صموئيل بولس


04 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

تعليقاً على الذين يستنكرون على قداسة البابا تأييده لترشيح مبارك

 

أولاً:

من هو قداسة البابا شنودة ؟

أي دارس مدقق لتاريخ باباوات كنيستنا القبطية المجيدة، يدرك على الفور بأنه لا يمكن تصنيف قداسته إلا ضمن سلسلة البابابوات الأقباط الأبطال العظام ممن اشتهروا بالقوة والشجاعة والثبات والحكمة، أمثال مفخرة الكنيسة القبطية:

القديس اثناسيوس الرسولي "حامي الإيمان".

القديس كيرلس الكبير "عمود الحق".

القديس ديسقورس" بطل الأرثوذكسية".

وهذا التصنيف مبني على مواقف وأحداث وقائع ملموسة، فلا يستطيع أحد أن يزايد على شجاعته وجسارته في الدفاع عن حقوق الأقباط، ليس من تاريخ اختيار العناية الإلهية له ليكون بابا القبط فقط، ولا منذ توليه مسؤولية التعليم ومدارس الأحد، بل منذ كان مجرد شاباً قبطياً صغيراً مملوءاً بالغيرة والحماسة، ونظرة عابرة على كتاباته النارية في هذه الفترة المبكرة من حياته، تؤكد ذلك.

ثانياً:

إذا كنا نؤمن بالله ألآب ضابط الكل، ونؤمن بأنه هو العارف ببواطن الأمور، وفاحص القلوب ومختبر الكلى، وإذا كنا نؤمن بأنه هو أبونا وولينا منذ الدهر، وهو الذي يختار لنا الصالح دوماً، فعلينا إن نؤمن أيضاً بأنه هو نفسه الذي اختار البابا شنودة ليكون (رجل المرحلة) وهي للعلم من أصعب وأخطر وأدق المراحل التي يمر بها شعبنا القبطي المتألم منذ اعتناقه المسيحية، وأي قرار غير محسوب، فسوف تكون نتائجه وخيمة جداً على شعبنا القبطي الأعزل، وإذا كنا نشكو الآن من "الوهابية الجزئية" الموجودة في مصر، فالبديل للنظام الحالي، هو ليس " الوهابية الكاملة فقط "، بل (والذبح والإبادة) ؟؟؟

ولا يفهم من ذلك إن النظام الحالي هو نظام عادل وجيد، بل هو نظام ظالم وسيء، لكن البديل المطروح له هو الأشد ظلماً والأكثر سوءاً. وقداسة البابا يدرك ذلك بشكل جيد، وكذلك المجمع المقدس، والاكليروس، وكل من له دراية بروائح الطعام الذي يعد للأقباط داخل المطبخ السعودي.

وقداسة البابا شنودة (أطال الرب حياته، ويأخذ من عمري ليمد في عمره) يعيش أيامه متقلباً على جمر من نار، لأن قداسته يرى مالا يمكن أن نراه، ويسمع مالا يمكن أن نسمعه، ويعرف يقيناً إن كلمة تصدر منه أو أي قرار يتخذه، سوف يتأثر به مصائر 14 مليون إنسان، غالبيتهم من الفقراء المعدمين، الذين عادة ما يكونوا أول المتأثرين، وبعيداً عن الشعارات البراقة، فالواقع يفرض على الراعي الحفاظ على رعيته من الإبادة، لذلك كان قرار البابا بانتخاب مبارك.

فليت هؤلاء الأخوة يتحلون بالحكمة، ويقفون خلف كنيستهم صفاً واحداً، لأن الأوضاع لا تحتمل أي انقسامات خصوصاً في أمور تتعلق بمصير شعبنا المسكين المرتهن داخل وطنه. 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون