"الكاثوليكية" أمريكا متواطئة مع الإخوان.. "الإنجيلية" نشكر المسلمين الذين دافعوا عنا
وجهت الكنائس المصرية الثلاثة الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية صفعة قوية للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، لرفض تدخلهم نهائيا فى الشأن الداخلى المصرى، وبالرغم من حرق قرابة 38 كنيسة والاعتداء على 23 أخرى ومئات الاعتداءات على منازل وممتلكات قبطية من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول المصرى محمد مرسى، منذ فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة الأربعاء الماضى، فى سابقة لم تحدث فى التاريخ المصرى، إلا أن الكنائس المصرية أدركت اللحظة التاريخية الفارقة التى تمر بها البلاد، ورفضت خطابات الرئيس الأمريكى " أوباما "ضد مصر وحشد الولايات المتحدة الأمريكية لدول الغرب لاتخاذ مواقف معادية ضدها.
وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى بيان شديد اللهجة رفضها القاطع لآى تدخل أجنبى فى شئون مصر الداخلية، ورفض المغالطات الإعلامية للدول الغربية، وقالت الكنيسة فى بيانها: "تتابع الكنيسة القبطية المصرية تطورات الأحداث المؤسفة على أرض بلادنا مصر، وتؤكد وقوفها القوى مع الشرطة المصرية والقوات المسلحة وسائر مؤسسات الشعب المصرى فى مواجهة جماعات العنف المسلح والإرهاب الأسود فى الداخل ومن الخارج، والاعتداءات على كيانات الدولة والكنائس الآمنة، وترويع المواطنين أقباطا ومسلمين، وبما يتنافى مع الأديان والأخلاق والإنسانية".
وأضاف البيان "وإذ نقدر موقف الدول المخلصة والصديقة التى تتفهم طبيعة مجريات الأمور، فإننا نستنكر وبشدة المغالطات الإعلامية التى تنتشر فى الدول الغربية، وندعوها إلى قراءة حقائق الأحداث بموضوعية، وعدم إعطاء غطاء دولى أو سياسى لهذه الجماعات الإرهابية والدموية وكل من ينتمى إليها، لأنها تحاول أن تنشر الخراب والدمار فى بلادنا العزيزة".
واستطرد البيان: "ونهيب بوسائل الإعلام الغربية والعالمية الالتزام بتقديم الصورة الحقيقية لما يحدث بكل صدق وحق وأمانة، وإننا نتمسك بالوحدة الوطنية الصلبة، ونرفض تماماً أى محاولات لجر البلاد نحو الفتنة الطائفية، ونعتبر كل تدخل أجنبى فى الشأن الداخلى المصرى مرفوض جملة وتفصيلا".
فيما استنكرت الكنيسة الكاثوليكية خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وجهه إلى مصر، الخميس الماضى، الذى انتقد من خلاله توجهات الحكومة المصرية، والتى وصفها بأنها تسير فى الطريق الخاطئ، كما أعلن عن إلغاء مناورات النجم الساطع المشتركة بين القوات المصرية والأمريكية، كما رفضت حشد الولايات المتحدة الأمريكية لدول الغرب ضد مصر.
وقال الأب رفيق جريش، رئيس المكتب الصحفى بالكنيسة الكاثوليكية لـ"اليوم السابع" إن الإدارة الأمريكية إما متواطئة مع الإخوان المسلمين أو لا تفهم شيئا، كما أنها لا تتعلم من أخطائها، مضيفا لم نسمع من أوباما أى شجب أو رفض للهجمات الإرهابية على الكنائس التى دمرت وحرقت، وإن شجبت فتستخدم ذلك من أجل مصالحها.
وأضاف: "كانت الإدارة الأمريكية تستخدم ورقة الأقليات والمسيحيين فى عهد مبارك للضغط على الحكومة، وحاليا تحرق الكنائس بمختلف المحافظات، وكذلك مؤسسات الدولة، دون إدانة الإرهاب الموجه ضدها".
فيما أكدت الكنيسة الإنجيلية دعمها ومؤازرتها للجيش المصرى ورجال الأمن فى حفظ أمن البلاد رغم الاعتداء على الكنائس مناشدة الدولة بحمايتها، وقالت فى بيان لها تم الاعتداء بالحرق والتدمير الكلى والجزئى لدور العبادة المسيحية وبعض الأديرة والمدارس، هذا غير الاعتداء على العديد من المحال والمساكن المملوكة لمسيحيين فى العديد من المدن والقرى، وذلك فيما لم يسبق له مثيل، وقد عاش المسيحيون لأكثر من أربعة عشر قرنا أى منذ أن رحب أقباط مصر بعمرو بن العاص جنبا إلى جنب مع أشقائهم المسلمين، إيمانا منهم أنهم أقرب إليهم من الحاكم الرومانى".
وأضاف البيان: " أن تهاجم دور العبادة ومراكز التعليم فإن مردود هذه الأفعال يسىء إلى المهاجمين أكثر من المعتدى عليهم، الأمر الذى لا نرضاه على مصرنا الغالية ولا على شعبها".
وتابع البياضى فى البيان، "أناشد الحكومة متمثلة فى رجال أمنها وجيشها أن يقوموا بدورهم فى حماية كل الأرواح والمنشآت المهددة، ونصلى من أجل حمايتهم وأن يعزى الله أسر كل من توفوا وهم يؤدون واجبهم، ويحمون وطنهم، وأشكر المواطنين المسلمين الذين لم يستجيبوا لدعاوى الفتنة، ولم يقبلوا على أنفسهم أو تاريخهم ما يحدث على مقربة منهم فى كل هذه المواقع، وأصروا أن يحموا جيرانهم وإخوانهم الذين لم ولن يسيئوا إليهم ولا إلى وطنهم الذى دافعوا عنه بدماء أولادهم عبر كل اعتداء على هذه الأرض".
ومن جانبه رفض المستشار أمير رمزى، رئيس محكمة جنايات شبرا الخيمة، وعضو اللجنة القانونية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سياسات الولايات المتحدة الأمريكية ضد مصر واستخدام ورقة الأقباط للضغط عليها، قائلا: "إن حماية الكنائس المصرية والأقباط تأتى من الله أولا ثم الشعب المصرى، ولا توجد حماية خارجية أمريكية أو أوروبية للكنائس، مضيفاً أن الغرب يتحدث الآن باسم جماعة الإخوان المسلمين والإرهابيين والبلطجية، كما أن أوباما ألمح فى خطابه عن استنكاره للاعتداء على الكنائس، ولكن أمريكا تتدخل فى الشأن المصرى بحجة الأقباط، والحقيقة أنها تتدخل لمصلحتها الشخصية لتنفذ مخططها الخاص بالمشروع الإسلامى والشرق الأوسط الكبير لخدمة وتأمين إسرائيل أيضا، وتستخدم ورقة الأقباط، حيث دائماً ما تبحث على نقاط الضعف غير المعالجة من قبل الحكومة للعب على وتيرتها.
فيما طالب الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن الحكومة المصرية بطرد سفراء الدول التى تدعم الإرهاب فى مصر، ومنع المسئولين بتلك الدول من دخول الأراضى المصرية، وقطع كل العلاقات السياسية والاقتصادية معها.
وطالبت حركة أقباط ضد سياسية الإدارة الأمريكية بطرد السفيرة الأمريكية آن باترسون لدورها فى محاولة تفتيت مصر ودعمها للإخوان المسلمين ومعاداتها الصريحة لإرادة الشعب المصرى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com