يتمتع بثقة وحب جميع الأساقفة فى الكنيسة، والأقباط داخل وخارج مصر، تتلمذ على يد الأنبا «موسى» أسقف الشباب، وخاض الانتخابات البابوية، وحصل على أعلى الأصوات، وعندما اختارت القرعة الإلهية البابا «تواضروس» الثانى، بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية، كان أول المهنئين له قائلاً إنه اختيار السماء.
الأنبا «رافائيل» سكرتير المجمع المقدس، وأسقف عام كنائس وسط القاهرة فتح قلبه فى حواره مع «المصرى اليوم» وعلق على العديد من الأحداث الداخلية والخاصة بالكنيسة وما تمر به مصر.
وإلى نص الحوار:
كيف رأيت حادث الوراق الإرهابى الأخير..الذى راح ضحيته ٥ شهداء من الأقباط والمسلمين ومصابون مازالوا يتلقون العلاج حتى الآن؟
- حادث الوراق كان تصعيداً لصورة الإرهاب فى مصر، فبعد فض اعتصامى رابعة والنهضة قام بعض المتشددين بحرق عشرات الكنائس والمدارس القبطية، ولكن دون إصابة نفوس، ولكن شهدنا فى هذا الحادث قتلا مباشرا، وسقط بين الضحايا أطفال.
بالحديث عن الاعتداء على الكنائس..أين وصلت الكنيسة مع الدولة فيما يخص إعادة بنائها؟
- هناك اتصال دائم بين الكنيسة والجيش ووزارة الإسكان، وطلبوا من الكنيسة رسومات هندسية وتقديرا مبدئيا لتكاليف الكنائس التى احترقت وتم تقديرها بـ١٨٠ مليون جنيه، والبابا تواضروس الثانى، كلف الأنبا «بيمن» أسقف قوص ونقادة بالإشراف والتنسيق مع الجهات المسؤولة فى الدولة عن إعادة إصلاح وترميم الكنائس المحترقة، وبالفعل تقدم برسومات هندسية للجهات المختصة وننتظر إصلاحها فى أقرب وقت، بالإضافة إلى أن هناك مدارس وممتلكات شخصية للأقباط تعرضت للاعتداء.
هل تتوقع أن يكون الوضع أصعب لأقباط مصر فى المستقبل؟
- ننظر بعين الرجاء والتفاؤل والأمل فى المستقبل الذى سيكون أفضل، ونتمنى أن نكون دولة متحضرة، وأن تحدد سيادة القانون العلاقة بين المواطنين، وألا يكون هناك تمييز سلبى ضد أى مواطن أياً كان انتماؤه، وأن يحظى كل مصرى بالحرية الكاملة.
كيف كان وضع الأقباط مع جماعة الإخوان المسلمين خلال عام وأكثر من حكمها؟
- الوضع مع جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول «محمد مرسى» لم يكن صعباً بالنسبة للأقباط فقط بل كان لكل المصريين، بدليل أن كل مصر خرجت ضده فى ٣٠ يونيو، وخرجت الملايين غاضبة من حكمه وحكم جماعة الإخوان المسلمين.
كيف ترى دور القوات المسلحة فى المرحلة الانتقالية بعد رحيل الرئيس المعزول، وهل نفذت تفويض الملايين للفريق أول عبد الفتاح السيسى بمحاربة الإرهاب؟
- القوات المسلحة تنفذ التفويض حسب رؤيتها مع التعقل الشديد، ومنعاً للعنف وحقناً للدماء، وقامت بأدوار جيدة خلال الأعوام الماضية وهو ليس دورها بالأساس، والحق قواتنا المسلحة لا تريد غير سلام وأمان البلاد.
