أبرزت عناوين الصحف الإسرائيلية الصادرة هذا الأسبوع تفاصيل محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى ,وعلى الرغم من أنها لم تحظى بنفس التغطية السابقة لمحاكمة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ,إل أنها ا حملت بعض التعاطف مع الرئيس السابق وأشارت إلى عدم قانونية محاكمنه كما فندت بعض من التهم التى وجهت ضده .
وتحت عنوان "عرض مرسى المسرحى "كتبت صحيفة معاريف العبرية أنه بدا للجميع خلال المحاكمة أن الرئيس مرسى لم يكن هو شخصياً على علم بالمكان الذى تم إيداعه داخله طيلة الأشهر الماضية منذ أن قرر وزير الدفاع التحفظ عليه وحرص على نقله للمحاكمة وعيناه معصوبتان .
وأضافت الصحيفة أنه فى مقابل ذلك ,ضلل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الالاف من المتظاهرين الذين توقعوا أن يتم إيداع الرئيس السابق فى سجن طرة الذى إحتجز فيه الرئيس الأسبق مبارك وفى نفس الوقت تم إعداد سجن برج العرب فى مدينة الأسكندرية الشهير بلقب "جواتنامو مصر" ,ولكن فى النهاية ,ووبعد جلسة إستمرت أقل من 40 دقيقة ,ركب مرسى طائرة عسكرية نقلته لمدينة الأسكندرية وهناك سيقضى الشهرين القادمين داخل زنزانة فى أحد المنشئات التابعة لجهاز للمخابرات المصرية ,وصفتها الصحيفة باللحصن الذى يتم حراسته بشكل مكثف .
إلا أن مرسى ,وفقاً للصحيفة ,أثبت للجميع أنه لا يقل دهاءاً عن سجانيه فلقد رفض أن يرتدى ملابس السجن البيضاء ,مثلما رفض الرئيس الإسرائيلى موشيه كاتساف ,إرتداء ملابس السجن البرتقالية اللون ,ودخل إلى المحكمة واثقاً من نفسه ورافعاً شعار رابعة العدوية الشهير ,وقلده بقية المتهمين الذين تم التحفظ عليهم ورفعوا أكفهم أمام المراسلين الأجانب الذين تم السماح لهم بالدخول إلى قاعة المحكمة بعد أن تم تجريدهم من الكاميرات والتليفونات التى بحوزتهم ,وحاول المحتجزون أن يوصلوا لهم رسالة ما تشير إلى صمودهم .
وعندما قال الرئيس السابق أنه الرئيس الشرعى رافضاً محاكمته ,حاول القاضى أحمد صبرى الذى تم إخفاء شخصيته حتى صباح يوم المحاكمة خوفاً على حياته , السيطرة على الفوضى التى حدثت داخل القاعة بين معراضى مرسى وبين طاقم الدفاع عنه .
وتسائلت الصحيفة عن الشفافية التى طالب بها الرئيس الامريكى والتى تجلت فى منع المصورين الاجانب من تصوير تفاصيل المحاكمة وإخضاع اللقطات التى تم إلتقاطها ,لمقص الرقيب العسكرى .
وتحت عنوان " عندما ترتدى الثورة عباءة القضاء" أكد تسيفى بارئيل المحلل الإستراتيجى لصحيفة هاآريتس اليسارية أن المحاكمة التى جرت للرئيس المصرى الثانى خلال عامين فقط تعد إختباراً جاداً لمنظومة العدالة الحقيقية داخل مصر التى يجب أن تظهر مزيداً من الإستقلالية البعيدة عن النفاق ,واشار بارئيل أن عريضة الإتهام الموجهة ضد مرسى والخاصة بأحداث الإتحادية التى راح ضحيتها 8 أشخاص وأصابة 500 شخص على الأقل لم يكن سببها فقط نقطة خلاف بين معارضى مرسى الذين اردوا إثناؤه عن قراره بإجراء تعديلات دستورية تحصنه سياسياً ,ولكنها كانت نقطة خلاف أيضاً بين الإخوان المسلمين بعضهم البعض .
بينما اكد "مائير مشعان "قنصل إسرائيل السابق بالقاهرة لموقع القناة السابعة الإسرائليية ,أن الإخوان المسلمين سيقبلون إستمرار القضية سواء أردوا أم لم يردوا لأسباب عديدة منها على سبيل المثال سيناريو محاكمة مبارك ,وأشار مشعان أن الجيش قرر إعادة العجلة إلى الوراء مرة أخرة والعودة للحكم العسكرى ,ولا توجد فى نيته أى رغبة لإرخاء قبضته الحديدية لذلك سيتم إعادة المحاكمة رغماً عن أنف الإخوان المسلمين .
وأكد أن القضية ستستغرق أشهر طويلة فى القضاء وربما تزيد عن فترة محاكمة الرئيس الأسبق مبارك ,وكلما طالت فترة المحاكمة ,إستمر الحكم العسكرى للبلاد ,وأشار أنه طالما تم التعامل مع القضية من الناحية القانونية فقط فأن القضية ستأخذ مجراها الطبيعى ,وأما إذا حدث تدخلات من أى جهة أخرى ,فمن الممكن تكرار المشاهد الدموية من جديد فى جميع ميادين مصر .
وأوضح القنصل الإسرائيلى أنه على الرغم من السلطة العسكرية سعيدة ببقائها فى السلطة ,إلا أن قادتها يعون جيداً أنهم يحتاجون لدعم الولايات المتحدة والدول الأوربية إقتصادياً حتى ينجحوا فى إدارة البلاد وهو ما لن ترضى عنه الولايات المتحدة.
فيما أوضح موقع والا الإسرائيلى أن مشهد محاكمة مرسى يحمل دلالة خاصة بعد مشهد ظهور مبارك داخل القفص بين نجليه علاء وجمال ,ويعنى إنتقام النظام القديم من النظام الذى تبعه وتصفيه حسابه معه مبكراً .
وأوضح التقرير أن الجيش هدف من وراء هذا الشو الكبير لمحاكمة مرسى ,توضيح للإخوان نقطة غاية فى الاهمية وهى "أن نظامكم قد إنتهى بالفعل"
ودافع التقرير عن التهم المقدمة ضد مرسى ووصفها أنها بعيدة نسبياً عن الواقع ,وأشار أنه إذا كان مرسى متورط بشكل ما فى قتل المتظاهرين ,فأن التهمة الاخرى التى تدعى تورطه مع حركة حماس من أجل زعزعة إستقرار البلاد ,غير صحيحة وأضاف أن مرسى قد ربطته بالفعل علاقات وطيدة بحركة حماس ,ولكنه كان أول من صادق على بدء حملة مكافحة الانفاق فى رفح خلافاً لسابقه مبارك .
ووواصل التقرير دفاعه عن مرسى وأستعرض إحدى التهم الاخرى التى وصفها بالمضحكة والسخيفة التى تم توجيهها للرئيس السابق والتى يعرفها عشرات الملايين الذين منحوه أصواتهم ,وهى تهمة هروبة من السجن خلال إندلاع أحداث ثورة 25 يناير .
واتهم الموقع الإسرائيلى الجيش ,بإثارة حالة من الغليان داخل الشارع المصرى وضد النظام الجديد ,وأشار إلى أن خروج الألاف من جماعة الإخوان المسلمين يدل على أن هناك صعوبة فى قمع افرادها بالقوة فهى تحظى بشعبية جارفة داخل مصر صحيح أنها لم تعد كما كانت عليه قبل عامين ,إلا أن هذة الشعبية مازالت موجودة بوضوح .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com