ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

يا د. عريان: "المتغطي بأمريكا "عريان"!

بقلم: سليمان شفيق | 2013-07-16 14:43:14
صرح الدكتور عصام العريان، أمس الاثنين 15يوليو: "لا نثق بأمريكا ..."!!
نسي الدكتور العريان أن "اللي يتغطى بأمريكا عريان"!!
والمثل الشعبي يقول: "إن كنت نسيت اللي جرى هاتوا الدفاتر تنقرا"، فالسيد عصام العريان شخصيًا كان مؤسس العلاقات الإخوانية الأمريكية، وأول مسئول الاتصال بالأمريكان منذ 2003 وفق رواية د. سعد الدين إبراهيم في حوار معي نشر بالبوابة.
كذلك تجدر الإشارة الى الجلسة المشتركة للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس والشيوخ في 29يوليو 2011.
 
نشر الكاتب مقالاً بصحيفة "وطني" القاهرية تحت عنوان:
 صدق أو لا تصدق.. نواب جمهوريون وديمقراطيون يدافعون عن جماعة الإخوان المسلمين، جاء فيه: "صدق أو لا تصدق.. النواب والشيوخ الأمريكيون سواء من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري يدافعون عن جماعة الإخوان المسلمين بضراوة مثل جون كيري، ونائب الرئيس الأمريكي جون بايدن، والمرشح الجمهوري السابق لرئاسة الجمهورية جون ماكين''، ويصفون الجماعة بالديمقراطية، ويؤكدون أن لديهم ضمانات بأن الجماعة لن تتحالف مع إرهابيين حاليين أو سابقين (المقصود: القاعدة، الحركة السلفية، الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد)، ويهاجمون «المحافظون الجدد» ويدحضون أي اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب، ويرون في ذلك افتراءات على الجماعة ويشيرون إلى أن الجماعة تنهج النهج السلمى والديمقراطي منذ 20 عاما!
 وأنها أكدت على عدم عزل قيادات النظام السابق فى الانتخابات البرلمانية القادمة"
 
يحدث ذلك التحالف الجمهوري الديمقراطي لأول مرة في الدفاع عن منظمة أو دولة بخلاف إسرائيل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية .1945
ويربط بعض المراقبين بين ذلك الدفاع الأمريكي عن جماعة الإخوان، ومحاولات التمايز التي تبديها جماعة الإخوان لإظهار عدم تحالفها مع الحركة السلفية والجماعة الإسلامية والجهاد، وصرح نائب رئيس حزب الحرية والعدالة د. عصام العريان بأنه يرفض أن تفرض الأغلبية الإسلامية رؤيتها على الأقلية المدنية، ورفض العريان سن قانون استثنائي لمحاكمة فلول النظام السابق (29 يوليو 2011).
 
من هنا جاء إسراع المجلس العسكري بمحاكمة الرئيس السابق مبارك للخروج من مأزق الاحتقان الشعبي الخاص بالتلكؤ في محاكمة قتلة الشهداء، ولاستعادة المجلس العسكري لشعبيته التي تراجعت في الأيام الأخيرة قبل محاكمة الرئيس السابق مبارك.. واستطردت مصادر صحفية غربية مؤكدة أن القادة الأمريكيين المحافظين يضغطون على المجلس العسكري والإدارة المصرية من أجل سرية محاكمة الرئيس السابق (الأمر الذى حدث فيما بعد)، وعزل جماعة الإخوان المسلمين عن البناء الديمقراطي والتضييق على بعض التيارات اليسارية والشيوعية التى يرون أنها معادية للولايات المتحدة الأمريكية عبر عدم تمكينها من إعلان أحزابها المستقلة، وردا على ذلك قرر مجلس الوزراء تخفيض عدد المؤسسين للأحزاب من 5 آلاف إلى 1000 عضو.
 
