تهديدات للكنيسة والأمن ينسحب والكهنة تحل مكان عملهم في التأمين
سالت دمائة وترك رعيته .. وطفليه وزوجته
تحقيق : يسـي حنــا
علي رصاصات الغدر ترتل الملائكة بزفاف الشهداء حال صعودهم ألي السماء ،فإن أرض سيناء شهدت كثيراً من الحروب بكافة أنواعها وأرتوت أرضها بدماء شهداء الوطن ، وبعطر دمائهم تطيب الشعوب بها، ولكن لم تهدء وتيرة الدماء في تلك الأرض المباركة ، فلازالت تفتح شقوق رمالها لترتوي من دماء الشهيد " القس مينا عبـود شاروبيـم " راعي كنيسة الشهيد مار مينا بالمساعيـد بالعريش ، الذي أستقبل جسدة تسعة رصاصات غادرة بعد ظهر السبت الماضي أمام كنيستة ، في ظل غياب أمني بمحيط الكنيسة ،ليترك الأرض مسافراً للسماء مرتلاً أنشودة " وطنـي الحقيقي في السموات .. وطني الحقيقي فوق مع يسوع" .
عاش محباً ... ومات شهيـداً
هو صليب عبود شاروبيم الذي ولد بأرض الطيبة والحنين بمحافظة أسوان في
16/9/1974 ، وتعرض في طفولتة لحادث سيارة ، خرج منها سالماً ، وذهب والدة فقيداً ، وله شقيقين هو أكبرهم سناً وهم " جون ، مينا "
وتولة الدتة تربيته ، بعد وفاة والده ، وغرست بة المحبة للكنيسة ، والالتصاق بها ، حيث أنها علي صلة وثيقة بالكنيسة ، وكانت تعمل بوزارة التربية والتعليم .
انتقاله للقاهرة .. وتأسيسة لمدرسة ‘‘إسطفانوس‘‘ للألحان
تلقي " صليب عبود" القس مينا ، دراستة التمهيدية بمحافظه أسوان ،ثم ألتحق بكلية التجارة جامعة عين شمس ، وسكن القاهرة بأحد بيوت المغتربين . .
ومن ثم عمل بأحد شركات السيراميك ، وأنتقل للعمل كمحاسب باحد المدارس ، كما كان محبا للألحان ، وأشتهر بصوتة الرنان ذو النبرة الملائكية ، فكانت حياتة الروحية غالبة علية حيث ،أنتمي لكنيسة " السيدة العذراء بالأميرية ،ولتميز صوتة عن رفقائة ، وبدء في تأسيس " خورس من الشمامسة " بأسم ‘‘الشهيد إسطفانوس ’’، ونظراً لحبة الشديد بالخدمة أسس مدرسة تابعة للكنيسة بذات الأسم لتعليم الآلحان والطقوس القبطية وذلك عام 2006 ولا زالت تعمل حتي الأن بادارة عدد من تلاميذة في الخدمة .
أسرته & أبنائه
وأن محبة الله له ألهمة زوجة تحمل معاني المحبة والخدمة ، وهي " مريم ميلاد" والتي وتوافق سنة ميلادها معة كما أصبحت شريكة حياة وهي من مواليد 28/5/1974 ، وأنجبت لة طفلتين الأولي فرينـا 12 عام ، يوستينا 10 أعوام ، ألي جانب والدتة واخواتة .
سيامتة قساً بدير " مارمينا بمريوط "
نظراً لخدمتة الطيبة وسيرتة العطرة ،رشح للكهنوت بكنيسة الاميرية ولكن ارداة الله شئت بان يقوم الأنبا كيرلس آفا مينا رئيس دير مار مينا بمريوط ، والأنبا قزمان أسقف شمال سيناء بسيامتة قساً في 3/3/2012 ليتولي الخدمة والكهنوت بكنيسة مارمينا بالمساعيد في العريش ، وكما تولي سكرتارية الأنبا قزمان الي جانب خدمتة .
قالـــــوا عنـــه
الخادم المتواضع ، المحبوب والمحب ، لم يكون جارحا بل كان مطيب للجراح ،ملاك في شكل إنسان ، لم يأبي خدمة أحد إذا أستطاع "
كما خدم بأسقفية الشباب وكان يضع منهج الألحان ، ويساعد في أعداد مهرجان الكرازة المرقسية.
" القس مينا عبـود "
أحب كنيستة وخدم رعيتة وسأل دمائة امام بابها ، للمنتهي لا يفارقها ولا تفارقة ، ولتكتمل الصورة الفرحة بالأكليل الذي نالة وترتدي زوجتة الثياب البيضاء فرحة بأستشهادة ، فوسط مرارة الفراق وبشاعة النهاية ، تحول ألي فرحة مبهحة وتهليل وترتيل .
كان عاشق للترتيل ودائما ما كان يهيم في التأملات ، علي وتر الترنيمة المفضلة له وطنـي الحقيقي في السموات .. وطني الحقيقي فوق مع يسوع ، لينهني كهنوتة علي الارض الذي أستمر " عاماً وأربعة أشهر ويومين " ويكون في الثالث مكلل بالتاج .
كما قال بيشوي رزق الله أحد تلامذتة بالخورس أنة كانوا يسالونة أصحابة من يحفظ الآلحان فكان دائما يرد بفخر بان الأستاذ صليب " القس مينا " وكنت أفتخر بة لانة أسمة كان يملي كتيبات مهرجان الكرازة ألي جانب محبتة الحانية لنا .
وأضاف " أحد أصدقائة المقربين بكنيسة الأميرية طالب بعدم ذكر أسمة " لـ "متحدون " أنة كان نبع للحنان والعطاء ، وكان أباٌ يفخر بة الجميع ومعلماً لن ينسي فضلة ، وأختتم طالباً شفاعتة أمام عرش النعمة .
التهديد والوعيـــد للكهنة والكنيسة بالدليل والأمن يغيب
وجدير بالذكر أن هناك تهديدات مستمرة ألي قاطني العريش من الأقباط بصفة عامة والكهنة والإكليرس علي وجهة الخصوص حيث بدء عدد من المنتمين للتيار الإسلامي بالتهديد والوعيد لعدم أتباعهم ، ألي جانب الكلمات والعبارات التي تثير الفتن بين النسيج الواحد ، وهو ما كان يحاول أيضاحة الشهيد " القس مينا " حيث جاء اخر بوست لة علي موقع التواصل الأجتماعي واضحاً صريحا يكشف
عن حالة الأنفلات بالمنطقة .
أي جانب بعض التويتات لزوجة الكاهن تؤكد لتقي الكهنه و الكنيسة تهديدات ، حيث قالت ليلة الجمعة صباح الحادث "يارب أحمي كنايسك في كل مكان وأحرس الكهنة وكل أولادك " ، كما كتبت توية اخر يوم الحادث كان مفادها " أبواب الجحيم ان تقوي عليها ونشكر ربنا كثيراً لسلامة الكنيسة وأبونا والجميع وربنا يعدي الأيام دي علي خير ، وجاء في تعلقها أيضا " أن الشرطة والامن أنسحب من امام الكنيسة ليلة الجمعة صباح الحادث ، وان الكهنة من بينهم " القس مينا" وعدد من الشباب سهروا لحماية الكنيسة..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com