أكد المخرج «خالد يوسف» عضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور أنه سيسعى لمنع تأسيس الأحزاب على أساس دينى، موضحاً أنه سيتقدم باقتراح بوجوب موافقة ٧٥% من الشعب على الاستفتاء على الدستور حتى يعتبر نافذاً. وقال «يوسف» إنه سيؤيد الفريق أول عبدالفتاح السيسى إذا رشح نفسه للرئاسة، لأنه يثق فى وطنيته، وأضاف: «السيسى» نفسه لا يريد ذلك. مشيراً إلى أن «حمدين صباحى» هو أنسب من يتولى منصب رئيس الجمهورية لأن لديه مشروعا حقيقيا ورؤية واضحة.
وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى اختيارك فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور؟
- بالتأكيد هو شرف لى، خاصةً أننى عندما أمثل الفن المصرى أمثل أكبر قوة موجودة فى مصرة، لأن الفن المصرى هو الشىء الأصيل الموجود فى الجين المصرى منذ ٧ آلاف سنة.
■ وجودك فى اللجنة هل سيجعلك تركز على مواد الدستور الخاصة بالفن والثقافة؟
- بالتأكيد هناك أولوية للفنون باعتبارى أمثل الفن، وبالتأكيد سأراعى فكرة أن أى مواد تتعلق بحرية الإبداع وحرية الرأى والتعبير ودعم حركة الإبداع سيكون لها الأولوية، لكنى أتصور أننى باعتبارى مواطنا شارك فى ثورة ٢٥ يناير منذ بدايتها ولم أترك الشارع منذ ذلك التاريخ وحتى هذه اللحظة وحتى تستكمل الثورة أهدافها فسأكون حريصا على تحقيق أهداف هذه الثورة التى مات من أجلها شهداء كثر، والتى عطلت مصر سنتين ونصف السنة، ودفعنا ضرائبها من الاقتصاد المصرى وأرواح الشهداء وانفلات أمنى.
■ وما رأيك فى سير جلسات لجنة الخمسين حتى الآن؟
- تعبر بجلاء عن إصرار الشعب المصرى على صنع دستور توافقى، وهناك بعض المهاترات تتسم بأسلوب المغالبة من قبل الأغلبية، لكن تتداركها فورا الأصوات العاقلة فى اللجنة، وترجع الأمور لمسارها الصحيح.
■ هل واجهت مشاكل داخل اللجنة؟
- النقاش يتم بشكل ديمقراطى، وكل الأعضاء يقولون رأيهم ونصل إلى نصوص إما يتواءم معها الجميع، أو أن يكون هناك رأيان، ويخرج النصان لإقرارهما فى اللجنة العامة.
■ ما رأيك فى إلغاء المادة ٢١٩ من دستور ٢٠١٢؟
- رأيى الشخصى أنها مادة تؤسس لدولة طائفية ودينية، وتكرس للمناهج المتعددة من الفقه الإسلامى الذى يؤخذ ويرد عليه، وبالتالى سندخل فى متاهة تشريعية وقضائية جراء هذه المادة، فمثلا يستطيع أى شخص أن يستند على أن هناك رأيا فقهيا يتحدث عن سن زواج الصغيرات، ويطالب بتشريع يطلق سن الزواج وبسماح زواج الأطفال، وهذا خطر، وهذه المادة خطيرة، والقرار فى النهاية للجنة الخمسين.
■ كيف ترى انتقاد البعض لك بسبب لفظ قلته فى إحدى الجلسات؟
- أعتذر لكل من سمع منى هذا اللفظ، وكانت كلمة قلتها بينى وبين نفسى، وكنت أعتقد أن الميكروفون لا يعمل، فلم أقصد قول هذا اللفظ على الهواء.