ومن المعروف أن الذى سيستفيد من ذلك هو الأحزاب اليسارية، كما أن سعى مجلس الوزراء لإعلان دستوري جديد، يرى في ذلك بعض المراقبين أنه قد ينهى شهر العسل بين المجلس العسكري والإسلاميين الذين يلوحون ويهددون المجلس العسكري بالثبور وعظائم الأمور.. والغريب أن يشهد نفس اليوم 22 يوليو صراعاً في لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بين المحافظين والديمقراطيين حول اقتراح بخفض المعونة المقدمة لمصر، ورغم أن اللجنة رفضت الاقتراح المقدم بأغلبية 39 صوتاً مقابل 5 أصوات.. فإن الجدل الذى دار في اللجنة يستحق أن نلفت النظر إليه، حيث برز تيار قوى من اليمين المتطرف في مجلس النواب الأمريكي متمثلاً في «حزب الشاي» الذى يبنى شعبيته على خفض المساعدات الخارجية ويرتبط بعلاقة قوية مع اليمين الديني الإسرائيلي ويتزعم هذا التيار النائب (الويست) المعروف بعلاقته بإسرائيل والمعارض أيضاً لصفقة بيع أسلحة لمصر (125 دبابة من طراز إبراهمز التي تؤكد جميع المصادر أن مصر سوف تحصل على هذه الصفقة) وتتركز آراء المحافظين في الآتي:
 
 1- بطء القاهرة في تنفيذ الاتفاقات الأمنية مع إسرائيل وإغلاق الأنفاق التى يدعون أنه يتم منها تهريب السلاح لحماس، ومن متابعة الجدل الذى دار باللجنة يتبين أن تقارير قدمت من «الإيباك» إلى اللجنة إضافة لرسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حول ما سموه بدعم مصر لاتفاق حماس وفتح الذى يصفونه بأنه معاد لإسرائيل والسلام!! كذلك حذرت إسرائيل مصر مبكرا من أن ليونة موقفها من الأنفاق سوف تؤدى إلى مشكلات كبيرة في سيناء!
2- معارضة منح الحكومة المصرية التيار الديني خاصة جماعة الإخوان المسلمين مشروعية العمل السياسي.
 
المثير للدهشة أن يتصدى للدفاع عن جماعة الاخوان المسلمين قادة جمهوريون وديمقراطيون مثل جون ماكين المرشح السابق للرئاسة، والديمقراطي جون كيرى ونائب الرئيس الأمريكي جون بايدن رئيس مجلس الشيوخ بحكم الدستور الأمريكي، والأكثر إدهاشا ألا يتوقف الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين على هؤلاء القادة بل نجد النائب الديمقراطي المعروف هوارد بيرمن يقف عدة مرات لتصحيح معلومات مقدمي الاقتراحات المعادية للإخوان المسلمين وينفى عنهم وصفهم بـ(تيار العنف) وقال النائب الديمقراطي في معرض دفاعه: جماعة الإخوان المسلمين ليست لها علاقة بالعنف منذ 25 سنة.. وأنه لم يثبت ضلوعها في عمليات إرهابية، كما حذر نواب ديمقراطيون كبار مثل «جارى أكرمان» من العداء للإخوان المسلمين لأن ذلك سوف ينعكس في صورة عداء للولايات المتحدة الأمريكية، ويزيد من التعاطف مع الإرهابيين، وأضاف.. إن جماعة الإخوان المسلمين لم تنبذ العنف فحسب بل نبذت القادة الإسلاميين الذين استخدموا العنف سابقاً، وأعتقد أن لدينا معلومات وضمانات بذلك!!
 
