تماضر جوهر


  26   مايو  2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

راءى المرأة  المثقفة فى الاستفتاء  الشعبي والديمقراطية فى مصر
 
لن يكون مجرى حديثي هنا إذا كان هذا الأستفتاء شعبياً أم لا، ولكني أود الإشارة إلى تعليقات أفراد الشعب وخاصة المرأة في هذا الخصوص.
 
رأينا خلال القنوات العربية الفضائية التعلقات المتوقعة مسبقاً من الشعب معظمها لا يشوبها الأمل لسمة تغيير حقيقي لعدم وجود شفافية وفقدان الثقة في نزاهة العملية هذا بدون التطرق إلى أوجة الأعتراض أو التأييد لمضمون التعديل. أشد ما أعجبني كانت المرأة.. المرأة التي دائماً يحذوها الأمل لغد أفضل وأشراقة شمس أسطع. فما قالته المرأة التي عبأوها في شاحنات للذهاب للإدلاء بصوتها: أن هذه الخطوة ما هي إلا البداية وسوف تليها خطوات أخرى كثيرة في طريق الأصلاح. ماهذا الأمل الذي يملآ المرأة. أن الله لم يجعل المرأة تحمل الحياة في أحشاءها من فراغ، لقد أعطاها أيضاً أن تحمل آلام أمة في مخاضاها. أمة تآمل أن تخرج من هذه الولادة المتعسرة بطفل جميل يملآ حياتها بتغيير شامل كانت ترجوه ملياً في أيام عنوستها وأيام عقرها.
 
لقد أرجعني هذا التعليق إلى موقف الصلب. أين كان التلاميذ من المسيح أيام الصلب؟ فمن خانه ومن نكره ومن أختبأ خوفاً. وأين كانت المرأة؟ كانت تتبعة خطوة بخطوة. تمسح عرقة ودمه النازف، تبكي تحت أقدام الصليب وتحمل له الأطياب في الغد لتحنيطه. نرى أيضاً في حالات أختطاف الفتايات القبطيات من يقف في الصف الأول مدافاعاً؟ الأخت تدافع لأسترجاع أختها والأم تدافع لأسترجاع أبنها.
 
والرجال؟؟  نرى الرجال يقومون بالمظاهرات وينظموها. جميل جداً فنحن بحاجة أن يعبر الشعب عن رأيه ولكن ما أستوقفني هو الرفض الكامل. نعم لقد جثم الرئيس على أنفاس شعبة فترة ربع قرن تمت فيها خروقات كثيرة، أبتداء من لقمة عيش المواطن إلى أدميته ولكنه ظل صامتاً بلا حراك يتقبل الصدمة تلو الأخرى في أنتظار معجزة. ومن الملفت للنظر أنه في أنتظاره لحدوث هذه المعجزة كانت الأصوات تتعالى بمعجزة من الداخل وهو قمة الأستخفاف لأن المعجزات دائماً لا يمكن ترتيبها مسبقاً وإلا أصبحت فعلاً من الداخل. ولكنني كنت أتوقع أن يقدم المسئولون عن الحركات والأحزاب أفكار أعمق من هذا التعديل، أو أن يطالبوا بتطبيق دستور 1954 برمته كبديل للدستور الحالي إذ أنه بشهادة الجميع يعد من أكمل دساتير مصر التي وضعت وساهم فيها قمم أساتذة القانون. كنت أتوقع لصالح مصر أن يجتمع الجميع لتقديم خطة مبسطة للحكومة تطالب بتعديلات جوهرية "مدروسة"حتى إذا أضطر هذا إلى تمديد الفترة الحالية لمبارك بعام إضافي فقط للحفاظ على الأستقرار المدني أو تشكيل حكومة أنتقالية لغرض الوصول إلى تعديلات مدروسة بعناية فائقة وليست "مفصلة" تسمح بتقنين حياة الشعب المصري العظيم للأعوام القادمة.
 
