار ومشركون بالله ، وتعبدون الأب والأم والأبن ؟!
-
هذا
يدل على عدم معرفتك بأي شيء عن الدين المسيحي ، وإن أردت أن
تناقشني فلنحضر الإنجيل والقرآن ، ونتناقش باحترام .
-
وهل
أنت تعرف شيئاً عن القرآن ؟
-
أنا
كنت شيخ في الجامع ؟!
وهنا
عم الصمت المكان ، واقتربت الزوجة وأولادها وبناتها وجلسوا
جميعاً بالقرب منا ، بينما كان الرجل مرتبكاً ولا يعرف بماذا
يجيب ، وبذل مجهود كبير حتى يرتب أفكاره على ضوء هذه المفاجأة
غير المتوقعة ، ثم قال للخادم : ألا تخاف أن أفتح الباب وأصيح
على مسلمي المنطقة وأقول لهم أنك شيخ مرتد فيقتلونك ويقطعونك
حتت ويفرمونك ويرمونك للكلاب ؟
-
لا لست
خائفاً البتة ، بل وأتمنى أن يحدث ذلك حتى أموت شهيد الحق .
فمد الرجل يده أسفل وسادته وسحب
القرآن ، وظل يناقشني منه ، وظللت ارد على اعتراضاته ، ومضى بنا
الوقت حتى الثانية عشرة مساءً ، وكان الرجل قد بدأ يشتم ويتعمد
الخشونة بعدما عجز عن مقارعة الحجة بالحجة ، وخشى اعلان هزيمته
أمام زوجته وأولاده ، الذين تعلقت عيونهم بي تستصرخني مد يد
العون لهم لإخراجهم من هذا الظلام ، ولاحظ هو ذلك فانتهرهم
وشتمهم ، ثم شتمني شتائم قبيحة ، وطردني من بيته ، ووقف على
الباب طالباً النجدة من جيرانه المتوحشين قائلاً:
ألحقوني يا ناس ! ، الكنيسة باعته
لي واحد شيخ مسلم مرتد عن الإسلام ويريد أن يفتني أنا ومراتي
وأولادي عن ديننا الاسلامي الحنيف !!!!
وتجمعت الناس ، واقتحموا البيت ،
وأحاطوا بالخادم ، الذي كان جالساً متمتعاً بالسلام القلبي الذي
وهبه إياه المسيح ، محافظاً على هدوئه التام ، مصلياً بداخله :
أيها الرب يسوع في أيديك أستودع روحي !!!
14 - الرب يستخدم شاب اسمه محمد
لانقاذ خادمه من الموت
- هي حصلت يا كافر يا ابن الكلب
تتجرأ وتدخل منطقتنا لتبشر بدينك ؟
والله لن تخرج من هنا حى !
هكذا كانت تقول الناس المتدفقة على
البيت
وما أن شرعوا في مد ايادهم على
الخادم ، حتى سمع الجميع صوت شاب من المنطقة جاء مسرعاً للبيت ،
ومعه شلة من الشباب أصحابه ، وكان ممسكاً بمطواه في يده ، وهو
يقول :
من يمس الراجل بتاع الكنيسة بأذى
سوف أذبحه !!!
فالتفتت الناس للوراء فعرفوه ، أنه
جارهم محمد ، ومعه أصحابه ، فقالوا له :
أبعد أنت يا محمد عن الموضوع دا ،
وبلاش ( نعض في بعض ) علشان واحد نصراني كلب زي دا !
فاقتحم محمد وأصحابه الحشد المجتمع
حولي ، ووقف بيني وبين الشيخ الصوفي ، وقال له :
اللي يرش الراجل دا بالميه أرشه
بالدم !!!
ثم أمسك في خناق الشيخ الصوفي!!!
فقمت من مكاني وحجزتهما عن بعضهما
، وأنا أقول للجميع :
لا تتشاجروا بسببي ، أنا ما جئت
هنا إلا للسلام وليس للخناق ، وسوف أغادر المكان فوراً .
ثم نظرت إلى الجميع فرأيتهم
يتراجعون وكأن هناك قوة تقيدهم ، ثم اوسعوا لي الطريق حتى اغادر
البيت لكني قلت للشيخ الصوفي :
أنا أشكرك لى لاستضافتي واسف لأي
مضايقات سببتها لك ، لكن هل تسمح لي باستعمال دوره المياه ؟ فخجل
الرجل وقال : تفضل .
15 – دموع دورات المياه !!!
أول مرة بكي فيها الخادم داخل دوره
المياه ، كانت في المسجد الكبير الذي يعمل فيه ، فلقد ظل يواصل
عمله بالمسجد بعد ايمانه بالمسيح لمدة ست شهور بناء على ارشاد
أبونا بولس ، وكان ذلك بمثابة تأديب روحي رهيب له !!! ، فكان
يتألم كلما سمع زملائه الشيوخ وهم يجدفون على المسيح ، وينهشون
لحم المسيحيين ، وكان يتحكم في مشاعره بصعوبة حتى لا يلاحظون
شيئاً عليه ، وكثيراً ما كان يتظاهر برغبته في دخول دوره المياه
لقضاء جاجته ، بينما هو في الحقيقة كان يصلي للرب بدموع حارقة
طالباً منه غفران خطاياه ومساعدته على الخروج بسلام من الجامع ،
واستجاب الرب لدموعه وتم ايقافه عن العمل بالجامع بعد اكتشاف
اعتناقه المسيحية ، ثم اهدروا دمه وحددوا يوماً ومكاناً لتنفيذ
حد الردة عليه ، وجهز نفسه للاستشهاد ، لكن الكنيسة منعته من
الذهاب إليهم وطالبته بالهرب من وجه الشر.
والآن فالخادم بحاجة ماسة ليصلي
لإلهه دون أن يراه أحد من كل هؤلاء الغرباء ، فدخل دوره المياه
ورفع يديه قائلاً بصوت متحشرج تخنقه العبرات :
يا رب أنت تعلم أني بذلت كل جهدي
واستخدمت كل مهاراتي لكن بدون فائدة ،وهؤلاء هم أولادك أنت
وليسوا أولادي أنا ، فأعمل حاجة لانقاذهم ..
قلت هذا ثم مسحت دموعي ، وخرجت من
دوره المياه متجها لباب البيت لمغادرته ، وما أن بلغت عتبة الباب
الخارجي ، حتى فوجئت بالشيخ الصوفي يقول لي :
- استنى عندك !
فالتفت إليه وأنا متوقعاً أن
يلقيني بشيء في يده ، أو شتمني أو يهددني ، لكني فوجئت به وهو
يقول :
-
أنا في
حياتي كلها لم أجد إنسان في مثل شجاعتك وصبرك واحتمالك وطول بالك
وعدم خوفك من الموت ولانك قضيت اليوم كله عندي وتعبت كثير ، فأنا
سوف أسمح لك بالتحدث مع أبني ، فإن اقنعته بالتراجع عن تغيير
اوراقه المسيحية ، فهو لك ، لعلك تعدل من حاله ، لكن أنا بحذرك
من الاقتراب من زوجتي وبقية أولادي المسلمين ، لكن ابني هذا مسجل
في الحكومة كمسيحي لان عمه اخذه وهو طفل ورباه تربية مسيحية ،
وعاش معي سنين طويلة وربيته كمسلم ، وهو الآن حر ليختار أي دين
يتبعه ، وأنا واثق أنه سيثبت في الإسلام ، لكنك مكلف بمهمة ومن
حقك أن تقوم بها ، وسوف أعطيك الفرصة تقديراً مني لشجاعتك !!!
يا الله ماذا أسمع ؟
اهتفي أيتها السموات !!!
رنمي أيتها الأرض !!!
ابتهجي
يا كنيستي ، أفرح يا شعبي
انظروا يا آبائي بذار محبتكم التي
زرعتموها في أرضي ، انظروا حصاد محبتكم .
+ نقلتك يا كنيستي الى كل مكان
ذهبت فيه حتى داخل وادي الموت ، فالأرض هنا عطشانة والقلوب
يابسة والله يريدنا ان نروي العطاشى من مياه الحياة
+ حقاً وصدقاً ، فالمحبة لا تسقط
أبداً ، ولا شيئاً ضائعاً أو منسياً عند الله ، فتعالوا نروي
الارض المشققة والنفوس العطشى والرب سوف يصنع بكم عجائبه ..
قد رأيتم أنه ليس بمجهوداتنا ولا
خبراتنا ، بل بقوة الرب .
16 - الرب يرسل عوناً حتى عن طريق
محمد
اقتربت من الشيخ الصوفي شاكراً
صنيعه ، ثم عانقته ، فلانت مشاعره تجاهي وإن كانت هناك أمور
داخلية تتنازعه ، ثم صالحته على جاره محمد ، وقلت لبقية الجيران
أنتم ناس طيبيين وأنا أحبكم .
قلت هذا ثم ودعت الجميع مغادراً
المكان ، لكن فوجئت بمحمد يسير خلفي لحمايتي حتى أوصلني إلى
الشارع العمومي الخارجي ، وهنا سألته :
لماذا تدخلت لانقاذي وأنت مسلم ؟
فحكى لي حكاية أغرب من الخيال :
- من أسبوع كنت بفكر في شخصية
سيدنا عيسى عليه السلام ، فأنا أحب شخصيته وعطفه بالخطاة
والضعفاء والفقراء ، ومرة قبل ما انام قلت انا نفسي اشوفك يا
سيدنا عيسى يا كلمة الله ! فجاءني في حلم ، وكان شكله جميل وكله
نور وكان بيبتسم لي ابتسامة عذبة لا انسى حلاوتها ، ثم صحوت من
النوم ، وفتحت عيني لأجده أمامي على هيئة نور كبير يملأ غرفتي ،
ثم اختفى وحسيت ساعتها أن قلبي راح معاه وتمنيت أشوفه ثاني وثالث
، وبالفعل حلمت به بعد كده ..
وقلت لكل الناس هنا اني شفت سيدنا
عيسى ابن مريم ، ومرة كان فيه واحد تعبان من الحتة ، فقلت له :
باسم سيدنا عيسى تخف ، فخف من مرضه
!!!
واليوم وأنا بصلي لسيدنا عيسى في
غرفتي فوجئت ببنت صغيرة بتقول لي :
ألحق يا محمد في واحد نصراني عند
بيت (عم ........ ) والناس عاوزه تموته لانه بيقول عن نفسه انه
كان شيخ في الجامع وبقى نصراني ..
فجمعت اصحابي وجيت جري لانقاذك من
اياديهم لاني احسب نفسي نصراني زييك !!!
فتعجبت ومجدت اسم الله وصار محمد
صديقا لي
+ عدت الى منزلي في الثانية صباحا
بعد منتصف الليل وانا في غاية الارهاق والتعب لكن روحي كانت فرحة
، حتى انني لم استطيع النوم ، وقررت عدم الذهاب ألى مكتبي في
البطريركية والتفرغ تماماً لمتابعة هذه الأسرة ، فتشت في دولاب
منزلي فلم أجد إلا مبلغ صغير يكفي بالكاد لمصاريف البيت حتى
نهاية الشهر ، لكني أخذته وغادرت بيتي في السابعة وعرجت الى احد
الاسواق وابتاعت (ذكر بط) وفواكة وخضروات ومواد غذائية ، ووضعت
كل هذه الاشياء في كرتونة كبيرة وذهبت لمنزل هذه الاسرة التي
فوجئت بي وانا اعود اليهم في هذا الوقت من الصباح وقلت لهم انا
عاوز افطر فول واتغذى بط معاكم ان مكانش عندكم مانع !
17 - اليوم حدث خلاص لهذا البيت
وكان الرجل قد ذهب لعمله الحكومي ،
فرحبت زوجته بي ، وكذلك ابنه الشاب الصغير (17 سنة) ، الذي جلست
معه جلسات طويلة لارشده روحياً ، وظل يطرح علي عدة أسئلة حول
المسيحية والإسلام فأجبته عليها كلها ، فتمجد اسم الرب واستجاب
الشاب للارشاد وحرر طلب عدول موجه لمدير الامن
هذا نصه :
السيد مدير امن القاهرة :
بعد التحية
مقدمه لسيادتكم أنا المواطن :
................ بطاقة شخصية رقم ....... والمقيم ب .....
حيث
انني سبق وتقدمت بطلب اشهار اسلام في لحظة تسرع ، ووتحددت لى
جلسة أولى بتاريخ السبت الموافق ..... ولكن بما انني فكرت في
الامر
مليا
ووجدت ان اعتناقي الاسلام لابد ان يكون عن اقتناع تام وبما أنني
لا زلت صغير السن ولم ابلغ هذه المرحلة بعد ، وبما إنني تراجعت
عن رغبتي في اشهار إسلامي ، فأرجو اعتبار طلبي الأول كأنه لم يكن
.
وأني اتخذ هذا القرار بمحض ارادتي
وفي كامل وعي وحريتي .
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
التوقيع
واخذت هذا التراجع الثمين ووضعته
في حقيبتي ، ثم فوجئت باخته الكبرى ( 19 سنة ) وهي مولودة مسلمة
، وعاشت عمرها كله كمسلمة ،تطلب مني التحدث معي على انفراد .
ونظرت الى الام حتى أعرف رأييها
فقلت لي : ما عنديش مانع
فجلست الفتاة أمامي وقالت لي :
امبارح وانت بتتكلم مع ابويا كنت
قويا جداً في حجتك ، وانا ذهلت من شدة تمسك بدينك وتعجبت ليه
ابويا ساب دينه وهو شاب صغير ؟ وانا لفت نظري كلامك عن سيدنا
عيسى وعاوزك تكلمني اكثر عن كل تعاليمه واقواله وموقفه من الناس
الصالحين والطالحين
فقلت لها :
اول شيء لابد ان تعرفينه عن السيد
المسيح انه بيحب كل الناس وبيحسن للجميع وشمسه الحلوة بيشرقها
علىالاشرار والابرار ، والمسيح جاء ليعالج جراح الناس ، فهو طبيب
، وليس جزار .
وكل واحد منا له مكان عنده مهما
كانت ظروفه ، هو اله طيب القلب ، يستر العرايا ، ويقيم الساقطين
ويرد اعتبار المسحوقين ، ويحرر المقيدين ، ويسند الضعفاء ، ولا
يجرح شعور احد ، مهما كان خاطئا وهو يريد من الناس ان تحب الله
من كل القلب كما هو احبهم وبذل ذاته لكي يخلصهم ويغفر خطاياهم
على الصليب .
فصرخت الفتاة قائلة :
الله دا المسيح بتاعكم دا حلو قوي
!!!!
فقلت لها : المسيح ليس بتاعنا بس ،
بل وبتاعك انت كمان
فقالت لي انا عاوزه اكون مسيحية
!!!!
ثم اضافت قائلة :
أنا لي طلب عندك لكن مكسوفة
قلت لها : اطلبي انا اخوك وخادمك
فقالت : العفو ، انا اريد ان
تعطيني هذا الصليب الذي حول عنقك !!!
فخلعته وألبسته لها فاخذته فرحة
وخرجت من غرفتها تصرخ قائلة :
أنا مسيحية يا ناس !!!
ومش خايفة من الموت !!!