هل تؤيد حملات ترشيح الفريق أول عبدالفتاح السيسى للرئاسة؟
- فى حالة ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى للرئاسة ستكون هناك سلبيات، منها أن بعض الدول الغربية ستتخيل أن ثورة ٣٠ يوينو العظيمة كانت انقلاباً عسكرياً، وهناك بعض الأشخاص يرفضون تولى العسكريين للحكم، أما على الصعيد الآخر حيث نفكر من يقود مصر فى هذه الفترة الحرجة من عمر الوطن ويكون هناك إجماع على شخص الفريق أول عبدالفتاح السيسى لإعادة الأمن للبلاد فلا يوجد على الساحة غيره، ونحن حتى الآن لا نعرف هل سيقبل أم لا؟ وأعتقد أنه سيفوز لأنه صار بطلاً قومياً فى عيون المصريين، ولا ننسى أنه وضع روحه على كفه من أجل مصر وغامر بمستقبله العسكرى بتحديه لجماعة الإخوان المسلمين وللولايات المتحدة الأمريكية، وهذا التحدى كان فقط من أجل مصر وشعبها.
هناك قطاع من الشباب القبطى يرتبط الجيش فى ذهنه بحادث ماسبيرو المأسوى.. كيف ترى ذلك؟
- هناك فارق بين المجلس العسكرى الذى كان موجوداً عقب ثورة ٢٥ يناير والقيادات الموجودة فى الوقت الحالى، ولا يوجد عداء بين الجيش وأى فصيل من أبناء الشعب المصرى، ودم الشهداء الذى سفك فى ماسبيرو لا يمكن أن ينسى، وأعتقد أنه سيأتى اليوم الذى سينتقم فيه الله لهذه الدماء سواء بمحاكمة عادلة على الأرض أو بنقمة إلهية.
ما رأيكم فى ترشح الفريق «سامى عنان» لرئاسة الجمهورية؟
- أظن أن الفريق سامى عنان أصبح ورقة محروقة، ولن يستطيع النجاح لو ترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية خاصة فى ظل مطالبات الكثيرين بترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى.
ما رأى نيافتكم فى مطالب بعض النشطاء الأقباط والسياسيين بتمييز إيجابى لهم فى الانتخابات المقبلة أو فى الدستور؟
- بعض الاتجاهات كانت تفكر فى تمييز إيجابى للأقباط والمرأة، على أن يكون ذلك إجراء انتقالياً لترسيخ الديمقراطية فى عقول الناس وحتى يعاملوا كمواطنين عاديين بلا تمييز إيجابى، وإذا اعتبروا الأقباط أقلية فى ذلك فنعتبر الأطباء أقلية والمهندسين أقلية وكذلك الأزهر.
بذكر قضية أن الأقباط إقلية.. ما عدد الأقباط الحقيقى؟
- لا يوجد إحصاء رسمى بالنسبة للأقباط من قبل الدولة ولا فى الكنيسة التى ليس من حقها إجراء أى إحصاءات ولكنها مسؤولية الدولة.
هل حققت ثورة ٣٠ يوينو طمأنينة للأقباط.. بعد حالات الهجرة عقب تولى الإخوان المسلمين للحكم؟
- فى أحدث زيارة لى لأوروبا كنت فى السويد ولندن وقلت لأبنائنا الأقباط هناك «مصر هتبقى بكرة أحسن من أمريكا وأوروبا وانتوا بكرة ترجعوا مصر تانى تلاقوها أحسن من الأول».
ما دور أقباط المهجر والكنائس المصرية فى الخارج بالتعريف بثورة ٣٠ يونيو ودعم هذه البلاد لخارطة الطريق؟
- تحرك أبنائنا وكنائسنا فى جميع دول العالم لتصحيح الصورة السلبية لثورة ٣٠ يونيو، وبعض الدول غيرت مواقفها تماماً نتيجة لمساعى الأقباط، ومن هذه الدول النمسا، نتيجة لجهود قبطى كان مرشحا للبرلمان النمساوى وهو فى نفس حزب وزير الخارجية ونقل له الصورة الصحيحية للثورة، وهو ما حدث ويحدث فى بلاد أخرى.
هل مشاركة البابا فى إقرار خارطة الطريق تفتح المجال لتدخل السياسة فى الكنيسة؟
- الكنيسة تقوم بدورها فى الرعاية الروحية وتميز بين الدخول فى السياسة والواجب الوطنى، لأن التدخل فى السياسة مشوب بالخطر، والكنيسة لديها استعداد للموت من أجل الوطن، والبابا تواضروس الثانى، ومن قبله كل بابوات الإسكندرية وطنيون حتى النخاع وتراب البلاد أمانة ويهمنا ولا توجد أى فرصة لرفعة مصر إلا ونغتنمها، وموقفنا نفس موقف الدولة تجاه الدول التى ترغب فى معاداة مصر.