إن أهم من تعديل المادة 76 وهو تحديد سلطات الرئيس وإلا أصبح كل من يجثم على أنفاس المصريين دكتاتور بمعنى الكلمة سواء دامت فترة رئاستة مدة واحدة أو عدة مدد. إن تحديد السلطات وتحديد فترة الرئاسة من شأنهما تفعيل قانون المسائلة، إذ أن الرئيس وأعوانة من الوزراء أو المخابرات ليسوا محصنين ضد المسائلة. ولقد كان لنوال السعداوي النظرة العميقة بطلبها رفع الحصانة عن أعضاء مجلس الشعب. فإن الحصانة في مصر تعطى أبتداءاً من أعضاء مجلس الشعب، فما بالك بالرؤوس الهامة؟؟ أنا لا أستطيع فهم سبب إعطاء حصانة لأعضاء مجلس الشعب؟ هل هو لحمايتهم من الأفراد الذين أعطوهم أصواتهم، أو هو حمايتهم من قانون صوري لا يطبق إلا على الغلابة، أم لحمايتهم أثناء دخولهم فقط مطار القاهرة محملين بما لذ وطاب لخراب مصر؟
 
إن عدم خوض إي من معارضات الشارع المصري لأمور هامة مثل هذه يوضح نيات سيئة في الرغبة بالأستبداد بالحكم وبالشعب المصري لحقب أخرى تحت أسماء رؤساء أخرين من تجمعات أخرى. كنت آمل من المعارضة أن تقوم بتوعية الشعب البسيط بحقوقة المدنية والسياسية وكيفية التمتع بها. وأنا لا أبالغ القول حين أقول أنني أجهل تمام الجهل عن كيفية ممارسة هذه الحقوق بمصر على الرغم من الشهادات التي أحملها و خبرات العمل. أننا بمصر لم ندرب على المشاركة السياسية أو المدنية. لقد غضب الكثيرين من تعليق رئيس وزرائنا حول تعليم المواطنين المصريين الديمقراطية. أن رئيس الوزراء جد محق في هذا التعليق وليس يجب إلقاء اللوم عليه فإن اللوم يقع على عاتق الحكومة التي تضع مناهج التعليم وتسيطر على قنوات المعلومات من إذاعة وتليفزيون وصحف. أن نسبة الجهل في مصر مرتفعة جداً ونسبة الفقر مرتفع أكثر. أن الأصوات بمصر تشترى وهذه ليست بخافية على أحد. هل يدرك المواطن البسيط مدى أهمية الصوت الأنتخابي؟ هل يدرك كيفية سن القوانين وكيفية المشاركة لتغيير قانون؟ نعم أن المواطن البسيط أمامة الكثير لتعلمة في طريق الديمقراطية الحقيقية وليست ديمقراطية النعم واللا. فهذه ليست ديمقراطية ولكن ضحك على الذقون. الديمقراطية الحقيقية في المشاركة الفعالة لتفعيل القوانين والحصول على الحقوق من خلال القوانين والمسائلة لكل من تؤول له نفسة المساس بحقوق المواطن وحقوق المواطنة. أن في البلاد المتقدمة تبدأ عملية التدريب على الديمقراطية منذ دخول الطفل المدرسة الأبتدائية، أولاً عن طريق ممارسة مصغرة في التعامل، تنتقل بعدها إلى زيارات إلى البرلمان للتعرف على مبني البرلمان من الداخل وكواليسه ولا مانع من مشاهدة جلسات.
 
أخيراً أطالب بإعطاء فرصة أكبر للمرأة للمشاركة في بناء مصر فهي دائماً حاضنة للتقدم والتنمية. إن الدراسات الدولية تشير إلى دور المرأة الغرائزي في حماية البيئة والتنمية وتحملها لمهام مضاعفة عن الرجل في تنمية المجتمعات الصغيرة. إن أدم سميث بنى قانون الأقتصاد على فكرة المنزل ونحن نعرف من يدير دائماً المنزل، وتعد السيدة/ تاتشر مثال للمرأة التي بإمكانها تغيير الأشياء إذا سمح لها بذلك بدون تخويف أجتماعي وترهيب ديني.
 
وهنا أطالب نساء مصر بخلق تجمع يقدم رؤية جديدة لخروج مصر من هذه الأزمة إذ أن كل من الحكومة والمعارضة قد نضب فكرهم ومنهمكين في أستعراض القوى الذي سيؤدى إلى الدمار.
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون