الرد على
مقال
الدكتور حمدي زقزوق لمقالة الأهرام 22/6
أوقاف الأقباط والحرية الدينية
بقلم اد. وحيد
حسب الله
رداً على ما جاء في مقالة الدكتور محمود حمدي زقزوق في جريدة
الأهرام القاهرية بتاريخ 22 يونيو والذي يطالب فيها بمقعد أو
مقعدين على الأقل للعالم الإسلامي في مجلس الأمن . نحن لا نعترض
على أن كل دولة لها الحق أن تطالب بمقعد لها في مجلس الأمن أو أي
منظمة دولية ، لكن المفاجأة كانت في المنطق الذي صاغ به السيد
زقزوق طلبه . فهو يقول "
فعالمنا المعاصر مختلف تماما عن عالم ما بعد الحرب العالمية
الثانية عندما ظهر التشكيل القائم لمجلس الأمن"
ونحن نتعجب من هذه العبارة ، فهو كما يعلم الكل وزير الأوقاف في
مصر والتي استولت على أوقاف الأقباط ويماطل هو ووزارته في رد هذه
الممتلكات للكنيسة القبطية حتى الآن ، ولم يقل في لحظة ما أن
العالم اليوم يختلف عن العالم الذي ظهر فيه قانون الإصلاح الزراعي
الذي به استولت وزارته على أوقاف الأقباط ؟ أو عند ظهور الإسلام
من 1400 سنة وبالتالي لا يجوز الاستمرار في ممارسة نفس قواعد
الشريعة في عالمنا اليوم واعتبار كل من تسول له نفسه بترك الإسلام
أن يقتل بقانون الردة الذي سن من 1400 أو مواصلة معاملة غير
المسلمين طبقاً لقواعد الشريعة الإسلامية التي كتبت من 1400 سنة
ومنع المسيحيين وغيرهم من بناء بيوت العبادة أي الكنائس إلا بعد
رحلة عذاب طويلة .
فيا ليت السيد زقزوق يبدأ بتطبيق هذه القاعدة في معاملة غير
المسلمين ورد الممتلكات المسلوبة في وزارته للكنيسة القبطية
وتعويضها عن الخسائر التي تحملتها منذ الاستيلاء على أوقافها.
وإذا أخذنا العبارة التالية " ولم يعد معقولا ولا مقبولا أن تظل
ظروف ما بعد الحرب العالمية الثانية منذ ستين عاما هي الحاكمة
لعالمنا الذي يشهد كل يوم تطورات متلاحقة ومتغيرات متسارعة فضلا
عما شهده العالم في العقود القليلة الماضية من ثورة علمية
وتكنولوجية وطفرة هائلة في الاتصالات والمعلومات." وقمنا
بصياغتها على النحو التالي بما يتماشي مع نفس منطقك ونقول :"
ولم يعد معقولا ولا مقبولا أن تظل ظروف ما بعد ظهور الإسلام منذ
1400 سنة هي الحاكمة لعالمنا ...الخ".
إذن يعز عليك أن تقبل تكوين مجلس الأمن في صورته الحالية والتي
تكونت منذ ستين سنة ، فلماذا تنادي وتدافع عن تطبيق الشريعة
الإسلامية التي ظهرت في ظروف خاصة لمجتمع بدوي خاص منذ 14 قرن .
