ولا يقدر عليهم إنس ولا جان، شباب ملوش حل، قريبا ليس ببعيد عن مظاهرة «الفيشار» لإسقاط قانون «العار» قانون التظاهر، وبعيدا ليس قريبا عن «فشخ الداخلية» فى ميدان التحرير يوم أول ديسمبر، تستعر معركة «مصنع الكراسى» بين الألتراس «الأهلاوى»، والجماهير «البافارية». الشرارة كانت جملة عارضة، جملة شوارعية ذائعة، «وراء مصنع الكراسى»، دخلت القاموس البافارى من أوسع أبوابه، الباب الكروى، الجملة من فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، لكن شرح معناها يطول، لابد من مشاهدة الفيلم، أو سماع خطاب «الحارة المزنوقة» للقرداتى قبل عزله.
معركة «مصنع الكراسى» بدأت ورا مصنع الكراسى، وستنتهى حتما ورا مصنع الكراسى، «من» سيأخذ «من» وراء مصنع الكراسى، كانت الصفحة الرسمية لنادى «بايرن ميونخ» الألمانى، بطل أوروبا، نشرت صورة خاصة بمباراة البايرن أمام «بروسيا دورتموند» فى قمة الدورى الألمانى، ووجهت الصفحة رسالة إلى مشجعى البايرن حول العالم بمشاركة الصورة إذا كانوا يتابعون مباراة القمة، قام أحد المشجعين الأهلاوية، واسمه عبدالحميد فودة، بكتابة تعليق باللغة الإنجليزية أسفل الصورة:
Al Ahly will take you behind the factory of chairs
فيما معناه أن فريق الأهلى سيأخذ فريق بايرن «ورا مصنع الكراسى»، فى إشارة إلى لقاء الأهلى المرتقب أمام البايرن فى قبل نهائى كأس العالم للأندية الشهر المقبل بالمغرب فى حال تخطى الأهلى مواجهة «جوانزو الصينى» فى الدور الأول، أثار التعليق فضول «أدمن الصفحة»، فوجه تساؤلاً إلى المشجع الأهلاوى باللغة الإنجليزية: «عزيزى عبدالحميد فودة، من فضلك نريد معرفة ماذا تقصد بمقولة إن الأهلى سوف يأخذ بايرن خلف مصنع الكراسى..؟» وجاء رد الشاب المصرى مفحما: فوز الأهلى على ميونخ!!
الأدمن الألمانى طبعا فطس على نفسه من الضحك، إيش جاب لجاب، ليس كل من ارتدى فانلة حمراء، الأدمن معذور لم ير فيلم «لا تراجع ولا استسلام» المعروف بالقبضة الدامية بطولة الكوميديان أحمد مكى، وطالما الفوز يعنى «ورا مصنع الكراسى»، قام الأدمن بإرسال تحياته للجمهور المصرى لدعمهم «البايرن» للفوز على بروسيا بثلاثة أهداف نظيفة، وكتب: «بروسيا ورا مصنع الكراسى».
لم يبلع الألتراس الأهلاوى الطرفة، كما لم يبلعوا قانون التظاهر، وجدوا فيها توعدا، بمعنى أنتم اللاحقون وراء مصنع الكراسى، قام الأهلاوية بالهجوم على صفحة الفريق البافارى الرسمية على «فيس بوك»، وانهالت التعليقات الصاخبة المتوعدة بالثأر من البايرن والبافاريين، وقال أحد مشجعى الأهلى «هناخدكم وراء مصنع الكراسى»، وقال آخر «إحنا المصريين يا بافاريين». ووجه أحد مشجعى القلعة الحمراء تهديداً إلى «بيب جوارديولا»، المدير الفنى للفريق البافارى، قائلاً: «خلى بالك إحنا عندنا محمد يوسف»، ونشر أدمن صفحة «البايرن» ملخصا لحصاد المعركة الألمانية- المصرية: جماهير الأهلى تحتل صفحة بايرن ميونخ و«تُهدد» جوارديولا «هنخدك وراء مصنع الكراسى»!!
المعركة دخلت مرحلة «الجلاشة»، مشجعو النادى الأهلى علقوا على الصورة التى نشرها الأدمن البافارى بعد الفوز على بروسيا متوعدين: «هنعمل معاكم الجلاشة»، البافاريون يجتهدون فى فك شفرة «الجلاشة» قبل السفر لملاقاة الأهلى ورا مصنع الكراسى يوم 17 ديسمبر فى «أغادير» المغربية، صعبة الجلاشة قوى على الألمان، صعب ترويض هذا الجيل وكسر غروره، جيل يسير مظاهرة «الفيشار» لكسر أنف قانون التظاهر، ويهدد الداخلية «هنخدكم ورا مصنع الكراسى»، ويتوعد الألمان بكسر أعينهم وأنف غرورهم «هنعمل معاكم الجلاشة».
بالمناسبة أقرب تفسير للجلاشة كتهديد هى كلمة مستحدثة، أصلها رقائق الفطير التى تدمج فتصير «جلاش»، ويعرّفونها شبابيا بأنها اغتصاب الرجل كعقاب على جرائم سياسية كالتظاهر أو جنسية كالتحرش، والبعض يذكر أن القائم بالاغتصاب يكون «نسناس هائج لم ير زوجته منذ عام» بعد خروج فرج بطل فيلم «الكرنك» إلى المعاش، واللى يعيش ياما يشوف من جيل مصنع الكراسى.
المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com