■ هل أصبحت صياغة دستور يعبر عن كل الناس معضلة؟
- أعتقد أنه ليست هناك مشكلة سوى أنه كان هناك تيار «ربنا يسامحهم» هم الذين حاولوا تأميم مشروع الدولة المصرية لمصلحة جماعتهم وليس لمصلحة المواطن المصرى، ومشروع الدستور كان مشروعا خاصا بجماعتهم دون أن يكون عليه توافق مجتمعى حقيقى، والذى يمثل الثوابت الوطنية، وكل هذا صنع المشكلة، فبعد ثورة ٢٥ يناير يجب أن نتعامل بنظام المحاصصة الحزبية، وهم يتكلمون على أنهم أصحاب الأغلبية ولابد أن يكون لهم الأغلبية فى لجنة وضع الدستور، وكأن الدساتير تكتب بأغلبيات برلمانية وهذا كلام مناقض لكل المبادئ الدستورية فى العالم كله، فالدساتير لا تكتب من قبل الأغلبية، فمثلاً هل نتصور أن الحزب الشيوعى المصرى لو كسب الانتخابات الماضية سنكتب دستورا على نسق الحركة الشيوعية العالمية وننسى ثوابت الدولة الوطنية المصرية، هذا كلام لم يحدث فى أى مجتمع، فالمجتمعات تحدد ثوابتها وما عليه توافق وتكتب دساتيرها على هذا الأساس.
■ ما رأيك فى المطالبات بكتابة دستور جديد بدلاً من إجراء تعديلات على دستور ٢٠١٢؟
- الأقرب سيكون لدينا دستور جديد، لكننا ارتضينا بخارطة الطريق التى جاء فيها كلمة تعديل، والتعديل يعنى أن نعدل مادة أو ٩٩.٩% من الدستور، فلو حتى تركنا فقط مادة واحدة نكون أمام تعديل، وهناك مواد فى دستور ٢٠١٢ ليس لدينا مشاكل فيها لأنه تم اقتباسها من دستور ٧١ وبالتالى سنكون أمام دستور جديد بالفعل.
■ هل ستسعى لوجود مادة فى الدستور تنص على عدم قيام أحزاب على أساس دينى؟
- بالتأكيد.. فما دفعته مصر من ضرائب فى السنتين ونصف الماضية وخاصة ضرائب الدم كان بسبب استخدام الدين لمصالح سياسية، وبالتالى لو أردنا مستقبلاً خالياً من الدماء فلابد أن يعود الدين للمسجد والكنيسة، فالدين والقرآن والإنجيل مسائل مطلقة لأنها مقدسة، بينما السياسة متغيرة ولا يجوز أن نطبق ما هو مطلق على ما هو نسبى، ففى السياسة من الممكن أن أغير رأيى اليوم وغداً دون أن يتهمنى أحد بالكفر أو الخيانة، لكن لا أستطيع أن أغير رأيى فى الدين.
■ وكيف ترى وجود ممثل لحزب النور فى لجنة الخمسين رغم أن الحزب قائم على أساس دينى؟
- أقول لحزب النور «عدل برنامجك ولو الناس اللى عندك بتفهم فى السياسة وعايزه تشارك يشاركوا، والناس اللى بتفهم فى الدعوة ومش عايزه تشارك فى السياسة تروح تدعو لربنا بالحكمة والموعظة الحسنة»، وعلى الحزب أن يعدل مرجعيته وإذا كان مرتبطا بالدين فلتكن مرجعيته الحضارة العربية الإسلامية، فعندما تكون مرجعيتك كحزب الحضارة العربية الإسلامية سيؤخذ منها ويرد، لكن عندما تكون مرجعيته القرآن الكريم فإذا قال أى شىء لن أستطيع إلا أن أسلم به، لكن إذا كانت مرجعيته الحضارة العربية الإسلامية، فان تلك الحضارة بها عصور زاهرة وعدل جبار، وبها أيضا ظلم بين، وعندما يقول إن مرجعيتى الحضارة الإسلامية وأن تجربة فلان تعجبنى فأقول له هذه التجربة تصلح أو لا تصلح طبقاً للواقع الخاص بها، وهنا سيكون النقاش عن الدنيا وليس فى المقدس أو القرآن، وأنا على المستوى الشخصى حسمت أمرى برفض قيام أى حزب على أساس دينى لأنه سيدخلنا لنفس النفق الذى كنا فيه ولا يخرجنا منه.