أنا لا افهم من أعطاك الحق في أن تنتقد تكوين مجلس الأمن الذي
نشأ في ظروف عالمية لا تعنيها التكتلات الدينية وتحاول أن توهم
القراء أن الدول الممثلة فيه حالياً هي دول مسيحية وأنت تعلم جيدأ
أن هذه الدول لا علاقة لها لا بالمسيحية ولا غيرها وتريد أن تحول
مجلس الأمن إلي تكتلات دينية حتى تعم الفوضى من جديد في عالمنا
الذي إذا نظرنا فيه نجد أن التيارات الإسلامية التي تدافع عنها
تعرض أمنه للخطر . فأنه من الحكمة أن يستمر مجلس الأمن في رفض
تعبيركم الخطير بوجود " دائم لكتلة الدول الإسلامية المنضوية
تحت لواء منظمة المؤتمر الإسلامي " . وإذا نظرت بنفسك وبأمانة
لكنت قد أستنتجت أن منظمة المؤتمر الإسلامي لم تنجح ولو مرة واحدة
في حل مشكلة ما بين دولتين إسلاميتين ، فما بالك في حالة مشكلة
دولية ؟ قل لي من الذي قام بحل مشكلة السودان ودارفور ؟ هل نجح
المؤتمر الإسلامي في منع اندلاع الحرب بين إيران والعراق والتي راح
ضحيتها ملايين من البشر؟ فتاريخ منظمة المؤتمر الإسلامي وعلى
شاكلته جامعة الدول العربية لم ينجحا في حل أية مشكلة بين الدول
الإسلامية أو العربية ؟
فالحكمة تقتضي أن تتقدم أية دولة ترى أنها تستحق أن تكون لها عضوية
في مجلس الأمن بطلب ذلك ، ولكن بشروط أن تكون هذه الدولة تحترم
الحقوق الأساسية للإنسان والحريات العامة وأن يكون نظامها ديمقراطي
، وأن يتمتع شعبها باحترام القائمين على إدارة الدولة . ولا أعتقد
شخصياً أن بين الدول الإسلامية دولة واحدة ينطبق عليها هذه الشروط
.
سيادة الوزير أن مجلس الأمن في حاجة إلي أعضاء قادرين في وقت الشدة
والأزمات بالتدخل السريع لحل هذه الأزمات ، وليس العكس . والخبرة
تعلمنا ، على سبيل المثال لا الحصر، أن الدول التي تتكلم عنها
للحصول على مقعد دائم هي دول تشجع على الإرهاب ولا تحترم حقوق
الإنسان ولا الحريات ، بل العكس كما يحدث في مصر وأنت سيد العالمين
من اضطهاد للأقباط والقانون الهمايوني والشروط العشرة لبناء
الكنائس ، هذا غير ما تقومون به من تشجيع لخطف واغتصاب واسلمة بنات
الأقباط طبقاً للقرارات الذي تقررت في مؤتمر جدة للبلاد العربية
والإسلامية سنة1955،
بالإضافة لسجن وتعذيب كل شخص يترك الإسلام ويتنصر . هل تريد لدولة
مثل مصر أن تحصل على مقعد دائم في مجلس الأمن . إذا حدث ذلك سيكون
ليس مجلس أمن ولكن مجلس إرهاب ! كيف تحصل مصر على مقعد دائم في
مجلس الأمن وهي حاصلة على مقعد دائم في مجلس التزوير العالمي في
الانتخابات وفي هضم حقوق الأقباط وشهادة نوبل في اضطهاد الأقباط !
حسناً قلت يا سيادة الوزير " هذا كلام (أقصد ما تطالب به) يعد
من قبيل الهزل في وقت الجد
"
هل أنت واثق أن منظمة المؤتمر الإسلامي ستنجح في إقناع الثماني
وخمسين دولة بالتنازل لدولة واحدة للحصول على مقعد دائم في مجلس
الأمن؟
أما عباراتك الأخيرة فتمثل تهديد ووعيد لدول العالم الحر لو رفض أن
يقبل بهذا المبدأ الخطير وهو التمثيل الديني في المنظمات الدولية .
يبدو أن لك اتصالات وثيقة بالجماعات الإرهابية والتي تلمح بها في
هذه العبارة بعد الاتفاق
بالتعاون الديني مع السعودية والذي وقعتموه بالنيابة عن مصر منذ
4/5 أسابيع مع وزارتهم المكلفة بالكراهية والتعصب وتكفير العالم
اجمع باستثناء الواهبين العرب.
أطمئن يا سيد زقزوق ، فالعالم كله سمع صوتكم من خلال اضطهادكم
للمسيحيين وقتلكم لهم وحرق كنائسهم في جميع الدول الإسلامية ، هذا
غير العمليات الإرهابية الكبرى مثلما حدث في نيويورك ومدريد وغيرها
من العواصم الأفريقية .
|