بقلم: مصطفى يوسف اللداوي
لا نصر لقضيةٍ يرتبط مصيرها بشخص، وتبنى سياستها لصالح فرد، ملائمةً له، واتفاقاً لحاله، وانسجاماً مع ظرفه، وتماشياً مع ظروفه.
ولا قضيةً يتوقف حضورها على فعالية قائدٍ أو مسؤول، تمرض لمرضه، وتصح لسلامته، وتنتعش بحيوته، وتنتكس وفق حالته.
فلا قضية يصنعها شخص، ويمنحها القوة فرد، ويعطيها المنعة قائدٌ أو مسؤول، تحيا ما كان حياً، وتموت ما فارق الحياة، أو اعتكف وغيبته الأحداث عن الأنظار.
إنما القضايا هي التي تصنع رجالها، وتسمي قادتها، ويكبر بها حاملوها والمؤمنون بها، والمدافعون عنها، فهي الأبقى والأثبت، وهي الأقدم والأول، وهي الأحق والأصوب.
فبالقضايا يعرف الرجال، ويسمو الأبطال، ويمتاز المخلصون العاملون، فتنهض بمن آمن بها، وعمل من أجلها، وضحى في سبيلها، وأفادها قبل أن يستفيد منها، ونفعها بقدر ما نفعته، فهي التي قدمته ورفعته، وهي التي سمت به وعززته.
قد سبق كثيرون، ومات رجالٌ سابقون، ومضى قادةٌ وعظماءٌ ورموز، ضحوا بأنفسهم لتبقى قضاياهم، وقدموا أرواحهم لتعيش مبادؤهم، وبقيت قضايا الأمة حاضرة، دائمةً لا تغيب، وقويةً لا تضعف.
قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما انطفأت كلمة الإسلام، ولا غابت شمس الحق، وصدح بالحق يومها عمر فقال "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت".
قضيتنا أبداً لن تموت، وستبقى أبداً حيةً حاضرة، حتى نستعيد حقنا، ونعود إلى بلادنا، ونسكن بيوتنا، ونعيش من جديد في ديارنا، فوق أرضنا، وتحت علم بلادنا، بحريةٍ وعزةٍ وكرامة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com