 عربون المحبة للأمريكان
 فى 2 مارس 2012 كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الدبلوماسيين الأمريكيين اضطروا للاعتماد على دعم جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب التهديدات المبطنة المتعلقة بالقرض الذى تسعى مصر للحصول عليه من صندوق النقد، كما أكدت نيويورك تايمز أن مفاوضات تجرى حاليا بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي، ومؤسسات إقليمية أخرى للحصول على قروض بقيمة 8,10 دولار.
انتهى الخبر، ولكن الذى لم ينته هو الفضيحة التي أعلنها أعضاء بارزون بمجلس الشيوخ الأمريكي، حيث أعربوا عن شكرهم وامتنانهم للدور البناء الذى قامت به جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم في حل قضية المتهمين الأمريكيين والإفراج عنهم وسفرهم، جاء ذلك في بيان رسمي ووقع عليه السيناتور مكين، وليندسى جراهام، وجون هوفن، وريتشارد بلو منتال.
 
ولم يتوقف الأمر على ذلك البيان الرسمي الذى يرقى إلى حد القرار في الأعراف البرلمانية الأمريكية، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين بعيدة عن الصفقة، حيث قابل خيرت الشاطر جون ماكين في مكتبه بمدينة نصر بمفردهما، ومن المعروف أن مثل تلك اللقاءات يتم تسجيلها من الطرفين، ولكن الشاطر تصور أن لقاءات الأمريكان، وعقد الصفقات معهم شبيهة بصفقاته مع رجال النظام السابق، وأقربها صفقة الـ88 نائبا فى برلمان  2005 ولكن غلطة الشاطر بألف.
 
إضافة لذلك أكد بعض المصادر الغربية أن هذا اللقاء بين الشاطر وماكين قد شمل أيضاً تعهدا من ماكين بعدم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم جماعة الإخوان مرشحا رئاسيا مقابل تعهد الجماعة عبر الشاطر احترام معاهدة كامب ديفيد وعدم التعرض لأركان النظام السابق للعزل أو الحرمان من ممارسة الحياة السياسية.
 
ومن ما نشرته نكتشف أن جماعة الإخوان المسلمين كانت على اتصال شبه يومي بالولايات المتحدة الأمريكية عبر رجل الإخوان القوى خيرت الشاطر، حتى أن صحيفة نيويورك تايمز التي استعانت بها الزميلة مرفت الحطيم كشفت عن أن الشاطر كان له لقاءات مع معظم مسئولي وزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونجرس الذين زاروا مصر، وأنه على اتصال دائم بالسفيرة الأمريكية في القاهرة «آن باترسون» ومديري وكبار مسئولي الشركات الأمريكية في مصر، وكثير من المسئولين الأمريكيين امتدحوا اعتداله وذكاءه وفاعليته وتأثيره.. وهكذا يبدو جلياً أن جماعة الإخوان المسلمين قد عقدت صفقة مع الإدارة الأمريكية تعهدت فيها كما سبق أن جاء على لسان أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ:
 
1-عدم المساس باتفاقية كامب ديفيد وأمن إسرائيل.
2-خروج حماس من عباءة دمشق وإيران.
 3-الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة.
4-التصدي للتطرف الإسلامي المتمثل في التيارات السلفية والجهادية.
 وفى مقابل ذلك تقبل الإدارة الأمريكية حكم الإخوان لمصر، سواء عبر جمهورية برلمانية أو رئاسية، ومن يعيد قراءة هذا الموضوع يكتشف أن ترشيح الجماعة لمرشح رئاسي تم باتفاق ورضا الإدارة الأمريكية لمواجهة المرشح المتشدد حازم صلاح أبو إسماعيل قبل أن يسارع المجلس العسكري للإطاحة به لحصول والدته على الجنسية الأمريكية، ومن ثم نكتشف أنه كلما اقتربت جماعة الإخوان من الإدارة الأمريكية ابتعدت عن المجلس العسكري.
أعتقد أن الأمور قد باتت واضحة وأصبح بإمكاننا أن نجد إجابات عن سرعة إصدار قانون العزل السياسي، والإطاحة بحازم أبو إسماعيل والشاطر وعمر سليمان وتثبيت أقدام أحمد شفيق ومحمد مرسى وعدم موافقة الإخوان على مقترح المجلس الرئاسي والصراع بين الإخوان والمجلس العسكري تحت رعاية أمريكية.

نقلا عن البوابة نيوز
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com