في حواره الخاص قال الإعلامي يسرى فودة قبل عودته بأيام لبرنامجه "آخر كلام" ليكشف للقارئ اسباب عدم ظهوره على الشاشة بعد 30 يونيو عن سبب وصفه للإعلام المصرى بـ«المسعور» بعد الإطاحة بحكم الإخوان، وعن الشكل الذى سيتعامل به مع التيار الاسلامى فى برنامجه الفترة المقبلة، واشياء أخرى.
● ما خطة يسرى فودة للعودة فى ظل هذه الاجواء؟
أن أستمر فى محاولة إظهار الحق والحقيقة. أعلم أن هناك بين صفوف الجماهير من يقف إلى أقصى اليمين ومن يقف إلى أقصى اليسار وربما لن يرضوا عن بعض ما نقدم، لكن عزائى يكمن فى ثقتى فى أن هذا قدر من يحاول أن يتجرد فى مجال العمل الصحفى من أى انتماء غير الانتماء للقيم المهنية والوطنية وما نحتاجه فى ظروف كهذه أن يكون لدينا ما يكفى من الشجاعة والأخلاق كى نتخيل أنفسنا فى موضع الآخر ولو للحظة قبل أن نصدر الأحكام.
● ما سر ابتعادك عن العمل لفترة طويلة؟
الجميع يعلم أننى تغيبت عن الظهور خلال الفترة الماضية بسبب خضوعى لفحوصات طبية وجلسات علاج طبيعى مكثفة للقضاء على آثار الحادث الذى تعرضت له قبل عدة أشهر،فضلا عن أننى كنت أتوق لهذه الإجازة منذ فترة طويلة وكتبت ذلك على تويتر فى نوفمبر من العام الماضى. لكن هناك تغيرات كبيرة حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية وواجبى أن أتعامل معها بنفس المبدأ الذى كنت أتعامل به فى الأحداث السابقة.
● هل تخشى تهمة الطابور الخامس التى تلاحق كثيرا من الشخصيات العامة وتلاحقك بشكل شخصى حتى قبل أن تعود؟
أنا سمعت هذا الكلام كثيرا فى مراحل مختلفة، لكننا جميعا فى قرارة أنفسنا نعلم جيدا من نحن. كل واحد منا يعلم طبيعة معدنه ويعلم أين يقف ويعلم ماذا يريد. من حق كل منا أن يكون ما يشاء،أما فيما يخصنى كصحفى فليس من حقى أن أقف إلى جانب فريق سواء من الناحية السياسية أو الأيديولوجية إلا فيما يمس القيم المهنية والوطنية.
● دائما وأبدا كنت تحرص على وجود جميع الاطراف على مائدة الحوار.. كيف ستمثل الإخوان؟
من الناحية المهنية، أنا لست وصيا على ذهن المشاهد وهذا حقه على، أما واجبى تجاهه فهو أن أقدم له المعلومة والخبر فى سياق عادل، متزن، يساعد على توضيح الصورة.
● قناة on tv التى تظهر على شاشتها تعتبر هذا التيار ارهابيا.. فكيف ستتعامل معه فى آخر كلام؟
أولا أتحفظ على أن القناة ترى تيارا بشكل عام إرهابيا. نعم كانت لدىّ بعض التحفظات على الأداء الإعلامى فى الغالبية العظمى لوسائل الإعلام داخل مصر أو خارجها فى الفترة الأخيرة، لكن قناة «أون تى فى» تدرك ذلك وتعيد ضبط البوصلة بكل شفافية نحو ما عودت المشاهد عليه من مهنية وشفافية. ورأيى أن من الخطأ إطلاق الأوصاف على الناس. الأوصاف، من الناحية المهنية والقانونية والأخلاقية، تطلق على الأفعال لا على الناس،وقناعتى أننا إذا بدأنا فى إطلاق الأوصاف على الأفعال لا على الأشخاص سنتجنب الكثير من سوء الفهم، وسنقترب أكثر مما نريده جميعا وهو دولة القانون.
● يسرى فودة كانت مقدمة برنامجه تعتبر مساحة رأى.. هل ستتخلى عن ذلك فى الشكل الجديد للبرنامج؟
أنا لا أعبر عن رأيى فى برنامجى إلا نادرا، وحين أفعل هذا ألفت انتباه المشاهد إلى أنه رأيى أنا وليس خبرا أو معلومة. لكننا فى نهاية المطاف بشر نخطئ ونصيب ونفعل وننفعل.
