"المراجعة الفكرية لجملعة الإخوان، وهل يمكن تصحيحها أم يجب نسفها من البداية للنهاية"، كان هذا محور النقاش في حلقة جديدة من برنامج "بهدووء" والذي يقدمه الإعلامي عماد الدين أديب على "سي بي سي"، والتي حاور فيها قيادات سابقة في الإخوان.
في البداية، أكد الدكتور أحمد ربيع غزالي القيادي السابق لجماعة الإخوان والمسؤول عن تدريب الأشبال بالجماعة والذي خرج من الجماعة عام 2005، أن فكرة الشورى بعيدة تماما عن أفكار الجماعة وغير مطبقة، ما جعل بعض أعضاء الجماعة يشعرون بالازدواجية يطالبون الأنظمة بالديموقراطية ولا يطبقونها، ورغم وجود نظام الانتخاب في لائحة الجماعة إلا أنها تلتزم بأسلوب السمع والطاعة.
طارق أبوالسعد: الجماعة لا تختار أعضاءها بمبدأ الأكثر تقوى إنما بالأكثر طاعة
وأضاف أن أي شخص له رأي مخالف داخل الجماعة يواجه بـ"التهميش" ثم "التطفيش"، فإن العضو المثالي للجماعة هو من ينصاع إلى أومرها سمعا وطاعة دون علمه باللائحة وليس من حق عضو في الجماعة العلم بها، والتي تعتبر أن كل مستوى للقيادة يلغي من تحته وقادر على إلغاء قراراته مشبها الجماعة بالثكنة العسكرية والتي تلزم العضو بتنفيذ الأمر ولا يوجد بها نظام التظلم بالمؤسسة العسكرية، إن ديموقراطية الإخوان "سراب".
وتابع "الغزالي"، أن الإسلام بالنسبة للجماعة هو الإسلام الذي تؤمن به الجماعة فقط، وهو الوسيلة الأصيلة لوصول الإخوان إلى الحكم كهدف أساسي، مشيرا إلى اعتبار الجماعة لكل من يخالف فكر "البنا" مجرما يمارس جريمة إسلامية، وأنه من واجب الجماعة أن تستخلص الحكم من حكومات الأنظمة التي تعتبرها لا تطبق أوامر الله لأنها لا تطبق فكر "البنا".
أما طارق أبوالسعد وهو من قيادات الصف الثاني بالإخوان بمحافظة البحيرة، والذي فصلته الجماعة ولم ينشق عليها، فقال إن جيل الثمانينات والتسعينات من الجماعة كان يراها دعوية تدعو إلى الدين ونشر القيم أول الأمر، وأن جماعة الإخوان تختار أعضاءها بمواصفات معينة؛ حيث يخضع العضو للاختبار لفترات طويلة، بمعنى أن يكون محبا لفكر الجماعة أول الأمر ثم يتم اختباره لمعرفة علمه على الأقل وهل سيلتزم بالسمع والطاعة ويدافع عن مبادئ الجماعة أم لا، لكي يتخطى مرحلة المحب إلى مرحلة المؤيد ثم يتم ترقيته عن طريق ما يسمى بالدورة التصعيدية لكي يكون منتسبا ثم يرقى أن يكون عضوا عاملا في النهاية.
وأوضح "أبوالسعود"، أن العبادة ليست الميزة الأولى لاختيار عضو الجماعة لكنه يجب أن يكون ملتزما ومشاركا بقوة في أعمال الجماعة الخاصة وكاتما لأسرارها وهو يخضع لاختبارات للتأكد من ذلك الأمر.
أبوالسعود: فكر الجماعة يقوم على "إيجاد مسلم حقيقي في المجتمع الكافر بالقوة"
وتابع أن الفكر القطبي يؤمن بأن الحكم لله ويحاول إيجاد المسلم الحقيقي الذي لم يعد موجودا في المجتمع الكافر، مستخدما القوة في إقامة المجتمع المسلم وأكد أنهم يمارسون العنف الآن ويحملون السلاح ضد الشعب وعلى المجتمع أن يقوم بممارسة السمع والطاعة دون إدراك لما سبق.
واستكمل الدكتور ثروت الخرباوي القيادي السابق بجماعة الإخوان، قائلا إن مشكلة الجماعة أنهم يعتقدون أن "البنا" هو صاحب الصواب المطلق، وإنه يمتلك شخصية مؤثرة لمن عاصروه وجاؤوا من بعده؛ حيث يعتبرون كل ما يتلقونه عن حسن البنا هو الكتاب الثاني بعد القرآن.
وأوضح أن ما يزيد الأمر خطورة هو ما كتبه حسن البنا بالتحدث عن الدعوة بعبارة "دعوتنا"، والدعوة إلى الله هي دعوة الإخوان فقط لأن الإخوان يعتقدون أن إيمان الجماعة هو الإيمان الصحيح فقط، وهو الإيمان اليقظ ويفصل بينه وبين إيمان الأمة، مستندا إلى قول البنا بوصفه لإيمان الأمة في كتاباته بأنه الإيمان الغائب.
واستنكر الخرباوي حديث بعض المنشقين عن الجماعة بأن فكر البنا يختلف عن فكر سيد قطب، وقال إن فكر سيد قطب هو نفس فكر حسن البنا لكنه فقط يختلف في صياغة تلك الأفكار، وهي أنه كل خارج عن الجماعة فهو ضال لدرجة أنهم يعتبرون أعضاء الجماعة النفعيين الذين انتموا إليها لمنفعة شخصية بالضالين الذين يدعون لهم بالهداية.
الخرباوي: الجماعة تعتقد أن فكر البنا هو الصواب المطلق والكتاب الثاني بعد القرآن
وأشار إلى أساليب الجماعة السوفسطائية واللجوء دائما إلى التلاعب بالألفاظ والخداع؛ حيث يعتبرون أن كل من ينتقد فكرهم يستوجب المواجهة من جانبها، وهو لفظ عام يحمل أكثر من معنى حتى تكون الردود مفتوحة عندما يتهم المجتمع الجماعة بأنها تدعو إلى العنف فيقولون إن القصد هو المواجهة بالفكر مثلا، وشدد على أن حسن البنا لم يكن يوما كاتبا أو مفكرا لكنه حركي يجيد الالتحام بالناس.
كما أشار إلى التناقض في فكر سيد قطب وفي شخصيته، فكان يرتاد المراقص بالولايات المتحدة وفي مصر ويزور المتاحف ويعشق الفنون ثم تحول إلى شخصية منغلقة تكفيرية في عهد ناصر بعد أن اختلف معه، مشيرا إلى تأثر سيد قطب بالثقافة الباكستانية.
وأكد الخرباوي أن بديع ومحمود عزت وشكري مصطفى كانوا وما زالوا أنصارا لفكر سيد قطب التكفيري؛ حيث تأثروا به أثناء وجودهم بالسجن، وقال إن شكري مصطفى يعتبر أقلهم تطرفا، وإن بديع ومحمود عزت يعطون مبررا لأعضاء الجماعة لحمل السلاح في وجه المجتمع لأنهم يعتبرونه مجتمعا كافرا تمهيدا لإقامة دولة الخلافة وهي الهدف الرئيسي للجماعة وظهر جليا أثناء حكم الإخوان لمصر.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com