يمضى جيش «التتار الجدد» فى معركة لحرق مصر.. فمنذ فض اعتصامى «رابعة – النهضة» يقود أولئك من أعضاء جماعة الإخوان «والأحزاب المفقوسة عنها» عمليات القتل والتدمير والحرق والترويع بشكل علنى، ومع سبق الإصرار والترصد.. والصور التى يتابعها وينقلها الإعلام تؤكد أننا بصدد مجموعات من المجانين!! يرفعون شعارات غامضة.. يهذون بكلام غير مفهوم.. يمارسون الإجرام المنظم على أرض سيناء، والعشوائى فى المدن والضواحى بامتداد الوطن من أقصاه إلى أقصاه.
أشير إلى ذلك الرجل الذى ضبطته الكاميرا يطلق النار فى الشارع عشوائيا.. يوم ١٤ أغسطس الماضى.. وبعد سقوطه فى قبضة العدالة، اعترف بجهله وجريمته، وأبدى الندم الشديد على ما ارتكبه.. بل هنا من أقدم على الفعل نفسه يتقدمهم قادة «التتار الجدد» ولعل «صفوت حجازى» نموذجا صارخا يثير الغضب والسخرية الشديدين.. دون داع لسرد المزيد من الأمثلة، وتقديم نماذج أخرى.. ويكفى أن جميع قيادات «عصابة الإخوان» أنكروا صلتهم بتلك الجماعة بداية من مرشدهم «محمد بديع» ومرورا برئيس حزبهم «سعد الكتاتنى» وليس انتهاء بكل من «أسامة ياسين» و«محمد البلتاجى» الشهير بـ«اللمبى» قبل القبض عليه، وبطل فيلم «كتكوت» بعد سقوطه فى أيدى رجال الأمن.
وفيما يبدو أن السلوك نفسه تمارسه القيادات الطليقة على المسرح السياسى.. فقبل أيام خرج علينا «حمزة زوبع» باعتراف صريح بفشل جماعته فى الحكم.. ثم قدم ما ادعى أنه مبادرة للخروج من الأزمة.. وكانت كل تفاصيلها عبارة عن أكبر كمية من السموم فى أقل كمية من العسل.. ووضح أن هدفها استدراج المجتمع لحفلة موت جماعى.. لكن الساعات التالية أنقذتنا عندما خرج «عريان الجماعة» ليرفض ما قاله «زوبع» وعلى نهجه خرج «حداد الجماعة» ليؤكد عدم اعترافهم بكل محاولات النزوع للسلام والسلمية.. وقالا: لا صلح.. لا تفاوض.. لا اعتراف!!
وكانت المفاجأة أن المجتمع بكل ألوان طيفه السياسى والاجتماعى، أعلن رفضه للمبادرة «الزوبعية».. وانصرف عن الالتفات لرد «العريان» و«الحداد» عليها.. وتدور العجلة لتحقيق الاستقرار والتطلع للمستقبل الذى ينشده المصريون.. وتمضى أيام حتى يكرر «عمرو دراج» ما سبق أن فعله «زوبع».. بأسلوب وضح تغيير صياغته فقط.. واللافت للنظر أن كلا المحاولتين واكبتا جريمة شنعاء.. فقد نزع إلى طلب الحوار المسموم مواكبا لجريمة محاولة اغتيال وزير الداخلية.. ثم جاء «عمرو دراج» ليطلق الدعوة ذاتها بعد جريمة تفجير مقر المخابرات الحربية فى سيناء.
هذا السلوك «التتارى» فى الشارع وفوق المسرح السياسى يؤكد أن تلك الجماعة وأنصارها، عقدوا العزم على المضى قدما لهدم الوطن قتلا وحرقا وتفجيرا.. على أن يمضى ذلك متوازيا مع عملية نسف محاولات التفكير فى البناء والتطلع بأمل نحو المستقبل.. وفيما يبدو أن حزب «النور» يلعب دور «الكومبارس» فى ذلك الفيلم الهابط والكئيب.. لأن قواعد هذا الحزب تشترك فى عمليات الترويع والحرق والتدمير على الأرض.. بينما القيادات يلعبون معنا على السطح لوضع العصا فى كل عجلة يمكن أن تدور.. معتقدين أنهم أذكى من معلميهم السحر.
التاريخ يعلمنا أن «جيش هولاكو» اندحر بعد سنوات من الزحف للقتل والتخريب والتدمير انتصارا لعقيدة مجنونة.. وحقيقة ما يجرى على أرض مصر تؤكد أن «جيش بديع هولاكو» سيواجه المصير ذاته لاستناده إلى عقيدة «البنا – قطب» المضادة لعقيدتنا الإسلامية السمحاء، والمعاكسة لطبيعتنا المصرية المعروفة والواضحة بالضرورة.. لذلك أرى أنه علينا أن نتعامل مع رسل «جماعة التتار الجدد» برفض ما يطرحونه من طبنجات مسمومة.. بالقدر ذاته الذى نتصدى لإجرامهم وإرهابهم فى سيناء وداخل الدلتا والوادى.. مع الأخذ فى الاعتبار أن قواهم تخور يوما بعد الآخر..
تلك هى خطط الصورة الواضحة وعلينا تصديق الحقيقة، لأن تلك الجماعة عقيدتها تشكيك الناس فى كل شىء منذ أسسها من يقولون إن اسمه «البنا» وصاغ «سيد قطب» تطرفها ونزوعها الواضح للإرهاب.. واستمروا يشككون الناس فى تدينهم وانتمائهم.. مع التشكيك فى حقيقة وجودهم وتاريخهم وتسامحهم وقدرتهم على البناء بشهادة حضارة تضرب بجذورها فى عمق التاريخ.. لأنهم جماعة تأسست تحت راية «البنا» وعملت لثمان عقود كأكبر مؤسسة للهدم فى التاريخ الإنسانى المعاصر والحديث.
المصرى اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com