ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

العمالة الأجنبية في السعودية: رحى الهجرة تسحق الأثيوبيين

فرانس 24 | 2013-11-12 14:25:06

 قتل شخصان في السعودية السبت، يبدو أن أحدهما أثيوبي، بعد هجوم على حي تقطنه أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية الأفريقية. فلماذا يهاجر الأثيوبيون؟ ولماذا تلفظهم السعودية اليوم؟ 

 
 
بعد أن أمهلت السلطات السعودية العمال المهاجرين المخالفين لنظام الإقامة والعمل سبعة أشهر لتسوية أوضاعهم أو مغادرة المملكة، بدأت مطلع الشهر الجاري بطردهم. وقد شهد السبت حي منفوحة الشعبي الواقع جنوب الرياض والذي تقطنه أعداد كبيرة من العمالة الوافدة من منطقة القرن الأفريقي، مواجهات مع الشرطة قتل خلالها شخصان وجرح العشرات واعتقل المئات وحدثت أضرار في الممتلكات. واندلعت أعمال العنف بعد أن هاجم مجهولون السبت عددا من المواطنين والمقيمين بالحجارة والسلاح الأبيض في الحي.
 
أثيوبيا تعمل على إعادة مواطنيها "بأسرع ما يمكن" والحد من هجرة تسيء إلى سمعتها
 
وأعلنت الحكومة الأثيوبية السبت أنها قررت إعادة مواطنيها المقيمين بشكل غير قانوني في السعودية إلى بلادهم، وذلك بعد معلومات غير مؤكدة عن مقتل أحد مواطنيها السبت برصاص الشرطة السعودية. وقال دينا مفتي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأثيوبية لوكالة فرانس برس أن بلاده تعمل على التثبت في هذه المعلومة مضيفا أنها ستعيد " أولئك الذين لم يفلحوا" في تلبية المعايير التي وضعتها السعودية. ولم يوضح المتحدث عدد العمال المهاجرين الأثيوبيين في السعودية ولا متى ستتم إعادة المخالفين منهم مكتفيا بتأكيد أن ذلك سيتم "بأسرع ما يمكن".
 
وكان دينا مفتي أعلن في أواخر الشهر الماضي "تجميد" حق الأثيوبيين في السفر للعمل بالخارج. وأكد أن هذا الحظر سيظل ساريا حتى تدارك "النقائص العدلية والإدارية والمؤسساتية التي تهم عمل - الأثيوبيين- بالخارج". كما تم تجميد رخص عمل الوكالات الدولية للتوظيف إلى أجل غير محدد. وتتهم السلطات الأثيوبية بعض هذه الوكالات بالكذب على الراغبين في الهجرة بشأن ظروف العمل في الخارج. وتعهدت بالعمل على التعرف على الوكالات التي تعمل بصفة غير شرعية، وإغلاقها. وأكد دينا مفتي لوكالة فرانس برس أن حظر السفر وتعليق رخص وكالات التوظيف يهدفان لإنهاء "هجرة يشجعها متاجرون بالبشر وتتسبب في مشاكل كبيرة للسكان وتضر بصورة البلاد".
 
هل سيعمل السعوديون في قطاع البناء وجمع النفايات ؟
 
ونظرا لما حصل السبت تكثفت الأحد حركة انتقال العمال الأفارقة الخائفين على أمنهم والذين ضاق ذرعهم من المعاملات السعودية "الرافضة للأجانب حسب قولهم"، وغالبيتهم من الأثيوبيين، إلى دور إيواء في إحدى مناطق العاصمة السعودية في انتظار ترحيلهم. وسخرت السعودية حافلات لنقلهم من حي منفوحة، وأكد مسؤولون سعوديون أن مراكز الإيواء أعدت لإعطاء الفرصة لمن أراد من المخالفين تسليم نفسه وعائلته طواعية لتسريع إنهاء إجراءات سفرهم. وتأمل السلطات بخفض إعداد العمالة الأجنبية المخالفة في بلد يبلغ عدد الوافدين فيه أكثر من تسعة ملايين شخص من أصل 28 مليون من السكان.
 
وتسعى المملكة إلى التقليص من حجم البطالة البالغ 12 بالمئة، على أن يقبل السعوديون بالعمل في مجالات اعتادها الأجانب على غرار البناء والسياقة وجمع القمامة والأعمال المنزلية. وتسبب رحيل مئات الآلاف من العمال الأجانب في وقت قصير في أزمة اليد العاملة الرخيصة في هذه القطاعات، لكن بعض خبراء الاقتصاد يؤكدون أن هذه السياسة ستكون إيجابية لاقتصاد البلاد على المدى الطويل. وإضافة إلى الأثيوبيين يشار إلى أن غالبية العمالة المخالفة من دول جنوب شرق آسيا خصوصا الهند وبنغلادش وباكستان فضلا عن الفيليبين واليمن ومصر. ومن جهة أخرى صدرت أنباء عن قرار الهند تنظيم رحلات جوية خاصة الأسبوع المقبل لإعادة مواطنيها.
 
المهاجرون الأثيوبيون: الفقر وراءهم والانتهاكات أمامهم
 
وإن كانت جنوب أفريقيا وأوروبا من الوجهات الرئيسية للمهاجرين الأثيوبيين، فإن أعدادا كبيرة تتدفق على بلدان الشرق الأوسط وخاصة لبنان واليمن والسعودية وإسرائيل. وتبلغ النسبة الإجمالية للبطالة 20 بالمئة في بلاد يعيش أغلب سكانها بأقل من دولارين في اليوم، لكنها تطال النساء بقرابة 30 بالمئة. ويغادر عدد كبير من الأثيوبيين، معظمهم من النساء والشباب، سنويا بلادهم أحد أفقر بلدان أفريقيا والثانية من حيث عدد السكان، للتوجه للعمل في الخارج.
 
وهاجرت العام الماضي 200 ألف أثيوبية، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية. وأفادت منظمة العمل الدولية أن عددا كبيرا من عمال المنازل الأثيوبيين في الخارج عرضة للعنف النفسي والجسدي ولظروف عمل سيئة من تمييز عنصري وأجور منخفضة. فمن الأمور المعتادة في السعودية قيام الكفلاء بالعمال الأجانب بابتزاز المكفولين إذا أرادوا تجديد معاملاتهم. ويهدد العامل المخالف للقوانين بعقوبة سجن قد تصل إلى سنتين، إضافة إلى غرامة مالية مرتفعة. ومن الأحداث التي هزت الرأي العام انتحار عاملة منزلية أثيوبية في 2012 في لبنان بسبب الإهانات التي عاشتها.
 
وكل سنة يفر عشرات آلاف الأثيوبيين والصوماليين من بلادهم هربا من أعمال العنف والصعوبات الاقتصادية، وألقت مآسي غرق المهاجرين قبالة سواحل جزيرة لمبيدوزا الإيطالية مؤخرا الضوء على المخاطر التي يواجهونها في رحلتهم نحو أوروبا. لكن الوجهات الأخرى لا تخلو من التهديدات، إذ يحاول العديد التوجه الى اليمن بحثا عن حياة أفضل. ويقضي العديد منهم غرقا أو على أيدي المهربين. ويصل المهاجرون إلى جنوب اليمن قبل التوجه شمالا إلى الحدود السعودية حيث سجلت عمليات نهب واغتيال...
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com