(المواطن الغلبان حسن حصاوي يغشى عليه من حين لآخر. وعندما يفيق لا يفهم ما حدث حوله من تغيّرات، ولكن أحيانًا ما يجعل مَن يسمعه هو الذي يغشى عليه).
(حصاوي يلاحظ أن جاره المثقف منشرح كالأسبوع الماضي)
حصاوي:
فرحان قوي كده ليه؟
مثقف:
أصله فكّرنا بالذي مضى.
حصاوي:
هو فيه حاجة اسمها فكّرنا باللي مضى؟ ما كل اللي مضى لسه عايشين فيه لحد النهار دا.
حصاوي:
مش هتفهم.
المثقف:
أحاول أفهم. تقدر تقول لي زي إيه؟
المثقف:
مقالته فكّرتني بأحلى فترة عشناها في تاريخنا.
حصاوي:
قصدك أنهي فترة؟ محمد علي؟
المثقف:
مين محمد علي دا؟
حصاوي:
تبقى مثقف ومن النخبة وماتعرفوش؟
المثقف:
عارفه طبعًا، لكن هو مين يعني؟ أولًا ماكانش مصري، ثانيًا كان أمي لا بيعرف يقرا ولا يكتب، ثالثًا حكمنا سنين طويلة هو وأولاده من بعده.
حصاوي:
محمد علي اللي عمل نهضة مصر. مش عاجبك؟ اللي عمل أول جيش مصري، اللي طوّر الزراعة والصناعة وبعت البعثات تدرس بره، اللي فتح كليات ومدارس للبنات، اللي ضم السودان إلى مصر وسيطر على البلاد العربية اللي حوالينا.. اللي...
المثقف
(مقاطعًا): إنت هتعلمني التاريخ ياللي خدت الثانوية العامة بالعافية؟
لما أتكلم أنا.. تسكت أنت.
حصاوي:
حاضر، إيه بقى اللي قريته وفرّحك قوي؟
المثقف:
مقال رائع.. هايل، كاتبه إبراهيم عيسى في جريدته في الصفحة الأولى.
حصاوي:
دا صحفي كويس قوي. كاتب إيه؟
المثقف:
أقولك إيه ولّا إيه؟ كاتب يا سيدي (وطني حبيبي الوطن الأكبر.. يوم ورا يوم أمجاده بتكتر وانتصاراته مالية حياته).
حصاوي
(مقاطعًا): مش معقول كاتب كده بجد؟
المثقف:
وانت لسّه سمعت حاجة، كاتب كمان (وطني بيكبر وبيتحرر.. وطني.. وطني.. وطني يا وطن الشعب العربي ياللي ناديت بالوحدة الكبرى بعد ما شفت جمال الثورة، أنت كبير وأكبر كتير من الوجود كله.. من الخلود كله يا وطني. حلو يا نصر يا كاسي رايتنا. حلو يا وحدة يا جامعة شعوبنا).
حصاوي:
الله.. الله.
المثقف:
(الاستعمار على أيدنا نهايته.. راح م الدنيا زمانه ووقته)
حصاوي:
يا عيني.
المثقف:
(وطني يا ثورة على استعمارهم أملا جزايرك نار دمّرهم).
حصاوي:
يا سلام.
المثقف:
(وطني يا جنة الناس حاسدينها.. على أمجادها وعلى مفاتنها يا اللي قنالك رجعت ملكك)، (وطني يا زاحف لانتصاراتك ياللي حياة المجد حياتك.. في فلسطين وجنوبنا الثائر هنكمل لك حرياتك.. وطن المجد
يا وطني العربي).
حصاوي:
غريبة، والرقابة سمحت له ينشر الكلام دا؟
المثقف:
رقابة إيه يا جاهل، ماكانش فيه رقابة وقتها.
حصاوي:
معلهش أعذرني أنا أصلي مش مثقف زي حضرتك. يعني ماكانش فيه رقابة خالص؟ يا سلام، أهو أنا كان نفسي أعيش في الأيام دي.
المثقف:
وافرض عشت فيها كنت هتعمل إيه؟
حصاوي:
أقول كل اللي نفسي فيه.
المثقف:
زي إيه يعني؟ ما تتكلم خايف من إيه؟
حصاوي:
خايف أقولك تزعل وتفتن عليّ للريس، يقوم يعتقلني!
(المثقف يغشى عليه)
نقلاعن البوابه نيوز
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com