الرئيس
"المنتخب" لا يتمتع بالشرعية؟
بقلم دكتور
وحيد حسب الله
صرح
رئيس اللجنة العليا
للانتخابات المستشار ممدوح مرعي في مؤتمر صحفي بان الرئيس مبارك
حصل على 88.5% من
أصوات الناخبين
المسجلين وان نسبة المشاركة لم تتعد 23%.
.
هكذا تم إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر
ببساطة وسذاجة من القائمين على الحكم في المحروسة . وهذا يدل على
مدي احتقار هؤلاء للشعب المصري وعقليته وتضليله وغشه .
والآن على الرئيس "المنتخب" أن يسأل نفسه بعد أن
يستعيد وعيه هو ومن حوله من الطغاة ما معنى أن 25 مليون مصري من
الناخبين على الأقل لا يريدونه ؟ ما معنى أن أقليته تحكم مصر من
جديد بإدعاء ديمقراطية مزيفة معتقدين أن العالم سيبلع بسهولة هذه
الطبخة الانتخابية التزويرية التي فاحت رائحتها في العالم أجمع .
هل يستطيع أحد أن يعطي الشرعية لنظام فشل في الحصول
على أصوات غالبية المسجلين في جداول الانتخابات في اختيار الرجل
الأول الذي سيحكمهم ؟ في الدول الديمقراطية يفسر هذا السلوك من قبل
الناخبين بأنه المقاطعة الواضحة والحاسمة التي لا تقبل الشك
للنظام الذي لا يعرف شيء يعمله إلا التزوير واستخدام كل الطرق
الملتوية والرشوة للبقاء في السلطة خوفاً من تدور عجلة التاريخ
ويلقى نفس مصير كل ديكتاتور استبد بشعبه . أن هذه الانتخابات
المطبوخة والمزيفة زادت من الهوة التي تفصل بين الشعب ورئيس
الجمهورية ، الشعب الذي فقد الثقة كليةً بالرئيس المختبئ من سنتين
في شرم الشيخ .
وبما أن النظام القائم والمستمر (بعد الانتخابات
المزورة) تعود ألا يأخذ في الاعتبار رأي وموقف الشعب منه ، معتبراً
إياه غير كفء وغير مؤهل للحياة الديمقراطية (كما أعلن رئيس الوزراء
المصري في أمريكا) على الرغم من أن الشعب أثبت من خلال تنظيمات
متعدد وجديدة في المجتمع المصري أظهر استياءه من الطبقة الحاكمة
بالمظاهرات السلمية ، مطالباً النظام الفاسد بالرحيل وترك الحكم
لآخرين أكفاء بإعادة الحياة الديمقراطية وتشغيل عجلة التقدم
الاقتصادي والصناعي والاجتماعي التي تدهورت في البلاد بسبب الفساد
والرشوة وتشجيع التدين الشكلي الوهابي المريض والمتخلف . لذا لابد
من الآن فصاعداً أن ينتبه الرئيس وحاشيته من الغضب الآتي من الشعب
الذي سوف يكون مستيقظاً ومراقباً لهذه الطبقة الفاسدة ، لعل ضميرها
يستيقظ من النوم العميق أو يفوق ضميرها من التخدير ، ولو أنني غير
متفائل لأن الطبع يغلب المتطبع .
هل سيكون الرئيس وحاشيته قادرين بعد هذه الهزيمة
النكراء وإصرارهم على البقاء في الحكم أن يصالحوا جموع الشعب
المصري بتحقيق الوعود الانتخابية البراقة ، أما ستعود ريما لعادتها
القديمة ويتولي حبيب العادلي الظالم محاسبة ومعاقبة كل من تجرأ
وعارض الرئيس وعصابته أثناء الحملة الانتخابية وإسكات أصواتهم مرة
أخرى للأبد .
فالنظام الجديد لا يتمتع بأية شرعية ، ولكي يكسب
شرعيته عليه بالعمل ليلاً ونهاراً حتى يكسب رضا الشعب . لقد كسبت
المعارضة أعداد كبير من الشعب وهي بذلك تشكل قوة حقيقية قادرة على
أن تلفظ النظام وحاشيته ومحاسبته في أية وقت.
ولا يفوتنا هنا أن ندق ناقوس الخطر لما بدأ يظهر على
الساحة المصرية من بعض الكتاب المأجورين من النظام الوهابي بأن
أصوات الأقباط هي السبب في نجاح حسني مبارك حتى يطبقوا المثل
الإنجليزي "فرق تسد"
وإيهام المسلمين أن الأقباط وصل نفوذهم وسيطرتهم وتأثيرهم حتى في
انتخاب رئيس الجمهورية . وحتى لو كان ذلك صحيحاً ، فلن يتمر في
الرئيس طبعاً لجحوده وكراهيته المعروفة للأقباط ، فضلاً عن اضطراره
لتنفيذ صفقة بيع الأقباط للسعودية الوهابية . لكن من يروجون لهذه
الأكاذيب يتناسون أن من النادر أن ينجح قبطي واحد في انتخابات مجلس
الشعب أو الشورى أو المحليات حتى في حي شبرا ، فكيف يؤثر الأقباط
على نتيجة انتخاب رئيس الجمهورية ؟ هل تعنى هذه التلميحات استمرار
مبارك وحكومته في تنفيذ المخطط الوهابي باضطهاد الأقباط وزيادة
الضغط عليهم وتهميشهم وتشديد الأوامر بالإسراع في اسلمتهم بالقوة
وبكافة الطرق الدنيئة .ماذا فعل مبارك للأقباط عندما استولي
المتطرفون المسلمين في المرج منذ عشرة أيام على أرض ملك الكنيسة
لبناء مسجد في ساعات تحت حماية قوات الأمن وقاموا بالاعتداء على
الشعب القبطي وممتلكاته ؟ لم يفعل مبارك أية شيء حتى هذه اللحظة !
لم يأمر بأن ترد أرض الكنيسة للكنيسة ! فليس من المعقول أو المنطق
أن ينتخب الأقباط رئيساً متعصباً يكرههم ، ويضطهدهم . فمبارك
وحاشيته يستعبدون الشعب المصري مسلمين وأقباط بكافة الطرق والوسائل
ومن بينها الدين والوهابية مقابل ما يتقاضوه من رشاوى من السعودية
. فلا تهمهم مصر ولا شعب مصر ولا رخاء الشعب المصري وكرامته وحريته
، فلقد تعهدوا إلا يتركوا مصر قبل أن يبيعوها كاملة للوهابيين .
سوف يندم المسلمين والأقباط من الذي فعله مبارك وحاشيته بهم وأقرب
الأمثلة شعب سيناء . أتمنى من الله إلا يسمح بدمار مصر على أيدي
هؤلاء الخونة اللذين باعوا بلدهم بالمال الوهابي الحرام.
|