■ بعيداً عن الدستور.. ما رأيك فى أداء حكومة الدكتور حازم الببلاوى؟
- أعتبر هذه الحكومة هى الحكومة المعبرة عن الثورة والرئاسة الموجودة حالياً هى المعبرة عن خارطة الطريق التى طلبناها وليس التى وضعها الجيش، فنحن طلبنا هذه الخارطة والجيش تبناها، وبالتالى عندما أنتقد الحكومة فأننى أنتقدها من موقع المحب وليس من موقع الخصم، وبالتأكيد هناك أشياء كثيرة لا تعجبنى فى أداء هذه الحكومة، وأشعر أنها تتصرف حتى هذه اللحظة بثقافة الموظف وليس ثقافة الثورى، والبلد يحتاج لتغييرات ثورية لكى يشعر الناس بأنهم اقتطفوا ثمار ثورتهم، فمثلاً جاءنا من الإخوة العرب ١٢ مليار مساعدات «يا سيدى اعتبرهم ١٠ والـ ٢ مليار أعمل بيهم الحد الأدنى للأجور وأشياء تخلى الناس تحس إن فيه تغيير حصل»، فهذه الثورة لن تستقر على الأرض إلا إذا انحازت للفقراء والبسطاء بقرارات ثورية، كما فعل عبدالناصر فى الخمسينيات، فبعد شهر ونصف من ثورة يوليو أصدر قانون الإصلاح الزراعى، فما حدث فى ٢٣ يوليو ١٩٥٢ كان انقلاباً وتحول إلى ثورة عندما حدثت تغييرات جذرية على الأرض، وعندما تم تغيير التركيبة الاجتماعية، فما حدث كان انقلابا عسكريا تحول بعد شهور قليلة الى ثورة لأن القائمين عليه كانوا ثوريين بشكل حقيقى وأحدثوا تغييرات جذرية فى التركيبة المجتمعية والاقتصاد والسياسة ونظام البلد نفسه من ملكية إلى جمهورية، وأصبح الانقلاب ثورة عندما انحاز للناس، فخرج الناس لتأييده باستماتة فأصبح الانقلاب ثورة شعبية.
■ لماذا لم تدرك الحكومة ذلك؟
- هذا الشعب لو لم يأت له دستور «على مزاجه» سيسقطه، ولو أن هذا النظام لم يفعل له ما يحلم به سيسقطه، ولو جاء رئيس جمهورية وظل شهرين ولم يقم بتغييرات تجعل الناس بالأمل سيسقطه الشعب، لأن المزاج النفسى للمصريين تغير، وكذلك تبدلت ملامح الشخصية المصرية فى السنتين الماضيتين، وعلماء الاجتماع السياسى أو علماء النفس لابد أن يدرسوا ما حدث للشخصية المصرية، فهذه الشخصية فترات المد الخاصة بها أكثر من فترات الجذر، تصبر على الاحتلال ٧٠ سنة، وتصبر على حسنى مبارك ٣٠ سنة، وتصبر على الهكسوس ١٠٠ سنة، لكن حالياً لم يعد لدى الشعب استعداد للصبر ٥ ثوان، فهناك شىء فى المزاج النفسى تغير، والموجودون فى الحكومة لا يستطيعون إدراك ذلك لأن بعض أعضاء الوزارة يمتلكون ثقافة الموظف وليس ثقافة الثورى وهذا ما يشدهم للخلف، لكن المجتمع سيدفعهم للأمام رغما عنهم وإلا سيسقطهم.
