بقلم سحر حمزة
يتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بعشقه للألوان ،وأحيانا تعكس في نظره رمزية ما لإنماط الحياة ،وبحسب ميوله ورغباته وما يحب أو يكره وما يرتاح له وما يزعجه منها ،
والأهم أنها تعكس في حياته ما يحب وما يكره ،وأقوى نموذج على هذا اللون الأبيض ،وقصة عشقنا للون الابيض معروفة منذ القدم ،فهو لون الثلج والنقاء وهو رمز العفة والنقاء والبداية حين ترتديه العروس ليلة الزفاف ،
وعلى نقيض مغاير يكفن المسلم بقطع قماش من اللون الأبيض ،وما بين هذين المتعارضين في الحدث وفي المناسبة ،يبقى عشق اللون الأبيضمعمماً بين الجميع برغم بشاعة الموت والفراق ،وحلاوة البداية لحياة جديدة بالزفاف ،الأجمل من هذا أن يلقب الإنسان بلغة اللون كي يكون أكثر شهرة بين الناس ويكون معروفا غير ضبابي ،وأقرب مثال عشقي للون الليلك ،
ومن ثم إطلاق إسم سيدة الليلك على مجموعتي القصصية الثالثة ،وما لحقها من تداعيات أحداث وأدوات تغيير في حياتي جاءت من اللقب والتسمية بسيدة الليلك ،فأصبح أصدقائي ينعتونني بهذه السمة ويشبهون أي شيء مقترن بي بالليلك ،ومع أني سمعت كثيرا عن سيدة البنفسج ،
والأرملة السوداء ،وسيدة القلوب وغيرها من الألقاب ،إلا أني وجدت في الليلك شيئا مختلفا ،يبعث الإرتياح بالنفس ،وتتسم به كافة مظاهر سلوكي وأجوائي الخاصة بين أحبتي والمقربين مني ،وكثيراً ما قدمت لي هدايا جميعها غلفت باللون الليلكي الذي أعشقه ،وأجملها الزهور التي تحرص إبنتي الوسطى رشا على إهدائي إياها كلما أستقبلتني في المطار ،
وهذا ما حول مسار حياتي إلي إختيار بعض أثاث المنزل ليكون باللون الليلكي ،ثم معظم كتاباتي التي أراسل بها أحبتي والتي أفضل كتابتها باللون الليلكي ،وفي الحقيقة لم أكن أخطط لذلك ولكن جميع الأشخاص المتميزين يرمزون لإنفسهم بلون يفضلونه ،
وأكثرهم شهرة في الإمارات سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس عملي في دائرة البلدية والتخطيط بعجمان ،والصبغة البرتقالية التي سيطرت على كافة الأشياء التي يهتم بها مثل الرياضة ونادي عجمان الرياضي والعقارات وشركة "آر هولدينغ "ولون سياراته الرائعة وحتى أثاث مكتبه الراقي الذي يدل على ذوق رفيع منفرد .
وهناك شخص أطلق عليه أسم "الأزرق "تعجبني افكاره وتعمقه في اللغة ومفرداتها ،وتمحصه بالأشياء وتعامله بالكلمات الراقية التي تدل على الرزانة والنزاهة والتفرد ،وصفته بالبحر وأطلقت عليه أسم الازرق وهو لم يعترض بل كان أحيانا يرد علي بالإيميل بكلمات مطبوعة باللون الأزرق ،وغيره مثلا الرجل الأخضر الخارق ،
وكثير من الألقاب التي أُلحقت بأشخاص مقرونة بالالوان التي يعبرون عنها في سلوكيات حياتهم ،كذلك هي الطبيعة الخلابة والجمال الرائع في الغابات وألوان الأزهار بأنواعها وحتى الأسماك الملونة والمرجان الأحمر جميعها تدل على صفات وسلوكيات من تمثلوا بها.
يبقى اللون الأحمر لون الحب ولون الحرب والدم ،ولون النار أيضا حين تكون جمرا ،إرتباط الأحمر بالحب هو أجملها وأروعها ،وكنت منذ طفولتي وخلال أيام دراستي بالجامعة أحرص على أن يكون وشاح رقبتي بالأحمر وقمصاني كذلك وكان كل من حولي يردد ويقول لي هذا عنوان قوة وجرأة ولهُ شأن كبير في المستقبل وأبتسم وأقول إن شاء الله يكون كذلك.
هكذا بقيت الألوان رموزا أتعامل بها لتعكس ما يجول بخاطري وما أعكسه من رسائل وأفكار لتصل إلى أصحابها بلغة ألوان صادقة معبرة عما بداخلي.
انتهى
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com