● الفريق أول عبدالفتاح السيسى وهو صديق لك.. هل تراه تعلم من أخطاء المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير؟
التقيت الفريق أول عبدالفتاح السيسى ثلاث مرات فقط، منها مرة فى مرحلة مبكرة جدا من ثورة 25 يناير خلال الـ18 يوما الأولى مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين والمثقفين، ثم التقيته مرتين أخريين خلال العامين الماضيين وكان رأيى فيه من أول يوم مثل كثيرين أنه إنسان مهنى وطنى، ولديه القدرة على رؤية عميقة للمجال الذى يعمل به وأنه استطاع ان يرتفع بمعنويات القوات المسلحة بعد فترة مؤلمة مرهقة سواء من وجهة نظر المؤسسة العسكرية أو من وجهة نظر الشارع الثورى أيام المجلس العسكرى السابق. وفى نفس الوقت أدرك تماما لماذا ارتفعت شعبيته إلى هذا الحد بعد 30 يونيو، وفى اعتقادى أن الأسابيع والأشهر القليلة القادمة ستسفر لنا عن الكثير، لكن لديه قدرة على قراءة الموقف بشكل عميق، وانتخابه القرار الصائب فى اللحظة الصائبة.
● هل توافق على أن يترشح لرئاسة الجمهورية؟
الصحفى لا ينبغى له أن يكون مع أو ضد، وأنا أؤمن أنه من حق أى إنسان مصرى أن يترشح للرئاسة بما ينظمه القانون، فإذا أجمع ما يكفى من المصريين على انتخاب شخص ما، أنا كصحفى سأقول إن غالبية المصريين انتخبوا ذلك الشخص.
● كيف ترى أزمة باسم يوسف ومنع قناة cbc بث حلقات برنامجه الجمعة الماضية؟
سواء كانت هذه الأزمة مع الزميل باسم يوسف أو مع غيره أنا دائما مع حرية التعبير لأنى اؤمن بأنه لا يخاف من الكاميرا أو من الكلمة إلا من لديه شئ يخفيه. نحن جميعا نستمتع بإبداعات فريق عمل برنامج البرنامج وأتمنى أن تحل المشكلة بينه وإدارة القناة بشكل يحفظ للبرنامج ولأسرة الإعلام فى مصر وكل المدافعين عن حرية التعبير حقهم الطبيعى.
وأعلم أنك تشير إلى مرحلة ما بعد 30 يونيو، وفى رأيى أن ما حدث بعد هذا التاريخ فى الإعلام بشكل عام هو حالة من «السعار»، كانت انعكاسا لحالة السعار التى وجدت على الأرض فى جانب من الشارع المصرى التى هى فى حد ذاتها كانت رد فعل قويا على عام من حكم الإخوان المسلمين لم يستطيعوا خلاله أن يضموا جميع طوائف الشعب وأن يطمئنوا الناس على أن مصر لن تذهب فى اتجاه أحادى يغلب مصالح فئوية لجماعة ما على مصالح الوطن كله.
● هل هذا يعنى أنك تراه سعارا مبررا؟
لو كان مبررا إلى هذا الحد لما أسميته «سعارا». أتفهّم جانبا من ردة الفعل؛ فالإخوان المسلمون عندما تسلموا مصر لم يستطيعوا أن يشركوا الآخرين معهم حتى يستفيدوا من خبراتهم وتستفيد مصر بشكل عام، بل إنهم اتجهوا فى الفترة الأخيرة إلى الانفراد بالحكم وإلى محاولة تحويل الدفة تأثيرا فى هوية مصر وفى مستقبلها كله. لدىّ كل التفهم أن كثيرين داخل مصر، وأنا واحد من هؤلاء، كانوا قلقين إلى أبعد الحدود قبيل الثلاثين من يونيو من محاولات يمكن تسميتها باختطاف مصر وتوجيهها فى اتجاه معين لا يأخذ صالح الوطن فى الاعتبار الاول بقدر ما يأخذ صالح جماعة بعينها.
● كيف ترى ترقب قطاع كبير من الجمهور لعودتك وتعليقهم عليها الكثير من الآمال؟
ربنا يستر لا أستطيع أمام هذا سوى أن ألتزم بما أحاول دائما أن ألتزم به. إن أصبنا فإننا نشكر جمهورنا على هذه الثقة، وإن أخطأنا نلتمس منه العذر.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com