وماذا عن طعنات
الخناجر ؟
بقلم
صموئيل بولس
تحدثنا عن السيوف والرماح
بما يكفي ، لكننا أمسكنا عن الكلام عن طعنات الخناجر ، رغم إنها
أشد إيلاماً من طعنات السيوف والرماح .
العدو المكشوف هو وحده
الذي يستخدم السيف والرمح في صراعه معنا .
أما العدو المتخفي ، أو ما
يسمى بالصديق الخائن ، فهو يستخدم الخنجر القصير لسهولة طعنننا
به اثناء العناق المزيف ، والقبلة الغاشة .
العدو المكشوف استخدم سيفه
ورمحه دفاعاً عن مصالحه وتحقيقاً لمطامعه، هكذا تعامل معنا العرب
عند غزوهم لبلادنا ، وكل ما ارتكبوه من مذابح – رغم وحشيتها
الشديدة – إلا أنها تبدوا عادية أن تصدر من أعداء لا يربطنا بهم
أي قواسم مشتركة ، لا دينية ولا حضارية ولا لغوية .
إذاً فهو عداء بديهي
ومتوقع ، لا سيما وهم قد اقتتلوا فيما بينهم قبل غزونا بقليل
فيما ُيطلق عليه بحرب الصدقة ، والتي ُذبح فيها الآلاف من العرب
- منهم فيهم – وكانت الدوافع هي المطامع المالية البحتة ، لأن
القبائل التي اشترت سلامتها بما كانوا يتصدقون به من مال (إتاوة)
على زعيم العرب ، قد انتهزوا فرصة موته ليتوقفوا عن السداد ، لكن
خلفائه من بعده لم يروقهم الأمر ، فهب ابو بكر لمحاربتهم حتى كسر
شوكتهم ، ثم رأى بكياسته أهمية توجيه سيوفهم ورماحهم إلى خارج
الجزيرة ، حيث المال الوفير ، والظل الظليل ، والفتيان الحسان ،
والارض التي تفيض لبناً وعسلاً ، فانطلقوا لنهب العباد في كافة
البلاد.
وهكذا وصلوا بلادنا
،وأحدثوا فيها من الخراب ، ما سبق وأحدثوه في كل بلد حطوا فيه ،
وإن كنا قد خرجنا بنصيب الأسد من البطش والنهب والذل والعار ،
إلا أنهم في البداية والنهاية مجرد أعداء.
لذلك فنحن لا نستغرب من
توحشهم معنا ، بل نستغرب بالأحرى من اعتدال ورقة بعضهم .
ومنذ أن بدأت بالكتابة في
موقع الاٌقباط متحدون ، وأنا اتلقى رسائل بالبريد اليكتروني
مليئة بالتهديد والوعيد ، ووصل الأمر إلى تلقى سيل من الشتائم
الاباحية ( من العيار الثقيل) زخرت بعبارات مأخوذة من قواميس
المواخير في الوطن العربي التعيس ، شتائم مصرية وسورية وعراقية
وسعودية وفلسطينية، وهي كلها أمور متوقعة ولا استغرب منها ، وقبل
شيوع البريد الكتروني ، كان صندوق بريدي يستقبل حوالي 90 رسالة
مكتوبة شهرياً من تلك الرسائل المليئة بالشتم الاباحي ، حتى أنني
ملئت ثلاث دوسيهات ضخمة منهم . وبعدما شاع البريد اليكتروني ،
بدأت اتلقي رسائل السب ، ثم تعداها الرسائل القذرة المحملة
بالفيروسات وتم تدمير ذاكرة الكمبيوتر مرتين .
وبعد نشر مقالي الأخير ،
فوجئت بوصول كم هائل من الرسائل المليئة بنوع غريب من الشتم
الاباحي الذي يتطاول الوالدين (!) ويحمل بصمات مصرية عربجية
شديدة الوضوح ، لأنها مأخوذة من قواميس شراشيح ، وعوالم محمد علي
، والهرم ، في عز تهتكما !!!
ويوجد في هولندا طائفة
كبيرة من هؤلاء الرعاع ، استطاعوا الوصول إلى هنا في غفلة من
الزمن ، ومزجوا تهتكم وعربدتهم في غرز الحشيش (الكوفي شوب)،
ومواخير الدعارة العلنية ( الفتيات العاريات داخل فاترينات العرض
) في امستردام ..
بما يسمى بالصحوة
الإسلامية ، حت صار أحدهم شيخ في مسجد !
وحققت معه المخابرات في
تهم إرهابية ، رغم أنه كان لوقت قصير حشاش وقواد ، هذا أيضاً كان
له نصيب وافر من رسائل الشتم القبيح التي تصلني بأسم من اسمائه
المستعارة.
ولو أضفنا إلى هؤلاء ،
شتائم كلاب الشوارع في مصر المحروسة ، بنباحهم ، من أمثال الشيخ
المتهتك ابو بكر ، والشيخ المعربد أبو إسلام ، والداعر المخنث
صاحب موقع برسوميات ، يكون التحصيل النهائي - رغم بشاعته- امراً
عادياً وغير مستغرباً ، لأن هذه هي حضارتهم ، وتلك هي ثقافتهم ..
لكن ، وآه من لكن هذه ،
فمن المحزن جداً أن تصلني رسالة طويلة عريضة ( 12 صفحة حجم كبير)
مليئة بالسباب والتهديد بإقامة دعوى قضائية ضد مجلة ( الحق
والحياة ) التي أصدرها من هولندا ، ويكون كاتبها ليس مسلماً
متطرفاً ، ولا إرهابياً ، بل مجرد شخص قبطي خائن ، منتيماً إلى
فريق مكون من 4 آلاف فرد مسجلون رسمياً في الحكومة المصرية
كأتباع للدين السبتي الأدفنتستي .
