فرقعة إعلامية لا مسيحية
نشر في صفحة
بريد القراء بصحيفة الشرق الأوسط (المطبوعة)
20 يوليو 2005 العدد 9731
* تعقيبا على
خبر استياء من تلويح عضو كونغرس بتدمير الكعبة إذا تعرضت أميركا
لهجوم إرهابي المنشور في 19 يوليو (تموز)، أود الإشارة إلى أن
الموضوع لا يتعدى أن يكون تصريحا من رجل سياسي يميل إلى الفرقعة
الإعلامية، وليس له أدنى صلة بأية عقيدة مسيحية. ولقد سمعنا الكثير
من مثل هذه التصريحات عقب اعتداءات سبتمبر (ايلول)، ولم ينفذ أي
منها لأن الاعتداءات على المقدسات مرفوضة أخلاقياً وسياسياً،
والتاريخ أثبت ذلك. لكن هناك سؤالا مهما يجب طرحه وهو: إلى متى
سنظل نستهين بالقوى العظمى القادرة على فعل ذلك في لحظة انتقام
مجنون؟ أليس من الحكمة عدم استفزازها في أرضها ؟ أليس من حق أية
دولة تتعرض لهجوم نووي، أن ترد عليه بالمثل؟ إن العنف يولد العنف،
والمطلوب منا هو السيطرة على عنف متهورينا.
ما يحدث في العراق هو موت عبثي
تعليقاً على
خبر (العراق: 33 قتيلا كل يوم)
المنشور بالصفحة الاولى (الأخبار) بصحيفة الشرق الأوسط (الاكترونية)
20 يوليو 2005 العدد 9731
عندما يسير أب مع ولده في
الطريق، ثم يفاجأ بطلق ناري مباغت يستهدف ولده نراه يبعده ويتلقى
هو الطلقات أو يحميه بجسده. حينذاك يقول الناس عنه إنه ضحى بحياته
مقابل حياة ولده، أي أنه لم يمت عبثاً.
نفس الأمر في أوقات
الحروب، حيث الأعمال البطولية الفدائية التي تضحي بالنفس من أجل
المقدسات والوطن والأهل. لكن ما يحدث في العراق هو موت عبثي بدون
أي مقابل وبدون تحقيق أي أهداف أو فوائد، فهو إذن عمل شيطاني هدفه
سفك الدم، وإلا فما معنى أن يقتل أطفال ونساء وشيوخ ومواطنون
عابرون؟ ماذا عاد على العراق من خير نتيجة قتل 33 فرداً من مواطنيه
كل يوم ؟
تهديد الغريب لا يقاس بما فعله
القريب
تعليقاً على
خبر (كير تطالب قادة الحزب الجمهوري
بالاعتذار عن تصريحات «تدمير مكة»
والمنشور بالصفحة الاولى (الأخبار) بصحيفة الشرق الأوسط (الاكترونية)
20 يوليو 2005 العدد 9731
االثابت
في التاريخ أن أغلب الذين اعتدوا على المقدسات الإسلامية هم من
المسلمين: - قام الحصين بن نمير بمحاصرة مكة ورمى الكعبة بالحجارة
والنار فأحرقت الكعبة وتصدع منها ثلاثة مواضع واحترق ما كان فيها
من خشب وما عليها من كسوة. ( الطبري : تاريخ الخلفاء ج 5 ص 496). -
اقتحم الشاميون مدينة رسول الله بقيادة مسلم بن عقبة المري وأباحها
لجنده ثلاثة أيام سفكوا فيها الدماء ونهبوا الأموال وسبوا النساء-
ويذكر أيضاً قيامهم
بما هو أبشع من ذلك. ولم يكن هذا نتيجة عداء للدين الإسلامي، لأن
المعتدين كانوا من المسلمين وينفذون أوامر الخليفة! بل كان لصراعات
سياسية، وتكالب على الحكم والسلطة والنفوذ. فلماذا لا يعرف
المسلمون هذه الحقائق حتى يتأكدوا بأنفسهم بأن تهديد هذا الغريب لا
تقاس بما نفذه القريب؟
[
مع خالص الشكر والتقدير والأحترام لصحيفة الشرق الأوسط الغراء ،
والتي أثبتت بالفعل إنها رائدة الصحف العربية في مجال احترامها
لحقوق الآخر في التعبير عن آرائه ].
صموئيل بولس
عبد المسيح، NL، 20/07/2005
|