من
روائع قصص انتصارات الكنيسة القبطية في مجال مكافحة الأسلمة:
الأقباط
وانتصارات القيامة (4)
قصة
إعادة أسرة بأكملها بعد مضي 30 سنة على أسلمتها !!!
-
1
– شجاعة أطفال الأٌقباط
-
كان وجه الطفلة متورماً
من شدة الضرب التي تعرضت له من الفتيات المسلمات ، احتجاجاً
منهن على وضعها الصليب حول عنقها ، كما كانت أثار خربشات
أظافرهن واضحة جداً على وجهها البرىء الصغير ، وكانت تحكي لي
عما تعرضت له منهن وهي تبكي ، وقد زادت حدة بكاؤها عندما قالت
:
-
(ضربهن لي ما وجعنيش ،
بس اللي وجعني شتمهم للصليب ، لكن أنا ما سكت يش ليهم ،
وبالذات البنت اللي قالت لي : يا صليب الكلب .
-
فقلت لها : ( كلب يجرك
ويجر ... بتاعك)!!
-
2 – غيرتهم الإيمانية
-
فقلت لها : لكن المسيح
علمنا ما نشتمش حد .
-
فقالت دا صحيح ، بس هما
اللي شتموني الأول ، ولو كانوا شتموا أمي وأبويا ما كنتش راح
أزعل منهم، بس دول شتموا صليب ربنا ، علشان كده أنا زعلت ،
وكنت عازوه أكلهم بسناني ، بس أنا صغيرة وهما أكبر مني ،
وكانوا كتار قوي علي ، لكن أنا غظتهم وقلت لهم : كل يوم
هاتشوفوني في الحنفية وانا لابسة الصليب !!!
-
كان
كلام الطفلة الممزوج بدموعها ، يفوق درجة احتمالي ، فعانقتها
وانا ابكي ، وقلت لها : انا قلت لك يا حبيبتي بلاش تظهري
الصليب
فقالت
لي مقدرش يا استاذ صموئيل لان الصليب بقى حتة مني !!!!
-
3 –
سبب معاناة الأقباط إن الصليب حتة منهم !!!
-
كان رد الطفلة بنت ال 9
سنوات ، من القوة والبلاغة ، بحيث يغنيك عن قراءة كتاب يتناول
أسباب معاناة الأقباط من المتطرفين الإسلاميين ، ومن الرعاع ..
-
إذ يقدم لك
التبريرالكافي لاحتمالهم لكل هذه الآلام التي يقاسوها بسبب
تمسكهم بصليبهم وفخرهم به ، كما قال المغبوط في القديسين بولس
الرسول المتألم ( حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ..)
-
4 – عظمة زرقا !!!
-
طفلة تتعرض للضرب
المبرح من أجل وضعها صليب جلدي صغير حول عنقها ، وتتعرض للشتم
والمعايرة والبصق والاستهزاء ، ورغم ذلك تصر على استمرار بقائه
حول عنقها ، رغم ما يشكله ذلك من مخاطر على حياتها وسلامتها
!!! لماذا ؟ لأنها أحببت الصليب حتى صار جزءاً منها !!
-
وهذا هو سر معاناتنا
نحن الأقباط ، فلقد أحببنا الصليب حتى صار جزء لا يتجزء منا ،
فهو مطبوع داخل قلوبنا ، ونوشمه على أيادينا ، وزمان كان
المسلمون يجبروننا على تعليق صليب ثقيل جداً حول أعناقنا فتسبب
في إحداث جروح ، نتج عنها ازرقاق نتيجة احتباس الدم ، فلقبوننا
ب ( العظمة الزرقا)!!!
-
رغم ذلك كانوا يعلقونه
حول أعناقهم بكل فخر واعتزاز . وهذه الطفلة القبطية البريئة ،
تحب الصليب وتفتخر به ، وترفض نزعه من حول عنقها، بالرغم من كل
الايذاءات التي تتعرض لها .
-
ولو كنت مسؤول ، لكنت
منحتها وسام ( أشجع طفلة قبطية في العصر الحديث )!!!
-
تحية لطفلتي الحبيبة
(صفاء) التي تذكرني بالطفل القبطي ، القديس الشهيد : أبانوب .
-
5– (
حالات عودة ) و ( وحالات تنصير)
-
كان على أن أتغيب عن
المكتب طوال هذا الاسبوع ، وانسى العالم بكل ما فيه ، لأتفرغ
تماماً لمتابعة وتقوية وتثبيت إيمان هذه الأسرة ، لذلك كنت
أذهب إليهم يومياً منذ الصباح وأظل معهم طوال اليوم شارحاً
وموضحاً لهم حقائق الإيمان المسيحي ، وكانوا ينصتون باهتمام
بالغ ، ثم يطرحون علي أسئلتهم.
-
كان
الإرشاد موجه الى شريحتين من الأسرة ، كل شريحة لها الارشاد
الذي يناسبها ، فالشريحة الأولى ، وتضم الوالدين، تطلب (إرشاد
روحي عقائدي ) مخصص للمسيحيين الضعفاء الذين جحدوا الإيمان ،
بهدف حثهم على التوبة ، وإعادتهم مرة ثانية إلى حظيرة الإيمان
المسيحي .والشريحة الثانية ، وهي تضم كل الأبناء والبنات ،
تطلب ( تبشير ، ومقارنة بين المسيحية والإسلام) لأنهم ولدوا ،
ونشأوا ، وعاشوا مسلمين. ومنهم هذا الشاب الذي اخذه عمه وهو
طفل وأستخرج له شهادة قيد ميلاد باسم مسيحي ، ثم تركه في
العاشرة ليعود مرة أخرى إلى أبيه المرتد ، والذي أصبح شيخ
طريقة ، فأنشائه النشأة الإسلامية ، لكنه لا يزال يحمل أوراق
رسمية تفيد بانه مسيحي ، ولم يكن ممكناً له تغيير اسمه وديانته
بشكل رسمي إلا عن طريق التقدم بطلب اشهار اسلام ( رغم انه مسلم
بالفعل ) ولكنه مجرد إجراء إداري روتيني حتى يتسنى له الحصول
على قرار بتغيير بيانات الاسم والديانة في بطاقته الشخصية ،
لكن شاء الرب أن يتقبل التعاليم المسيحية ، ويتراجع عن مواصلة
اجراءات اشهار الاسلام ، وهو ما يسمى ب ( العدول عن الرغبة في
اعتناق الإسلام ) وقد حرر طلباً رسمياً يفيد ذلك ، ليلغي طلبه
الأول برغبته في اعتناق الإسلام ، رغم ذلك يظل طلبه الأول
(باعتناق الإسلام) مفتوحاً لمدة ثلاث جلسات ( ثلاث سبوت
متتالية ) فإن لم يحضر أيا منهم ، يتم غلق ملف اعتناقه الاسلام
نهائياً ، أو ما يسمي ب
-
(
حفظ الطلب إدارياً ) .
-
6– ضغوط مباحث امن
الدولة على حالات العدول
-
ولكن بمجرد ان يتغيب
الطالب عن حضور الجلسة الأولى المقررة ، يقوم مكتب الشؤون
الدينية بالمديرية بإخطار مباحث أمن الدولة ، فتقوم الأخيرة
بطلب استدعائه للاستفسار منه عن سبب عدوله عن اعتناق الإسلام،
بحجة التأكد من كونه قد عدل عن طلبه باعتناق الإسلام بمحض
ارادته ، وليس تحت ضغوط من النصارى!!! لكن واقع الأمر غير ذلك
تماماً ، إذ تنتهزها المباحث فرصة ذهبية للتنكيل بالطالب ،
والاعتداء عليه بالضرب ، مع تخويفه وإرهابه وتهديده بتلفيق
الاتهامات له ، وإذا كانت فتاة ، فهم يهددونها بتلفيق قضية
أداب !
-
7 -– الطناش في مواجهة
قانون سكسونيا !!!
-
وقد ادركت هذا الملعوب
، بعدما تكرر مرات كثيرة مع الحالات التي أتابعها ، ومنها حالة
ولد صغير تعرض لضرب عنيف ، وفتاة تعرضت لتحرش جنسي فج ، وبقية
الحالات أجمعوا على تعرضهم للضرب والبصق والركل ، الأمر الذي
جعلني أطلب استشارة قانونية من محامي قبطي كبير ، فأفادني
ببطلان هذا الاستدعاء من الناحية القانونية ،وخصوصاً لو كان
شفوياً ، أو مكتوباً على ورقة عادية ، وإن الاستدعاء القانوني
لابد أن يكون مكتوباً على مستند رسمي موقع وموثق ، أما
الاستدعاءات التي تحدث مع هذه الحالات فهي تدخل تحت بند "
قانون سكسونيا " الذي يمارسه أغلب ضباط أمن الدولة، والمباحث
الجنائية ، من وراء ظهر السلطة القضائية الشرعية ، وإن من
الأفضل تجاهله. فطلبت من كل حالاتي التي عدلت عن رغبتها في
اعتناق الإسلام ، أن لا يستجيبوا لطلب استدعاء مباحث أمن
الدولة ، لأنه فخ لهم ، فضلاً على عدم قانونيته من الأساس .
-
8 – بلها وأشرب ميتها
!!!
-
وكان كلما يأتيني أحدهم
ليخبرني عن استدعاء أمن الدولة له ، أقول له : طنش !!!
-
وإذا كان الجو حار ،
أقوم بأرساله الى الإسكندرية ، ليقضي هناك أسبوع يستمتع بهواء
البحر الصحي النقي ، بعيد عن التلوث ، ووجع الدماغ !
-
الأمر الذي جعل المباحث
تتجاسر وتطلب استدعائي أنا شخصياً !!!
-
مرة استدعاء شفوي مع
أحد المخبرين (الأذكياء جداً لدرجة الغباء المستحكم!)، أو يرفق
معه ورقة صغيرة مقطوعة من كراس ، بها اسم الضابط ، وموعد ومكان
الاستدعاء .
-
وكان ردي على المخبر
كالتالي:
-
خذ الخمسة جنيه دي
علشان تشرب كوباية شاي تعدل بيها دماغك ، وبعدين تروح لفلان بك
، وتقول له الأستاذ صموئيل بيقول لسيادتك : الورقة دي تبلها
وتشرب ميتها !!!
-
وإذا كنت تريد استدعائه
، فيكون ذلك بطريقة قانونية ، حتى يتم عرضها للمستشار القانوني
بالبطريركية!
-
9– الحالات الخاصة ،
وخدمة غسل الأرجل
-
سرعان ما تعمقت علاقتي
بالشاب ، وأيقنت أنه جاداً في رغبته باعتناق المسيحية ،
وإصراره على عدم الذهاب لحضور جلسة مديرية الأمن ، وجاء يوم
الجمعة ، فأخذته إلى بيتي ، وانتهزت فرصة عدم وجود زوجتي
بالمنزل لتواجدها في ميعاد خدمتها اليومية مع المعاقات ،
فأجلسته في غرفة الجلوس ، وأحضرت وعاء بالاستيكي كبير مملوء
بالماء ، ثم جلست تحت رجليه لأغسلهما، فتعجب الشاب من تصرفي
المفاجىء، وقال : العفو ، العفو يا أخ صموئيل .. لكني قلت له
بلهجة الأمر : اخلع حذائك
-
فارتعد الشاب ، وقال :
لا يا أخ صموئيل ، لن اسمح لك بغسل رجلي أنا المعجون بالشرور
..
-
فقلت له: ومن قال لك
أني سأغسل رجليك أنت ! بل سوف أغسل رجلي المسيح من خلالك ،
لأنه هكذا طالبنا أن نبرهن على محبتنا له من خلال محبتنا للناس
الذين احبهم ، وبذل ذاته من اجل خلاصهم ..
-
ثم هذه ستكون بمثابة
علامة محبة أخوية بيني وبينك ، لانه هكذا قام الرب نفسه بغسل
ارجل تلاميذه وطالبهم أن يفعلون هكذا بعضهم ببعض ..
-
وكان تصرفي هذا أبلغ من
أي عظة ، حتى أن الشاب بكى من شدة تأثره ، وظل يقول :
-
ما اعظم اسمك يا ربي
يسوع المسيح ، أنا أعاهدك بأني لن أتركك ، لن أنكر اسمك أمام
الناس ..
-
ثم التفت إلي وقال :
وأما أنت يا أخ صموئيل ، فلقد أصبحت أبي الحقيقي منذ هذه
اللحظة ، ولن اخذلك أبداً وسأبقى مسيحياً حتى لو تم تقطيعي
بالسواطير !!!
-
10– الحالات الخاصة ،
وخدمة محبة الأخوة الأصاغر
-
وشعرت بفرح عميق يغمر
قلبي لغسلي لرجليه ، لأني كنت كمن فعلت ذلك بالسيد المسيح(مت
25 : 40 ) :"
فيجيب
الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد
اخوتي هؤلاء الاصاغر
فبي فعلتم".
-
ثم أخذته الى دولاب
ملابسي ، وقلت له : الاشقاء وحدهم هم الذين يرتدون ملابس بعضهم
الآخر ، وانت صرت شقيقي ، فخذ من ملابس شقيقك ما شئت .
-
فتأثر الشاب كثيراً
بمحبتي له ، وقال : لم أجد من المسيحيين من يحبني مثل هذا الحب
، ولو كنت وجدت ، ما كنت تركت عمي ، وما كنت بقيت مسلماً يوماً
واحداً .
-
وهذه المحبة هي من أبرز
أسرار نجاح خدمتي في الحالات الخاصة ، وأول ما تسلمتها ،
تسلمتها من السيد المسيح الذي أحبني وأنا خاطىء ، وسار ورائي
حتى الكعبة بدافع من محبته الأبوية الحانية، كما تسلمتها من
آبائي الروحيين الذين شملوني بمحبتهم ، ووقفوا بجانبي في أزمنة
الضيق.
