أول من أمس، في العاصمة المصرية، بمنطقة مدينة نصر، خرج ضابط أمن الدولة المقدم محمد مبروك من منزله، وركب سيارته متجها لمقر عمله. وفجأة ظهرت سيارة بيضاء طاردته وأطلقت عليه النار فسقط قتيلا. هذا الحادث يمثل نقلة نوعية في صراع الدولة المصرية ضد الإرهاب.
كل يوم يسقط رجل شرطة، أو أكثر، قتيلا في سيناء. واللافت للنظر أن معظمهم يقتلون ليس أثناء مهمات قتالية أمنية، بل وهم يمشون في الشوارع أو الأسواق، أو يهاجمونهم في منازلهم ويقتلونهم بين أفراد أسرتهم.
أما حادث قتل المقدم محمد مبروك فهو ما توقفت أمامه طويلا محاولا فهم ما وراءه من أبعاد. الضابط هو أحد المسؤولين عن مكافحة الإرهاب، وهو أيضا مطلوب للشهادة أمام المحاكم في قضايا تتعلق بالإرهاب خاصة هروب المساجين من السجون المصرية بمساعدة عناصر مسلحة غير مصرية، ولا شك أن هؤلاء الذين اغتالوه يعرفون عن نشاطه أكثر مما نعرف نحن.
لم تكن عملية قتل عشوائية، بل كانت عملية اغتيال مستندة إلى قاعدة بيانات ولا أثر للصدفة أو العشوائية فيها. وهو ما يجعلني أقول إن عمليات الاغتيال المنظمة قد بدأت في مصر. وعندما أفكر في أحوالنا وبالتحديد في أحوال الشرطة المصرية وإمكانياتها الحالية وفي طبيعة المعركة التي تخوضها فلا بد أن ينتهي بي الأمر إلى أن أصارح كل الأصدقاء والحلفاء في المنطقة العربية وفي أوروبا وأميركا بأنه قد جاءت اللحظة التي يجب عليهم فيها تقديم كل المعونة للشرطة المصرية لمساعدتها على خوض معركتها مع الإرهاب بأقل الخسائر.
إنني أناشد الأصدقاء في السعودية والإمارات والكويت والاتحاد الأوروبي وأميركا أن يتقدموا لمساعدة مؤسسة الشرطة المصرية كمؤسسة مدنية مستقلة، وإمدادها بالتدريب والأجهزة والأموال، وفوق كل ذلك إمدادها بالمعرفة، لتمشي خطط الدولة الحالية في طريقها، تلك الخطط التي لا بد أن تصطدم في النهاية بعقبة العجز في الميزانية.
أما ما أقترحه على كل من يستجيبون لندائي فهو إنشاء صندوق خاص بالشرطة المصرية يتحكم فيه خبراء من العالم كله. صندوق لا شأن لميزانية الدولة به. نحن في حاجة إلى حملة ميكانيكية جوية، نحن في حاجة إلى لنظام اتصالات جديد، نحن في حاجة إلى معامل عصرية، نحن في حاجة إلى طائرات من دون طيار، وفي حاجة إلى المعرفة والخبرة من كل الدول التي استخدمت هذا السلاح في ضرب عناصر الإرهاب. وحتى لو كانت الشرطة المصرية هي أعظم شرطة في العالم فهي في نهاية الأمر لا بد لها من التعاون وتبادل المعلومات مع كل أجهزة الأمن في العالم الحر.. أقصد العالم المكافح للإرهاب. لدينا خارطة طريق، والإرهاب أيضا له خارطة طريق علينا أن نمنعه من تنفيذها. علينا أن نمنعه من اغتيال الشهود والقضاة والضباط والكتاب، علينا أن نمنعه من إشاعة الرعب في مصر وترويع المصريين، تمهيدا لإقامة مملكة للشر على أرض وادي النيل. لهذا أنا أطلب من حضراتكم النظر بعين الاعتبار لما أطلبه منكم.
نقلا عن الشرق الأوسط
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com