مؤتمر زيورخ
1-
المطلوب تحقيقه كثير جداً ، ولا أعتقد إن مؤتمر زيورخ بمفرده يمكن
تحقيقه دفعة واحدة ، إنما كان المؤتمر بمثابة الخطوة الأولى من
رحلة الألف ميل ، فالاستجابة الدولية لحقوق الأقباط ، رغم عدالتها
ومشروعيتها ، إلا إنها ليست بالأمر الهين ، لتشابك مصالح الكثير من
الحكومات الغربية بالحكومات العربية الرافضة لمعالجة قضية الأقباط
، مثل مصر والسعودية .
وللغرب
مصالح قوية مع هذين الحكومتان ، بعضها بترولي ( السعودية ) والآخر
سياسي ( استمرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل )، وهناك معضلة
أخرى شديدة الإيلام ، وهي هوية الأقباط العقائدية ، وهي هوية شديدة
الخصوصية والتعقيد ، والتي أثرت على حرارة الدعم والتأييد من جانب
قيادات الكنائس العالمية الكبرى ، التي ترى في الكنيسة القبطية
خصماً عقائدياً خطيراً منذ مجمع خليقدونية ، وتربط التأييد بمقدار
ما تتنازل عنه الكنيسة القبطية من مواقفها التاريخية والمعاصرة من
بعض العقائد والتشريعات والسلوكيات داخل الكنائس الغربية .
وعلى
الجانب الآخر ، بنيل دعم التيار المصري المعتدل ، أمراً ضعيفاً
جداً ، لأن هذا التيار مضغوطاً عليه من تيار التعصب العام ، سواء
في الشارع المصري ، أو الشارع العربي بشكل عام .
2 - بالطبع
هناك جدوى لعقد مثل هذه المؤاتمرات ، وسوف تتحق نتائجها على المدى
البعيد ، أما على المدى المنظور فسوف تهييج الحكومة ويجعلها تتخذ
اجراءات انتقامية تمررها من أسفل المائدة ، لكنها سوف ترضخ في
النهاية تحت إصرار استمرار مطالبة الأقباط بحقوقهم ، والأمر معول
بدرجة كبيرة على أقباط الداخل ، ولكنه سوف يتطلب تضحيات شاقة منهم
، أقلها احتمال السجن والاعتقال والملاحقة ، وهنا يأتي دور أقباط
المهجر بإلقاء الضوء على ما يعانونه في سبيل نيل حريتهم وتحقيق
مطالبهم .
3
- الخطوات التالية
لتحريك قضية الأقباط ، تتخذ عدة محاور ، المحور الأول :
+ دعم أقباط
الوطن لثباتهم على الإيمان ، ولا سيما الفقراء ، خصوصاً وإن 85 %
من أسباب ارتداد الأقباط في مصر تعود إلى الفقر والاحتياج.
+ التسيق مع
قيادات الكنيسة القبطية ( في الداخل والخارج ) قدر الإمكان ،
والحرص على وحدة الصف ، وبذل المزيد من المجهودات لشرح وجهات نظرنا
للكنيسة وإن هدفنا هو مساعدتها وليس مناؤتها ، ويوجد داخل هذه
القيادات أبطال لا يقلون شجاعة عن مناضلي أقباط المهجر ، وانا
أتحدث هنا من واقع معرفة وخبرة .
+ فتح قنوات
للاتصال مع قيادات الكنائس الغربية ، واختيار النماذج الطيبة منها
لنيل دعمها ، وتنشيط العلاقات مع منظمات حقوق الإنسان العالمية .
+ الوصول إلى
أقباط المهجر ، وشرح مطالبنا لهم ، ومحاولة تثقيفهم ( دينياً )
بالإتيان بنماذج من الكتاب المقدس ، ومن تاريخ الكنيسة ، كافحت من
أجل الدفاع عن الحق ، وإن المسيحي لابد أن رجلاً في الإيمان وفي
الدفاع عن الحق ، وان الوداعة لا تعني أن نكون ملطشة للناس ،
والساكت عن الحق مشارك فيه ، والسيد المسيح علمنا أن نشهد للحق
وندافع عنه حتى الموت .
+ قضيتنا معروفة تماماً لإخواننا المسلمون ، ليس داخل مصر وحدها ،
بل وداخل السعودية
|