-
11–المسيحي الحقيقي لا
يمكن يبيع مسيحه
-
أوصلت الشاب إلى بيته ،
وفي الطريق قال لي :
-
غداً هو الموعد الذي
كان مقرراً لانكاري لاسم السيد المسيج الذي لم أكن أعرفه ، أما
وقد عرفته الآن ، ودخل قلبي ، فأني أعاهده بأن أبقى أميناً له
حتى الموت ، وكما سبق ووعدتك فلن أذهب لمديرية الأمن ثانياً ،
فأجو أن تكون مطمئناً من ناحية هذا الأمر وأن تثق في .
-
فقلت له : الذين ذاقوا
حلاوة المسيح مرة ، لا يمكن أبداً أن يستيسغوا مرارة إنكار
أسمه ، فالموت أهون
-
لهم من ذلك ، وكل الذين
يجحدون اسمه لم يكونوا مسيحيين من الأساس ، لأن المسيحي
الحقيقي لا يمكن
-
يبيع مسيحه ، وأنت قد
صرت مسيحي حقيقي ، وأنا واثقاً في أمانتك تجاه مسيحك .
-
فقال لي : أنت أول
إنسان يثق في ، وأعدك بأني لن أخذلك .
-
12– تعجب الرئيس
الإداري
-
أوصلت الشاب إلى بيته ،
ثم أسرعت بالذهاب إلى أبونا القمص حزقيال في مكتبه بكنيسة
العذراء بمهمشة وما أن رأني حتى هتف قائلاً : أين كنت متغيباً
يا أبني ، لقد قلقت عليك .
-
فققصت على قدسه تفاصيل
ما حدث بيني وبين الشاب ، ثم فتحت حقيبتي وقدمت إليه ( طلب
عدوله).
-
فتعجب أبونا وقال : دي
معجزة يا ابني ، لأن الولد مسلم ابن مسلم ، والحاج إمام قال لي
:
-
اتحداكم يا نصارى لو
قدرتم تأثروا عليه بكلامكم الناعم !!!
-
لكن إحنا كل يوم بنشوف
ربنا وهو بيعلمنا أنه لا شيء مستحيل عنده ..
-
لكن قل لي : كيف استلمت
أنت هذه الحالة ، بينما أنا قد سلمتها للأخ ........؟
-
فحكيت لقدسه ما دار
بيني وبين هذا الأخ الذي حسبها بالعقل ، فقال لي عن الشاب إنه
( حالة ميتة ) ،وكان ينوي عدم الذهاب إليه .وكيف شعرت داخلياً
بان الرب يريد ان يتمجد مع هذا الميت ليحيه ، وقد أحياه بالفعل
. ليس ذلك فحسب ، بل وأحيا معه أبوه وأمه بعد موت دام 31 سنة !
-
كما أحيا أيضاً اخوته
الذين ولدوا في الإسلام .
-
ثم قصصت على قدسه ما
دار بيني وبين أفراد هذه الأسرة ، وكيف قبلت الإيمان ..
-
فهتف أبونا حزقيال
قائلاً : ليتمجد اسمك يا رب .. المجد لك يا رب المجد ..
-
صحيح يا أبني الخدمة دي
عاوزه رجولة إيمانية ، واعتماد مطلق على الرب ، وهذا هو سر
نجاحك، إنني متعجباً جداً لتأييد الرب لك في أصعب وأعقد
الحالات ، وخصوصاً في هذه الحالة ، وحالة البنت (ن).
-
13– فرح الرئيس الروحي
، ومباركته للاسرة
-
عدت إلى بيتي بعد منتصف
الليل ، وكنت في غاية الإرهاق ، ولكني لم أنام قبل أن أعد
تقرير مفصل إلى قداسة الأب الراهب القمص ( أ . ص)، الذي هو
الرئيس الروحي والعملي ، والمدبر الفعلي لهذه الخدمة ، فلقد
كان دور أبونا القمص حزقيال وهبه مقتصراً فقط على الذهاب
للمديرية لمقابلة الحالات ، وبعدها يقوم بتحويلها على الخدام
المكرسون التابعون مباشرة للرئيس الروحي ، ويتلقون منه
التعليمات والإرشادات الروحية ، وأيضاً يتقاضون منه رواتبهم
الشهرية ، والمساعدات " المادية " و " القانونية " للحالات
التي تقتضي ظروفها تقديم مثل هذه المساعدات ، وقد طلب الخادم
في تقريره طلب مساعدة لإيجاد سكن للأسرة في مكان بعيد عن
معارفهم المسلمين ، وتضمن معاناة الطفلة الصغيرة من الجيران ..
الخ
-
وفي صباح اليوم التالي
توجه الى ابيه الروحي ، وسأله عن سبب تغييبه ، فلما عرف ، فرح
جداً ، وأخذ منه التقرير ليقرأه ، وفوجىء الخادم بقدوم الشاب
للبطريركية ومعه بقية أفراد أسرته!!! ، في نفس الوقت الذي كان
محدداً له للذهاب إلى مديرية الأمن لانكار اسم المسيح ! وقال
الشاب للخادم :
-
أردتها أن تكون مفاجاة
لك حتى تطمئن أني لن أذهب للمديرية ، نحن كلنا عاهدنا المسيح
أن نبقى معه حتى الموت. وكانت الأسرة ملفتة للنظر لعددها
الكبير ، ولون بشرتها الضارب في السمرة ، وسرعان ما انتشر خبر
رجوعهم كلهم للمسيح ، ففرح الجميع ومجدوا اسم الله ، ورأهم
رئيسه الروحي ، ففرح جداً بهم ، ووضع يديه عليهم لمباركتهم
والصلاة من أجل ثباتهم.
-
14
– الكنيسة كلها فرحانة إلا واحد !!!
-
كانت الكنيسة كلها فرحانة لخلاص هذه الأسرة ،
فرحانة بأمجاد قيامتها المستمدة من قيامة مؤسسها وفاديها
ومنجيها ، يسوع البار القدوس ..فرحانة لنصرتها على شيطان
الارتداد ، والظلمة الخارجية ، فرحانة لكل مرتد تنجح في
إعادته وكل ضال تنجح في هدايته .
-
الكنيسة كلها فرحانة بانتصاراتها الباهرة على
قوى الشر وجنود الظلمة، رغم ضآلة إمكانياتها المادية والبشرية
، فكل جيوشها عبارة عن صبي صغير ! وكل أسلحتها عبارة عن نبلة
لصيد العصافير مزودة بحصوة ، أو حجير صغير ! بينما عدوها رجل
حرب عملاق مزود بالسيف والرمح ، فيتقدم منه صبي الكنيسة الصغير
لينازله، في واحدة من أغرب المعارك الحربية على مدى التاريخ ،
والأكثر غرابة أن تجد الصبي الصغير يقول لعدوه بجراءة وثقة
:أنت تأتيني بسيف ورمح ، وانا أتيك بقوة رب الجنود..
-
الكنيسة فرحانة بقوة رب الجنود العامل فيها ،
رغم ضعفها ، فرحانة بإكليروسها ، وشعبها ، كلهم فرحانين إلا
واحد !!! واحد وقف بعيداً تأكله نيران الغيرة والحسد !!!
