ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

إرادة شعب .. والمصالحة الوطنية

أنطونى ولسن | 2013-07-19 13:08:16

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
قد يعتقد البعض أن الشعب المصري شعب كسول يرضخ للظلم ولا يستطيع أن يواجه أعداءه خوفا وجبنا توارثه على مدى العصور . يحتمل الظلم ويكتفي بالدعاء عليه ويستنجد بأولياء الله الصالحين لينتقموا له من ظلم الظالمين . تجمعهم زمارة وتفرقهم عصا . تابعون وليسوا قيادين يتبعهم الناس .
بدون شك كل هذه الأفكار وأكثر منها عن الشعب المصري تبدوا للبعض أنها صحيحة لطيبتهم وتحملهم الكثير على مدى التاريخ من قساوة حكامهم الذين توالوا عليهم  .

 لكن الحقيقة مغايرة تماما لأن الشعب المصري له تجارب وخبرات سبعة آلاف سنة  خاض معارك وإنتصر ، وخاض معارك وهُزم . لكنه دائما وأبدا يصلح من ذاته بذاته وينهض من كبوته ليواجه الحياة بالعمل الشاق والأرتباط بأرض الوطن مصر  لم يتحدث التاريخ عن المصريين أنهم تركوا أرضهم وهاجروا إلا في أواخر القرن العشرين . ومع ذلك فالمهاجر في الغربة وبلاد المهجرهو هو المحب لمصر . هاجر بالجسد والعقل . أما الروح فهي مازالت في قلب مصر ولم تتركها ولن تتركها حتى النفس الأخير للمصري بالمهاجر .

صبر الشعب على حكامه . لكنه مهما طال الزمن مثلما حدث مع الرئيس المتخلي عن الحكم محمد حسني مبارك الذي خضع لمطالب الشعب وإرادته وترك إدارة البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة . ومنذ ذلك اليوم وحتى الأن الشعب المصري يواجه مصاعب جمة من الخارج والداخل .
أولا : من الخارج ..

** الأدارة الأمريكية ..
 التي لا أحد يعرف السبب الحقيقي الذي حدى بالرئيس أوباما إعادة التفكير في الشرق الأوسط وإتخاذ قرار كانت وزيرة خارجية أميركا كوندليزارايس قد إقترحته للعمل على تفتيت قوة الأسلام السياسي في المنطقة بتقسيم دول المنطقة إلى تقسيمات جغرافية الشكل لكنها في العمق والفعل تقسيمات قائمة على الديانات والمذاهب . ولماذا الديانات والمذاهب بالذات ؟ نجد الأجابة في إعتقاد أميركا والغرب أن الناس في هذه البلاد عندها حمية التمسك بالدين والمذهب والدفاع عن ما يؤمنون به بالموت والشهادة في سبيله . وقد نجحت في العراق وقسمته إلى تنافرات دينية سنه وشيعة ، وأضافت إلى ذلك النعرات العرقية والتي خصت الأكراد  وها نحن نرى ونسمع ما يحدث في العراق الذي نتمنى على الشعب العراقي أن يفيق ويعرف أن كل عراقي بغض النظر عن مذهبه أو جنسه فهو عراقي وعليه الحفاظ على العراق والشعب العراقي .
بناء على تلك النظرية فكرت الأدارة الأمريكية بإستخدام نفس النظرية في منطقة الشرق الأوسط بتنفيذ مخطتطها الشيطاني الذىي أطلقت عليه الربيع العربي مستخدمة لتنفيذه جماعة الأخوان المسلمين لما وجدته عندهم من شبق الرغبة في الوصول إلى الحكم . وما إنخدعت به الأدارة الأمريكية  على أنهم الأقوى والأكثر عددا وعدة للقتال والأستشهاد في سبيل الوصول إلى الحكم .
تمت التجربة ونجحت في تونس ثم مصر ثم بقية دول المنطقة . وظنت الأدارة الأمريكية  انها قد نجحت في تحقيق الهدف بعد ترك الرئيس مبارك الحكم في مصر وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة البلاد وإنتهى الأمر بفوز الأخوان والسلفيين في البرلمان وتولي الدكتور محمد مرسي سدة الحكم على الرغم من كل الشكوك التي حامت حول وصوله لإدارة بلد مثل مصر .

