كتب: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
يعقد "فاروق حسنى" وزير الثقافة و د. "زاهي حواس" أمين عام المجلس الأعلى للآثار مؤتمرًا صحفيًا عالميًا يوم الخميس القادم، بالميناء الشرقي بمدينة الإسكندرية لانتشال برج البوابة الضخمة لمعبد إيزيس والقريب من ضريح كليوباترا بالميناء الشرقي من مياه البحر المتوسط، وذلك لعرضها بمتحف الآثار الغارقة الجاري بناءه في منطقة استنالي، حيث يتيح هذا المتحف للزائر رؤية الآثار عن طريق الغطس أو السير داخل أنابيب زجاجية, ومن بين هذه الآثار المهمة قصر كليوباترا ومنارة الإسكندرية.
إلى جانب مشاهدة أكثر من 200 قطعة أثرية من مدينة الإسكندرية الغارقة والتي تم انتشالها على مدى السنوات الماضية من تحت مياه البحر المتوسط.
ومن المقرر أن يتكون المتحف من طابقين الأول منهما فوق سطح الماء ليعرض الآثار المستخرجة من خليج الإسكندرية والمواقع المجاورة وخليج أبو قير, بينما سيكون الجزء الأكبر من المتحف مغمورًا تحت سطح الماء بحيث يمكن للزائرين مشاهدة الأطلال العظيمة لمدينة هيرا كليون التي غرقت فيه.
وتعود فكرة إنشاء هذا المتحف إلى وجود آلاف القطع الأثرية المتناثرة تحت المياه بفعل الزلازل التي ضربت مدينة الإسكندرية وألقت بالكثير من مبانيها وقصورها وقلاعها تحت مياه البحر, ولعل هذا يتطلب تحسين جودة مياه البحر ووقف عمليات الصرف الصحي به, والقضاء على جميع الملوثات بما يتيح رؤية واضحة للآثار كما يجب إزالة أجزاء من رمال البحر التي تغمر بعض الآثار لإظهار نقوشها.
وهذا سيجعل تكلفة إقامة هذا المتحف كبيرة لأن الآثار المغمورة تقع علي أعماق بعيدة، كما أن ترميم وتنظيف القطع الأثرية الغارقة وإجراء المعالجات الخاصة بها تحت مياه البحر يتكلف الكثير. لذلك هناك بعض الآثار التي سوف يتم استخراجها بسبب تدهور حالتها أو بسبب استكمال الآثار التي سبق استخراجها مثل تمثال "سفنكس" الموجود في كوم الدكة حيث سيتم استخراج رأسه من البحر وتجميعها مع التمثال.
وقام الاتحاد الأوربي بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار قاما بإعداد مشروع مشترك استغرق ثلاث سنوات ويهدف إلي إصدار أطلس يجمع المعلومات التي تم التوصل إليها عن طريق التحاليل والدراسات العلمية لإظهار أنواع الأحجار للنماذج المستخرجة من قاع البحر وتحديد نوعيتها وأماكن وجودها والمحاجر التي أخذت منها من حيث كونها أحجارًا جيرية أو رملية أو من الجرانيت, إلى جانب تحديد الطرق النموذجية لترميمها وتقويتها وتجميع المواد المتناثرة منها.
والجدير بالذكر إن بداية التعرف علي الآثار الغارقة وانتشالها في منطقة خليج أبي قير بدأت منذ عام 1961, وذلك عندما اكتشف الأثري الراحل والغواص المعروف كامل أبو السعدات كتلا أثرية غارقة في أعماق البحر بمنطقة الميناء الشرقي أمام لسان السلسلة وقلعة قايتباي ,كما قام بانتشال بعض الأواني الفخارية وسلمها للمتحف اليوناني الروماني عام 1961.
مؤكدًا وجود تماثيل ضخمة وعناصر أثرية أخري شاهدها تحت الماء فقامت مصلحة الآثار وقتها بمعاونة القوات البحرية بانتشال تمثال من الجرانيت لرجل يرتدي عباءة تغطي جميع جسده, وفي عام 1962 تم انتشال التمثال الضخم المعروف بتمثال إيزيس وهو من الجرانيت الأحمر وتم نقله إلي حديقة المتحف البحري بالإسكندرية, وطلبت الحكومة في عام 1968 من منظمة اليونسكو معاونتها في عمل خريطة للآثار الغارقة بمنطقة الميناء الشرقي فأرسلت غواصة عالمية تمكنت في عام 1975 من وضع خريطة أثرية لهذه الآثار الغارقة.
وقامت بعثة معهد بحوث أوربا للبحار برئاسة "فرانك جوديو" خبير الكشف عن الآثار الغارقة في عام 1992 بالعمل في كل من منطقتي أبي قير والميناء الشرقي وتمكن "جوديو" بفضل خبرته في رصد وتحليل البيانات التي حصل عليها والكشف عن الكثير من الأسرار الغامضة لآثار الإسكندرية الغارقة.
بدأت بعثة المركز الفرنسي القومي للدراسات بالإسكندرية عام 1995 بأعمال مسح لأعماق البحر ويشمل المسح الطبوغرافي والتصوير تحت الماء والرفع المعماري والترميم وذلك في المنطقة الواقعة أمام قلعة قايتباي, وكشف ذلك عن وجود آلاف القطع الأثرية أسفل القلعة من أعمدة وتيجان وقواعد وتماثيل وعناصر معمارية مصرية وإغريقية ورومانية.
وتم إنشاء إدارة للآثار الغارقة للإسكندرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار عام 1996 وتضم مجموعة من الأثريين المصريين برئاسة الأثري إبراهيم درويش رائد الغوص في أعماق البحار.
واستطاع العلماء في عام 2002 تحديد موقع مدينة "هيراكليون" التي كانت المدخل القديم إلي مصر وهوت إلى أعماق البحار منذ 1300 عام نتيجة زلزال, وذلك عن طريق قراءة الكلمات الهيروغليفية المنقوشة على أحجار مدينة "هيراكليون" والذي احتفظ بقيمته الفنية لمدة ألفي عام.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com