-
منذ
تأسيس الكنيسة ، وهذا الواحد يكره فرحها ، ويحبط آمالها ، ورغم
أنه مجرد شخص واحد إلا أنه يملك طاقة هائلة في الشر والتخريب
والتدمير ، وهو ليس مجرد واحد عادي ، بل كما قال السيد المسيح
لتلاميذه في إشارة إلى يهوذا الاسخريوطي ( يو 6 : 70 ) :" أجابهم
يسوع أليس اني انا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم
به
شيطان"
؟؟؟ وبدلاً من يتعظ هذا الواحد ، ويسرع بالتوبة ، وتصحيح
المسار ، تمادى في غيه أكثر ، فقرر من هذه اللحظة أن يتخلص من
هذا الخادم المسكين ، لكن حي هو الرب ، الذي يعرف كيف يحمي
ابنائه، ويشتت جميع السهام المصوبة تجاههم .
-
15– ابن الخطيئة ،
والحصاد المر
-
هناك خطية يرتكبها
الإنسان تظل تعذبه طوال العمر ، تلكم الخطية التي يطلق عليها
قداسة البابا تسمية : (غلطة العمر).
-
وكان رب هذه الأسرة قد
ارتكب هذه الغلطة حينما تزوج من امرأة مسلمة متعصبة، فور
ارتداده من 31 سنة ، الأمر الذي دفع بزوجته المسيحية الأصلية
لترتد هي الأخرى ، بدافع الغيظ وكيد النساء ، وكأن لسان حالها
يقول : إذا تركتني لأني مسيحية ، وتزوجت بمسلمة ، فهاانا قد
صرت مسلمة مثلك ، ومثلها ، أي ليس لك حجة بعد ذلك لهجري !!!
-
وهو الأمر الذي جعله
يحتفظ بها في ذمته ، وقد كانت امرأة ذكية للغاية ، لأنها وإن
كانت قد أسلمت ، وعاشت كمسلمة ، إلا إنها لم تكن متعصبة دينياً
مثل زوجها ، وكانت تشعر في قرارة نفسها بأنه ينبغي عليها أن لا
تغلق الباب بالضبة والمفتاح ، بل تدعه موارباً ، لعل الله يأتي
ليطرق على باب بيتها ذات يوم فيجده موارباً فيدخله ، على هذا
فكانت مسلمة معتدلة غير متزمتة ، وربت أولادها وبناتها على
الاعتدال ، فجعلت منهم تربة صالحة للزرع ، وتقبل البذار الجيدة
. أما زوجها ، رغم أنه حفيد القديس بركات ، إلا أنه قد سقط في
الفخ ، وصار متعصباً ، وعندما قرر الزواج للمرة الثانية ،
اختار امرأة متعصبة شريرة تنحدر من عائلة شديدة التطرف ، وحدث
أن انجب منها ولداً ، أطلق عليه اسم محمد . ثم حدثت خلافات
زوجية بينهما انتهت بالطلاق ، وأحتفظت هي بالولد وأنشأته نشأة
في غاية القسوة والجهل والتعصب ، فكبر محمد في الصعيد ، وهو
مشحوناً بالحقد والكراهية على كل ما هو مسيحي ، وكان دائم
التردد على أبيه في القاهرة، لزيارته ، وزيارة اخوته من أبيه .
-
16 – ابن الخطية يتحد
مع الانسان الوحشي
-
فلما تطرق إلى مسامعه ،
نبأ عودة أبيه للمسيحية ، وارتداد اخوته وأخواته عن الإسلام ،
جن جنونه، وجاء من الصعيد محاولاً إرجاعهم ثانياً للإسلام ،
لكن أبيه ( وكان الرب قد غير قلبه بطريقة مذهلة بحيث جعله يعود
إلى أصله المسيحي النقي ، فصار وكأنه صورة مصغرة من جده بركات
) ..
-
تصدى له بقوة وحسم ،
وحذره من الاقتراب من اخوته ، وقال له :
-
اسمع يا ولد ، إحنا
كلنا بقينا مسيحيين ، ومفيش قوة في الدنيا تقدر تفصلنا ، أو
تبعدنا عن المسيح
-
فعاد الابن المتعصب الى
الصعيد ، وهو يضمر شراً لأبيه واخوته ، وقد تفتق ذهنه عن فكرة
جهنمية مفادها استمالة قلب أخته إلى أحد اصدقائه المسلمين ،
وكان (إمام) وهذا اسمه ، يعمل (جزار في المذبح) ويسير في
الشارع وهو معلق ثلاث أجربة حول وسطه : جراب به سكين ، والثاني
به ساطور ، والثالث به سنجة ! وكان يسكن داخل أحد المقابر
المهجورة الموحشة ، فكان بالإجمال مجرد انساناً وحشياً .
-
وخافت الأسرة علي من
بطش هذا الأخ المتعصب ، وبطش صديقه المجرم الوحشي، وكان هذا من
الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها هذه الأسرة بدافع محبتهم لي ،
وخوفهم على سلامتي ، فتعمدوا كلهم اخفاء الأمر عني ، رغم
خطورته الشديدة ، لكن البنت الصغيرة ، وهي أشجع واحدة في
الأسرة، أبلغتني سراً بخبر تردد أخوها المسلم عليهم ، ومحاولته
إرجاعهم ، لكن أبوها تصدى له ، وكذلك هي وأخوتها ، لكنها
بالرغم من ذلك ، لم تبلغني بأمر صديقه (إمام) لأنها كانت تخاف
منه لئلا يقتلني .
-
وأن كانت قد المحت لي
بذكاء خارق، إلى ضرورة تكثيف اهتمامي بأختها الكبرى، وقالت لي
وهي تضحك حتى لا أشعر بقلق : يا ريت تشوف لها عريس !!!
-
قالت هذا دون أن تذكر
لي ظهور بوادر علاقة عاطفية نشأت بينها وبين صديق أخوها الوحشي
.
-
17– مشكلة عرقية /
عاطفية !
-
وكانت الأخت الكبرى (19
سنة) سبق لها الزواج من مسلم وهي في السادسة عشرة من عمرها ،
وأنجبت منه طفلة ، ثم تطلقت منه ، لتعيش منذ طلاقها في خواء
عاطفي ، ضاعف من مرارته كون لون بشرتها ضارب في السمرة ، فكان
من الصعب عليها إيجاد شخص مناسب لتتزوج منه ، بدون ما يشاركها
في نفس لون بشرتها ، وهي مشكلة يعاني منها ذو البشرة السوداء
في كل بقاع الأرض، الأمر الذي كان يتعبها نفسياً ، مما جعلني
أفكر في البحث لها عن شاب مسيحي أسمر داكن، لكني لم أجد ،
ففكرت في السفر إلى أسوان ، أو الاقصر ، لعلني أجد هناك من
يكون له نفس لون بشرتها ، أو قريباً منها.