■ أليس غريبا ألا تحقق الحكومة طموحات الناس رغم أن فيها أشخاصا ثوريين لم نكن نحلم بدخولهم الوزارة مثل كمال أبوعيطة وحسام عيسى وزياد بهاء الدين؟
- الدولة المصرية بطبعها دولة بيروقراطية وليست دولة ثورية، ولكى تغير «ميكانيزمات» العمل وتعمل بشكل ثورى ستكون أمام معوقات حقيقية، لكن لو كانوا يمتلكون إرادة الثورة فإنهم يستطيعون أن يقهروا هذه البيروقراطية وضيق الأفق الموجود لدى موظفى الدولة من أعلى الوظائف إلى أدناها ولابد من علاج ذلك بطرق ثورية، ونحن نحتاج أن يكون كل الوزراء ورئيس الوزراء مثل أبوعيطة وعيسى وبهاء الدين لكى تخرج قرارات ثورية، ولدى آمال عريضة أن يدرك الموجودون فى الحكومة طبيعة المرحلة وهذا دورنا كمبدعين، فالمبدع يجب أن يكون على يسار السلطة حتى لو كان ينتمى لهذه السلطة لكى ينقدها حتى تقوّم نفسها.
■ صرحت من قبل بأن المجلس العسكرى فى عهد طنطاوى أدار خطة منظمة لتكفير الناس بثورة يناير، فكيف ترى الدور الذى تلعبه المؤسسة العسكرية فى المشهد السياسى حالياً؟
- المؤسسة العسكرية شىء والمجلس العسكرى الذى أدار شؤون البلاد لمدة سنة ونصف السنة شىء آخر، فالمجلس العسكرى ارتكب أخطاء فى إدارة شؤون البلاد أوصلت الإخوان للسلطة، ولم يكن فى خندق الثورة، وبطبيعة تكوين المشير طنطاوى والفريق سامى عنان لم يكن لديهم أى مشكلة مع نظام حسنى مبارك ولكن كانت مشكلتهم مع التوريث، فبمجرد أن أسقطت الثورة فكرة التوريث قالوا «كده تمام هو انتو عايزين حاجة تانية»، فهم أداروا البلاد بهذا المنطق وليس بمنطق أن هناك ثورة قضت على دولة الفساد التى صنعها مبارك وتؤسس لدولة جديدة، فهم لم يدركوا أنه كان هناك ثورة لذلك كانت كل قراراتهم تصب فى خانة تكفير الناس بالثورة، وعندما كفر الناس بالثورة ارتمى عدد كبير منهم فى أحضان البديل الآخر وهو الإخوان المسلمين، لذلك المجلس العسكرى ارتكب أخطاء قد تصل إلى خطايا،
وأتصور أن القدر الذى أرسل لنا قيادة مثل الفريق أول عبدالفتاح السيسى جعل المصريين «مستعدين مايتكلموش فى الموضوع ده» من كثرة ما فعل أشياء لم يكن أحد يحلم بها، فالشعب المصرى عندما خرج فى ثورة يناير رفع شعارات محددة لم يكتبها مفكر سياسى ولكن كتبها وأبدعها العقل الجمعى المصرى وقال «عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية»، ولم يقترب من فكرة الاستقلال الوطنى لأنه أدرك أن هذه قضية تالية، بمعنى أنه بعد أن نبنى بلدنا نبدأ نفكر فى الاستقلال الوطنى، لذلك لم يكن هناك شعارات معادية لأمريكا قبل ٣٠ يونيو، لكن ما فعله «السيسى» هو إضافة شعار الاستقلال الوطنى، وقبل يوم ٣٠ يونيو قلت فى «تويته»: على ما يبدو أن معركة ٣٠ يونيو لن تكون معركة تحرر من النظام فقط
ولكن من التبعية الأمريكية لأنها هى المحك، وهل سينحاز الجيش للشعب فى ظل الدعم الكامل من الأمريكان أم لا ينحاز؟، فلو انحاز سنكون أمام قضية استقلال وطنى وقد حسمته الدولة وتقف صامدة حتى هذه اللحظة فى وجه قوى دولية عديدة من اجل تحرير القرار الوطنى والإرادة الوطنية، وهذا ما يحسب للفريق السيسى ولا يحسب له انحيازه للشعب، لأنه كان طبيعيا أن ينحاز للشعب ولم يكن طبيعى أن يترك الجيش الشعب يقتل بعضه، والمذهل فى الموضوع كيف تحدى أمريكا بهذا الشكل الشجاع، وكيف تحدى كل هذه المؤامرات الدولية وصمد و«قوىّ قلب الشعب» فى إدارته لهذه المعركة.
