بقلم: د. إيهاب العزازى
شئ غريب وعجيب أن يثور المصريون من أجل الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية وينتفضون ضد فشل الحكام والأنظمة التى أفقرتهم وأمرضتهم وظلمتهم بسبب القبضات الأمنية الباطشة وشتتهم فى العالم يبحثون عن مصدر رزق يعينهم على أوضاع مأساوية يعيشونها دفعت البعض للتضحية بحياتة من أجل السفر للخارج وغيرها من الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية البشعة وهى معروفة للجميع والمهم هو عندما تجمعت هذة العوامل مجتمعة تصاعدت موجات الغضب ضد نظام مبارك وخلعتة وجاء نظام جديد عبر تنظيم الإخوان المسلمين خدع الشعب بمشروع الفنكوش النهضة سابقآ ولفشلة فى الإدارة والحكم ثار عليه المصريون وعزلوة و أنهوا حلم الدولة الإخوانية.
والسؤال هنا عبر ثلاثة أعوام غير المصريون بإرادتهم الحرة نظامان رغبة فى تحقيق أهداف ثورتهم والبحث عن مستقبل أفضل ولا شئ يحدث على أرض الواقع بالعكس كل شعارات وأهداف الثورات لانجد شئ منها فكل نظام يريد أن يستحوذ على مصر ويسيطر عليها وعادت سياسات أهل الثقة والتمكين وإقصاء المعارضين وغيرها وكأن لاأحد يتعلم من تجارب من سبقوة وأعتقد أن سبب فشل الثورات المصرية فى تحقيق طموحات المواطنين عديدة ومتشعبة وتتعلق بحسابات وتوازنات دولية وعربية ولكن هناك عوامل واضحة تجعل نتيجة الثورات على أرض الواقع لاشئ ومنها :
نظام الحكم والإدارة فى عهد المجلس العسكرى وحكم الإخوان وحتى الأن تمتع بعوامل فشل واضحة فى عدم تحديدة أهم الحلول السريعة للمشكلات المزمنة التى أدت لثورة المصريين ودفعتهم للغضب والثورة والأهم تشكيل حكومات لاتتمتع بمعايير حكومات إنقاذ حقيقية من حيث الإستعانة بكوادر ذات خبرات حقيقية وقادرة على إبتكار حلول وبعض هذة القيادات ساهمت فى صراعات داخل أماكنها مما أحدث الشلل العام داخل الجهاز الإدارى للدولة وتمادت هذة الحكومات فى إستنزاف الإحتياطى المصري بل وسارعت بخطى سريعة نحوالإقتراض من الخارج بأى ثمن دون النظر لعواقب هذة الحكومات والمهم فى نظام الحكم والإدارة هو شعور غالبية المصريين أن ما يحدث هو عبارة عن مسرحية هزلية فكل فريق يحكم يجلب أتباعة ومؤيدية لكافة مناصب الدولة وكأنها فواتير تدفع على حساب الشعب المصري .
من أهم عوامل فشل ثورات المصريين هو شعور بعض القوى السياسية أن الثورة فرصة يصعدون عليها من أجل السيطرة على مصر والحكم والحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية وخلق كيان بديل وهو ما جعل غالبية الأحزاب والتيارات تتسابق لخلق حالة من النفور العام تجاة كل شئ مما أدى لحالة من عدم التوافق وتصاعدت الخلافات السياسية على حساب الوطن مما أدى لحالة من الشلل التام فى كافة مرافق ومؤسسات الدولة لأن كل فريق يفعل كل شئ وأى شئ لتحقيق ما يريد ولا عزاء للثورة والشعب والوطن .
سقط الجميع بداية من المجلس العسكرى مرورآ بالإخوان وحتى الحكومة الحالية فى كارثة حقيقية وهى إقصاء صناع الثورة الحقيقيين وهم الشباب المصري وعدم دمجهم فى المشهد السياسي وتمكينهم من الدخول للجهاز التنفيذى للدولة لخلق جيل جديد مدرب لنرى فى المستقبل وزراء ومحافظين ونوابهم ومساعديهم من الشباب بالعكس غالبية الأنظمة تختار شخصيات عتيقة قديمة عملت مع كافة الأنظمة التى ثار عليها المصريون ويكررون نفس الجريمة وهى إقصاء الشباب .
لايجب أن ننسي شئ وهو أن وسائل الإعلام شريكة فى جريمة إفشال الثورات المصرية فهى جزء هام فى ترويج فكر معين أو محاربة فكر أو نظام أو المشاركة فى إلهاء المصريين فى خلافات ومعارك وهمية .
يتأمر الجميع على مصر ولكن من الواضح أن هناك إرادة قوية لإفشال الثورات المصرية وسحق أحلام وطموحات الشعب المصري وهوما سيكون شرارة الثورة القادمة فمن الواضح أن الجميع لايفهمون كيف يفكر المصريين .
dreemstars@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com