-
وكانت هذه من أغرب
المشاكل التي تواجهني في خدمة الحالات الخاصة ، والتي لا أملك
أمامها أية حلول وبدأت لأول مرة في حياتي أطرح على نفسي مثل
هذا السؤال : لماذا يجد ذو البشرة السوداء في بلادنا ، وفي
الكثير من البلدان ، صعوبات جمة في الزواج من ذو البشرة
البيضاء ، أو القمحاوية، أو حتى السمراء ؟
-
18– مشكلة الانشغال في
الخدمة
-
من أكبر المشاكل التي
يواجهها خادم الحالات الخاصة المختبر والمتمرس هي كثرة
الانشغال في الخدمة ، فالكل يوصى باللجوء إليه نظراً لخبرته
وجديته ، لدرجة أن أرسل لي أحد الآباء المطارنة في أقصى الصعيد
، برجل مسن متصابي وعينه زائغة ( رغم إن عمره 74 سنة ) وكان قد
أسلم ليتزوج من صبية !! وقال نيافته إن الايبارشية كلها ، كهنة
وخدام ، (غلبت) فيه ، لأنه رجل متعب ، وأنه سمع عني وعرف أن
مفيش حد يقدر يتعامل معاه غيري !
-
وجاءني هذا الرجل المسن
المتصابي المتعب في هذا التوقيت ، وكان في الحقيقة رجل ظريف
ودمه خفيف! واعطاني الرب نعمة في التعامل معه ، فأقنعته
بالعودة للمسيح، فسلم لي اشهار اسلامه ، وحرر طلب عودة للكنيسة
، وظللت أتابعه حتى انتهت اجراءات عودته للمسيح ، لكنه رفض
العودة إلى أهله بالصعيد ! وأصر على البقاء في القاهرة ، وفيما
يبدوا أن سيدنا المطران (مصدق وتخلص منه !) ، حتى أنه فرح جداً
لبقائه في القاهرة ، وطلب مني عدم السماح له بالعودة للصعيد
لأنه مسبب مشاكل كبيرة لأولاده وبناته وأحفاده ، ووجوده خطر
على مستقبلهم وسمعتهم ، ولكن نيافته نسى في غمرة فرحه ، أن
يرسل لي مساهمة ايبارشيته في إيجاد السكن ، وتكاليف المشروع
الذي يتعيش منه !!!!
-
19 – عمره 74 سنة ويحب
الأنس والفرفشه !!!
-
وكان الرجل يعمل في
(العطارة) فعرضت أمره على رئيسي الروحي (حمال الهموم) واقترحت
على قدسه أن ندبر له غرفة يقيم فيها داخل إحدي المناطق الشعبية
، ونشتري له بضاعة عطارة ( كمون وكسبرة وشطة وفلفل اسمر)
ونخليه يؤجر عربة يد ليضع عليها بضاعته ويقف بيها في السوق ،
فوافق أبونا (كعادته دوماً ) ، واعطاني المبلغ المطلوب ،
فأوجدت له غرفة وسددت المطلوب ، واشتريت له البضاعة ، وظللت
أتابع هذا الرجل المدهش العجيب ، والطريف في أمره أنه تعارف
بالمصادفة على الأسرة السمراء عندما اشترت منه مواد العطارة ،
وأما الأطرف فهو تقدمه للزواج من البنت الكبيرة!
-
وكانت في عمر حفيدته !
ولما عرفت وعاتبته ، قال لي : أنا كنت بهذر ، أنتم ليه واخدين
كل حاجة جد في جد ، أنا راجل بحب الهزار والنكتة والأنس
والفرفشه !!!
-
وقد قيل لي إن خدمة
الحالات الخاصة أتاحت لي فرصة ذهبية للتعامل المباشر مع اغرب
الشخصيات القبطية ممن تعيش داخل عالم عجيب ومجهول ومتناه في
الصغر، تعتبر أخباره من الطرائف والمسليات ، ومن المضحكات
المبكيات!!!
-
20– كاهن متذاكي لدرجة
تغيظ !!!!
-
رغم إن الكهنة في
كنيستنا يعتبرون الأفضل من نوعهم على مستوى الكنائس ، والكنائس
نفسها تعترف بذلك ، إلا أنه يوجد قلة منهم يصيبوننا بالجنون
!!! منهم هذا الأب الكاهن المتذاكي الذي كاد أن يتسبب في إيذاء
الكنيسة بتصرفه غير الحكيم ، فلقد حدث أن كلفتني الكنيسة
بمتابعة حالة طارئة تخص فتاة في الصف الثاني الثانوي تعرضت
لحادث اختطاف غامض أثناء عودتها من المدرسة، وبعمل تحرياتي
الميدانية ، اكتشفت هوية المختطفين ، وكانوا أربعة من أعضاء
الجماعات،وعلمت إن لأحدهم شقيقة طالبة في نفس المدرسة، وترتدي
الحجاب ، وأدركت بحكم خبرتي إنها على صلة وثيقة بأمر اختطافها
، وإنها الخيط الوحيد الذي سوف يوصلني إلى تحديد مكان احتجازها
، ومن ثمة العمل على تخليصها بالطريقة المناسبة ، وكان يلزمني
الذهاب إلى أسرتها لجمع بعض المعلومات المتعلقة بالابنة ،
وبزميلتها المسلمة ، وفوجئت هناك بوجود أب كاهن ، فحييته وقبلت
أيديه ، وقدمت له نفسي : أنا يا قدس أبونا ابن محبتكم صموئيل
بولس عبد المسيح ، خادم مكرس للحالات الخاصة ، بالمكتب البابوي
للرعاية والإرشاد الروحي بالبطريركية ، ومن أبناء وتلاميذ قدس
أبونا القمص أنسطاسي الصموئيلي، ورئيسي الإداري في المكتب هو
قدس أبونا القمص حزقيال وهبه ، وقد وصل للمكتب بلاغ من كنيسة
.... يخطرنا فيه باختطاف الابنة .... الساعة .. يوم ... وقد
جمعت معلومات تفيد تورط إحدى زميلاتها المحجبات في الموضوع،
خصوصاً وهي شقيقة لإحدى الخاطفين ، وقد جئت اليوم بتكليف من
الكنيسة لجمع معلومات عن الابنة المختطفة لمساعدة الأسرة في
إعادتها و...
-
20 – كاهن بحاجة ليتعلم
كيف يكون كاهن
-
لكن أبونا قاطعني
قائلاً :
-
أين هو هذا التكليف ؟
وأين هي بطاقتك الشخصية ؟ وأين هو كارنيه البطريركية ؟
-
فقلت له : كنت أظن أن
قدسك تعرف بأن مثل هذه التكليفات لا يمكن أن تكتب ، وأما عن
البطاقة
-
الشخصية فأنا عندي ظروف
معينة تمنعني من حملها ، كما ليس لدي كارنيه لأني لم أطلبه ..
-
فنادى على أهل البيت
وقال لهم : تعالوا شوفوا اللعبة دي ، الجماعات باعتة لنا واحد
منهم علشان يعرف أخبارنا ، واحد عامل نفسه خادم مكرس من
البطريركية ، خادم مكرس يدخل بيوت المسيحيين من غير ما يكون
معاه بطاقة شخصية ولا حتى كارنيه ! اقفلوا باب الشقة بالمفتاح
، وهاتوا التليفون علشان اتصل بالبوليس ييجي يقبض عليه !!!
-
فقلت له : أرجوك يا
أبونا حاول تفهم ظروفي ، أنا لا أحمل بطاقتي علشان مكتوب فيها
اني شيخ مسلم اسمي محمد .. لأني كنت هكذا بالفعل حتى ظهر لي
السيد المسيح ..