■ كيف ترى وصف الفريق أول عبدالفتاح السيسى بجمال عبدالناصر الجديد؟
- ربما يكون بدأ نفس بداية جمال عبدالناصر، ولا شك أنه الأكثر شعبية منذ ظاهرة جمال عبدالناصر، فالقلوب تتعلق بشخصية عبدالفتاح السيسى، والأدوار التاريخية فيها جزء قدرى وجزء اختيار، ولكى يقوم الشخص بدور تاريخى هناك ظروف قدرية تقوده ويكون هناك جزء من جسارة اختيار الشخص للمهمة التى يقوم بها، وهذا الرجل اختار أن ينحاز للشعب ويقف أمام القوى الدولية فتعلقت به القلوب، فهل هو يريد أن يكمل هذه الخطوة بمشروع سياسى كامل؟، هو الذى سيقرر ولكنه حتى هذه اللحظة يقول
إنه لا يريد أن يكون سياسيا وأنه يشرفه حماية إرادة هذا الشعب أكثر ما يشرفه أن يكون رئيسه، والسيسى لو رشح نفسه سيحصل على ٨٠% على الأقل من أصوات المصريين، ولو رشح نفسه للرئاسة وتقدم للشعب بمشروع سياسى أنا شخصياً سأكون معه لأننى أثق تماماً فى وطنيته، لكنه لا يريد ذلك، وأحد أسباب ذلك انه لا يريد أن توصف هذه الثورة بأنها كانت انقلابا وأن كل ما حدث كان تمثيلية ليصل السيسى إلى الحكم وهذا غير حقيقى بالفعل، وبالتالى لن أدفعه لهذا المشروع إلا إذا كان ذلك اختياره ويرى أن لديه رؤية سياسية، وأنا سأثق فيه لأنى جربته فى موقف أعتى الرجال كان من الممكن أن يخذلونا فيه، وبالتالى لو اختار لنفسه مشروعا سياسيا سأكون وراءه.
■ لكن نزول الفريق أول عبدالفتاح السيسى سيعيدنا إلى قضية عسكرة الدولة بينما الشعب يريد دولة مدنية؟
- ليس كل من ارتدى البدلة العسكرية ثم خلعها ودخل الحياة السياسية تنطبق عليه فكرة العسكرى، فكيف أسمى حكم شارل ديجول فى فرنسا حكما عسكريا، فهو كان جنرالا وخلع زيه العسكرى ودخل الانتخابات وكسبها ونفذ مشروع محترم لهذه الدولة ويعتبر مؤسس فرنسا الحديثة، فهل هذا مشروع عسكرى؟، هذا ليس مشروعا عسكريا ولكنه يعبر عن دولة مدنية، فهو خلع الزى العسكرى وكان لديه مشروع سياسى قدمه للشعب، والشعب اقتنع به وأصبح من ضمن القادة التاريخيين لفرنسا، ونفس الحكاية مع تيتو فى يوغسلافيا، وجمال عبدالناصر كان لديه أيضاً مشروع سياسى، فحتى قبل أن يخلع الزى العسكرى انحاز للفقراء وأصدر قانون الإصلاح الزراعى ثم قانون العلاقة بين المالك والمستأجر والحد الأدنى للأجور وحقوق العمال والفلاحين، وعندما خلع زيه العسكرى وأصبح رئيسا للجمهورية ولديه مشروعه السياسى لم يعد عسكريا، فكلمة حكم العسكر تعنى حكم الاستبداد الذى يأمر وينهى دون مناقشات، فهل الشعب المصرى سيقبل حاكما مرة أخرى يأمره فيطيع، والسيسى لديه شعبية جارفة حالياً فهل لو حكم مصر سنة أو سنتين والناس لم ترض عنه سيظلون يقدسونه؟، بالتأكيد لا، «التابوهات خلصت» فالناس تعلقت بأشخاص فى الفترة الأخيرة وأسقطتها بموقف فى ٥ ثوان.
