ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أهل الثقة يا ليل!

بقلم: رامي جلال عامر | 2013-07-08 12:41:15
هذا آخر مقال «فاطر»، بعدها ستصوم مقالاتى فى رمضان.. كل عام والوطن بخير وسلام... أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتى هو أهم أسباب انهيار الاتحاد الإخوانى؛ ففى الاتحاد السوفيتى جندت أمريكا المسؤول المنوط به كتابة التقارير عن المتقدمين لشغل المناصب المهمة فى الدولة، وكانت كل مهمته تنحصر فى اختيار الأقل كفاءة! والاتحاد الإخوانى انهار لسبب واحد فقط هو «انعدام الكفاءة».
 
عندنا الآن «نظام سابق» و«نظام أسبق» لأن كليهما ظن أن هناك «نظام تشغيل» لهذا الشعب! نظام مبارك كان أكثر فساداً لكن أكثر كفاءة فاستمر من الزمن ثلاثين ضعف نظام منعدم الكفاءة.. مقدار الكفاءة هو المعيار الأخطر؛ فـ «المافيا» عصابة، و«التوربينى» عصابة، لكن فرق «الكفاءة» واضح.
 
ومن المعروف أن رئيس أى دولة مجرد وكيل، والشعب هو الأصيل، فإذا حضر الأصيل بطل الوكيل، وبما أن الجمعية العمومية للشعب المصرى قد انعقدت، فمن المؤكد أنها لن ترضى عن النجاح بديلاً، فنحن أمام موجة ثورية هى ثورة حقيقية مكتملة.. عندنا «محاكمة القرن»، وقريباً محاكمة «القرنين»! فيجب أن نتعظ، ولا يجوز أن نبدأ العصر الجديد بنفس آليات سقوط العصر القديم.
 
الموازنات وتوزيع النقوط سيذهبان بنا إلى الجحيم، فلا يصح توزيع المناصب على شباب عديمى الكفاءة (لمجرد أنهم من شباب الثورة)، أو على كبار عديمى الكفاءة (لمجرد أنهم من أهل ثقة).. المطلوب هم أهل الكفاءة، أما الثقة فتأتى بعد الزواج!
 
أول ثلاثة أسماء فى مصر بعد الثورة تدل على أن المباراة بين أهل الثقة وأهل الكفاءة قد انتهت بالتعادل.. وفى الوقت الإضافى، أتمنى ألا يتم إحراز أى أهداف من «تسلل» وأن ينتبه الحكم لـ«الكتف القانونى».
 
الاسم الأول، المستشار «على عوض»، تم تعيينه مستشاراً دستورياً للرئيس، هو من أهل الثقة لأنه صديق عمر الرئيس، لكنه أيضاً من أهل الكفاءة ومشهود له بذلك.. الاسم الثانى، الدكتور «مصطفى حجازى»، تم تعيينه مستشاراً سياسياً للرئيس، هو نقطة مضيئة فى سماء مصر الثورة، وهو «كفاءة» تمشى على قدمين، وهو غير معروف شخصياً لأولى الأمر.. الاسم الثالث، اللواء «محمد فريد التهامى»، تم تعيينه رئيساً للمخابرات، وهو من أهل الثقة ليس أكثر! كان رئيساً للرقابة الإدارية فى آخر سبع سنوات من عمر نظام مبارك.. وبعيداً عن اتهامات التستر على الفساد، شهد جهاز الرقابة الإدارية فى عهده أكبر عملية هجرة للكفاءات.. وأولى مهام الرقابة الإدارية هى «بحث وتحرى أسـباب القصور فى العمل والإنتاج واقتراح وسائل تلافيها»، فماذا حقق الرجل من هذة المهمة ليتم تصعيده؟! المطلوب هو «الحض» على أهل الكفاءة و«الحد» من أهل الثقة.

نقلا عن المصري اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com