-
فقاطعني قائلاً :سيبك
من الحركات دي ، أنا عارفكم كويس !!!
-
فقلت له : افتح الشنطة
فتجد فيها أوراق رسمية من البطريركية ، ورسائل من كهنة كنائس
ألخ
-
أو أنظر إلى هذه
الصلبان الثلاثة الموشومة على يدي !!! فقال : كل دي أمور بكش
وأونطة !!!
-
فقلت له والغيظ قد
تملكني : طيب اتصل بقدس أبونا انسطاسي ، أو قدس أبونا حزقيال ،
لتتأكد بنفسك من صدق كلامي ؟ فقال : لا ألعب غيرها أنا هاتصل
بالبوليس !!
-
فقمت من مكاني غاضباً
وأنتزعت سماعة التليفون من يده وأنا أصرخ في وجهه قائلاً :
-
لن أسمح لك بإيذاء
الكنيسة بتصرفك هذا، لأن البوليس لو جاء وقبض علي فسوف يفتش
الشنطة ، وهي بها ( اشهارات اسلام الذين رجعوا اليوم ، ومعها
طلبات بعودتهم )، وسوف يعرف البوليس إن خادم الكنيسة ، هو نفسه
الشيخ المرتد الذي يبحثون عنه، وسوف تتحمل مسؤولية ما ينتج عن
ذلك ..
-
وهنا تدخلت أم البنت
وقالت : طيب فيها إيه يا أبونا لما تتصل بالبطريركية ؟؟؟
-
فأتصل بالبطريركية
مضطراً ، ورد عليه عامل السويتش (عم صليب) وهو شخص معروف
تماماً لكل الكهنة لأنه هو الذي يرد عليهم كلما اتصلوا
بالبطريركية لأي سبب ويقوم بتحويل مكالمتهم للجهة التي يودون
التحدث معها. فقال له :
-
قل لي يا عم صليب ، أنت
تعرف واحد بيشتغل في البطريركية أسمه صموئيل بولس ؟
-
فقال له عم صليب :
طبعاً أعرفه ، الأستاذ صموئيل بتاع مكتب الإرشاد، وتابع أبونا
أنسطاسي .
-
فخجل الكاهن من نفسه ،
ولكنه لم يعتذر لي عما سببه لي من إهانات وتجريحات ، بل صب حمم
غضبه على الكنيسة : عشنا وشفنا ، الشيوخ يبقوا خدام في
البطريركية !!!
-
قال هذا ثم نظر لي
باحتقار وطردني من البيت بدون ما يسمح للأم أن تعطيني أية
معلومات عن ابنتها وزميلتها وقال لي : إحنا ها نتصرف بطريقتنا
!!! وتسبب هذا الموقف في قيام أبونا حزقيال باستخراج كارنيه لي
موقع منه وموثق بخاتم المكتب. ولا تعليق من جانبي .
-
21 – مزيد من الانشغال
في الخدمة يمنعني من متابعة الأسرة .
-
في الوقت الذي قررت فيه
الذهاب إلى الاسرة لمعرفة آخر أخبارها ، فوجئت بالكنيسة تكلفني
بمتابعة حالة شاب (معدنه طيب جداً) وحيد لأم أرملة مسكينة
ومسنة ، متقدم بطلب اشهار اسلام رسمي في المديرية ، ليتمكن من
الزواج من فتاة مسلمة يحبها بجنون ،وأن البنت المسلمة أخلاقها
جيدة جداً ، ولها علاقة بالمسيح قبل أن تتعارف على هذا الشاب ،
وانها انتهزت تعارفها عليه ليعبر بها إلى المسيحية ، لذلك طلبت
منه أن يقدمها للكنيسة لتنال المعمودية ، الأمر الذي جعل الشاب
يتعلق بها أكثر ، وعرض موضوعها على الكثير من الآباء الكهنة ،
لكنهم خافوا لئلا يكون في الأمر ملعوباً .
-
فزين له الشيطان أن
يشهر إسلامه ليتمكن من الزواج بها ، وبعد ذلك (يعمدها) ناسياً
أنه سوف يحل مشكلة بمشكلة أكبر وأخطر.
-
فذهبت إلى بيته ، فلم
أجده ، بل وجدت أمه المسكينة ، وكانت شبه كفيفة ، فلم أشاء أن
أخبرها ، وعرفت أنه يتردد على مقهى ، فذهبت للمقهى ولم أجده ،
لكنهم أخبروني بأنه يتردد يومياً على المقهى وأحياناً يأتي في
ساعة متأخرة من الليل ، فانتظرته من الساعة الرابعة عصراً حتى
العاشرة ، وما أن عرف أني قادم من البطريركية حتى شتمني وتشاجر
معي في القهوة ! وكادت تحدث كارثة لولا ستر ربنا ، واحتملته
بطول اناة لأني رأيت (خير كبير) مختبيء خلف شرروه الظاهرة ،
وأخيراً بدأ يلين معي ، وأغلقت القهوة فانتقلنا إلى كورنيش
النيل حتى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وظهر الخير فيه
عندما بكى ، وحرر (طلب عدول) مقدم لمديرية الأمن ليلغي طلب
إسلامه
-
22– إعداد بعض حالات
الارتداد العائدة ، للمعاونة في الخدمة !!!
-
ولم يقتصر الأمر عند
هذا الحد ، بل تعداه أنه صار صديق لي ، بل وعرض علي القيام
باعمال معاونة في الخدمة !!! فوافقت ، وصار هذا الشاب هو أول
معاون لي في الخدمة من حالات العدول ، وكان ذلك بترتيب إلهي
عجيب، لأن الاستعانة بهذه الحالات بعد التأكد من صدق توبتها ،
ومناسبتها للخدمة المعاونة، له فوائد عظيمة ، ويمكن من خلالهم
الوصول للعديد من الحالات التي لا أعرف شيئاً عنها، والأمر
نفسه ينطبق على الجانحين جنائياً ، وقد جاءت النتائج مشجعة ،
الأمر الذي فتح شهيتي لهذا النوع من الخدمة والذي كنت أسميه (
خدمة اللي منه فيه ) !!!
-
فعن طريق مسجل خطر واحد
، توصلت إلى خمسة مسجلين خطر !!! وعن طريق ثلاث شباب مرتدين
عائدين تعرفت على ثمانية مرتدين ينوون الرجوع لكن بحاجة لتشجيع
، وعن طريق سيدة مرتدة عائدة ، تعرفت على ثلاثة مرتدات لديهن
قبول طيب للعودة ، وهكذا ..
-
وهي عملية ليست سهلة
لعدم خلوها من مخاطر الاختراق ، لذلك فكانت تتطلب ذكاء روحي
وعقلي ورغم أنني انسان ( فهمه على قده) إلا إن الرب قد منحني
ذكاء خارق في خدمة الحالات الخاصة ، ولم أتعرض لخداع من أي
حالة إلا ثلاث مرات فقط ، أي أقل من 1 % من إجمالي عديد
الحالات التي أتابعها ، ولم تكن حالات اختراق ، بل حالات نصب
واحتيال ، وقد أدت قوة ودقة ملاحظاتي إلى الشك فيها ، وإعادة
البحث والتقييم حتى اكتشفت حقيقتها ، وكان أبونا أنسطاسي يقول
لي :
-
المفروض إن أنت بالذات
محدش يقدر يضحك عليك !!!
