يقلق اقتراح إدراج "الهولوكوست" مادة تعليمية إلزامية للأطفال الصغار في عامهم الدراسي الأول يقلق الآباء الإسرائيليين، الذين يرون أنه من المبكر جدًا إقحام صغارهم في دوامات سياسية إضافية، أما أنصار الاقتراح فيبررون موقفهم بضرورة التوعية الصحيحة.
يدعم المعلمون الإسرائيليون اقتراح تعليم الأطفال في سنّ الخامسة عن المحرقة اليهودية بشكل "منظم ومراقب"، في حين أن الآباء يخشون تعرّض أطفالهم للصدمة.
وأثار مقترح لإدراج المحرقة في مناهج تعليم الأطفال الإسرائيليين بدءًا من سنّ الخامسة نقاشًا حادًا بين الأهالي والمعلمين، في الوقت الذي يعتبر فيه النقاد أن هذه السن غير مناسبة للكشف عن التاريخ المؤلم للشعب اليهودي.
تثقيف منظم
أنصار هذا الاقتراح، الذي ستكشف وزارة التعليم الإسرائيلية تفاصيله قريبًا، يقولون إن الأطفال اليهود على بينة من الأحداث الماضية منذ سنّ مبكرة، سواء من روايات أفراد الأسرة ويوم ذكرى المحرقة السنوية. وبالتالي، فمن الأفضل لهؤلاء الأطفال أن يحصلوا على الحقائق من بيئة تحت السيطرة والتنظيم، وأن تتم الإجابة عن أسئلتهم بشكل مدروس من قبل خبراء.
يشار إلى أن المدارس الإسرائيلية تدرّس تاريخ المحرقة بشكل عام بدءًا من سن الحادية عشر، ثم تتكثف في سن السادسة عشر، أي قبل فترة وجيزة من زيارة التلاميذ للنصب التذكاري في معسكر أوشفيتز في بولندا.
وأعلن وزير التعليم الإسرائيلي شاي بيرون في الشهر الماضي أنه يريد إدخال مادة تدريس المحرقة للأطفال في السنة الأولى، وقال المتحدث باسمه لصحيفة "الأوبزرفر" إنه يمكن تمديدها إلى عمر الخمس سنوات في مدارس الأطفال الحكومية.
سيتم إعداد المواد التعليمية بالتعاون مع مؤسسة "ياد فاشيم"، المركز العالمي التوثيقي والبحثي والتعليمي لتخليد ذكرى الهولوكوست.
وقالت شولاميت إيمبر، المديرة التربوية للمدرسة الدولية لدراسات المحرقة، في حديث مع صحيفة الـ "غارديان" البريطانية إنه لن يتم تدريس هذا الموضوع بشكل مكثف للأطفال الصغار، بل فقط لبضع ساعات في إطار الاستعداد ليوم الذكرى.
قومية مبكرة
أضافت: "التعرف المبكر إلى المحرقة ضروري، لأنه جزء قوي من هويتنا. وعلى الرغم من أنه يمكن أن يسبب الخوف للأطفال الصغار، إلا أن التعليم المناسب يمكن أن يساعد على تقديم الهولوكوست وفقًا للعمر المعرفي والعاطفي للطفل".
وأشارت إلى ان هذه المادة التعليمية لن تكون شاملة ومكثفة، بسبب طبيعتها المثيرة للصدمة، وبالتالي ستقتصر على المعرفة الأولية والعامة، إنما بما يكفي، حتى لا يستحضر الأطفال مخيلتهم لخلق ما يثير فيهم الخوف.
لكن الآباء والأمهات يعربون عن قلقهم البالغ من هذا الاقتراح، ويقولون إن هناك ما يكفي من التوتر والقلق في الحياة اليومية، وإنه لا يزال من المبكر تعليم أطفالهم هذه المأساة.
هذه المسألة تحوّلت أيضًا إلى جدل يناقش على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فكتب نيلي كيرين، وهو باحث في المحرقة، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية: "نحن غير مستعدين لتنشئة جيل مشبع بالقلق ومصاب بعقدة الضحية. نريد أن نربّي جيلًا يحب الإنسانية، وهذا الأمر لن يتحقق بتدريس المحرقة للأطفال".
ويقول النقاد إن التركيز بشكل كبير على الماضي يمكن أن يخلق شعورًا بالاضطهاد الأبدي وكراهية الأجانب، فيما يعتبر آخرون أن دراسة المحرقة وزيارة معسكرات الموت النازية تعزز شعور الأطفال بالهوية اليهودية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com