** العمق العربي لمصر ..
 وخيانة البعض والتي لم يعرف الشعب المصري سببا لهذه الخيانة . لأن المعروف عن مصر هي أم العرب والعرب لم ينكروا أمومة مصر لهم منذ وجودهم . توجد لحظات شد وجذب بين الحكام العرب وحكام مصر ، لكنها دائما وأبدا تنتهي بعودة المياه إلى مجاريها مرة أخرى دون أي خلافات بين الشعوب نفسها . وهذا العمق العربي لمصر في قلوبهم ظهر واضحا وجليا في الأيام القليلة الماضية بعد خلع وعزل الدكتور محمد مرسي من كرسي الرئاسة . فقد تدفقت المعونات من كل قطر عربي بما فيهم قطر التي خانت مصر في فترة نحمد الله أنها قصيرة بعد تولي الأمير تميم حكم البلاد خلفا لوالده .

** تركيا والأخوان ..
عند تولي الأخوان الحكم في مصر حضر رئيس وزراء تركيا أردوغان إلى مصر فاستقبلته جحافل الأخوان إستقبال الأبطال والأصدقاء على أساس أنه زعيم إخواني وستمتد يد التعاون والمحبة بينهما لتحقيق حلمهم بإعادة الخلافة الأسلامية من جديد .
لكن الصدمة التي صدمتهم جاءت في خطابه لهم عندما أعلن فيه أنه يتبع النظام العلماني في إدارة شئون البلاد . وهنا شعر الأخوان في مصر بخيبة أمل فيه وفي تركيا .
لكن ذلك الأستقبال كان له تأثير عكسي عند شباب تركيا فقد إستشعروا منه أن أردوغان لربما يكون بالفعل يريد إعادة الخلافة العثمانية في تركيا خاصة وأن شواهد كثيرة يمكن ربطها من أحداث مع مطالب الأخوان في مصر .
مثلا تم إبعاد الجيش تماما عن التدخل في الشأن الخاص بإدارة البلاد إن كان مع الرئاسة أو الوزارة . كذلك المتتبع لمسلسل " وادي الذئاب " يجد تجسيد هذا الشعور فيما عُرض من أجزاء المسلسل والتي بلغت 6 أجزاء ومع الأسف إستشعرت أنا نفسي بذلك بعد مشاهدة عدد قليل من حلقات الجزء السادس  فتوقفت عن المشاهدة ، فكانت ردات الفعل من شباب الأتراك بالوقوف في وجه أردوغان مستغلين فكرة قطع أشجار بتقسيم منددين بسقوطه . وأعتقد أن الشباب مازال مستمرا في تمرده وعصيانه ضد حكم الأخوان في تركيا .
لكن أظن أن الأمور إنكشفت بعد ذلك التجمع الأخواني في إسطنبول والذي طالب بإعادة الدكتور مرسي إلى الكرسي .