-
23 – جل من لا يسهو
!!!
-
لكن طبعاً جلَّ من لا
يسهو ، وكثرة الأعمال تخلف ورؤها الأخطاء ، لكن المهم هو أن
تكون اخطاؤنا محدودة ، ونخرج منها بأقل الخسائر الممكنة ، مثل
هذا الرجل (الخارق الذكاء) والذي جاءني البطريركية ومعه خطاب
توصية من أب كاهن يفيد أنه مرتد نازح من الصعيد ، ومتزوج من
مسلمة ، ويريد الطلاق منها ، والرجوع للمسيح ، وكان الرجل
فعلاً من الصعيد ، ومتزوج بالفعل من سيدة مسلمة تقيم في الصعيد
، ويريد الطلاق منها بالفعل ، لكن الصحيح أيضاً أنه مقيم في
القاهرة منذ سنوات طويلة ، ولديه زوجة مسلمة أيضاً ، وله منها
ستة من الأبناء !!
-
وجاءني الرجل بملابس
متربة ، ويعتمر عمامة كبيرة ممزقة ، وله شوارب يقف عليها الصقر
..
-
ويتحدث بلهجة صعيدية
متقنة ، وأبلغني أنه يريد أن يبدأ حياته من جديد ، ورفض أن
يأخذ أي مساعدات مادية ، وقال أنه صعيدي دمه حار ويعمل في
الفاعل ولا يمد يده للكنيسة بل يساعدها ! وبعد حصوله على طلاق
من زوجته الثانية ، ألتحق بالعمل كخفير في أحد المخازن ، ثم
تعرف على أرملة واستمال قلبها إليه ونصب عليها في بعض المبالغ
، وتعرف على زوجة خفير واستمال قلبها إليه ونصب عليها أيضاً !
وبدأت أشعر بشكوك نحوه ، فأوقفت اجراءات رجوعه ، وظللت اجمع
المعلومات عنه ، حتى عرفت أنه يملك بيت في (أطراف القلج )،
فباغته بالذهاب إليه ، وواجهته بكل أعرفه ووبخته على أعماله ،
وهنا أظهر حقيقة وجهه القبيح ، فتصديت له ، ثم حذرت الجميع من
التعامل معه ، وعاتبت الأب الذي أرسله لي بخطاب كنسي ، وأخذت
درساً إضافياً في وجوب الاحتراس ، وعدم الانسياق وراء العواطف
.
-
24– مجرم ولكن !!!
-
انهيت كل ما في يدي
وقررت الذهاب للأسرة لتفقد أحوالها ، لكن جاءني خبر مثير من
معاوني في خدمة الجانحين ، مفاده قيام معاون مباحث في أحد
أقسام الشرطة بمساومة قبطي جانح ، ومسجل خطر على الامن العام
من الفئة أ ( مقاومة سلطات ، إحداث تلفيات في ممتلكات عامة ،
سرقة بالإكراه ، شروع في قتل ، إحداث عاهات مستديمة ) ، على
اعتناق الإسلام مقابل اخراجه من آخر قضية حوكم فيها غيابياً (
لوجوده داخل المعتقل ) بالسجن لمدة عشر سنوات سجن ، لكن المسجل
الخطر فجر مفاجأة من العيار الثقيل في وجه معاون المباحث حينما
قال له: أسمع يا بك ، أنا فعلاً مجرم وحرامي وقتال قتلة ، لكن
مش ممكن أبيع ربي (!!!) ، علشان لأن اللي يبيع ربه سهل عليه
يبيع شرفه ، وانا راجل ، مش ......؟!!!
-
فاهتتمت جداً بهذا
الموضوع ، وكان لابد من مقابلته لتقديم المساعدة القاونية له
مكافأة من الكنيسة.
-
25– اول اجتماع روحي مع
المسجلين خطر على سطح القسم !!!
-
كان (ت) منذ الإفراج
عنه من المعتقل ، موضوع تحت المراقبة ، أي يتواجد في القسم من
الغروب للشروق ، ونظراً لضيق غرفة الحجز ، قرر المأمور بناء
اكشاك خشبية للمراقبين على سطح القسم ، وهو نفس الموقع الذي
يبيت فيه أفراد قوة الحراسة النازحين من الأقاليم ، فقررت
الذهاب إليه ولقائه على سطح قسم الشرطة ، غير مهتماً بخطورة
مثل هذا الفعل الجسور ، وخصوصاً وأنا لا أحمل بطاقة شخصية !!
وعندما التقيت به جلست معه جلسة روحية ، وكانت المفاجأة إنني
وجدت ثلاثة أقباط آخرين !! مسجلين خطر وموضوعين تحت المراقبة
مثله ، والأغرب أنه انضم إلينا جانحون مسلمون !!! فتحدثت عن
محبة السيد المسيح للمنبوذين والخطاة ، فكان أول اجتماع روحي /
تبشيري في تاريخ الكنيسة المعاصر يتم انعقاده على سطح قسم شرطة
، ولمجرمين مسجلين خطر على الأمن العام ، وشاع عني (الخادم
الذي يحبني موت!) بأنني مجنون ومعقد نفسياً ، وأشكل خطورة
شديدة على الكنيسة بسبب جراءتي ، وشخصيتي الاقتحامية ، وانني
وسخت الكنيسة بحالاتي !!!!
-
26 – أولاد إبراهيم
يدخلون البطريركية لأول مرة في حياتهم !!!
-
(
واذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة
وكانت منحنية ولم تقدر ان تنتصب
البتة.
فلما رآها يسوع دعاها وقال لها يا امرأة انك
محلولة من
ضعفك.ووضع
عليها يديه ففي الحال استقامت ومجدت الله.
فاجاب رئيس المجمع وهو مغتاظ لان يسوع ابرأ في
السبت
وقال للجمع هي ستة ايام ينبغي فيها العمل ففي
هذه ائتوا واستشفوا وليس في يوم
السبت.
فاجابه الرب وقال يا مرائي ألا يحل كل واحد في
السبت ثوره
او حماره من المذود ويمضي به ويسقيه؟
وهذه وهي ابنة ابراهيم
قد
ربطها الشيطان
ثماني عشرة سنة أما كان ينبغي ان تُحل
من هذا الرباط في يوم السبت؟
واذ قال هذا اخجل جميع الذين كانوا يعاندونه
وفرح كل الجمع بجميع الاعمال المجيدة الكائنة
منه)[
لو 13 : 19 – 17 ].
-
+ كان المشهد عجيباً جداً عندما جاءني المسجلون
خطر الأربعة إلى البطريركية التي يدخلونها لأول مرة في حياتهم
، رغم إنها ( أمهم الروحية الشرعية) حتى إن أمن البوابة قد
استوقفهم ، واتصلوا بي ، فطلبت منهم السماح لهم بالدخول ، لأن
البطريركية هي كنيستهم ، وبتاعتهم !
