الزرقاوي
إرهابي وهابي
"من يربي ثعبان لابد أن يلدغه يوماً"
يقلم: دكتور وحيد حسب الله
خطف
رئيس البعثة المصرية في بغداد يضع أمام ضمائر المصريين وخاصة
المسئولين (إن كانت ضمائرهم مازالت فيها جزء لم يصب بعد بسرطان
الوهابية الفتاك) سؤالاً هاماً وهو ماذا أستطاع أن يجني الشارع
المصري من تشجيع الإرهاب الوهابي في العراق ؟ هل شفع فيهم هذا
التشجيع ومنع الوهابيين الإرهابيين من خطف السفير إيهاب الشريف ؟
وكما قرأنا أنهم اعتبروه في حكم
المرتد عن الدين وتطبيق حد الردة عليه ؟ في مثل هذه المواقف من
الأفضل للرئيس الوهابي المصري أن ينسحب بلا رجعة وأن يطالب الشعب
المصري بإقالة ومحاكمة المسئولين عن الصحافة القومية والحزبية
والصفراء الذين ألبسوا ثوب المقاومة ضد المحتل وشرف الجهاد
الإسلامي للإرهابيين الوهابين المجرمين المرتزقة في العراق وعلى
رأسهم هذا الزرقاوي تربية المدرسة
الوهابية السعودية الفاشلة وبن لادن .
لقد كان بعض المصريون من بين ضحايا الخطف لهذه الجماعات
الإرهابية الوهابية ومع ذلك لم تتعظ الصحف المصرية وأصرت على
الاستمرار في إعطاء لقب المجاهدين والمقاومين لهؤلاء الوهابيين
الإرهابيين ، كل ذلك بتشجيع من صفوت الغير شريف الوهابي بصفته
رئيس مجلس الشورى والمسئول عن كل ما يخص الإعلام والصحافة .
ومن يراقب عن كثب ما يحدث في الساحة الشرق أوسطية لابد له أن
يفاجأ ليس فقط بازدواج الشخصية العربية ، بل بانعدام هذه الشخصية
. فمن غير المعقول أن يكون الرئيس الوهابي المصري يستقبل مسئولاً
عراقياً رفيعاً كرئيس وزراء العراق ويعده بالمساعدة باستقرار
الأمن في العراق وفي نفس الوقت تطلع علينا الصحف المصرية تهلل
لعمليات شجاعة وجريئة للمقاومة العربية بقيادة هذا
الزرقاوي عميل تنظيم القاعدة
الإرهابي .
لنا أن نتساءل لماذا أنقلب الزرقاوي
على أسياده الوهابيين وقام بخطف السفير المصري؟ ولماذا
هذه الحملة المسعورة التي يقوم
بها هو وجماعته ضد البعثات
الدبلوماسية وخاصة العربية والإسلامية ؟
اعتقد أن الإجابة على هذه الأسئلة في غاية البساطة وهي أن هذه
البعثات العربية والإسلامية كانت هي مصدر التمويل المالي والحربي
له ولجماعته وقد قاموا بإيقاف هذا التمويل والتشجيع مما جعله في
مآزق لا يحسد عليه ، بل أعتبر ذلك خيانة ولذلك أخذ في خطف وقتل
الذين خانوه .
ومن حقنا أن نتساءل أيضاً هل كان للسفير المصري دور بين حكومته
وتنظيم الزرقاوي ؟
وتذكرنا هذه الأحداث المؤسفة بالمشكلة الفلسطينية حينما تدخلنا
بالمال والعتاد والأرواح لمساندة المقاومة الفلسطينية وكانت
النتيجة أن فقدنا الكثير من زهرة شباب مصر بالإضافة إلي بلايين
الجنيهات التي كانت مصر والمصريين في أمس الحاجة إليها بدون
فائدة تذكر ومع ذلك نكرر نفس المأساة مرة أخرى بمساندتنا بما
يسمى "المقاومة العراقية" .
أن ما حدث لسفير مصر في العراق يدق ناقوس الخطر بأن الموقف
الإعلامي المصري لم يكسب رضا الزرقاوي
وأمثاله بتمجيدهم لإعمالهم الإرهابية (بما تزعمون بأنه مقاومة
شرعية) وأن الوقت قد حان أن تسمى الأشياء بأسمائها الحقيقية وأن
ما يحدث في العراق بقيادة هذا الزرقاوي
وجماعته الوهابية ما هو إلا دليل على سياسة الوهابية في سفك
الدماء والإرهاب والبطش .