وبدأت الأم ترتعب ولا تعرف ماذا
تفعل ، وخصوصاً عندما قامت ابنتها الصغيرة ( 10 سنوات ) وقالت
لي وانا كمان عازوه اقعد معاك !!!
وجلست معها وفوجئت بان هذه الطفلة
الصغيرة ( التي أصبحت طفلتي المحببة ) لديها استعداد تلقائي عجيب
لتقبل حقائق الإيمان المسيحي ، وطرحت علي عدة أسئلة مذهلة ، مثل
:
وهل لو قتلتني الناس سوف أموت
شهيدة ؟!
ثم طلبت مني صليب تضعه حول عنقها ،
ففتحت حقيبتي وأعطيتها صليب صغير ، فوضعته حول عنقها وهي تقول لي
هذه العبارة الإيمانية الرائعة :
الصليب دا مش هاقلعه من رقبتي حتى
لو ها يذبحوني !
وخرجت وهي تقول وأنا كمان بقيت
مسيحية !!!
وهاج البيت كله :
أحنا مسيحيين ، احنا مسيحيين ..
وبكت الام ، وقالت :
وأنا كمان بقيت مسيحية ( واللي
يحصل يحصل ) !
ورجع الشيخ من عمله ليجد زوجته وكل
أولاده وبناته لابسين صلبان ، وبيهتفوا قائلين :
خلاص احنا كلنا بقينا مسيحيين !
فجلس الرجل على مقعده منهارا وهو
يقول لي :
ماذا فعلت في اهل بيتي ؟ انا كنت
عارف من ساعة ما دخلت بيتي انك لن تخرج منه الا وهم جميعا معك
فقالت زوجته :
كفاية شر بقى انت دمرت حياتنا
وحكمت علينا كل السنين دي بالغربة والضياع لغاية ما المسيح بعت
لنا هذا الاستاذ لياخذ بايدينا ويخرجنا من الظلمة دي
فبكي الرجل فاقتربت منه وقلت له
المفروض انك رب البيت يعني تكون
القدوة والمثال لاهل بيتك وبدل ما تظهر لهم المسيح اظهرت لهم طرق
غريبة لم تسعدهم ولم تنزع المسيح من قلوبهم وقد حان الوقت لتصحح
خطاك في حق الهك
فقال وهل تظن أني لا أحب المسيح ؟
احبه كما احبه جدي بركات ، لكن
الشيطان وقسوة الفقر والناس هم اللي اوصولني لهذا الحال ، اني
سعيدٌ لان اهل بيتي وجدوا سعادتهم في المسيح ، وانا أيضاً قررت
الرجوع للمسيح وليغفر لي خطيتي
18 - الام الصليب
كان مشهداً إيمانياً تعجز الكلمات
عن وصف روعته، وسطرت في تاريخ الكنيسة المعاصر اروع حالات العودة
الجماعية والتي تخللها اوجاع والام :
+ كنت قد طلبت من أهل البيت اخفاء
صلبانهم داخل صدورهم وعدم إظهارها أمام أحد من جيرانهم المسلمين
حتى اتدبر امر خروجهم من هذا المكان ، لكن البنت الصغيرة ، والتي
تذكرني بالقديس ابانوب ، صممت ان تظهر الصليب ورفضت توسلاتي
وتوسلات والديها وقالت بايمان عجيب جعلني اود ان اقبل حذائها :
مش هاحلع صليبي حتى لو قتلوني
وذهبت لحنفية المياه العمومية
لتجلب المياه للبيت كعادتها كل يوم ، فتحرشت بها الفتيات
المسلمات واوسعوها ركلا وضرباً حتى ادموا وجهها وفي زياتي في
اليوم التالي وجدتها على هذه الحال فعانقتها وانا ابكي وقلت لها
انا قلت لك يا حبيبتي بلاش تظهري الصليب
فقالت لي مقدرش يا استاذ صموئيل
لان الصليب بقى حتة مني !!!! (التكملة في المقال القادم)