ثانيا : من الداخل ..
بعد أن تم للشعب المصري الذي خرج عن بكرة أبيه مطالبا الرئيس مبارك بالرحيل  بدأت مشاكل من نوع جديد . مشاكل داخلية مريرة بتدخل الأخوان الذين هم والسلفيين إقتنصوا الفرصة ، فرصة إخلاء الميدان من جموع المحتشدين بعد أن تم لهم الأمر وتخلي مبارك عن إدارة البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي أدى تصرفه " المجلس الأعلى للقوات المسلحة " لوصول الأخوان والسلفيين والتيارات الأسلامية السياسية ، التي إستطاعت للوصول إلي البرلمان ثم إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء . وهنا أترك للتاريخ الحكم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة سلبا أو إيجابا لما وصلت إليه مصر من حال بعد إستيلاء الأخوان على الحكم وعملهم على أخونة مصر . خاصة أن الشعب المصري بدأ يشعر بالنفور من تصرفات المجلس العسكري .
لذلك  وصول الأخوان إلى الحكم كان يعكس إلى جانب التوجس خاصة من اول خطاب ألقاه الدكتور مرسي على الشعب في ميدان التحرير مخاطبا لهم بالأهل والعشيرة . وأيضا عندما خرج من قصر الأتحادية مخاطبا جموع المحتشدين بالأهل والعشيرة ولم يوجه أية كلمة لبقية جموع الشعب المتواجدة في ميدان التحرير . ومع ذلك في البداية شعر الشعب المصري بنوع من الأمل بعد تولي الأخوان الحكم على الرغم من الأجراءات المتعاقبة التي ظهرت بوضوح التي تثبت أن الأخوان جُل همهم هو السيطرة والهيمنة والأستيلاء على مؤسسات الدولة وأخونتها وظهر ذلك جليا في محاولاتهم تفتيت جهاز الشرطة والقضاء والقوات المسلحة .
لكن لأن الله مع مصر وحاميها ، فقد إستطاعات مجموعة من شباب وشابات مصر والمهتمين بالشأن المصري أن تتوحد تحت شعار " تمرد ". وتم عزل الدكتور مرسي من الحكم ووضعه تحت الحراسة لحين تقديمه للمحاكمة . كذلك تم القبض على كل من المهندس خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل وسعد الكتاتني  مع حفظ الألقاب لحين تقديمهم للنيابة العامة للتحقيق معهم .
الشارع المصري يعاني من تجمعات بعض الأخوان الذين تم حشدهم في ميدان رابعة العدوية والذين سببوا بوجودهم في المكان لفترة طويلة مضايقات لسكان المنطقة وقد تقدموا بشكاوى للجهات المختصة .
لم ينتهي الأمر في سيناء عند ذلك بعد خلع الرئيس ، فقد نفذ الدكتور البلتاجي ما هدد به إن لم يتم إعادة الرئيس المخلوع إلى كرسي الحكم . سيرى الجيش المصري في سيناء ما لم يره من قبل .
بالفعل بدأت الأشتباكات مع القوات المسلحة التي واجهت الجميع بحزم وشدة .

ثالثا : المصالحة الوطنية ..
لا أحد في مصر لا يريد مصالحة وطنية بين أبناء الشعب الواحد الذين يعيشون على أرض مصر . لكن المصالحة تتم بين خصمين أو مجموعتين من المواطنين بعد سوء فهم أدى إلى معركة وضحايا . أما مصالحة بين وطن ومغتصبين للوطن فلا مكان لها على خارطة الطريق الجديدة لأعادة مصر إلى مكانها اللائق بها وتعويض الشعب المصري سنوات الجفاف والتشرد والتي أوصلت البعض من الشعب إلى إرتكاب أبشع أنواع الجرائم لغياب القانون والعدالة في فترة حكم الأخوان .
بدون شك ليس كل إخواني مجرما أو متهما . لكن كل من أجرم في حق مصر والشعب المصري يجب تقديمه للمحاكمة . وأليكم رأي في المصالحة الوطنية الذي كتبته كتعليق على هذا الموضوع .
[ كم أتمنى أن أجد من يشرح ليّ معنى مصالحة وطنية . الوطن متصالح مسلميه ومسيحيه وجميع المذاهب والأطياف ماعدا من يسمون أنفسهم بالأخوان المسلمين الذين هم لا أخوان ولا هم مسلمين .
إذن الأسم غير صحيح وغير واقعي ، إلا إذا تابوا ورجعوا إلى الله وعرفوا أن مصر فقط للمصريين .
فهل هم على أتم إستعداد للرجوع إلى حضن مصر وترك عالميتهم وخلافتهم ؟؟!!. أشك في ذلك وإلا ما كانوا هددوا مصر المسلمون منهم بالقنابل والقتال ، والمسيحيون بالحرق ] .
يجب تسمية الأمور بمسمياتها .. وإلا سنعود إلى المربع صفر ..
أرجوكم تذكروا .. أن إرادة الشعب المصري ووحدته هي التي أسقطت نظامين ..
 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com