بقلم: مينا ملاك عازر
عصفت كلمات الشابة بنت المعزول، لابس الزي الأبيض بقلوب الإخوان في شتى بقاع الأرض، قلوبهم دمعت حزناً على والدتها التي لم ينتبه أحد لها إلا ابنتها البارة التي انتبهت لوجعها، وصرخت من هول الألم، وقالت أمي لم تعاشر أبي منذ خمسة أشهر ويزيد، أمها تتوجع ليس لفراق أبوها ولا الظلم الواقع به كما يحسبون وإنما لأنها تحتاجه ولا ينكر أحد عليك يا أم أحمد ذلك، ما أشجعك يا ابنة الإخوان البارة، يا ابنة المخلوع غير الخجولة، ضقتي ذرعاً بألم أمك وآهاتها، فأفصحتي عن وجعها، فأدميت قلوبنا.
لولا حيائي الذي أتحلى به لكنت قلت لك ما قاله أبوكِ لزوجات الضباط المصريين المختطفين والمختفين حين قال لهم إن لم تطيقوا بُعادهم طلقوهم وتزوجوا غيرهم ، فلن أقول لكِ هكذا، وخاصةً أنني أعرف أن أمك لن تجد رجُلاً إخوانياً تتزوجه عوضاً عن أبوكِ إذ أن جُلهم ما بين مُطارد ومسجون، بدليل مظاهراتكم التي لا يظهر فيها إلا الطالبات والسيدات والنساء، الجماعة أَنَتْ لوجيعة أم أحمد التي باحت بها، فقررت الجماعة أن تمهلنا أسبوعين لنتصالح، ويٍخرج المعزول لزوجته، وإلا سيتركوا علينا أم أحمد تكشف رأسها وتدعي علينا، يا ويلنا من دعوات أم أحمد، أم أحمد مكلومة في غالي، فدعوتها مستجابة، وحتى الجماعة قاسية القلب التي رملت زوجات، وثكلت أمهات، ويتمت أطفال، لاَن قلبها، وحن على أم أحمد، ولم تطق عليها الأنين، وقررت أن ترفع غضبها عنا، يا ويلنا نحن الأشقياء، نهدر الفرص، ونعاند ونستكبر على المصالحة، ونستهزأ بأنينٍ زوجة لم يحن زوجها وجماعته لأنين الآف الزوجات والأمهات.
دعت أم الشهيد الجندي وأم جيكا وغيرهن كثيرات، وحتى أم طفل العمرانية، أن ترى نساء الجماعة ما تراه نساء مصر، فرأت وبكت أم أحمد، ولكن المصريين لم يزالوا يستكبرون على المصالحة، ولا يدركون إن غضب أم أحمد وحش، ولكن قبل المصريين لم يفهم الإخوان أن غضب المصريين أوحش حتى ذاقوا وأنوا وطلبوا الصلح لمصلحة أم أحمد.
لم تكن مبادرة الجماعة هي مبادرة للصلح فقط بل أبدعت الجماعة، وأفاضت علينا من قريحة ألمعية بمبادرة خصت بها أعضائها فطالبتهم بأن يرتدوا الأبيض مثلهم في ذلك مثل جاسوسهم المسجون، ويلتقطوا بعضهم لبعض صوراً بالوجه ومن الجانب على غرار الصور التي تم تصويرها للمعزول في السجن، ونشر هذه الصور، لم أفهم من أين لهم بكل هذا البياض الذي انسحب من قلوبهم وظهر على ثيابهم؟! لم أفهم من أين لهم بتلك الأفكار المذهلة والمدهشة؟! أُفاجأ بأفكار الجماعة التي كل يوم تفيض قريحتها ببلوى لا تقل عن سابقتها، الجماعة تتجمل بالأبيض ولا أعرف كيف سيجمعوا ملابس حمراء؟ ولا من أين وقتما يرتديها الخائن المعزول ومرشده ونائب مرشده؟ وهل سيلتقطون لبعضهم البعض صوراً وهم معلقون بالمشانق؟ ومن سيلتقط؟ وهل يلتقط الموتى صوراً لبعض!؟ لكن لو كانت هي المشكلة حينها، أظن أن كثيراً من المصريين سيتعهدون بأن يقوموا بتصوير الجماعة وهي تنتحر جماعياً، وهي تظن أنها بذلك تحاكي مساجينها ومجرميها، وهم معلقون على حبال المشانق، المصريون كلهم سيصوروهم وسينشرون صور أذكى جماعة إجرامية حكمت مصر، يصور المصريون وينشرون ليرى العالم كيف تنضح قرائح الجماعة أفكاراً جديدة؟
الجماعة تقدم المبادرات لمصر ولأعضائها، أفكارها تنضح ذكاء وتفضحهم، فكلما عبروا عن أفكارهم كشفوا ما بداخلهم، الجماعة تمهل وطناً، والوطن يثق في نفسه ورجاله، الجماعة تهيج أعضائهاً وتحاول تشويه اللون الأبيض بأن ترتديه ولكن هيهات سيبقى الأبيض ناصع وسيبقى الأحمر ينتظركم استجابة لدعوات أمهات وزوجات وأبناء وبنات الشهداء.
المختصر المفيد اللهم لا شماتة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com