ما تعليقك على تدخل بعض الدول فى الشؤون المصرية بحجة حماية الأقباط؟
- نرفض التدخل فى شؤوننا الداخلية بشكل عام ومن يأتى للحديث عن حماية أو مشاكل الأقباط نرفض مقابلته من الأساس ولا تتم المقابلة.
ما مطالبات الأقباط فى الدستور الجديد؟
- ما يشغلنا فى الدستور أن يكون لائقا بمصر كدولة متحضرة معاصرة مدنية تصون الحقوق لمواطنيها، والتفاصيل قابلة للحوار بشأن الدستور، خاصةً أن فى مصر مجتمعا مدنيا قويا، وأيضاً التيارات الدينية يجب أن يحترم رأيها ونسمعه ونناقشه، ويجب أن يكون الدستور مريحاً لكل التيارات ليخرج الدستور بلا فئة مضارة منه، والكنيسة ما تطلبه لنفسها تطلبه لغيرها.
ما رأيك فى دخول بعض التيارات الإسلامية فى السياسة ووجود ما يسمى بـ«الإسلام السياسى»؟
- أى تيار يقحم نفسه فى السياسة يضر بنفسه، ولو ظلت هذه التيارات تدعو للفضيلة ومعرفة الله لكان أفضل لها من الدخول فى المعترك السياسى فلا يليق بالدين أن يختلط بالسياسة وهو أسمى من ذلك لأن السياسة لعبة ولا يمكن أن يلعب بالدين فى السياسة.
هل أوشكت الكنيسة على حل مشكلة طالبوا الزواج الثانى، أو ما يسمى برابطة أقباط لائحة ١٩٣٨؟
- لا يمكن أن نخالف ضمائرنا ولا الكتاب المقدس، وما يمكن أن نفعله لابنائنا نوع من سرعة الإجراءات فى نظر الحالات المقدمة لنا، فالكتاب المقدس صريح وقال: «لا طلاق إلا لعلة الزنا».
هل هناك تطور بالنسبة للائحة ١٩٥٧ والخاصة بانتخاب البطريرك؟
- تم وضع المسودة الأولى للائحة انتخاب البطريرك وأرسلت للأساقفة ووضعوا عليها ملاحظاتهم وأعيدت مرة أخرى للجنة الترشيحات، وخلال أيام سترسل مرة أخرى للآباء الأساقفة وسيتم مناقشتها النهائية فى الشهر الجارى بعد موافقة المجمع المقدس عليها يوم ٢١ نوفمبر.
هل عالجت التعديلات سلبيات اللائحة القديمة؟
- عالجنا فيها جميع نقاط القصور ومن ضمنها إتاحة فئات أكبر فى الناخبين، خاصة قضية الجنسية فالنص الجديد أن يكون قبطيا أرثوذكسيا، وسيتم مشاركة الكنيسة الإثيوبية وفقا للبروتوكولات الموقعة والمتبادلة بين الكنيستين.
هل تغيرت طريقة تعامل الكنيسة مع التيار العلمانى؟
- كلمة علمانى فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تجمع كل الشعب ماعدا الأكليروس«رجال الدين» والكنيسة قائمة على المساهمة الفعالة للشعب مع رجال الدين والعلمانيين، فبعض الكنائس يقوم بالخدمة ثلاثة كهنة و٢٠ علمانى، وكل كنيسة بها مجلس إدارة من العلمانيين والمجلس الملى أغلبه منهم، والكنيسة تقبل الحوار مع كل أبنائها.
هل ترى أن الخطاب الدينى فى حاجة للتجديد؟
- الخطاب الدينى والإصلاح فى تعليم الأمل فى المستقبل الجيد لمصرنا الحبيبة ويجب أن يقوم الخطاب الدينى على الدعوة لنشر تعاليم الأديان السماوية بما فيها من قيم ومبادئ تجمع ولا تفرق بين أبناء الوطن الواحد.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com