وكل ذلك لقيامي بتفنيد
تعاليم دينه المقاوم للدين المسيحي ، والذي غزا بلادنا بمساعدة
أمريكا وتحت ستار الحرية ، لمحاولة تدمير واضعاف شعبنا وكنيستنا
.
وأن يحتل كاتبها مركزاً
أكاديمياً مرموقاً ، كأستاذ في إحدي جامعات السويد .
وبعدما أفرغ كل ما في
جبعته من شتائم واتهامات باطلة ، فوجئت به كما يفعل الإسلاميون
المتطرفون، بتهديدي بالاستعانة بأتباع دينه السبتي في هولندا،
لرفع دعوى قضائية ضدي ، قائلاً بالنص :
( لا تخف ! ولا تخجل ! من
مقابلة الأدفنتست-في هولندا - لانهم لا يعلمون ما تكتبه عنهم ..
بالطبع سوف ابلغ ادارة الكنيسة (!) في هولندا عند وجودي هناك في
مؤتمر طبي في امستردام قريباً وسنرى إذ كان ما قلته عن الأدفنتست
يتمشى مع القوانين الهولندية .
السويد لا تسمح بهذا أبداً
والعقوبة هي السجن (!) ومصادرة المجلة (!) وربما إيقاف كنيسة
الأقباط الأرثوذكس عن العمل (!!!) ولكنى لا اعرف قوانين هولندا .
أما في حالة تقديم اعتذار
في المجلة (!!!) والوعد بعدم تكرار هذه الاساءات سأعتبر أن
الموضوع منتهي بدون أي مساءلة قانونية..).
وقد استفزني تهديده ، ورحت
اتأمل بألم وحسرة ، في ما أصاب فئة من شعبنا من جحود ونكران
وخيانة وتذكرت أيام كنا نلقي فيها للوحوش ، وننشر بالمناشير ،
ونعلق على الاعمدة ، ورغم ذلك كنا واحداً ، قلب واحد ، رأي واحد
، لحمة واحدة ، ولم يقدر علينا أشرس الأباطرة ، حتى جاء الغريب
ففرق بيننا وأضعفنا ، وأضحك علينا كلاب الشوارع ، وشمت فينا ذئاب
الطرقات .
ففرت دمعة من عيني ، آسفاً
وحسرة ، على هؤلاء الذين كانوا منا ثم خرجوا عنا وانقلبوا ضدنا .
وكلما أتأمل في وجوه
الإرهابيين الإسلاميين ، اشعر بفزع شديد لرؤيتي طيف من نسل قبطي
قديم ، ترك الحظيرة وانضم للغرباء هرباً من الضيق، أو سعياً وراء
ربح ، أو جرياً وراء امرأة اشتهى ثدييها وساقيها وأردافها ، فباع
دينه وشرفه ، وتنكر لكفاح شعبه ، وراح يلهث وراء شهواته كالكلب ،
وفهمت لماذا قال السيد المسيح : لا تعطوا القدس للكلاب .
بحثت عن السبب ، حتى وجدته
في سفر اشعياء( 56 : 11 ) لأن :"
الكلاب شرهة لا تعرف الشبع".
وقافلة الأقباط تسير وسط
نباح الكلاب ، تسير فوق الأشواك مطالبة بأبسط الحقوق الآدمية
للشعب القبطي المقهور ، ورغم إنها تحتاج لكل دعم ومساندة من كل
ما سمى قبطياً ، إلا إننا نجد بعضهم لا يكتفون بعدم دعمنا، بل
ويسددون في ظهورنا طعنات خناجرهم الغادرة
ويظن هذا الفريق الضئيل
،الذي سار وراء رجل الأعمال الغني المتهود (جلال دوس) أنهم
قادرون على شراء ضمائر شعبنا الفقير ، بل ووصل به الغرور الغبي
إلى حد التهديد بغلق كنيسة من كنائسنا !!!
وهذا ما لم يجرؤ عليه
أسامة بن لادن نفسه .
والآن أنا أعد له رداً ،
فكتبت في مقدمته :
أنا بنعمة الرب لا أخاف من
مقابلة الادفنتست ولا الشهودست ولا النسطوردست ولا الإسلام دست
..
ولا بقية أديان وفرق هز
الوسط !!!
وأطمئن فهم يعرفونني في
هولندا ، كما يعرفني الإرهابيون الإسلاميون ، وبقية فرق
المقاومين ، كما يعرفون ما أكتبه عنهم حق المعرفة ، وذلك عن طريق
قسيسهم العراقي الذي كان كاثوليكياً ثم ارتد وانضم لهم ، والذي
دخلت معه في مناقشات بحضور مجموعات مسيحية كاثوليكية وأرثوذكسية
،من العراق ، وسوريا ، ومصر ، وهولندا ، وخرج منها قفاه يقمر عيش
! بعدما حاصرته وأرغمته على الاعتراف علنية بعدم إيمانه بقانون
الإيمان المسيحي الذي يؤمن به كافة المسيحيين في العالم، فحكم
بنفسه بأنه ليس مسيحياً ، بل يتساوي مع المسلم واليهودي والوثني
.
ولك ان تبلغ رئيس الادارة
، أو صاحب الخمارة ، أو حتى بواب العمارة !