-
فسمحوا لهم بالدخول وهم في غاية الذهول ، وتعجب
الخدام من رؤيتهم ، وقال أحدهم :
-
أموت وأعرف أنت بتجيب الأشكال دي منين ؟؟؟
-
وقال الخادم الذي (يحبني موت!) صموئيل جاب
الحرامية للبطريركية ، كله يخلي باله من جيوبه !!!
-
أما أبونا أنسطاسي ، رجل الله المحب العطوف
الشفوق على الخطاة والمنبوذين ، فلقد رحب جداً بهم وباركهم
بالصلاة ، وقال لي : ربنا يديك يا ابني حسب قلبك ، دول أولادنا
برضه ، وواجب الكنيسة رعايتهم وقيادتهم إلى التوبة والتصالح مع
الله .
-
ووافق على تكليف محامي
قبطي كبير متخصص في الجنايات وامن الدولة (فرج نظمي)، ليتولى
القيام بعمل استئناف للمسجل (ت) ، كما كلف محامي المكتب
بالمشاركة في الدفاع عنه، وقد أثمر ذلك فيما بعد عن تبرئته من
عشر سنين سجن في واحدة من الأعاجيب !!!!أما المسجلون خطر
الثلاثة الآخرون ، وكانوا أشقاء !، فلقد وافق قدسه على عمل
مشروع لهم يتعيشون منه عيش شريف عوضاً عن السرقة ، وكان عبارة
عن عربة ألمونيوم مجهزة لبيع سندوتشات الكبدة أمام باب القسم
!!!
-
ولا يزال أبونا أنسطاسي
يتذكر هؤلاء الأشقياء الأشقاء ، وغيرهم من حالاتي الغريبة
العجيبة التي كنت أبحث عنها في قاع المجتمع وأتي بها إلى
الكنيسة ، التي هي أمنا كلنا .
-
وقد قال أحد الآباء في
زيارتي الأخيرة لمصر :
-
كان عصرك هو العصر
الذهبي لخدمة الحالات الخاصة ، لقد وضع المسيح في قلبك محبة
هائلة تجاههم ، وكنت الوحيد الذي تعرف كيف تتعامل معهم ، كنت
تخدم بقلب ملتهب ، وكان هذا سر نجاح خدمتك .
-
27– محاولة الشيطان
لتحويل أنتصارات القيامة الى مرارة الجلجثة
-
وتذكرت أنه قد مضى علي 15 يوم دون افتقاد
الأسرة ، وشعرت بقلق غريب ناحية افرادها ، لاسيما البنت
الكبيرة ، فقررت زيارتها ، وكان معي معاوني الجديد ، الذي
تشاجر معي في القهوة .
-
وصلت إليهم في السابعة مساءاً ، ووجدت كل افراد
الأسرة في حالة يرثى لها ، وانخلع قلبي عندما لم أجد البنت
الكبيرة ، فسألت عنها ، فقالوا لي إنها في مشوار !
-
لكن البنت الصغيرة ، وكانت بمثابة عيني في
البيت ، اقتربت مني ، وقالت لي بدموع حارقة:
-
أختي ماتت ! أيوه ماتت بعد ما هان عليها تبيع
المسيح وتروح وراء واحد مسلم جزار ومجرم وبلطجي ، والليلة هي
دخلته عليها (!!) ، فهو كتب كتابه عليها النهارده الصبح عند
المأذون !!!
-
فشعرت وكأن سكيبن انغرس في قلبي ، وثرت على
أبوها ، وقلت له :
-
أين كنت يا حارس البيت ؟ ألم تعدني أمام المسيح
أن تحافظ على أولادك ، وتمنع أي خطر عنهم ؟
-
فقال وهو يبكي : صدقني أنا عملت كل ما بوسعي
لمنعها ، لكن دول مجرمين وممكن يموتوا أولادي ، وأنا مش قدهم !
-
فقلت : أين هو عنوانها لأذهب إليها ؟
-
فصرخت البنت الصغرى وهي تقول :
-
لا يا بابا صموئيل ابوس رجليك بلاش تروح هناك ،
دول عاوزين يقتلوك ، وانا ما صدقت لقيتك علشان تعرفني المسيح ،
يهون عليك تسيبني ؟!
-
كان كلام الطفلة يقطع القلب ، لكني صممت على
معرفة مكان هذا الجزار الذي هربت من بيتها وذهبت إليه لتتزوج
منه ، ووافق الأب ( أمام شدة إصراري )،على اعطائي كافة
التفاصيل ، فتحدث عن ابنه المسلم محمد ، وعن صديقه المجرم ،
وقال لي : إسمه إمام ، وهو مشهور هناك ، وله شلة مكونة من 8
جزارين .. لكنه أضاف قائلاً : العنوان صعب الوصول إليه ، لأنه
يقع في آخر المقابر من الناحية المهجورة التي ليست بها من
يسكنون مثله في المقابر ، وزي ما أنت عارف لا شارع ولا حارة ،
وأنه اختار هذا المكان الخطر الصعب ليكون بعيداً عن عيون
الشرطة لتعاطيه الحشسيش هو وأصدقائه ، وأن أبوه رجل متعصب جاهل
، ولو ذهبت هناك سوف يقتلوك ، وهم قالوا لي بالحرف :
-
لو جاء صموئيل بتاع الكنيسة فسوف نقطعه
بالسكاكين والسواطير ونرمي لحمه للكلاب ، والباقي نعمل له حفرة
وندفنه فيها وأهي كلها مدافن !!!
لذلك فإذا كنت مصمماً على الذهاب إليهم ودخول
المقابر الجوانية ، فيفضل أن يكون ذلك نهاراً ، لكن الذهاب
ليلاً هو الانتحار بعينه ..
لكنني صممت على الذهاب إليهم ، ودخول المقابر
ليلاً ، وأخذت معي معاوني الجديد ، وذهبنا إلى حي باب النصر ،
وبحثت عن أقرب مقهى للمدافن ، وجلسنا فيها وكانت الساعة قاربت
على التاسعة ، ثم قلت له : اسمعني جيداً ، أنت هاتجلس هنا على
المقهى ، ومعك حقيبة أوراقي ، وأنا سأدخل المدافن وحدي ، وإن
لم أخرج بعد ساعتين ، تروح البطريركية وتسلم الشنطة دي لأبونا
أنسطاسي ، وتقول له ابنك صموئيل بيقبل التراب الذي تقف عليه ،
وبيقولك سامحني على كل تقصير في الخدمة !! وأنه كما وعدك بأنه
يعيش راجل ويموت راجل ، ولا يسمح للخوف أن يتغلب عليه ، هاهو
يموت شهيد المسيح والكنيسة ، وقل له أني أترك أمي وزوجتي
أمانة في عنقه !!!
فتأثر
الشاب وقام وعانقني وهو يبكى ، ثم قال :أنت تبحث
عن الموت في سبيل المسيح ، وأنا اللي كنت في يوم من الأيام عاوز انكر أسم المسيح ..وعد مني
أمام الله أن أبقى مسيحياً حتى الموت .فاستحسنت
كلامه ، وودعته ، ثم دخلت المدافن وأنا أقول :"إذا
سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي
.." (مز 23 )
( الختام في المقال القادم إن
شاء الرب وعشنا )