■ كيف ترى دعوات المصالحة الوطنية مع الإخوان؟
-أعتقد أن هذا ليس وقته، وأنا أدرك أن أكثر من ١٠% من تنظيم الإخوان هم من تورطوا فى أعمال العنف، ولم يسأل أحد نفسه لماذا لم يتورط الباقين، فى أى مجتمع آخر كان الـ٣٠٠ أو الـ٤٠٠ ألف المنتمين للإخوان فجروا البلد، لكنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم مصريون والجين المصرى الموجود بداخلهم منع ٩٠% منهم من ممارسة العنف، ربما يكونون مقتنعين بما يحدث أو لا يدينون أعمال العنف لكنهم لم يستطيعوا أن يلجأوا للعنف بسبب تركيبتهم، فكيف سأتصرف مع هؤلاء؟، حاليا لو تحدثنا عن المصالحة نكون بمثابة من يخون الدم الذى يسيل فى الشوارع، ويخون الشعب الذى تهدده هذه الجماعة كل يوم، لكن فيما بعد لابد من التحدث بشكل عاقل عن الذين لم يتورطوا فى العنف ولم يدعوا له، فهل سنقاطع الذين لم يتورطوا فى العنف، فالمجتمع لابد يجد طريقة لاستيعاب هؤلاء الأشخاص بشرط أن يتبرأوا من هذه الأفكار وانحيازهم لمشروع لا ينتمى للوطن لكى نستطيع أن نقبلهم، وعندما يحدث ذلك بالتأكيد المجتمع سيحتضنهم مرة أخرى وإن كان ذلك سيأخذ بعض الوقت.
■ هل تتوقع عودة الإخوان للمشاركة فى الحياة السياسية؟
- مشروع الإخوان المسلمين قضى عليه نهائيا، لأنه سقط على المستوى الأخلاقى والفكرى قبل أن يسقط على المستوى السياسى، وحاليا المواطن العادى يعرف أن فكرة الجماعة لا تنتمى لهذا الوطن، فهل يستطيع الإخوان حاليا على المستوى الإنسانى والفكرى ضم عضوية جديدة أو أن يقنعوا شابا بأفكارهم، كان زمان من الممكن أن تتزايد أعدادهم لكن حاليا ستتقلص أعدادهم ولن يكسبوا أى عضو جديد وبالتالى الفكرة فى انحسار بعيدا عن المطاردات الأمنية، فالمصريون لفظوا الفكرة وأصبحت إلى زوال وبالتالى لا مستقبل للإخوان المسلمين.
■ من الشخص الذى تراه مناسبا لرئاسة مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو؟
- مازلت أرى أن حمدين صباحى هو مرشحى، ولو أن المصريين وجدوا شخصا آخر افضل من حمدين صباحى سأسانده، «حمدين مش جوز أختى أو ابن عمى»، وأنا أدعمه لأنه يحمل مشروعا حقيقيا ورؤية واضحة لمستقبل هذا الوطن ولو وجدت من هو مؤهل أكثر منه سأدعمه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com